مدونة حسام: روحانيات

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

‏إظهار الرسائل ذات التسميات روحانيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات روحانيات. إظهار كافة الرسائل

9 مارس 2015

الفارق بين العرب وبين السويد!

مارس 09, 2015 0
بقلم: الكاتب السعودي د. عبدالله الدويس

رغم أن في السعودية وعظ وإرشاد وخطب وقرآن وتفسير وتوحيد وفقه وسيرة، ومئات الآف من المساجد وعشرات الآف من الوعّاظ .. وكل هذا غير موجود في السويد!

ومع هذا تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية .. بينما السعودية تقبع في ذيل القائمة!

فرسول الرحمة ﷺ أوصى أصحابه بالهجرة إلى الحبشة .. وقال: "إن فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد"!

لم يكن في بلاد الحبشة قرآن يُتلى ولا خطب تُقرأ، ومع هذا عَمّ العدل والخير في أرضهم .. لم تكن مشكلة المسلمين في نقص خطب أو تلاوة قرآن أو تدريس حديث، بقدر ما هو في التعامل بالعدل والإنصاف ..

فالقاضي - الذي عيّنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه - حكم ليهودي بدرع علي، عندما لم يستطع علي إثبات ملكية الدرع !!

إن الله ليُبقي دولة العدل وإن كانت كافرة .. ويُنهي الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.

إن الخطب والقرآن والسيرة والحديث إن لم تنعكس سلوكاً في التعامل مع الضعفاء والمساكين وإعطاؤهم حقّهم - حتى وإن لم يسألوه - فإقرأ على مناهجك السلام.

في السويد لا يُعامل الإنسان على أساس جنسيته، بل على أساس آدميته .. في السويد يقرع باب بيتك في الصباح الباكر بزجاجة حليب طازج لطفلك الذي لا يحمل الجنسية السويدية!

كل ما في الأمر أنّه بشر ويحتاج إلى حليب طازج كما يحتاجه الطفل السويدي .. وفي بلادنا لا يقرع باب المقيم إلا الجوازات لترحيله أو تفتيشه.

في السويد تحصل على إقامة دائمة بعد المكوث 4 سنوات متواصلة.. وفي بلادنا يجدّد المقيم إقامته ولو مكث ألف سنة مما تعدون!

في السويد يحصل المقيم على الجنسية إن حفظ تاريخ السويد وعاش فيها ل 6 سنوات متواصلة .. وفي بلادنا ينتظر المقيم 6 سنوات للحصول على إذن لزواج مواطنة، ولا يُمنح الجنسية حتى وإن حفظ القرآن والإنجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتى العام 2015.

في السويد يتعاملون بالإسلام رغم كفرهم .. وفي بلاد المسلمين نتعامل بمنهج الكفر رغم أنّا مسلمون !!

في السويد لا تجد كفيلاً سويدياً يبتزّ مقيماً هندياً أو صومالياً ويطلب منه شيء دون وجه حق.

في السويد لا تسمع كلاماً فَجّاً من طفل صغير لم ينبت شاربه، ليقول لك: "إسكت ولاّ وربي أسفّرك"!

في السويد لن تجد خادمة تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع!

علّم أولادك أن البنجالي الذي ينظف شارعكم في كل صباح هو أخوك في الإسلام ..
بل قد يكون أفضل منك عند الله!

علّم أولادك أن من يصلح لك ثوبك ويخبز لك خبزك ويطهو طعامك هو بشر مثلك له مشاعر وكرامة وما أتى به هنا إلاّ طلب الرزق الحلال.

هذا الأمر ينطبق على كل الدول العربية بلا إستثناء.

كان هناك عراقي يعيش في السويد منذ سنوات، ولده كان من أوائل المتفوقين دراسيا، وقررت إدارة المدرسة تنظيم رحله إلى البرازيل مدفوعة الثمن من المدرسة للمتفوقين!

طلبت إدارة المدرسة جواز سفر ابنه لاستخراج تأشيرة دخول، بعد عدة أيام تحدثت مديرة المدرسة معه وطلبت مقابلته، المديرة كانت حزينة وهي تخبره أن السفارة رفضت إعطاء ابنه فيزا بسبب جوازه العراقي !

لكنها أكدت عليه عدم اخبار ابنه لكي لا ينصدم وتتعقد طفولته، ورجته أن يعطيها فرصة أخيرة
لحل الإشكالية لتجنب صدمة الطفل !!

غادر الرجل مكتب المديرة وهو يضحك ومستغرب من ردة فعلها، بل ذهب إلى المنزل وأخبر ابنه مباشرة دون تردد !!

بعد عدة أسابيع، اتصلت المديرة عليه وطلبت مقابلته.

حضر للمقابله على الموعد فوجدها تبتسم أبتسامة عريضة، ثم مدت يدها وأعطته جواز سفر سويدي لابنه!

انبهر الرجل من الصدمة وعُقد لسانه!

بادرته بالقول: "قمت بمخاطبة رئيس الوزراء بخصوص ابنك والذي وافق على منحه الجواز السويدي لتجنب الصدمة النفسية التي سيتلقاها الطفل والتي قد تنعكس على شخصيته عند الكبر!"

اللهم اجعل وجودنا في الوطن العربي شفيعا لنا يوم القيامة .. وادخلنا به الجنة.
Read More

25 مارس 2014

وبالوالدين إحسانا!

مارس 25, 2014 0
تقدم طبيب لخطبة فتاة، لكن الفتاة عندما علمت بظروفه، اشترطت ان لا تحضر والدته حفل الزفاف لكى تقبل اتمام الزواج.

احتار الطبيب الشاب فى أمره ولم يجد أمامه الا والد أحد أصدقائه، كان يحترمه كثيرا وكان أستاذ له فى الجامعة ليستشيره، وعندها سأله أستاذه: ولماذا هذا الشرط؟ فأجاب فى خجل: "أبي توفي عندما كنت بالسنة الأولى من عمري ووالدتى عاملة بسيطة تغسل الثياب لتنفق على تربيتى، لكن هذا الماضى يسبب لى الكثير من الحرج وعلى ان أبدء حياتى الان.

قال له استاذه: "لي عندك طلب صغير، وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها، ثم عد للقائي غدا وعندها سأعطيك رأيى"

وبالفعل عندما ذهب للمنزل طلب الطبيب الشاب من والدته أن تدعه يغسل يديها، فبدأ بغسل يدي والدته ببطء وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين، فيهما بعض الكدمات التي كانت تجعل الأم تنتفض حين يلامسها الماء !

بعد انتهائه من غسل يدي والدته، لم يستطع الانتظار لليوم التالى وتحدث فورا مع والد صديقه على الهاتف: "اشكرك فقد حسمت أمرى، لن اضحى بأمى من اجل يومى فلقد ضحت هي بعمرها من اجل غدى".

يقول المولى سبحانه في عدة آيات من القرآن الحكيم
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾ [لقمان: 14].

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15].

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

كما حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث من عقوق الوالدين مؤكدا أنها من أكبر الكبائر التي تحبط الأعمال وتذهب بالحسنات فقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا ينفع معهن عمل. الشرك بالله. وعقوق الوالدين. والفرار يوم الزحف".

وعن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟، قال: "الصلاة على وقتها، قال: ثم أي ؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله."

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أبوك.

Read More

6 يناير 2013

رجل قلبه معلق بالمساجد

يناير 06, 2013
قال أحدهم ركبنا أنا وخالي سيارتنا وأخذنا طريق العودة بعد أن صلينا الجمعة في مكة وبعد قليل ظهر لنا مسجد مهجور كنا قد مررنا به سابقا أثناء قدومنا وكل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراه.

مررت بجانب المسجد وأمعنت النظر فيه، ولفت انتباهي سيارة فورد زرقاء اللون تقف بجانبه، مرت ثواني وأنا أفكر ما الذي أوقف هذه السيارة هنا ؟، ثم اتخذت قراري سريعا. خففت السرعة ودخلت على الخط الترابي ناحية المسجد وسط ذهول خالي وهو يسألني: ما الأمر ؟ ماذا حدث ؟

أوقفنا السيارة ودخلنا المسجد وإذا بصوت عالي يرتل القرآن ويقرأ من سورة الرحمن فخطر لي أن ننتظر في الخارج وأن نستمع لهذه القراءة لكن الفضول بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد المهدوم ثلثه والذي حتى الطير لا تمر به.

