قال الطبيب للمريض صاحب اليد المبتورة إنه قد يختبر إحساسًا اسمه "الطَّرف الشبحي" بين الحين والآخر. على أن أحدًا لم يجعله يستعد لتلك اللحظات التي يرى فيها ذلك الطّرف يعبث بسرواله باحثًا عن عملاته النقدية التي يدخرها لشراء الآيس كريم!
أضعه في الفراش وأغطِّيه، فيقول لي: «ابحث عن الوحش تحت الفراش أنا أسمعه» فأنظر تحت الفراش لأجاريه، وهناك أراه هو متدليا برأسه من الطرف الآخر يُحملق فيَّ ساخرا: «بتعمل إيه يا أهبل.. قوم نيمني، ورايا مدرسة الصبح بدري.»
لا يمكنني أن أتحرَّك أو أتنفَّس أو أتكلَّم أو أسمع، والظلام سائدٌ طوال الوقت. لو كنت أعرف أن عملية انقطاع التيار الكهربائي ستتواصل لليوم السابع على التوازي، لأشتريت الكشاف الأحتياطي ذي الجنيهات العشرة الذي يبيعونه قصرا في عربات المترو.
ثمة يقين كامل داخلي على أنني لست وحدي الذي يشغل فراغ المنزل في الوقت الراهن، ربما لا تزعجني تلك الأصوات الخافتة المتعاقبة بقدر ما يثير رعبي أن المح أشياء تهرول عدو هنا وهناك في لمحات خاطفة.. مهلاً.. هل هو الـ...؟، شيت.. نسيت نافذة المطبخ مفتوحة، والآن علي قضاء ليلة ليلاء مع ذلك الفأر الصغير المزعج.. مجددا.
تحتشد حبات من عرق غزير بارد على جبهتي، بينما أُناضل حرفيا لأستنشاق الهواء في تلك الحجرة الضيقة شديدة الإعتام، محاولا قدر المستطاع ألا يصدر عني أي صوت قد يرشده إلى مخبأي ويكشف له أمري.. سحقا لتك اللعبة السخيفة.. أنا أكره الأستُغماية!
في الظلام الدامس، وبينما كل أهل البيت نيام، أتسلل على أطراف أصابعي مستعينا بكشاف هاتفي المحمول ضعيف الإضاءة، متحاشيا الأصطدام بالحوائط ومتجاوزا لعقبات متتالية من قطع الأثاث وضعت عمدا لمنعي من الوصول إلى المطبخ حيث تستقر بأحجامها المختلفة وأشكالها المتعددة سكاكين الطعام الحادة والمشرشرة.. الآن يمكنني التهام ثمرتي مانجو كاملتين دون أن تتسخ ملابسي!
قال لي وهو ينحني للمرة العاشرة متفاديا سهم حارق "ولاد الـ... دول مش هيتهدوا إلا لما يخلصوا علينا"، نظرة إلى حيث يختبئون بملابسهم المزكرشة وأقنعتهم المرعبة وأسلحتهم التي لا تنفذ ذخيرتها أدركت معها صدق ما يقول، ثم أنني القيت نظرة سريعة على سلاحي الوحيد القابع في راحة يدي فانتابني الفزع وهببت مهرولا من مخبئي بينما صوته يدوي من خلفي "رايح فين يابن الـ... يا جبان"، لكنني لم أعره انتباه ولم أحفل بالسباب الذي أعتدت عليه يتساقط من بين شفتيه، موقنا أن طريق نجاتي ونجاته الوحيد هو إعادة مِلأ خزان مسدس المياه خاصتي وقد شارف على الأنتهاء!
قال لي وهو يلوك قطعة كبيرة من "الخيار" أن كل ما يُحيط بنا هو أحد أمرين لا ثالث لهما، إما خدعة سينمائية محكمة يتم تنفيذها لغرض ما لا يعرفه إلا عُلية القوم في هذا البلد، أو أننا نعيش حلم طويل جدا لا تبدو نهايته وشيكة، ثم أنه القى بالجزء المتبقى من "الخيارة" في فمه مصدرا جلبة غريبة في محاولة مستميتة للسيطرة على تلك القطعه هائلة الحجم، وإشار إلى قطة على الجانب الآخر من الطريق لم تتحرك من جلستها منذ ما يزيد على الساعة "تراهن أن القطة دي تبعهم"!
