قبل نحو عام، أو يزيد، من كتابة هذه الأسطر، قمت بزيارة قصيرة لحديقة حيوانات الجيزة المعروفة تاريخيا بأنها أكبر وأول حديقة حيوان في الشرق الوسط بأكلمه، بصحبة صغيري "زياد" ووالدته.
لم يكن زياد في ذلك الوقت قد أكمل عامه الأول بعد، وبالتالي لم يستوعب صدمتي حين وطأت أرض الحديقة وقد ضربت يد الأهمال واللامبالاة كل جنباتها.
لم استوعب كيف تدهورت أحوالها حتى أصبح المجرى المائي الذي كان يقطع طرقاتها أشبه بترعة عفنة بمياهها الخضراء الراكدة، وأطنان القمامة التي تنافس بشاعة رائحتها بيت الزواحف.
أين ذهب السيد قشطة، والزراف، والجمال، والعصافير، والحمير الوحشية والغزلان، أين التماسيح والثعابين، لماذا يبدو الفيل والأسد وكأنهما من عصور ما قبل التاريخ.. هل قاموا بردم الجبلاية، ولماذا لا نجد مكانا نظيفا للجلوس والراحة، وما كل هذا البط؟!!
نحو ساعتين أو اكثر قضيتهما بصحبة عائلتي الصغيرة نجوب أرجاء الحديقة دون أن نشعر بإي متعة، اللهم إلا بعض الصور الفوتغرافية الجيدة التي تمكنا من التقاطها.
ندور وندور، ثم نعود لنقف أمام قفص مليء بالبط، لاحظت أن زياد يستمتع بالنظر إليه وهو لا يتوقف عن الحركة، برغم بشاعة المنظر والرائحة!!.
طرقات الحديقة تحولت بفعل الزمن والأهمال إلى دروب ترابية، وأقفاص الحيوانات تم تعتيمها بلفافات من الأسلاك الدقيقة التي تعيق الرؤية السليمة، وتجبرك على المجازفة بوضع عينيك بين "الخروم"، لمعرفة نوع الحيوان المختبيء خلف الأسوار.
وانتهى اليوم دون أن اشعر بإي متعة، وقد استقر داخلي يقين بأن الحديقة قد سُرقت، ولا سبيل لإستعادتها إلا بثورة تطهير كاملة، يتم فيها عزل كل من هو مسئول عن ما وصلت إليه من إنحدار.
اليوم وبعد عام كامل، سأجلس صحبة صغيري الذي يقترب من عامه الثاني، لنشاهد معا وقائع محاكمة لحيوانات آخرى على شاشة التلفزيون، ومن الواضح أننا مجبران أيضا على وضع أعيننا بين الخروم لنتحقق من هوية الحيوانات وأشكالهم!.
لم يكن زياد في ذلك الوقت قد أكمل عامه الأول بعد، وبالتالي لم يستوعب صدمتي حين وطأت أرض الحديقة وقد ضربت يد الأهمال واللامبالاة كل جنباتها.
لم استوعب كيف تدهورت أحوالها حتى أصبح المجرى المائي الذي كان يقطع طرقاتها أشبه بترعة عفنة بمياهها الخضراء الراكدة، وأطنان القمامة التي تنافس بشاعة رائحتها بيت الزواحف.
أين ذهب السيد قشطة، والزراف، والجمال، والعصافير، والحمير الوحشية والغزلان، أين التماسيح والثعابين، لماذا يبدو الفيل والأسد وكأنهما من عصور ما قبل التاريخ.. هل قاموا بردم الجبلاية، ولماذا لا نجد مكانا نظيفا للجلوس والراحة، وما كل هذا البط؟!!
نحو ساعتين أو اكثر قضيتهما بصحبة عائلتي الصغيرة نجوب أرجاء الحديقة دون أن نشعر بإي متعة، اللهم إلا بعض الصور الفوتغرافية الجيدة التي تمكنا من التقاطها.
ندور وندور، ثم نعود لنقف أمام قفص مليء بالبط، لاحظت أن زياد يستمتع بالنظر إليه وهو لا يتوقف عن الحركة، برغم بشاعة المنظر والرائحة!!.
طرقات الحديقة تحولت بفعل الزمن والأهمال إلى دروب ترابية، وأقفاص الحيوانات تم تعتيمها بلفافات من الأسلاك الدقيقة التي تعيق الرؤية السليمة، وتجبرك على المجازفة بوضع عينيك بين "الخروم"، لمعرفة نوع الحيوان المختبيء خلف الأسوار.
وانتهى اليوم دون أن اشعر بإي متعة، وقد استقر داخلي يقين بأن الحديقة قد سُرقت، ولا سبيل لإستعادتها إلا بثورة تطهير كاملة، يتم فيها عزل كل من هو مسئول عن ما وصلت إليه من إنحدار.
اليوم وبعد عام كامل، سأجلس صحبة صغيري الذي يقترب من عامه الثاني، لنشاهد معا وقائع محاكمة لحيوانات آخرى على شاشة التلفزيون، ومن الواضح أننا مجبران أيضا على وضع أعيننا بين الخروم لنتحقق من هوية الحيوانات وأشكالهم!.