دخلنا المسجد وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض وفي يده مصحف صغير يقرأ فيه ولم يكن هناك أحدا غيره، وأؤكد لم يكن هناك أحدا غيره

قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فنظر إلينا وكأننا افزعناه مستغربا حضورنا، ثم قال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

سألته صليت العصر؟ قال لا قلت لقد دخل وقت صلاة العصر ونريد أن نصلي، ولما هممت بإقامة الصلاة وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة ويبتسم لمن ولماذا ؟ لا أدري، وفجأة سمعت الشاب يقول جملة أفقدتني صوابي تماما قال بالحرف الواحد (أبشر .. وصلاة جماعه أيضا)

نظر إلي خالي متعجبا فتجاهلت ذلك ثم كبرت للصلاة وعقلي مشغول بهذه الجملة (أبشر .. وصلاة جماعه أيضا) من يكلم وليس معنا أحد؟ المسجد كان فارغا مهجورا، هل هو مجنون ؟

بعد الصلاة أدرت وجهي لهم ونظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ثم سألته كيف حالك يا أخي ؟ فقال بخير ولله الحمد، قلت له سامحك الله ... شغلتني عن الصلاة ؟ سألني لماذا ؟

قلت وأنا أقيم الصلاة سمعتك تقول (أبشر .. وصلاة جماعه أيضا)

ضحك ورد قائلا وماذا في ذلك ؟ قلت لا شىء ولكن مع من كنت تتكلم ؟، ابتسم ثم نظر للأرض وسكت لحظات وكأنه يفكر هل يخبرني أم لا ؟، تابعت قائلا ما أعتقد أنك بمجنون، شكلك هادئ جدا وصليت معانا وما شاء الله.

نظر لي ثم قال: كنت أكلم المسجد

كلماته نزلت علي كالقنبلة جعلتني أفكر فعلا هل هذا الشخص مجنون !

قلت له كنت تكلم المسجد ؟ وهل رد عليك المسجد ؟

تبسم ثم قال كنت أعلم أنك ستتهمني بالجنون ؟ وهل الحجارة تتكلم ؟ هذه مجرد حجارة

تبسمت وقلت كلامك صحيح وطالما أنها لا ترد ولا تتكلم ... لم تكلمها ؟

نظر إلى الأرض فترة وكأنه مازال يفكر ثم قال دون أن يرفع عينيه، أنا إنسان أحب المساجد كلما عثرت على مسجد قديم أو مهدم أو مهجور أفكر فيه، أفكر عندما كان الناس يصلون فيه وأقول لنفسي يا الله كم هذا المسجد مشتاق لأن يصلي فيه أحد ؟ كم يحن لذكر الله، أحس به أحس إنه مشتاق للتسبيح والتهليل يتمنى لو آية واحدة تهز جدرانه، وأحس إن المسجد يشعر أنه غريب بين المساجد يتمنى ركعة، سجدة ولو عابر سبيل يقول الله أكبر فأقول لنفسي والله لأطفئن شوقك، والله لأعيدن لك بعض أيامك، أدخل فيه وأصلي ركعتين لله ثم اقرأ فيه جزء كاملا من القرآن الكريم.

لا تقل إن هذه فعل غريب لكني والله أحب المساجد

دمعت عيناي نظرت في الأرض مثله لكي لا يلحظ دموعي من كلامه من إحساسه من أسلوبه من فعله العجيب، من رجل تعلق قلبه بالمساجد، ولم أدري ما أقول له واكتفيت بكلمة جزاك الله كل خير، سلمت عليه وقلت له لا تنساني من صالح دعائك.

ثم كانت المفاجاة المذهلة وأنا أهم بالخروج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض أتدري بماذا أدعوا دائما وأنا أغادر هذه المساجد المهجورة بعد أن أصلي فيها ؟ نظرت إليه مذهولا فتابع قائلا: (اللهم يارب إن كنت تعلم أني آنست وحشة هذا المسجد بذكرك العظيم وقرآنك الكريم لوجهك يا رحيم فآنس وحشة أبي وامي في قبورهم وأنت أرحم الراحمين).

حينها شعرت بالقشعريرة تجتاح جسدي وبكيت كطفل صغير، أي فتى هذا ؟ وأي بر بالوالدين هذا ؟
كيف رباه أبواه ؟ وأي تربية ؟ وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا ؟ كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أمواتا ؟ هل سأل أحدنا نفسه يوما ماذا بعد الموت؟ حفرة ضيقة، ظلمة دامسة، غربة موحشة، سؤال وعقاب، وعذاب وإما جنه.. أو نار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله "إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين") أخرجه البخاري ومسلم

Read More

14 أغسطس 2012

زكاة الفطر

أغسطس 14, 2012
شُرعت زكاة الفِطر في السنة الثانية من الهجرة، وحكمة مشروعيتها أنها طُهْرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين، وهي تجب على من صام رمضان ومن أفطره لعذر أو لغير عذر، ومقدار هذه الزكاة صاع من غالب قوت البلد، ورأي الجمهور أنها تخرج صاعاً من أي قوت لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاعًا من طعام، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب، أو صاعًا من أقط، فلم نزل كذلك حتى قَدِم معاويةُ المدينةَ، فقال: إني لأرى مُدَّيْن من سمراء الشام يَعدِل صاعًا من تمر، فأخذ الناس بذلك، قال أبو سعيد: فلا أزال أُخرِجُه كما كنتُ أخرجه"، والصاع قدره جماعة من العلماء أنه أربع حفنات بكفي رجل معتدل الكفين.

وقد أجاز جماعة من فقهاء الحنفية إخراج القيمة في صدقة الفطر، والقيمة تختلف على اختلاف الصنف الذي يريد المزكي أن يخرجها منه، فعلى سبيل المثال من الناس من يريد إخراجها من القمح فعليه أن يحسب قيمة الزكاة على ثمن كيلوين من القمح فإن كان أربعة جنيهات مثلا، تكون القيمة المعينة في حقه هي الأربعة جنيهات عن كل فرد.

وهناك من يريد أن يخرجها من الزبيب فعليه أن يحسب قيمة الزكاة على ثمن 1.5 كجم من الزبيب وسعره مثلا 18 جنيهًا، فتكون القيمة المعينة في حقه حينئذ هي 18 جنيهًا مصريًّا، وهكذا.

أما القول بأن هناك قيمة ثابتة لزكاة الفطر ففيه ظلم كبير للفقير، فالشرع قد جعل هذه الأصناف متفاوتة لكي يخرج كل شخص الشيء الذي يناسبه فالذي يناسب الأغنياء والصفوة أن يخرجوا الزكاة من الزبيب، وأصحاب الدخول المعقولة يختارون الفاصوليا أو اللوبيا، والفقير يختار أن يخرجها من القمح، وهكذا.

وزكاة الفطر واجبة على كل حُر مسلم قادر، يملك النصاب الفاضل عن حاجته الأصلية.

وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يخطب قبل يوم عيد الفطر، ويأمر بإخراج زكاة الفطر.

ففي الحديث الصحيح عن عبد بن ثعلبة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفطر بيوم أو يومين، فقال: "أدوا صاعا من بُر أو قمح، أو صاعا من تمر أو شعير، عن كل حُر أو عبد، صغير أو كبير".

بعض الأئمة يقول: إن زكاة الفطر لا تجب إلا إذا كان المسلم عنده ما يَفضُل ويزيد على قُوتِه وقُوتِ عياله يوم العيد وليلته، بعد ما يحتاج إليه من مسكن ودابة وثياب وكُتُب عِلْم، وكل ما جرَتِ العادة بالحاجة إليه.

فإذا كان المسلم غير مالك شيئا زائدَا على نَفَقَتِه ونفقة عياله عند وقت وجوب الزكاة، وهو من طلوع فجر عيد الفطر أول شهر شوال فإنه لا يكون مُكلفا بدَفْع هذه الزكاة.

والقرآن الكريم يقول: "لاَ يُكَلفُ اللهُ نَفْسا إِلا وُسْعَهَا" ( البقرة:286).

ويرى جمهور الفقهاء أن تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد مكروهه، لأن المقصود الأول منها إغناء الفقير عن السؤال والطلب في هذا اليوم، فمتى أخرها فات جزء من اليوم دون أن يتحقق هذا الإغناء.

ويرى ابن حزم أن وقتها ينتهي بابيضاض الشمس وحلول وقت صلاة العيد فالتأخير عنه حرام.

قال: "من لم يؤدها حتى خرج وقتها، فقد وجبت في ذمته وماله لمن هي له، فهي دين، وحق من حقوقهم قد وجب إخراجها من ماله، وحرم عليه إمساكها، فوجب عليه أداؤها، ويسقط بذلك حقهم ويبقى حق الله في تضييعه الوقت، لا يقدر على جبره إلا بالاستغفار والندامة".

ومال الشوكاني إلى أن إخراجها قبل الصلاة واجب لحديث ابن عباس: "فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".

ومعنى أنها صدقة أي ليس لها الثواب الخاص لزكاة الفطر بوصفها قربة لها وقت معلوم.

وأما تأخيرها عن يوم العيد، فقيل: إنه حرام بالاتفاق لأنها زكاة واجبة، فوجب أن يكون في تأخيرها إثم، كما في إخراج الصلاة عن وقتها.


