مدونة حسام

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

26 يناير 2010

محمد ناجي جدو.. البديل الذهبي

يناير 26, 2010 0
البديل الذهبي.. أو رجل الظل.. أو "وش السعد".. كلها أوصاف طالت الأكتشاف المصري الجديد في أمم أنجولا.. محمد ناجي "جدو.

قبل أقل من شهر.. لم يكن أحد خارج مصر، وربما خارج حدود مدينة الأسكندرية الساحلية يعرف من هو محمد ناجي إسماعيل الشهير بـ "جدو"، صانع العاب زعيم الثغر، بإستثناء المتابعين لكرة القدم.. ولنادى الاتحاد السكندري.

قبل أقل من شهر كان "جدو" لاعب محلي عادي مثله مثل كثيرين في الدوري المصري، وغيره من الدوريات العربية والأفريقية، لاعب مغمور يبحث عن فرصة للأنتقال إلى نادى أكبر داخل بلاده.. لكنه الآن ربما يجلس لبحث أفضل العروض التي ستنهال عليه بلا شك بعد أنتهاء كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين في أنجولا.

كانت البداية عندما أعلن المدير الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم حسن شحاته عن ضم اللاعب 26 عاما ضمن القائمة النهائية للفراعنة التي ستخوض غمار المنافسات.

ولاقى أختيار شحاته هجوم شديد في ظل أستبعاد نجوم بحجم عمرو زكي وأحمد حسام "ميدو"، بالإضافة إلى غياب آخرين لظروف الإصابة مثل محمد أبو تريكة ومحمد بركات ما جعل الهجوم من كل صوب ونوب.

لكن شحاته كسب الرهان وأصبح اللاعب المغمور حديث العالم وليس مصر أو افريقيا فقط، بعد أن نجح في تسجيل ست أهداف دولية في سبع مباريات خاضها مع الفراعنة، بواقع هدف في مباراة مالي الودية ثم خمسة أهداف في منافسات البطولة أمام نيجيريا وموزمبيق والكاميرون والجزائر وأخيراً في مرمي غانا ليساعد في تتويج الفراعنة باللقب القاري السابع والثالث على التوالي، على الرغم من أنه لم يشارك في أي من هذه المباريات كأساسي وكان شحاته يدفع به دائما في اللحظات الحرجة من الشوط الثاني.


ولد "جدو" في العاشر من مارس 1983 وبدا مشواره الكروي في مركز شباب حوش عيسي بالبحيرة، ليلفت نظر مسئولي نادي دمنهور الذي تعاقد معه بمبلغ 5 آلاف جنيه فقط، قبل أن ينتقل لنادى الاتحاد السكندري بـ 350 ألف جنيه موسم 2005/2006، ويصبح بعدها من العناصر الأساسية للفريق.

كاد جدو أن يكون ضمن عناصر المنتخب المصري قبل كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين التي أستضافتها غانا وتوج الفراعنة بلقبها على حساب الكاميرون، لكن إصابته في الدورة الصيفية التي نظمها زعيم الثغر أمام ابردين الاسكتلندي في 2007، ثم التشخيص الخاطيء للإصابة تسببت في ابتعاده فترة طويلة جدا.

وغاب جدو لـ7 أشهر ثم عاد بمستوى شديد التذبذب ما جعل مسيرته الكروية على المحك، إضافة للظروف التي واجهها نادى الاتحاد السكندري ومروره بفترة سيئة وتأخره في ترتيب الدوري.

ومع قدوم البرازيلي كارلوس كابرال لتدريب الاتحاد هذا الموسم، بدأ الفريق يستعيد عافيته، وبدأت قدرات جدو في الظهور ليسجل أربعة أهداف ويساعد فريقه في التقدم للمركز التاسع بعد أن أحتل مؤخرة الجدول لأسابيع.

ويتمتع جدو بمرونة غير عادية وقدرات بدنية ممتازة تؤهله لشغل عدة مراكز في تشكيلة ناديه أو المنتخب منها لاعب الوسط الايمن وصانع الألعاب ورأس الحربة.
Read More

ولنا في عصبية الكاميرونيين عبرة.. مباراة الجزائر ليست حرب

يناير 26, 2010 0
تأهل المنتخبان العربيان مصر والجزائر إلى قبل نهائي كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها أنجولا حتى نهاية يناير الجاري، لتكون المباراة الثالثة بين المنتخبين في أقل من ثلاثة أشهر، بعد مباراتي نهاية التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال جنوب افريقيا، الذي نجح محاربو الصحراء في حجز بطاقته على حساب الفراعنة.

