Hossam Ramadan
يوليو 26, 2011
منذ ما يزيد عن ثمان سنوات، كنت أمتلك حوضا كبيرا لأسماك الزينة.
لم أكن مربيا محترفا بقدر ما كنت أعشق تلك المخلوقات الصغيرة رائعة الألوان، وأقضي الوقت الطويل أراقبها وهي تسبح في جنبات الحوض الزجاجي، غير مكترثة بوجودي.
وكوني غير محترف حصر أهتماماتي في أنواع ثلاثة فقط من أسماك الزينة من التي تنطبق عليها الفقرة السابقة، صغر الحجم وجمال الألوان، حيث دأبت على شراء (البلاك مولي، والجوبي، والسوليتير)
كان النوع الثاني هو أصغرهم حجما، وأروعهم شكلا (سبحان الله) الوان متعددة، وذيل يشبه إلى حد بعيد ريش الطاووس.
بينما الأول (أسود اللون) والثالث السوليتير يتميز بذلك السيف الممتد من ذيله ولونه البرتقالي الزاهي.
كنت أقصد (سوق الجمعه) بمنطقة السيدة عائشة بشكل شبه أسبوعي لشراء المزيد والمزيد من أسماكي المحببة، بالإضافة إلى الطعام المجفف (كوني كنت أكره الأنواع الحية)، وبعض لوزام الحوض.
وفي إحدى زياراتي، شاهدت تجمع كبير حول أحد البائعين، فاقتربت بحذر، وفي ذهني السمعة السيئة عن لصوص الزحام في مثل هذه التجمعات، لأجد نوع جديد من البضاعة التي لم يسبق أن رأيتها في كل زياراتي السابقة.
كان البائع يعرض نوعا (صغيرا جدا) من السلاحف البرمائية التي يمكنها العيش في أحواض الزينة، لا يتعدى وزن الواحدة منها 100 جم، لها ألوان خضراء زاهية، ويزين رأسها بقعة حمراء تضفي عليها جمالا لا يصدق.
وقفت أمام البائع منبهرا، أراقب كيف تتحرك هذه المخلوقات الصغيرة داخل الحوض الزجاجي تغطس ثم تصعد إلى قطعة خشبية مثبتة على جانبي الحوض (يا لهوي أنا عاوز من ده مليش دعوة).
اقنعني البائع (العيفريت) أن هذه السلاحف غير مؤذية، تتغذى على ما يتغذى عليه السمك، كما أنها تمتاز بقدرة آلهية على مهاجمة السمك المريض قبل أن ينشر وباء يقضي على باقي رفاقه من ساكني الحوض.
ولأن مظهر السلاحف بحجمها والوانها كان مغريا جدا، قمت بشراء أثنتين، دون أن أعلم ما يخبئه القدر.
في ذلك الوقت، كان حوض السمك ممتليء بعدد كبير من الأنواع الثلاثة سالفة الذكر وصغارها.
وهكذا منحت السلحفتين الصغيرتين فرصة الإقامة مع أسماكي، وساعدتهما بتثبيت قطعة بلاستيكية ليستريحا عليها من عناء السباحة والغطس (كون التواجد الدائم لقطعة من الخشب، كما شاهدت عند البائع، سيعكر نقاء الماء).
أسبوعان مرا والسعادة تغمرني، قبل أن الاحظ شيئا غريبا يجري في جنبات الحوض، فأعداد الأسماك في انخفاض مستمر، وهناك آثار غريبة على بعض الأسماك وكأنها خرجت من معركة، فواحدة بذيل مقطوع، وآخرى فقدت عينها، وثالثة تعتمد على زعنفة واحدة للسباحة.
أول ما خطر ببالي أن أسماكي قد أصابها المرض، برغم حرصي التام على نظافة الحوض، وأستخدام عدد من المطهرات الطبية، والأدوية، فشرعت فورا في عملية تنظيف سريعة، كان هدفها الأول هو انقاذ المتواجدين، والأهم البحث عن جثث.!!
استغرقت عملية تنظيف الحوض، وإعادة الأسماك نحو ساعتين، وكانت المفاجئة الكبرى أن لا جثث هناك.. هل تبخرت الأسماك المختفية؟
يوم بعد يوم.. بدأت فراغات الحوض تظهر مع ازدياد حالات الغياب، إلى أن مررت في أحد الأيام بالمصادفة أمام الحوض دون أشعل إضاءة الغرفة، ويال هول ما رأيت.
سلحفاة تجلس على المنصة التي أعددتها خصيصا داخل الحوض، يتدلى من فمها ذلك البروز الذي يميز أسماك السوليتير، بينما تدور مطاردة رهيبة في المياه بين السلحفاة الثانية وسمكة بلاك مولي.
شهر كامل مر على تواجد السلحفاتين قضيا فيه على مجهود عام تقريبا من الرعاية، والعناية، والتنظيف، والإستمتاع!!
شهر كامل خسرت فيه 70% من أسماك الحوض، لأكتشف أن البائع (العيفريت) قد خدعني ببيع سلاحف قاتلة تتغذى على اللحوم الحية، وتفترس جيرانها من الأسماك التي لاحول لها ولا قوة.