Read More

12 أغسطس 2012

تم البدر بدري !!

أغسطس 12, 2012
عندما تتغنى شريفة فاضل في الساعات القليلة القادمة بكلمات الشاعر العبقري عبد الفتاح مصطفى والحان المبدع عبد العظيم محمد (تم البدر بدري) فأعلم إن هي إلا سويعات وينتهي شهر رمضان الكريم الذي يأتينا مسرعا ويغادرنا بذات السرعة، دون أن يمنحنا الفرصة للفوز بالمزيد من أطنان الحسنات التي يوزعها على أحباء الرحمن في أيامه.

تودع الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم الذي كنا نترقبه بالأمس بكل فرح وخشوع، واليوم نودعه بالأسى والدموع، وتلك سنة الله في خلقه، أيام تنقضي، وأعوام تنتهي، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

مضى الشهر الكريم وقد أحسن فيه من أحسن وأساء فيه من هم بهم الله أعلم، وهو شاهد لنا أو علينا، للمجتهد بصيامه وقيامة والمقصر بغفلته واعراضه، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات؟!

سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله علية وسلم عن قولة سبحانه "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" (المؤمنون الآية: 60) أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر ؟

قال صلى الله عليه وسلم: (لا يا ابنة الصديق .. لكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون أن لا يُتقبل منهم).

ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" (المائدة الآية: 27).

فماذا بعد شهر رمضان ؟!! ماذا عن آثار الصيام التي تركها في نفوس الصائمين ؟!!

لننظر في حالنا ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا ولنقارن بين حالنا قبل حلول الشهر وحالتنا بعده، هل ملأت التقوى قلوبنا ؟!! هل صلحت أعمالنا ؟!! هل تحسنت أخلاقنا ؟!! هل استقام سلوكنا ؟!! هل اجتمعت كلماتنا وتوحدت صفوفنا ضد أعدائنا وزالت الضغائن والأحقاد من نفوسنا ؟!!

هل تلاشت المنكرات والمحرمات من أسرنا ومجتمعاتنا ؟!!

لقد جاءت النصوص الشرعية بالأمر بعبادة الله والإستقامة على شرعة عامة في كل زمان ومكان، دون تحديد أو تخصيص مرحلة من العمر، أو فترة من الدهر، يقول المولى عز وجل "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر: الآية 99).

ولما سُئل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ تركوا ما الفوه طوال الشهر، قال بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان.

فهاهو رمضان قد جمع أغراضه مستعدا للرحيل، واليوم الذي سينقضي لن يعود، فهل ستكون من عباد الشهر.. أم عبدا من عباد الرحمن؟!!

اللهم ارحمنا برحمتك وعلى طاعتك أعنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا



Read More

25 يوليو 2012

نصائح غذائية هامة في شهر رمضان

يوليو 25, 2012
ترتبط الكثير من المناسبات الدينية في الوطن العربي بتقديم بعض أنواع الأغذية الخاصة بها، ولعل شهر رمضان من أهم المناسبات الدينية التي ترتبط بالغذاء والتغذية، ففيه يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 12 إلى 16 ساعة في اليوم، ما يسمح لأجهزة الجسم خاصة الجهاز الهضمي براحة إجبارية من عناء العمل طوال عام كامل، ويقلل من الشعور بالتهيج والاستثارة والانفعال غير الضروري.

ولا تختلف الاحتياجات الغذائية في شهر رمضان عنها في الشهور الأخرى، بل المفترض أن تقل نظرا لكثرة ساعات النوم وانعدام النشاط البدني والحركي.

لكن الواقع أن استهلاك المواد الغذائية يرتفع بمعدل كبير جدا أثناء شهر رمضان، وبنسب تتراوح بين 20 إلى 40 في المائة عن الاستهلاك في باقي أشهر العام.

بخلاف أن استهلاك الأغذية يرتفع بشكل مرعب في الفترة الزمنية المحدودة جدا بين الإفطار والسحور، ما يعطي إحساسا بالتخمة وقد يؤدي تراكم المواد الغذائية وتوالي تناولها إلى الإصابة بعسر الهضم والحموضة.



ومن العادات الغذائية الصحية والسليمة التي يجب أن يتمسك بها الصائم ويطبقها في شهر رمضان بدء الإفطار على السنة النبوية بتناول ثلاث تمرات لما في ذلك من فوائد عظيمة

فالتمر سريع الهضم والامتصاص خلال ساعة من تناوله، مما يسرع في إمداد الجسم بالطاقة، كما أن سكر الفركتوز الموجود بالتمر يعوض السكر المحترق في الدم نتيجة الحركة وبذل الجهد، فلا يفتر نشاط الصائم ولا يتعب.

التمر يقوي الكبد والقلب لما يحتويه من منجم من المعادن السهلة والسريعة الامتصاص.

يحفز تناول التمر المعدة والأمعاء على إفراز الإنزيمات الهاضمة، فيسهل هضم باقي الإفطار الذي يحتوى على البروتينات والكربوهيدرات.

يساعد التمر على تصحيح حموضة البول الناتجة عن الصيام، مما يقي الجسم من تكون الحصوات.

التمر غنى بالفيتامينات والمعادن وبالألياف الغذائية، مما يجعل الصائم يشعر بالشبع فلا يندفع إلى تناول الطعام بصورة كبيرة تضر بجهازه الهضمي.

وينصح الصائم بعدم تناول طعام الإفطار بشكل متواصل، فبعد تناول التمرات وكوب الماء يتوقف حتى يتسنى للسكر الموجود في التمر الوصول للدماغ وإعطاؤه الإشارة المناسبة، وعند الجلوس للمائدة مرة أخرى يفضل تناول طبق الشوربة الدافئ أولا لأنها تعمل على تنبيه أعصاب المعدة، ثم يليها بإي أنواع آخرى من الطعام الصحي.

وبذلك تكون المعدة قد امتلأت تقريبا فيكتفي الصائم بكمية محدودة من باقي أنواع الطعام، ويكون قد حصل على إفطار صحي متكامل دون إي إخلال باجهزة جسمه.

كما يجب أن يكون الطبق الرئيسي خاليا من الدهون أو يحتوي على كمية قليلة جدا منها.

ومن أهم الأمور الواجب مراعاتها تناول الطعام ببطء وعدم الإسراع فيه، حيث إن عملية تبليغ الدماغ أن المعدة امتلأت تستغرق 20 دقيقة، فإذا تناولت الطعام بسرعة ستشعر بالتخمة والكسل.

وينصح بتناول الفاكهة ما بين الإفطار والسحور، بالإضافة إلى شرب كأسين من الحليب قليل الدسم، كما ينصح أيضا بشرب كميات كافية من الماء ما بين الإفطار والسحور لإمداد الجسم بالسوائل أثناء النهار.

ويمكن أخذ قليل من الحلويات بعد مضي 4 ساعات على تناول الإفطار.

وبالنسبة لوجبة السحور التي تعين المرء على تحمل مشاق الصيام فأن الحرص عليها يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء النهار، ويساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديدين، ويمنع الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، ويمنع أيضا فقد الخلايا الأساسية للجسم.

وتناول السحور ينشط الجهاز الهضمي، ويحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.

ومن المستحسن أن تحتوي وجبة السحور على الخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش والجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح .

ويفضل أن تكون وجبة السحور من الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم مثل الفول المدمس أو الجبن والبيض، فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 إلى 9 ساعات، فتساعد على تلافى الإحساس بالجوع كما تمده بحاجته من الطاقة.

كما يفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح، كون الأول يبعث على الجوع، ووالثاني على العطش، ويجب تأخير موعده قبل آذان الفجر بأقل من ساعة لضمان أكبر فائدة ولما صح عن حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور".

Read More

20 يوليو 2012

نصائح.. أول يوم صيام

يوليو 20, 2012
رمضان كريم.. كل عام وأنتم بخير، اليوم هو الأول من الشهر الكريم، ولعل بعضنا لم يعتد أجواء الصيام، في ظل أرتفاع حرارة الجو، وتأخر وقت الافطار.

فأحرص على أن تتبع النصائح التالية قدر ما استطعت، ونسئل الله العلي القدير أن يتقبل منا صيام الشهر الكريم وقيامه.

- يكون الأفطار على تمرتين قبل تأدية صلاة المغرب ثم العودة لتناول وجبة الإفطار، فالتمر مصدر غني جداً بالسكريات يعطي الجسم جرعة سريعة من الطاقة ويهيئه لاستقبال كميات أكبر من الطعام.

- تناول ثلاث وجبات رئيسية (الإفطار، والعشاء، والسحور) بحيث تكون الكميات المتناولة في كل وجبة قليلة، فكلما توزع الطعام في ساعات متباعدة كلما زالت معه عوارض الإرهاق (سوء الهضم والانتفاخ والرغبة في النوم).