والمشكلة هنا لا تكمن في كون اللقاء هو الثالث بين الفريقين في فترة زمنية وجيزة للغاية، لكن المشكلة هى التصاعد الإعلامي المتوقع بين الجانبين، ما قد ينتهي بكارثة أكبر بمراحل مما حدث في أم درمان بالسودان عقب المباراة الفاصلة التي حسمت بطاقة كأس العالم لصالح الجزائر.

ونجح أبناء حسن شحاته في الفوز على أسود الكاميرون 3/ 1، بعد أن تأخر الفريق بهدف أشلي إيمانا، قبل أن يقلب أحمد حسن "عميد الكرة المصرية الجديد" والبديل الذهبي محمد ناجي "جدو" المباراة رأسا على عقب في الوقت الإضافي، بينما تغلبت الجزائر على منتخب كوت ديفوار المهلهل فنيا 3/ 2، مع الرأفة.. بعد إضاعة أكثر من خمسة أهداف مؤكدة في الوقت الإضافي.

ودون الخوض في مشوار الفريقين خلال البطولة، الذي يشير لتفوق الفراعنة، وهو الفريق الذي يحتفظ بسجله خاليا من الهزائم ويعتبر صاحب أقوى خط هجوم بـ 10 أهداف، وأصلب خط دفاع بإستقبال هدفين فقط في أربع مباريات، فيما منيت الجزائر بهزيمة وسجلت 4 أهداف وأستقبلت 5 أهداف في نفس عدد المباريات، فالمباراة لها حسابات آخرى.. بدأ الجانبان في جرها نحو حرب نفسية شرسة تماثل ما حدث في واقعة الثامن عشر من نوفمبر 2009 بأم درمان.

فقبل المباراة المشهودة التي منحت الجزائر بطاقة التأهل لكأس العالم 2010 خاض البلدين حرب عنيفة إعلاميا دفعت ثمنها الجماهير التي كادت تتعرض لخطر الموت في السودان، على يد قلة جزائرية غير متحضرة وغير واعية لمفهوم الرياضة.. والآن يحدث الشيء نفسه.

فقبل ساعات من خوض لقاء الدور قبل النهائي لأمم أنجولا.. بدأت الصحف الجزائرية كعادتها شحن جماهيرها ضد كل ما هو مصري.. وتتقمص صحيفة الشروق دور البطولة كالعادة بأخبار عن الغش المصري الذي دفع ثمنه الكاميرونيين، متناسين الهدف الصحيح الذي لم يحتسب للأفيال قبل ثوان من نهاية مباراة الفريقين في دور الثمانية، بالإضافة إلى تلميحات عن سيطرة مصرية على المسئولين الأنجوليين في مدينة بنجويلا حيث ستقام المباراة وإبعاد البعثة الجزائرية عن إماكن الإقامة القريبة من ملاعب التدريب، بحكم تواجد الفراعنة في المدينة منذ بداية البطولة.!!

في المقابل تخوض وسائل الإعلام المصرية حربا على ذات الشاكلة.. مع نقل تصريحات غير مسئولة عن كون المباراة لقاء حياة أو موت وأنها الحرب التي ستثبت للعالم من يستحق التأهل لكأس العالم.

فمنذ متى أصبحت كرة القدم ومستطيلها الأخضر مسرحا للحروب والمعارك؟

يا سادة.. قليل من الهدوء نرجوكم.. وكثير من التعقل والتفكير نسألكم.. ولنا في ما فعلته الكاميرون أمام مصر بالأمس القريب عبرة.

منتخب الكاميرون وقبل مباراة الفراعة في دور الثمانية أطلق على لسان لاعبيه ومسئوليه تصريحات نارية عن مباراة الثأر والكرامة ورد الأعتبار، وإعادة الفراعنة لحجمهم الطبيعي.. بعد أن سبق وخسر الفريق مرتين في النسخة السابقة من البطولة في الدور الأول 2/ 4 وفي النهائي 0/ 1.