أضعه في الفراش وأغطِّيه، فيقول لي: «ابحث عن الوحش تحت الفراش أنا أسمعه» فأنظر تحت الفراش لأجاريه، وهناك أراه هو متدليا برأسه من الطرف الآخر يُحملق فيَّ ساخرا: «بتعمل إيه يا أهبل.. قوم نيمني، ورايا مدرسة الصبح بدري.»
لا يمكنني أن أتحرَّك أو أتنفَّس أو أتكلَّم أو أسمع، والظلام سائدٌ طوال الوقت. لو كنت أعرف أن عملية انقطاع التيار الكهربائي ستتواصل لليوم السابع على التوازي، لأشتريت الكشاف الأحتياطي ذي الجنيهات العشرة الذي يبيعونه قصرا في عربات المترو.
ثمة يقين كامل داخلي على أنني لست وحدي الذي يشغل فراغ المنزل في الوقت الراهن، ربما لا تزعجني تلك الأصوات الخافتة المتعاقبة بقدر ما يثير رعبي أن المح أشياء تهرول عدو هنا وهناك في لمحات خاطفة.. مهلاً.. هل هو الـ...؟، شيت.. نسيت نافذة المطبخ مفتوحة، والآن علي قضاء ليلة ليلاء مع ذلك الفأر الصغير المزعج.. مجددا.
تحتشد حبات من عرق غزير بارد على جبهتي، بينما أُناضل حرفيا لأستنشاق الهواء في تلك الحجرة الضيقة شديدة الإعتام، محاولا قدر المستطاع ألا يصدر عني أي صوت قد يرشده إلى مخبأي ويكشف له أمري.. سحقا لتك اللعبة السخيفة.. أنا أكره الأستُغماية!
في الظلام الدامس، وبينما كل أهل البيت نيام، أتسلل على أطراف أصابعي مستعينا بكشاف هاتفي المحمول ضعيف الإضاءة، متحاشيا الأصطدام بالحوائط ومتجاوزا لعقبات متتالية من قطع الأثاث وضعت عمدا لمنعي من الوصول إلى المطبخ حيث تستقر بأحجامها المختلفة وأشكالها المتعددة سكاكين الطعام الحادة والمشرشرة.. الآن يمكنني التهام ثمرتي مانجو كاملتين دون أن تتسخ ملابسي!
قال لي وهو ينحني للمرة العاشرة متفاديا سهم حارق "ولاد الـ... دول مش هيتهدوا إلا لما يخلصوا علينا"، نظرة إلى حيث يختبئون بملابسهم المزكرشة وأقنعتهم المرعبة وأسلحتهم التي لا تنفذ ذخيرتها أدركت معها صدق ما يقول، ثم أنني القيت نظرة سريعة على سلاحي الوحيد القابع في راحة يدي فانتابني الفزع وهببت مهرولا من مخبئي بينما صوته يدوي من خلفي "رايح فين يابن الـ... يا جبان"، لكنني لم أعره انتباه ولم أحفل بالسباب الذي أعتدت عليه يتساقط من بين شفتيه، موقنا أن طريق نجاتي ونجاته الوحيد هو إعادة مِلأ خزان مسدس المياه خاصتي وقد شارف على الأنتهاء!
قال لي وهو يلوك قطعة كبيرة من "الخيار" أن كل ما يُحيط بنا هو أحد أمرين لا ثالث لهما، إما خدعة سينمائية محكمة يتم تنفيذها لغرض ما لا يعرفه إلا عُلية القوم في هذا البلد، أو أننا نعيش حلم طويل جدا لا تبدو نهايته وشيكة، ثم أنه القى بالجزء المتبقى من "الخيارة" في فمه مصدرا جلبة غريبة في محاولة مستميتة للسيطرة على تلك القطعه هائلة الحجم، وإشار إلى قطة على الجانب الآخر من الطريق لم تتحرك من جلستها منذ ما يزيد على الساعة "تراهن أن القطة دي تبعهم"!
حلوة
ردحذف