- عدم الاستغناء عن وجبة السحور فهي ضرورية جداً لإمداد الجسم بالطاقة لساعات أطول، كما تساهم في تقليل حدة الشعور بالجوع وما يرافق ذلك من ألم في الرأس.

- التقليل من تناول المشروبات مع الوجبات الرئيسية خاصة المشروبات الغازية التي قد تسبب سوء الهضم والانتفاخ.

- تناول المشروبات الرمضانية التقليدية مثل قمر الدين، تمر هندي، الخشاف لما تحتويه من أملاح معدنية وفيتامينات بشرط عدم الإفراط في تناولها لكونها غنية بالسعرات الحرارية.

- التقليل قدر المستطاع من تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة كونها مادة مدرة للبول وتساعد الجسم على التخلص من الماء، وينصح الأشخاص الذين يكثرون من تناول القهوة في الأيام العادية أن يقللوا من تناولها خلال الشهر تفاديا للعوارض التي قد تلحق بهم أثناء ساعات الصوم.

- الابتعاد عن تناول الحلويات فهي غنية بالسعرات الحرارية والدهون والتي سوف تؤدي إلى زيادة في الوزن عند انتهاء الشهر كما أنها تؤدي إلى ارتفاع في مستوى الدهون والسكر في الدم عند الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه المشاكل.

- المثابرة على ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد أو قبل وجبة الإفطار بساعات قليلة، فالحركة تشعرك بالنشاط وتساعدك على خسارة بعض السعرات الحرارية.

- حاول أن تستثمر أوقات فراغك بالقراءة النافعة (وأجلها قراءة القرآن)، الذي يمنحك بركة ومنعة من المعصية .

اللهم تقبل منا
Read More

15 يوليو 2012

فضل قراءة القرآن

يوليو 15, 2012
إقرا باسم ربك الذي خلق
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتلاوة ما أُنزل إليه فقال: {ورتّل القرآن ترتيلاً} [المزمل:4].

وقال تعالى مادحاً من قام بهذا العمل: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30] .

فمن ثمار هذه التلاوة أن فيها نجاةً من مثل السوء الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ» رواه الترمذي .

وفرق كبير بين التالي لكتاب الله وهاجره وإن كان منافقاً: فعن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ» متفقٌ عَلَيْهِ.

والمكثر من تلاوة القرآن يُحسد على هذه النعمة فعن ابن عمر رضي اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ) متفقٌ عَلَيْهِ.

والحسد هنا بمعنى الغبطة، أن تمنى ما لأخيك من خير دون أن حقد أو تمنٍّ لزواله.

وتلاوته سبب للرفعة في الدنيا والآخرة: فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ) رواه مسلم.

وتلاوة القرآن بركة في الأولى والآخرة فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت: يا رسول الله أوصني، قال: «عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمرِ كلِّه» قلت: يا رسول الله زدني قال: «عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء».

وتلاوة القرآن خير من الدنيا وما فيها: فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا نحب ذلك، قال: أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ» والكَوما من الإبل عظيمة السَّنام.

وبتلاوة القرآن يحقق الله لك أربعة أمور الواحد منها خير مما طلعت عليه الشمس:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم .

وقد ثبت عن البراءِ بن عازِبٍ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ، وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُه يَنْفِرُ مِنْهَا، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلقُرْآنِ». والشطن هو: الحَبْلُ .

وكل حرف من القرآن يُقرأ بعشر حسنات: فعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: {ألم} حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ».

وبتلاوته يحفظ الإنسان في الدنيا: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك مصداقا لقوله تعالى: «ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا ...} قال: الذين قرؤوا القرآن".

والتلاوة أمان من الغفلة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين».

وبالتلاوة يكون العبد في قائمة القانتين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين»

وبها تُنال شفاعة القرآن: فعن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ».

والتلاوة تورث الدرجات العالية في جنة المأوى: فعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا».
Read More

13 يوليو 2012

صيام القلب

يوليو 13, 2012
يقول المولى عز وجل {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَه} [التغابن: 11]، وهداية القلب أساس كل هداية ومبدأ كل توفيق وأصل كل عمر ورأس كل فعل.

وصح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" [رواه البخاري ومسلم].

فصلاح القلب فيه سعادة الدنيا والآخرة، وفساده هلاك محقق لا يعلم مداه إلا الله عز وجل.

يقول الله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [قّ: 37].

ولكل مخلوق قلبان، قلب حي نابض بالنور مشرق بالإيمان ممتلئ باليقين عامر بالتقوى، وقلب ميت مندثر سقيم فيه كل خراب ودمار.

يقول سبحانه وتعالى عن قلوب المعرضين اللاهين {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} [البقرة: من الآية10]. وقال تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ} [سورة البقرة: 88]. وقال سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: 24]. وقال عنهم: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} [فصلت: 5]، فالقلوب تمرض ويطبع عليها، وتقفل وتموت.

إن قلوب أعداء الله معهم في صدورهم، ولكن لهم قلوب لا يفقهون بها، لذلك كان يقول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي وصححه الألباني].

وقلب المؤمن يصوم في رمضان وغيره، وصيام القلب يكون تفريغه من المادة الفاسدة من شركيات مهلكة، من اعتقاد باطل، ومن وساوس سيئة، ومن نوايا خبيثة، ومن خطرات موحشة ومن كل شيء يشغله عن الله سبحانه وتعالى، فيجب أن تكون قلوبنا عامره بحب الله، فقلب المؤمن عامر بحب الله.

قلب المؤمن فيه نور وهاج لا تبقى معه ظلمة نور الرسالة الخالدة والتعاليم السماوية والتشريع الرباني، يضاف هذا إلى نور الفطرة التي فطر الله عليها العبد، فيجتمع نوران عظيمان {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور: 35].

قلب المؤمن يصوم عن الكبر لأنه يفطر القلب، فلا يسكن الكبر قلب المؤمن لأنه الحرام، والكبر خيمته ورواقه ومنزله في القلب، فإذا سكن الكبر في القلب أصبح صاحب هذا القلب مريضا سفيهًا، وسقيما أحمقًا، ومعتوها لعابًا.

يقول سبحانه كما في صحيح الحديث القدسي "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني فيهما عذبته" [صححه الألباني].

وقلب المؤمن يصوم عن العجب، والعجب تصور الإنسان كمال نفسه، وأنه أفضل من غيره، وأن عنده من المحاسن ما ليس عند الآخرين، وهذا هو الهلاك بعينه. صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات. فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه..» [صحيح الجامع].

ودواء هذا العجب النظر إلى عيب النفس، وكثرة التقصير، وآلاف السيئات والخطايا التي فعلها العبد واقترفها ثم نسيها، وعلمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.

وقلب المؤمن يصوم عن الحسد، لأن الحسد يحبط الأعمال الصالحة، ويطفئ نور القلب، ويعطل سيره إلى الله تعالى.

يقول سبحانه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54].

ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض» [رواه مسلم].

وأخبر عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات عن رجل من أصحابه أنه من أهل الجنة [رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم]، فلما سئل ذاك الرجل بم تدخل الجنة؟، قال: "لا أنام وفي قلبي حسدا أو حقد أو غش على مسلم".
Read More

المجنون!!

يوليو 13, 2012
مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه:
ربي لا تدخلني النار، فارحمني وأرفق بي يا رحيم يا رحمن، لا تعذبني بالنار إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار، فارحمني، وجلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار، فارحمني، وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار، فارحمني

ضحك المجنون بصوت مرتفع، فالتفت إليه العابد قائلاً:
ماذا يضحكك أيها المجنون؟؟

قال: كلامك أضحكني

فردَّ العابد: وماذا يضحكك فيه ؟

قال المجنون: لأنك تبكي خوفًا من النار

رد العابد: وأنت ألا تخاف النار؟؟

قال المجنون: لا، لا أخاف من النار

ضحك العابد وقال: صحيح أنك مجنون

أبتسم المجنون مقتربا من العابد: كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم، رحمته وسعت كل شيء؟

تجمد العابد في موضعه، وكأنه يرى المجنون للمرة الأولى: إن عليَّ ذنوبًا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار، وإني أبكي كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه، ورحمته

عاد المجنون للضحك بصوت أعلى من المرة السابقة، فأنزعج العابد وقال: ما يضحكك ثانية؟؟

قال: أيها العابد عندك ربٌّ عادلٌ لا يجور وتخاف عدله؟، عندك ربٌّ غفورٌ رحيمٌ تواب، وتخاف ناره؟؟

قال العابد: ألا تخاف من الله أيها المجنون؟؟

قال المجنون: بلى إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره

تعجب العابد وسئل المجنون: فمِمَّ خوفك إذن؟

قال المجنون: إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي، لماذا يا عبدي عصيتني؟؟، فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني، فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه، فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنة، وأجيبه بلسان كاذب.