والنتيجة.. لاعبو الكاميرون خاضوا أحداث المباراة بمنتهي التحفز والغضب.. والعصبية، 21 ركلة ركنية.. وعشرات التسديدات الخطيرة.. دون أن ينجح الفريق في تسجيل أكثر من هدف وحيد.. لأن الشحن المعنوي الزائد أنقلب إلى تشتت ذهني لم يستطع اللاعبون تحمله.. وفي كل فرص التسديد تقريبا كان لاعبو الكاميرون يركلون الكرة بلا تركيز وبمنتهي القوة دون توجيه أو إحكام.

فهل نرغب في جر لاعبينا لمثل هذه الحالة، وهل نضع فوق كاهلم عبء إضافي بخلاف العبء النفسي المعتاد عند مواجهة فرق الشمال الأفريقي، أم ننظر للمباراة بإعتبارها مجرد لقاء في كرة القدم سينتهي بفائز ومهزوم.

ثم مع هذا الشحن المعنوي المبالغ فيه.. ماهي الحال لو لا قدر الله أصيب مرمى الحضري بهدف مباغت كما حدث في مباراتي نيجيريا والكاميرون، هل يمكن أن يعود اللاعبون للمباراة كما حدث في المرتين ونفوز في النهاية؟

الواقع والتاريخ يؤكدان أن الوضع عندها سينقلب رأسا على عقب، تماما كما حدث في مباراة المنتخبين في لقاء التصفيات بالجزائر، بعد أن تسيد المنتخب المصري المباراة وأضاع الفرص تباعا ثم أستقبلت شباكه هدف مباغت لتنقلب الأمور ويسيطر الجزائريون وتنتهي المباراة بهزيمة مخجلة 1/ 3.

الهدوء والتركيز هما السلاح الوحيد القادر على قيادة الفراعة نحو النهائي الثالث على التوالي، أما الثأر والأنتقام وقصص الحياة والموت في مباريات الكرة فلن نجني من وراءها إلا الخسارة والحسرة.. ولنا في الكاميرونيين عبرة.
Read More

17 يناير 2010

شارك برأيك.. وأختر أفضل العناصر لوسط مصر الدفاعي

يناير 17, 2010 0
بعد أن تأهلت مصر رسميا لدور الثمانية لكأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها أنجولا حتى الحادي والثلاثين من يناير الجاري، بالفوز في مباراتين على نيجيريا 3-1 وعلى موزمبيق 2-0، وضمان صدارة المجموعة بـ 6 نقاط بغض النظر عن مباراة الفريق الأخيرة أمام بنين، ظهر جليا لكل من تابع لقائي المنتخب، أن هناك عطب ما في مركز الوسط المدافع يحتاج حل فوري.. وسريع.

وتعاقب على مركز الوسط المدافع في اللقاءين خمس لاعبين، حيث بدأ حسام غالي وحسني عبد ربه مباراة نيجيريا، قبل أن يستبدل كلاهما بتعديلات تكتيكية ويحل أحمد فتحي وأحمد حسن مكانهما.

وفي لقاء موزمبيق بدأ عبد ربه وحسن وهاني سعيد "الذي كان يتقدم قلبي الدفاع كليبرو لخط الوسط"، ثم تم تعديل تكتيكي بخروج سعيد وعودة فتحي لنفس المركز.

والسؤال الذي يطرح نفسه، في ظل غياب اللاعب الدفاعي الصرف لهذا المركز عن تشكيلة الفراعنة المتواجدة في أنجولا حاليا، بعد أستبعاد شحاته لأثنين من أبرز من لعبوا في هذا المركز "محمد حمص، ومحمد شوقي" قبل أنطلاق البطولة، من أفضل الموجودين في قائمة شحاته لشغل هذا المركز الحيوي؟

قبل أن نستعرض الأسماء المتاحة.. ينبغي أن نعلم أن القادم في مشوار البطولة، صعب جدا، وقد تعرض المنتخب لحرج بالغ في لقاءي نيجيريا وموزمبيق نتيجة لضعف مردود من شغلوا هذا المركز خاصة حسني عبد ربه الذي كان كالشبح في المباراتين ولم يقدم ما يوازي حصوله على جائزة أفضل لاعبي القارة في البطولة الماضية غانا 2008، وأستمرار الوضع كما هو عليه في المباريات القادمة قد يعني – لاقدر الله – أن نودع النهائيات بأخطاء يمكن التغلب عليها ببعض الحلول التكتيكية.