أنا الغلطان.. كان لازم أربي بولدوج ف قلب الحوض ياخد باله من السمك بتاعي.
لم أكن مربيا محترفا بقدر ما كنت أعشق تلك المخلوقات الصغيرة رائعة الألوان، وأقضي الوقت الطويل أراقبها وهي تسبح في جنبات الحوض الزجاجي، غير مكترثة بوجودي.
وكوني غير محترف حصر أهتماماتي في أنواع ثلاثة فقط من أسماك الزينة من التي تنطبق عليها الفقرة السابقة، صغر الحجم وجمال الألوان، حيث دأبت على شراء (البلاك مولي، والجوبي، والسوليتير)
كان النوع الثاني هو أصغرهم حجما، وأروعهم شكلا (سبحان الله) الوان متعددة، وذيل يشبه إلى حد بعيد ريش الطاووس.
بينما الأول (أسود اللون) والثالث السوليتير يتميز بذلك السيف الممتد من ذيله ولونه البرتقالي الزاهي.
كنت أقصد (سوق الجمعه) بمنطقة السيدة عائشة بشكل شبه أسبوعي لشراء المزيد والمزيد من أسماكي المحببة، بالإضافة إلى الطعام المجفف (كوني كنت أكره الأنواع الحية)، وبعض لوزام الحوض.
وفي إحدى زياراتي، شاهدت تجمع كبير حول أحد البائعين، فاقتربت بحذر، وفي ذهني السمعة السيئة عن لصوص الزحام في مثل هذه التجمعات، لأجد نوع جديد من البضاعة التي لم يسبق أن رأيتها في كل زياراتي السابقة.
كان البائع يعرض نوعا (صغيرا جدا) من السلاحف البرمائية التي يمكنها العيش في أحواض الزينة، لا يتعدى وزن الواحدة منها 100 جم، لها ألوان خضراء زاهية، ويزين رأسها بقعة حمراء تضفي عليها جمالا لا يصدق.
وقفت أمام البائع منبهرا، أراقب كيف تتحرك هذه المخلوقات الصغيرة داخل الحوض الزجاجي تغطس ثم تصعد إلى قطعة خشبية مثبتة على جانبي الحوض (يا لهوي أنا عاوز من ده مليش دعوة).
اقنعني البائع (العيفريت) أن هذه السلاحف غير مؤذية، تتغذى على ما يتغذى عليه السمك، كما أنها تمتاز بقدرة آلهية على مهاجمة السمك المريض قبل أن ينشر وباء يقضي على باقي رفاقه من ساكني الحوض.
ولأن مظهر السلاحف بحجمها والوانها كان مغريا جدا، قمت بشراء أثنتين، دون أن أعلم ما يخبئه القدر.
في ذلك الوقت، كان حوض السمك ممتليء بعدد كبير من الأنواع الثلاثة سالفة الذكر وصغارها.
وهكذا منحت السلحفتين الصغيرتين فرصة الإقامة مع أسماكي، وساعدتهما بتثبيت قطعة بلاستيكية ليستريحا عليها من عناء السباحة والغطس (كون التواجد الدائم لقطعة من الخشب، كما شاهدت عند البائع، سيعكر نقاء الماء).
أسبوعان مرا والسعادة تغمرني، قبل أن الاحظ شيئا غريبا يجري في جنبات الحوض، فأعداد الأسماك في انخفاض مستمر، وهناك آثار غريبة على بعض الأسماك وكأنها خرجت من معركة، فواحدة بذيل مقطوع، وآخرى فقدت عينها، وثالثة تعتمد على زعنفة واحدة للسباحة.
أول ما خطر ببالي أن أسماكي قد أصابها المرض، برغم حرصي التام على نظافة الحوض، وأستخدام عدد من المطهرات الطبية، والأدوية، فشرعت فورا في عملية تنظيف سريعة، كان هدفها الأول هو انقاذ المتواجدين، والأهم البحث عن جثث.!!
استغرقت عملية تنظيف الحوض، وإعادة الأسماك نحو ساعتين، وكانت المفاجئة الكبرى أن لا جثث هناك.. هل تبخرت الأسماك المختفية؟
يوم بعد يوم.. بدأت فراغات الحوض تظهر مع ازدياد حالات الغياب، إلى أن مررت في أحد الأيام بالمصادفة أمام الحوض دون أشعل إضاءة الغرفة، ويال هول ما رأيت.
سلحفاة تجلس على المنصة التي أعددتها خصيصا داخل الحوض، يتدلى من فمها ذلك البروز الذي يميز أسماك السوليتير، بينما تدور مطاردة رهيبة في المياه بين السلحفاة الثانية وسمكة بلاك مولي.
شهر كامل مر على تواجد السلحفاتين قضيا فيه على مجهود عام تقريبا من الرعاية، والعناية، والتنظيف، والإستمتاع!!
شهر كامل خسرت فيه 70% من أسماك الحوض، لأكتشف أن البائع (العيفريت) قد خدعني ببيع سلاحف قاتلة تتغذى على اللحوم الحية، وتفترس جيرانها من الأسماك التي لاحول لها ولا قوة.
أنا الغلطان.. كان لازم أربي بولدوج ف قلب الحوض ياخد باله من السمك بتاعي.