وإن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس

تعجب العابد بينما يواصل المجنون حديثه: أيها العابد سأقول لك سرًّا، فلا تذِعه لأحد

قال العابد: هات ما عندك أيها المجنون العاقل؟

ردَّ المجنون: إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا؟؟

قال العابد: لماذا؟

ردَّ المجنون: لأني عبدته حبًّا وشوقًا، وأنت يا عابد عبدته خوفًا وطمعًا، وظني به أفضل من ظنك، ورجائي منه أفضلُ من رجائك، فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفأ بها فرجع بالنبوة، فكُن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو.
Read More

12 يوليو 2012

معتقدات خاطئة عن الصيام

يوليو 12, 2012
يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيراً سلبياً على صحتهم فينظرون إلى أجسامهم نظرتهم إلى الآلة التي لا تعمل إلا بالوقود.

وقد اتفق هؤلاء على أن عدم تناول ثلاث وجبات يومياً سيكون له من الأضرار والأخطار ما يجعلهم يقضون ليل رمضان وكل همهم التعويض بالتهام المزيد والمزيد من الطعام والشراب.

والاكثر من ذلك هو ان منهم من يقضي معظم نهار رمضان نائماً فتتعطل الأعمال ويقل الإنتاج ويزداد استهلاك الطعام والشراب فتذهب المنفعة الدينية والصحية.

ولهؤلاء نقدم الأدلة العلمية على خطأ هذه المعتقدات، فالدراسات العلمية في علم وظائف الأعضاء تشير إلى يسر الصيام الإسلامي وسهولته، وعدم تعرض الجسم لأي شدة قد تصيبه بضرر، بل العكس تحقق له فوائد جمة ما كان يمكن لها أن تتحقق إلا بالصيام.

ويتجلى هذا اليسر في إمداد الجسم بجميع احتياجاته الغذائية وعدم حرمانه منها، فالإنسان يمتنع عن الطعام والشراب في الصيام لفترة زمنية محددة ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس فقط، وبهذا فالصيام ماهو إلا تغيير لمواعيد تناول الطعام والشراب فحسب.

وقد أودع الله سبحانه في الإنسان طاقات مختزنة، تكفيه إذا انقطع عن الطعام بالكلية من شهر إلى ثلاثة أشهر لا يتناول فيها أي طعام قط.

وبناء على هذه الحقيقة قامت العديد من المصحات العالمية الطبية التي تعالج كثير من الأمراض المزمنة باستخدام ما سموه بالصيام الطبي، بحيث يحرم المريض من كل أنواع الطعام والشراب عدا الماء.

وقد وجد الباحثون أن مدة الصيام التي تتراوح من 12-16 ساعة يقع جزء منها في فترة الامتصاص، وهي حوالي خمس ساعات بعد الأكل، ويقع معظمها في فترة ما بعد الامتصاص، التي تتراوح من 12-14 ساعة، وهذه الفترة آمنة تمامًا بالمقاييس العلمية، حيث يتوفر فيها تنشيط جميع آليات الامتصاص والتمثيل الغذائي، فتنشأ آلية تحلل الجيكوجين وأكسدة الدهون وتحللها، وتحلل البروتين وتكوين الجلوكوز الجديد منه.

ولا يحدث للجسم أي خلل في أي وظيفة من وظائفه خلال هذه الفترة فلا تتأكسد الدهون بالقدر الذي يولد أجسامًا كيتونية تضر بالجسم، ولا يحدث توازن نتروجيني سلبي، ويعتمد المخ وخلايا الدم الحمراء والجهاز العصبي على الجلوكوز وحده للحصول منه على الطاقة.

الا ان التجويع أو الصيام الطبي لا يقف عند تنشيط هذه الآليات، بل يشتد حتى يحدث خللا في بعض وظائف الأعضاء لذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم تيسيرا على أمته.

ويعتبر الصيام الإسلامي تمثيلا غذائيًّا فريدًا إذ يشتمل على مرحلتي البناء والهدم فبعد وجبتي الإفطار والسحور، يبدأ البناء للمركبات المهمة في الخلايا وتجديد المواد المختزنة، والتي استهلكت في إنتاج الطاقة، وبعد فترة امتصاص وجبة السحور، يبدأ الهدم فيتحلل المخزون الغذائي من الجليكوجين والدهون، ليمد الجسم بالطاقة اللازمة أثناء الحركة والنشاط في نهار الصيام.

لذلك كان تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على تناول وجبة السحور لإمداد الجسم بمواد البناء، وكان حثه عليه الصلاة والسلام على تأخير السحور وتعجيل الفطر لأن ذلك من شأنه تقليص فترة الصيام حتى لا تتجاوز فترة ما بعد الامتصاص ما أمكن.

وبالتالي فإن الصيام لا يسبب شدة، ولا يشكل ضغطًا نفسيًّا ضارًّا على الجسم بحال من الأحوال، بل بالعكس فهو يحسن درجة تحمل المجهود البدني وكفاءة الأداء العضلي.

وقد أجرى بعض العلماء تجارب في هذا الأمر أكدت أن كفاءة الأداء العضلي للصائمين في هذه التجربة المثيرة قد تحسن بنسبة 20% عند 30% من أفراد التجربة و7% عند 40% منهم، وتحسنت سرعة دقات القلب بمقدار 6%، وتحسنت حصيلة ضغط الدم مضروبًا في سرعة النبض بمقدار 12%، وتحسنت درجة الشعور بضيق التنفس بمقدار 9% كما تحسنت درجة الشعور بإرهاق الساقين بمقدار 11%".

وبهذه التجربة يبطل المفهوم الشائع عند كثير من الناس عن أن الصيام يضعف المجهود البدني ويؤثر على النشاط والحركة فيخلدون إلى الراحة والسكون ويقضون معظم نهار الصوم في النوم والكسل.
Read More

فانوس رمضان!

يوليو 12, 2012
من معالم رمضان المحببة إلى الصغار بوجه خاص في بعض البلاد الإسلامية، انتشار الفوانيس الرمضانية المضاءة بالشموع، فهم بها يغدون ويروحون من مكان إلى آخر، يمرحون ويغنون على أضوائها.

ولا تكاد تخلو حارة أو شارع من فانوس أو أكثر يلتف حوله الصبيان في ليالي رمضان فرحين مستبشرين بهذا الشهر المبارك ولياليه الكريمة.

ويرجع أصل الفانوس حسب الروايات المتعددة في هذا الشأن إلى أيام الفاطميين، عندما خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي الذي أتى القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته، وخرج سكانها لاستقباله عند صحراء الجيزة ومعهم الفوانيس الملونة حتى وصل إلى قصر الخلافة، ومن يومها صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان.

والمعنى الأصلي لكلمة فانوس كما ذكر في القاموس المحيط، هو "النمام"، ويرجح أن تكون تسمية الفانوس بهذا الاسم راجعة إلى أنه يبدي ويظهر حامله وسط الظلام.

ومن الفوانيس "فانوس السحور"، وهو في الأصل فانوس كان يعلق بالمآذن مضاء ، فإذا غاب نوره كان ذلك إيذانا بوجوب الإمساك والكف عن المفطرات.

وتوجد روايات آخرى عن أصل الفانوس منها أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، كل طفل يحمل فانوسه ثم يقوم الأطفال معاً بالغناء تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.

وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا.

وبهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال، وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج في أي وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون في الشوارع ويغنون.

وهناك قصة أخرى عن أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يُضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.

ويقال أيضا انه لما انتهى جوهر الصقلي من انشاء القاهرة وحضر الخليفة الفاطمي لمصر، قام بايقاد الفوانيس للترحيب بالخليفة ومن هنا نشأت عادة أستخدام الفوانيس المضاءة.

وأياً كان أصل الفانوس، يظل أحد الرموز الخاصة بشهر رمضان لاسيما في مصر، فقد انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، وقبل رمضان ببضعة أيام يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثير من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس كبيرة ملونة في الشوارع وأمام البيوت وحتى على الشجر.

والملاحظ أن صناعة الفانوس المحلي (المعدني الذي يضاء بأستخدام الشموع) قد أصبحت إلى الإندثار أقرب، خاصة مع الغزو الأقتصادي الصيني للدول العربية بمنتجات وسلع تلبي جميع الأحتياجات وبأسعار زهيدة مقارنة بما يعرضه السوق.

حتى أن هذا الغزو لم يترك فانوس رمضان، وأصبح مستوردي هذا الصنف يحرصون كل عام على تجديد الأشكال التي يجلبونها للسوق، فهناك فانوس على شكل توك توك يتحرك بذات الطريقة العشوائية، وآخر على شكل المفتش كرومبو، بينما صيحة هذا العام هو عرائس بملابس عصرية تحمل فانوس وتتمايل على انغام إيقاعية راقصة!!.
Read More

10 يوليو 2012

مدفع الافطار!