وتضم قائمة منتخب مصر ممن يجيدون أداء لاعب الوسط المدافع الأسماء التالية:

- حسني عبد ربه "مردوده في البطولة حتى الآن ضعيف جدا.. تمريراته معظمها يفتقد الدقة والقوة.. أفتقد ميزة الضغط على الخصم التي كان يجيدها في وجود محمد شوقي.. عودته لمستواه المعروف تجعله رقم واحد من بين الموجودين"

- حسام غالي "مجهوده الهجومي يطغى على النواحي الدفاعية.. لكن توظيفه في هذا المركز ممكن بشرط أن يكون في كامل لياقته البدنية والذهنية"

- هاني سعيد "بحكم إجادة سعيد في مركز الليبرو يمكن توظيف لاعب الزمالك الدولي في مركز الوسط المدافع خاصة مع إجادته التامة لتوقع هجمات الخصم.. لكن ضعف لياقة اللاعب البدنية.. وغيابه عن مباريات الزمالك لفترة طويلة أثرا بشدة على لياقته الذهنية وحساسية المباريات"

- أحمد فتحي "جوكر المنتخب والنادي الأهلى.. أعاده حسن شحاته في مباراتي نيجيريا وموزمبيق خلال أحداث الشوط الثاني للقاءاين إلى جوار أحمد حسن فأعاد الأنضباط لخط الوسط ووقف سدا منيعا أمام هجمات المنافسين"

- عبد العزيز توفيق "ربما من الصعب الدفع بلاعب إنبي الشاب في هذا المركز خاصة أنه يشغل الجانب الأيسر مع ناديه.. لكن قوته البدنية وحماسه ورغبته في تقديم نفسه للجماهير قد تمنحاه تفوقا على أقرانه"

- أحمد حسن "الماكينة.. وهذا يكفي.. ضع أحمد حسن في أي مكان ستجده يؤدي كأفضل ما يكون.. وإن كان وضع حسن في هذا المركز وتقييده بمهام دفاعية يفقد المنتخب لاعب حماسي يندفع من الخلف ويسدد كثيرا على المرمى"
Read More

بعد واقعة زيدان.. شحاته يواجه الخروج عن النص للمرة الثانية

يناير 17, 2010
يواجه حسن شحاته واقعة الخروج عن النص من احد لاعبي المنتخب المصري في ظل إدارته للفريق منذ عام 2004 للمرة الثانية، بعد الواقعة الشهيرة التي كان بطلها أحمد حسام "ميدو" عام 2006 في لقاء الدور قبل النهائي للبطولة أمام السنغال، حين رفض الأخير الألتزام بالتبديل.

Image result for ‫زيدان وشحاته‬‎

وهو نفس ما تكرر أمس السبت في مباراة المنتخب أمام موزمبيق ضمن فعاليات الجولة الثانية لمباريات المجموعة الثالثة لكأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها أنجولا حتى الحادي والثلاثين من يناير الجاري، وإن كان التصرف أخف وطأة مما فعله "ميدو".

ورفض محمد زيدان مهاجم المنتخب وبروسيا دورتموند الألماني مصافحة زميله أحمد عيد عبد المللك الذي حل بديلا له في منتصف الشوط الثاني وتحديدا في الدقيقة 56 كأعتراض على التغيير، ملقيا برابط المعصم الذي كان يرتديه على الأرض في مشهد أثار حفيظة المصريين، وذكرهم بما فعله ميدو حين أعترض بشكل غير لائق على مدربه قبل أربع سنوات.

من جانبه هدد شحاته باستبعاد زيدان من تشكيلة الفريق في المباريات المتبقية من البطولة، إذا لم يبادر بالإعتذار وتفسير موقفه، على غرار ما حدث قبل فترة عندما تكاسل اللاعب عن الأنضمام للفريق قبل المباراة الودية ضد غينيا.

وأكدت مصادر مطلعة من داخل الجهاز الفني أن أقل عقوبة ستفرض على اللاعب هي الاستبعاد من المباراة القادمة، وفي حالة عدم اعتذاره سيكون قرار الاستبعاد النهائي هو الأقرب للتنفيذ.

وأكد حمادة صدقي المدرب المساعد للمنتخب إن الجهاز الفني سيجتمع بزيدان لبحث أسباب تصرفه الغريب "لا نقبل مثل تلك التصرفات، وسنناقش زيدان في أسباب هذا الفعل".

