وبالوالدين إحسانا!

تقدم طبيب لخطبة فتاة، لكن الفتاة عندما علمت بظروفه، اشترطت ان لا تحضر والدته حفل الزفاف لكى تقبل اتمام الزواج.

احتار الطبيب الشاب فى أمره ولم يجد أمامه الا والد أحد أصدقائه، كان يحترمه كثيرا وكان أستاذ له فى الجامعة ليستشيره، وعندها سأله أستاذه: ولماذا هذا الشرط؟ فأجاب فى خجل: "أبي توفي عندما كنت بالسنة الأولى من عمري ووالدتى عاملة بسيطة تغسل الثياب لتنفق على تربيتى، لكن هذا الماضى يسبب لى الكثير من الحرج وعلى ان أبدء حياتى الان.

قال له استاذه: "لي عندك طلب صغير، وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها، ثم عد للقائي غدا وعندها سأعطيك رأيى"

وبالفعل عندما ذهب للمنزل طلب الطبيب الشاب من والدته أن تدعه يغسل يديها، فبدأ بغسل يدي والدته ببطء وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين، فيهما بعض الكدمات التي كانت تجعل الأم تنتفض حين يلامسها الماء !

بعد انتهائه من غسل يدي والدته، لم يستطع الانتظار لليوم التالى وتحدث فورا مع والد صديقه على الهاتف: "اشكرك فقد حسمت أمرى، لن اضحى بأمى من اجل يومى فلقد ضحت هي بعمرها من اجل غدى".

يقول المولى سبحانه في عدة آيات من القرآن الحكيم
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾ [لقمان: 14].

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15].

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

كما حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث من عقوق الوالدين مؤكدا أنها من أكبر الكبائر التي تحبط الأعمال وتذهب بالحسنات فقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا ينفع معهن عمل. الشرك بالله. وعقوق الوالدين. والفرار يوم الزحف".

وعن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟، قال: "الصلاة على وقتها، قال: ثم أي ؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله."

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أبوك.

إرسال تعليق

0 تعليقات