يوليو 10, 2012
مدفع الافطار.. اضرب.

مع هذه الكلمات التي يسمعها المصريون بعد غروب الشمس وقبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم يتناول المسلمون إفطارهم، ويمسكون عن تناول السحور.

الكثيرون لا يعرفون متى بدأ هذا التقليد، ولا قصة استخدام هذا المدفع، فهناك العديد من القصص التي تروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى مثل الإمارات والكويت.

حتى علماء الآثار المصريون أختلفوا حول بداية تاريخ استخدام المدفع، فبعضهم يرجعه إلى عام 859 هجرية، وبعضهم إلى ما بعد ذلك بعشرات السنين وبالتحديد خلال حكم محمد علي الكبير.

فمن الروايات المشهورة أن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.

وهناك رواية أخرى عن المدفع تعرف بأسم "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام 859 هجرية.

ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار.

ولما توقف المدفع عن الإنطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه والتقوا زوجته التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة" والتي نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن، إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.

وتقول رواية ثالثة أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان بعد إطلاق المدفع فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي.

وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية، بيد أن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة، وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الصناعية" غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية.

كما كانت الشكاوى الدائمة من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، سببا في نقل المدفع إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدرّاسة القريبة من الأزهر الشريف، قبل أن يُنقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر.

وقد تغيّر المدفع الذي يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، فقد كان المدفع الأول إنجليزيًا، ثم تحول إلى ألماني ماركة كروب، ومؤخراً أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من خمسة أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمع كل سكانها.

إلا أن اتساع الرقعة العمرانية وكثرة السكان وظهور الإذاعة والتليفزيون قد تسببا في الاستغناء تدريجيًا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون، وأدى توقف المدفع في بعض الأعوام عن الإنطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له في الإذاعة إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983 عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى من فوق قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة.

لكن شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع أدى لنقله مجددا.

ويستقر المدفع حاليا فوق هضبة المقطم، وهى منطقة قريبة من القلعة، كما نصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة "الحاجة فاطمة" أربعة من رجال الأمن الذين يعدون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار والإمساك.
Read More

سلوك الصيام

يوليو 10, 2012
الصوم ليس مجرد امتناع عن طعام وشراب، بل هو امتناع عن ارتكاب المعصية في المقام الأول.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"، ويقول كذلك: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش".

فالصيام ينقّي القلب، وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان، ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا ويستغل شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.

شهر رمضان شهر تسامح وغفران والمسلم في هذا الشهر يتحلّى بالأخلاق الكريمة ويعامل الناس معاملة حسنة، وإذا أخطأ في حق أخيه ندم على ذلك وسارع بالاعتذار إليه، لكن هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المسلم:

- استقبال الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة ومشاركة الفقراء والمحتاجين.

- تعجيل السحور بما فيه من تفريط في أجر كثير، لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على اقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم.

- عدم تبييت النية للصيام، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له"، وقوله: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له".

وعلى العكس من ذلك البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "التكلم بالنية ليس واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح".

- تعمد الشرب أثناء أذان الفجر، خاصة إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بلالاً، يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"، فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه.

- عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان، كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر، فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر أن يمسك بقية يومه

- جهل البعض بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة، لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" وفي رواية: (وسلسلت الشياطين).

- التقاعس عن صلاة التراويح في أول ليلة من ليالي الشهر الكريم فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد تلك الليلة.

- ترك الشاربين والآكلين في نهار رمضان دون نصح أو أرشاد، قال الشيخ ابن باز: "من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان".

- إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة.

قال الشيخ ابن جبرين: "الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشر من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام فالفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها حكم التكليف".

- تحرج بعض الناس عندما بصبح جنباً فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء، والصحيح أن صومه صحيح وليس عليه قضاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيغتسل ويصوم.

ويقول الشيخ ابن باز: "الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء".

- تحرج بعض الناس إذا تذكر أنه آكل أو شرب ناسياً أثناء صيامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه".

اللهم نسئلك أن تبلغنا رمضان.. وأن تتقبل منا الصيام والقيام

آمين يارب

الصورة المرفقة من رسوم فنان الكاريكاتير المصري محمد سامي
Read More

9 يوليو 2012

كنوز الصيام

يوليو 09, 2012
أنعم الله سبحانه وتعالي على عباده بالعديد من الكنوز والحسنات في شهر رمضان الكريم، كنوز لا تحتاج إلا الأخلاص في العبادة ونية التقرب إلى وجه الله تعالى.

- القرآن
كلام الله تعالى وكفى بالمسلم شرفًا أن يتقرب به إلى ربه بتلاوته والعمل به وتحكيمه منهاجًا لحياته.

فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".

فإن كانت قراءة حرف واحد بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء، فانظر إلى قاريء القرآن كم يأخذ من الحسنات، وانظر إلى من يهجر القرآن كم ضاع عليه من حسنات.

- الاستغفار للغير
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

فكثير من الناس يرى أن حب الغير يكون بحب النفع لهم، ويضربون على ذلك مثالا أن تحب لأخيك الغنى كما تحب لنفسك، وإن أحببت أن تكون صحيحا فأحب لغيرك الصحة والعافية.

إلا أن مفهوم قصر محبة الخير للغير على أمور الدنيا يعتبر مفهوم قاصر، فالمسلم يحب لأخيه ما يحبه في الدنيا من الصلاح والفوز والعافية في الآخرة، فإن كان يحب الجنة فيحب لأخيه الجنة، وإن كان يحب الدرجات العلا فالبمثل لأخوانه.

- التراويح
كلمة تراويح نفسها مشتقة من التنزه وطلب الراحة، ومن هنا فإن صلاة التراويح راحة لبدن المسلم ونزهة لقلبه، ومن لم يذق طعم الراحة في صلاته، فليست بتراويح.

يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "أرحنا بها يا بلال" (أي بالصلاة).

ويقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".

فمن ثمرات القيام نيل درجة الصديقين والشهداء عند الله تعالى، فعن عمرو بن مرة الجهني قال: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيت الزكاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء".

- نخيل الجنة
نخيل الجنة حيث يبقى النعيم خالدا لا يزول ولا يتحول ولا يتبدل ولا يتغير.

يمكن لكل مسلم أن يذكر كلمات لن تعوقه على أداء أي عمل ليزرع بيديه نخيلا في الجنة، فيقول: "سبحان الله العظيم سبحان اله وبحمده".

- أنتظار الصلاة
إن أبسط ما يمكن أن يقوم به المسلم في هذه الدنيا هو الحصول على الحسنات وبأبسط الأفعال الممكنة، فكما أمكنك أن تزرع نخيلا في الجنة بقول من أربع كلمات، هناك طرق آخرى عدة لأكتساب المزيد من الحسنات.

فعلى سبيل المثال لو صلى الإنسان الفجر ثم مكث حتى صلاة الضحى يذكر الله تعالى، فجلوسه داخل بيت الله يجعل له نصيبا كبيرا من الحسنات.

وعلى الرغم من ذلك فقد من الله على عباده ليبسط لهم أمور دنياهم، فجعل بضع كلمات تعدل الجلوس لإنتظار الصلاة: "سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته". مكررة ثلاث مرات.

فعن جويرية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: "مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت هذا اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".

- الصلاة في بيوت الله
يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح".

ويقول الله عز وجل: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ. رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ" (النور، الآيتين:36 - 37)

فمن كان يداوم على الذهاب إلى بيوت الله فإن الله تعالى يعد له مكانا في الجنة.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه"

كما بشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الحريصين على الذهاب للمساجد فقال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".

وقال أيضا: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة".

- الاستغفار
إن أردت غفرانا للذنوب وتفريجا للكروب وإضعافا للشيطان وجلاء لصدأ القلب، وأمانا من العذاب، فسارع بالاستغفار واجعل لك وردا منه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة".

يقول ربنا سبحانه وتعالى: " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران، الآية: 135)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي, يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له".

ويقولى المولى العزيز في كتابه الكريم: " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح، الآيات 12:10)

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار فافعلوا، فإنه ليس شيء أنجح عند الله ولا أحب إليه منه".

اللهم إنا نتوب إليك ونستغفرك، ونسئلك العفاف ورضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار

آمين يارب العالمين
Read More

8 يوليو 2012

معجزة الصيام !!

يوليو 08, 2012
معجزة الصيام
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
(البقرة: 283)

يخبرنا المولى عز وجل في كتابه الكريم بأنه شرع الصيام وجعله سنة عامة على البشرية جمعاء، كما يثبت من كتب التاريخ أن الفرس والرومان والهنود واليونان والبابليين والمصريين القدماء كانوا يمارسون الصوم باعتباره عملا من الأعمال الحسنة، كما مارسه ويمارسه اليهود والنصارى حتى الآن ولكن بصور أخرى.