وأضاف "زيدان لم يكن موفقا خلال اللقاء، ولا أدري سببا يدفعه للغضب من تغييره".
Read More

31 ديسمبر 2009

هل تحقق قائمة الفراعنة اللقب السابع؟

ديسمبر 31, 2009
غياب حمص عن القائمة المبدئية، وعودة السقا وغالي، ثم استبعاد ميدو وإمام وسليمان وعبد الفضيل وفرج عن القائمة النهائية، وتواجد المحمدي وعبد العزيز ورؤوف وسعيد وسالم وجدو..

Image result for egypt team 2010

هل يمكن أن تحقق قائمة الفراعنة طموح الجماهير المصرية المحبطة بعد خسارة بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم، وتعود باللقب القاري السابع والثالث على التوالي؟.

بداية فالقائمة المبدئية التي أختارها الجهاز الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم بقيادة المدير الفني حسن شحاته قبل خوض لقاء ماولاي الودي شهدت العديد من اللوغارتيمات.. كان أكثرها إثارة للجدل هو استبعاد الثلاثي محمد حمص "الإسماعيلي"، محمد شوقي "ميدلسبره"، محمد بركات "الأهلى".

تبريرات الجهاز الفني بالنسبة للثلاثي جاءت مختلفة ومتعارضة أيضا مع أسماء آخرى شملتها القائمة، فتصريحات شوقي غريب المدرب العام أكدت أن المنتخب لا يحتاج جهود حمص في الوقت الحالي، بالرغم من أنه يعتبر اللاعب المصري الوحيد تقريبا مع أحمد حسن "كابن المنتخب ولاعب وسط الأهلى" الذي يحافظ على مستواه الثابت ويقدم أداء أكثر من قوي مع فريقه، كما أنه يمتاز بالتغطية الدفاعية الواعية ويجيد قراءة الملعب والتمرير الطولي والقصير بلا أخطاء، فكيف لا يكون الفريق في حاجة لجهوده؟.

وبالنسبة لمحمد بركات، فقد جاءت تبريرات استبعاده أن الجهاز الفني للمنتخب لا يعلم عنه شيء، بسبب عدم مشاركته مع الأهلى في آخر مباريات الدور الأول، فهل هو مصاب أم معاقب؟.. وهي بالطبع مبررات لا نملك أمامها إلا الأبتسام.. لأن معرفة حقيقة موقف اللاعب قد لا يحتاج إلا مكالمة هاتفية.. فهل فقد الجهاز الفني أرقام هواتف الأندية أم أن كل أفراد الجهاز فقدوا أجهزة الهاتف نفسها؟!!.

الأسم الثالث الأكثر إثارة للجدل كان جوكر خط الوسط محمد شوقي، والذي جاءت تبريرات أستبعاده المفاجئة لعدم مشاركته الدائمة مع فريقه الأنجليزي، وهي حجة غير مقنعة بعد أستمرار أستدعاء اللاعب طوال مشوار الفريق في تصفيات البطولة وكاس العالم في وجود نفس العلة، بالإضافة إلى ضم لاعب الزمالك هاني سعيد وهو لم يشارك مع ناديه أيضا في الأسابيع الأخيرة من المسابقة.

مباراة ماولاي الودية نفسها شهدت شيء غير طبيعي وغير منطقي، بعد أن أشرك الجهاز الفني 22 لاعب بواقع فريق مختلف في كل شوط، وهو ما أظهر الفراعنة بحالة يرثى لها في ظل افتقاد معظم اللاعبين للإنسجام والتفاهم.. والأغرب أن القائمة النهائية للفريق التي ستشارك في منافسات كاس الأمم والتي تم إعلانها عقب المباراة بأقل من أربع وعشرين ساعة شهدت استبعاد ثنائي الزمالك "ميدو" وحازم إمام بالرغم من أن الأول أدى شوط لا بأس به، بينما كان الثاني هو أفضل لاعبي المنتخب في المباراة بمجهوده وتحركاته وكراته العرضية.

فعلي أي أساس كان معيار أختيار قائمة المنتخب، ولماذا تم تفضيل أسماء مثل محمد ناجي جدو "الاتحاد السكندري"، وأحمد رؤوف "إنبي" والسيد حمدي "بتروجيت" على لاعب بحجم وقدرات وخبرات "ميدو" أتفقنا أو أختلفنا على مستواه وما قدمه للمنتخب منذ ضمه محمود الجوهري للفريق في تصفيات كأس العالم 2002.