ومن حكمة العلي القدير ان جعل الكائنات الحية جميعها ما عدا الإنسان تسير وفق قانون متوازن للحصول فقط على حاجتها من الغذاء، فنجد أن شهية الحيوان للطعام ترتبط بالحاجة الحقيقية له وقد يمتنع الحيوان عن تناول الطعام لفترة كما في البيات الشتوي، أو يتناول وجبات متباعدة جدًّا كالثعابين، أو يمتنع عن الطعام خلال فترة المرض أو الإصابة بجرح أو كسر كما هو الحال في الخيول والكلاب والقطط وغير ذلك.

ومن حكمته سبحانه وتعالى ايضاً ان أعطى الإنسان الإرادة وحرية الاختيار ليخضع بذلك للاختبار او الابتلاء، ولذلك تنفصل شهيته لتناول الطعام عن حاجته الحقيقية له، فتجده يأكل فوق حاجته وطاقته، خاصةً عندما يتوفر الطعام بشتى الاشكال والاصناف.

وكما يقول أحد العلماء فإن إنسان هذا العصر "لا يأكل لأنه جائع، بل ليرضي شهوته للطعام فيتراكم الفائض منه في الجسم، ويُحدث اضطرابًا في مكوناته من العناصر المختلفة، وتتراكم سموم الأغذية في أنسجته فيحدث الخلل، وتظهر الأمراض والعلل".

ولقد اصبحت الأخطار والأضرار المترتبة على إرضاء رغبة تناول الطعام بلا موعد أو ضابط، حقيقة لا نزاع فيها فيؤكد أحد العلماء أن تناول الطعام المتعاقب (إدخال الطعام على الطعام) يشكل عبئاً ثقيلا على الجسم، وإن قطع هذه العادة يقلل من إفراز هرمونات الجهاز الهضمي والأنسولين بكميات كبيرة، وهو ما يحفظ صحة الجسم ويعطي للإنسان حياة أفضل وأطول بأمر الله.

ولقد أكدت الأبحاث أن فئران التجارب التي تأكل يوماً بعد يوم يمتد عمرها 63 أسبوعاً عن مثيلاتها التي يسمح لها بالأكل كلما تريد كما أنها كانت الأكثر نشاطاً في الأسابيع الأخيرة من عمرها.

ومع بدأ عصر النهضة العلمية في أوروبا أخذ العلماء يحثون الناس على عدم الإفراط في طعامهم ويقترحون الصوم، حتى قال أحدهم يخاطب قومه:

"يا إيطاليا البائسة المسكينة ألا ترين أن الشهوة تقود إلى موت مواطنيك أكثر من أي وباء منتشر أو حرب كاسحة، إن هذه المآدب المشينة، والتي هي واسعة الانتشار اليوم لها من النتائج الضارة ما يوازي أعنف المعارك الحربية، لذلك يجب علينا ألا نأكل إلا بقدر ما هو ضروري لتسيير أجسامنا بشكل مناسب، وإن أية زيادة فيما نتناوله من كميات الطعام تعطينا سروراً آنياً، ولكن علينا في النهاية أن ندفع نتائج ذلك مرضاً، بل موتاً في بعض الأحيان".

أليس هذا كله شهادة للإعجاز العلمي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".

وليس ذلك فحسب بل إن من أحدث الطرق التي توصل اليها العلم الحديث لعلاج السمنة هذه الايام طريقة تثبيت بالون داخل المعدة يوازي حجمه ثلثها لتحديد كمية الطعام والشراب وترك الثلث المتبقي خاليًا بالإجبار، وقد كانت نتيجة علاج السمنة بهذه الطريقة رائعة.

والشيء بالشيء يذكر، فإن من ترك الصيام بغير عذر فقد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، لأنه أخل بركن من أركان الإسلام وواجب من واجباته، وهناك فارق كبير بين من تارك الصيام وتارك الصلاة، فترك الصلاة كفر مخرج من الملة أما تارك الصيام، فالصواب في ذلك (وبحسب أراء العلماء) أنه لا يكفر، لكنه كبيرة من كبائر الذنوب وشرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل أن البعض يشكك في إسلامه، ويظن به الزندقة والانحلال.

اللهم تقبل منا.. واهدنا سبيل الرشاد

Read More

أفضل الأعمال!!

يوليو 08, 2012
ونحن نقترب رويدا من استقبال شهر رمضان المعظم، هذه دعوة للتذكير بأفضل الأعمال التي ينبغي على المسلم الحرص عليها في هذا الشهر الكريم.

- الصوم
قال صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به).

وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).

فلا شك أن هذا الثواب لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

وقال صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم).

فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن صومك ويوم فطرك سواء.

- القيام
قال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه).

وقال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً. والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما) [الفرقان، الآية 63 ـ 64].

وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً).

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول: الصلاة، الصلاة .. ويتلو هذه الآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) [طه، الآية 132].

كما كان ابن عمر يقرأ هذه الآية: (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) [الزمر، الآية 9]

وفي حديث السائب بن زيد قال: "كان القارئ يقرأ بمئات الآيات حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر".

- الصدقة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان بالخير من الريح المرسلة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة في رمضان).

روى زيد بن أسلم عن أبيه، قال، سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال، فجئت بنصف مالي قال: فقال لي رسول الله: (ما أبقيت لأهلك)، قال: فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك) قال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً".

وللصدقة في رمضان صور عدة منها إطعام الطعام، فيقول المولى عز وجل (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً) [الإنسان، الآية 8 ـ 12].

فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ، فلا يشترط في المطعم الفقر.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم).

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.

قال أبو السوار العدوي: "كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه".

وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى المسلمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا) كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

- قراءة القرآن
فشهر رمضان المعظم هو شهر القرآن وينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمه، يقرؤها في غير الصلاة.

كما أن تدبر معاني القرآن الكريم عند القراءة من سنن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان السلف الصالح يتأثرون بكلام الله عز وجل، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ علي)، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان).

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم فلما سمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى معهم فبكينا ببكائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله) ".

- الجلوس في المساجد
كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.

وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة).

فإذا كان هذا الأجر والثواب في كل الأيام فكيف بأيام رمضان؟

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
Read More

5 يوليو 2012

تصفيد الشياطين في شهر رمضان

يوليو 05, 2012
تصفيد الشياطين في رمضان
روى البخاري ومسلم في صحيحهما، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ).

وقد اختلف العلماء في معنى تصفيد أو سلسلت الشياطين في رمضان على أقوال.

قال الحافظ ابن حجر نقلا عن الحليمي: "يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وقراءة القرآن والذكر".

وقال آخرون أن المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم، وقوله صفدت أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت، أما غيرهم فلا يقيدون لذلك تقع من الناس بعض المعاصي وأكثرها غير خطير، وهذا ما نصت عليه رواية الترمذي "صُفِّدت الشياطين مَرَدة الجِن"، أو المُراد أن الشياطين كلَّها تُقيد بمعنى يضعف نشاطها، ولا يكون بالقوة التي يكون عليها في رمضان.

ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون كالمصفدين، ويحتمل أن يكون تصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات.

ووردت الكثير من الأحاديث الصحيحة عن تصفيد الشايطين خلال شهر رمضان الكريم، إلا أن الواقع يشهد بارتكاب المعاصي ممن يصومون رمضان ومن لا يصومون.

قال شُراح الأحاديث: إنَّ المراد بتقييد الشياطين هو عدم تسلُّطها على من يصومون صومًا صحيحًا كاملا، رُوعيت فيه كلُّ الآداب التي منها عِفة اللسان والنظر والجوارح استجابة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والْعَمَلَ به فليس لله حاجة في أن يَدعَ طعامه وشرابه" رواه البخاري.

ومع هذا نرى كبائر المعاصي وأخطرها تُرْتَكَبُ في شهر رمضان من الصائمين، لهذا قال بعض العلماء: إذا كانت الشياطين تُقيد في رمضان فإن هناك بواعث أخرى على المعصية غير الشيطان، ومنها النَّفس الأمارة بالسوء، والعادات والأعراف القبيحة التي تدفع إلى الشر، أو شياطين الإنس من الجبابرة المزهوين بقوتهم، وهذه الدوافع موجودة في كُلِّ وقت، وهي كافية لارتكاب المعاصي في الوقت الذي تُقيد فيه الشياطين.

ويؤكد رجال الدين والعلماء أن دور النفس البشرية الأمارة بالسوء لا يَقِل خطرًا عن دور الشياطين، ونرى ذلك واضحًا في إقرار الشيطان يوم القيامة كما قال رب العزة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وُعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} (سورة إبراهيم: 22)

نسئل الله العلي القدير أن يُعيننا على ما ابتلينا به، ويجنبا طريق الشيطان واعوانه

Read More

كيف نستقبل شهر رمضان؟

يوليو 05, 2012
أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان الكريم، الذي يأتينا زائرا خجولا مرة كل عام، ويأبى أن يُطيل بقاءه كلما أنسنا رفقته، فاحرص على استقبال هذا الضيف الكريم بطريقة سليمة، لتغتنم الحسنات العظام التي يوزعها المولى عز وجل على عباده الطائعين.

وعلى المسلم ألا يفرط في مواسم الطاعات, وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، فقد كان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستعدون لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر!!.

يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين، الآية: 26)

لكننا للأسف أصبحنا في كل عام أسوء مما سبقه، نضع الآمال أن نفعل ونفعل، وفي النهاية يصير كل شيء إلى لا شيء، فكم من عام قررنا أن نختم كتاب الله في رمضان؟، كم منا قرر؟، وكم منا نفذ ما قرره؟، كل عام يغادرنا القطار دون أن نلحق به.

ولأننا نرغب بشدة هذا العام في أن نلحق بقطار الشهر الكريم الذي يأتي مسرعا وبغادرنا بذات السرعة، فأننا نعتزم بعون الله ألا نكرر أخطاء السنوات السابقة، ونجتهد ما أستطعنا لأستقبال هذا الضيف الكريم خير استقبال بالخطوات البسيطة التالية:

- الدعاء بأن يبلغنا الله شهر رمضان في صحة وعافية, حتى ننشط في عبادة الله تعالى, من صيام وقيام وذكر, فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"، وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان, ثم يدعونه أن يتقبله منهم).

- الحمد والشكر على بلوغه, فقد روى الإمام النووي رحمه الله أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة, أو اندفعت عنه نقمة أن يسجد شكراً لله, أو يثني بما هو أهله.

فمن أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة والعبادة، فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة نعمة عظيمة تستحق الشكر والثناء على الله, فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

- الفرح والابتهاج فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول: (جاءكم شهر رمضان, شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم).

وقد كان السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين يهتمون بشهر رمضان, ويفرحون بقدومه، ولما لا وهو شهر تتنزل فيه الرحمات وتفتح فيه أبواب الجنة لكل عاص ومستغفر.

- العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان, فالكثيرون من الناس وللأسف حتى الملتزمين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا, لكن قليلون هم من يخطط لأمور الآخرة, إما لعدم الإدراك بمهمة المؤمن في الحياة, أو نسيان أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه.

- عقد العزم الصادق على اغتنام وعمارة أوقات الشهر الكريم بالأعمال الصالحة, فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير, يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) (سورة محمد، الآية: 21).

- العلم والفقه بأحكام رمضان, فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، وينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه, ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى، يقول عز وجل: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (سورة الأنبياء، الآية:7).

- أستقبال الشهر الكريم بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب, والإقلاع عنها وعدم العودة إليها, فهو شهر التوبة فمن لم يستغل هذا الشهر الكريم في التوبة والأستغفار فمتى يتوب؟، قال الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (سورة النور، الآية: 31).

- التهيئة النفسية والروحية بالقراءة والاطلاع على الكتب الإسلامية, وسماع الأشرطة الدينية من محاضرات ودروس تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يهيء نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر, فيقول في آخر يوم من شعبان: (جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم).

- فتح صفحة بيضاء مع الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم بأتباع سنته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه، ومع الوالدين والأقارب, والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة، ومع المجتمع حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً.

قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس).

فاللهم بلغنا رمضان وتقبل صيامنا وقيامنا إنك أنت السميع العليم.
Read More

4 يوليو 2012

فوائد التمر في شهر رمضان الكريم

يوليو 04, 2012
فوائد التمر في شهر رمضان
عند نهاية يوم الصوم يهبط مستوى تركيز الجلوكوز والأنسولين في دم الوريد البابي الكبدي، ما يتسبب في نفاذ الجلوكوز بواسطة خلايا الكبد والأنسجة الطرفية كخلايا العضلات، وخلايا الأعصاب، كما يتحلل كل مخزون الجيلكوجين الكبدي أو يكاد، فيما تعتمد الأنسجة حينئذ في الحصول على الطاقة من أكسدة الأحماض الدهنية وأكسدة الجلوكوز المصنع في الكبد من الأحماض الأمينية والجليسرول.

لذلك .. يعتبر إمداد الجسم بالجلوكوز في هذا الوقت له فوائد جمَّة إذ يرتفع تركيزه بسرعة في دم الوريد البابي الكبدي فور امتصاصه، ويدخل إلى خلايا الكبد ثم خلايا المخ، والدم، والجهاز العصبي، والعضلي، وجميع الأنسجة الأخرى التي هيأها الله (سبحانه وتعالى) لتكون السكريات غذاؤها الأمثل والأيسر.

ويتوقف بذلك تأكسد الأحماض الدهنية، فيقطع الطريق على تكوُّن الأجسام الكيتونية الضارة، وتزول أعراض الضعف العام، والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي إن وجدت لتأكسد كميات كبيرة من الدهون، كما يوقف تناول الجلوكوز عملية تصنيع الجلوكوز في الكبد فيتوقف هدم الأحماض الأمينية، وبالتالي حفظ بروتين الجسم.

ويعتبر التمر من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز، وبالتالي فهو أفضل غذاء يقدم للجسم في توقيت الإفطار، إذ يحتوي على نسبة عالية من السكريات، تتراوح ما بين (75- 87%)، يكون الجلوكوز 55% منها، والفركتوز 45%، علاوة على نسبة من البروتينيات والدهون وبعض الفيتامينات، أهمها أ، وب2، وب12، وبعض المعادن كالكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت، والصوديوم، والماغنسيوم، ونسبة من السليولوز.

ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة، ويُمتَّص مباشرة من الجهاز الهضمي ليروي ظمأ الجسم من الطاقة، وخصوصًا تلك الأنسجة التي تعتمد عليه أساسًا كخلايا المخ، والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء.

وللفركتوز مع السليولوز تأثير منشط للحركة الدودية للأمعاء، كما أن الفوسفور مهمٌّ في تغذية حجرات الدماغ، ويدخل في تركيب المركبات الفوسفاتية مثل الأدينوزين، والجوانين ثلاثي الفوسفات، والتي تنقل الطاقة وترشد استخدامها في جميع خلايا الجسم، كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعَّال في عمليات التمثيل الغذائي، ولها أيضًا تأثير مهديء للأعصاب.

وللمعادن دور أساسيّ في تكوين بعض الأنزيمات الهامة في عمليات الجسم الحيوية، ودور حيوي في عمل البعض الآخر، كما أن لها دورًا هامًّا في انقباض وانبساط العضلات، فيزول بذلك أي توتر عضلي أو عصبي، ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر البدن.

وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتينية أو الدهنية فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي الغرض في إسعاف الجسم لحاجته السريعة من الطاقة، فضلاً عن أن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات، أو حتى الذي يحتوي على كمية قليلة منه، يؤدي إلى هبوط سكر الدم.

لهذه الأسباب يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإفطار على التمر، فعن سلمان بن عامر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور" (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح).

وعن أنس (رضي الله عنه) قال، كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء". (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن).

آخر الدراسات الطبية التي اجريت على التمر الجاف أظهرت أن في 70.6% كربوهيدرات و2.5% دهن و33% ماء و1.32% أملاح معدنية و10% ألياف وكميات من الكورامين وفيتامينات وبروتين وسكر وزيت وكلس وحديد وفوسفور وكبريت وبوتاس ومنغنيز وحديد ونحاس وكالسيوم ومنغنيزيوم.

وإن دل ذلك على شئ فإنه يدل على أن للتمر قيمة غذائية عظيمة وهو مقوي للعضلات والأعصاب ومرمم ومؤخر لمظاهر الشيخوخة وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية وبخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفا.

وليس هذا فحسب بل إن القيمة الغذائية للتمر تضارع بعض ما لأنواع اللحوم وثلاث أمثال ما للسمك من قيمة غذائية وهو يفيد المصابين بفقر الدم وبالأمراض الصدرية ويفيد في النمو ويحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع جحوظ كرتها، ويكافح الغشاوة ويقوي الرؤية وأعصاب السمع، ويحارب القلق العصبي وينشط الغدة الدرقية، ويشيع السكينة والهدوء في النفس، ويلين الأوعية الدموية ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهاب، ويقوي حجيرات الدماغ والعضلات ويكافح الدوخة وزوغان البصر والتراخي والكسل.

وفوق كل ذلك فإنه سهل الهضم سريع التأثير في تنشيط الجسم وينظف الكبد ويغسل الكلى.

فسبحان الله.. والحمد لله على ما أنعم به علينا

Read More

Post Top Ad