ولماذا تم ضم عبد الظاهر السقا "أسكيشيهر سبور التركي" ذي الـ 36 ربيعا على حساب لاعب شاب مثل شريف عبد الفضيل صاحب الـ 26 عام؟.

وهل يمكن أعتبار عبد العزيز توفيق وأحمد المحمدي "إنبي" أفضل من وليد سليمان "بتروجيت" وحازم إمام "الزمالك".. أم أن معيار الأختيار هنا يعتمد على أشياء آخرى غير ما نراه على المستطيل الأخضر.

والقائمة التي ضمت أسماء: عصام الحضري، عبد الواحد السيد، محمود أبو السعود (لحراسة المرمى)، وائل جمعة، هاني سعيد، محمود فتح الله، عبد الظاهر السقا، المعتصم سالم، أحمد فتحي، أحمد المحمدي، سيد معوض، محمد عبد الشافي (للدفاع)، حسني عبد ربه، عبد العزيز توفيق، أحمد حسن، حسام غالي، أحمد عيد عبد الملك، محمد ناجي "جدو"، محمود عبد الرازق "شيكابالا" (للوسط)، عماد متعب، محمد زيدان، أحمد رؤوف، السيد حمدي (للهجوم).

تعتبر عامل ضغط على الجهاز الفني، إذ بهذه الأختيارات لم يعد يملك الفراعنة إلا خوض لقاءات البطولة بتشكيل قوي يفتقد دكة بدلاء قادرة على تعديل النتائج في أي وقت.

فإبفتراض أن شحاته سيخوض مباريات البطولة بطريقة 3/ 5/ 2 المعتادة.. سيكون التشكيل الأمثل والأقرب هو عصام الحضري – هاني سعيد – وائل جمعه – عبد الظاهر السقا "محمود فتح الله" – سيد معوض – أحمد فتحي – أحمد حسن – حسام غالي – حسني عبد ربه – محمد زيدان – عماد متعب.

وفي حال قرر المغامرة بطريقة 4/ 4/ 2 سيخرج واحد من بين المدافعين هاني سعيد وعبد الظاهر السقا "محمود فتح الله"، ويحل بدلا منه لاعب الوسط محمود عبد الرازق "شيكابالا".

أي أن كلا الطريقتين سيترك للفراعنة دكة بدلاء مكونة من: المعتصم سالم – أحمد المحمدي – محمد عبد الشافي – عبد العزيز توفيق – أحمد عيد – جدو – رؤوف – السيد حمدي.

فمن من هذه الأسماء قادر على تغيير نتيجة مباراة بحجم لقاءات قارية سيواجه فيها منتخب الفراعنة أعتى محترفي القارة السمراء في أوروبا.

فعند مقارنة هذه الأسماء، مع كامل الأحترام لكل منها، بالتي لم تشملها القائمة أو تم استبعادها.. ميدو وحازم إمام وشريف عبد الفضيل ومحمد بركات وأحمد سمير فرج ومحمد حمص ومحمد شوقي ووليد سليمان ومحمد شعبان.. يبقى السؤال؟

هل يحقق الفراعنة بهذه القائمة اللقب القاري السابع والثالث على التوالي.. أم تكتب نهاية هذا الجيل رسميا في أنجولا 2010.. شارك برأيك؟
Read More

25 ديسمبر 2009

الأوكسجين.. هل يعيد أبو تريكة وعمرو زكي قبل الآوان؟

ديسمبر 25, 2009
بعد أيام قليلة يدخل المنتخب المصري معترك منافسات كأس الأمم الأفريقية في نسختها السابعة والعشرين التي تستضيفها أنجولا في الفترة من 10 وحتى 31 يناير 2010، مفتقدا لأثنين من أهم لاعبيه في السنوات الأربع الأخيرة، وهما لاعب الوسط محمد أبو تريكة "الأهلى"، والمهاجم عمرو زكي "الزمالك"، بسبب إصابات مختلفة ستبعدهما لما بعد أنتهاء البطولة.



أبو تريكة اصيب عقب نهاية التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بشرخ إجهادي في وجه القدم، أكدت معه التقارير الطبية أنه يحتاج لفترة علاجية لن تقل عن شهر ونصف قبل أن يعود اللاعب للمس الكرة فقط.. فيما أصيب زكي بتمزق من الدرجة الثانية في العضلة الخلفية مع التهاب في أوتار العضلة نفسها، وحدد له الأطباء فترة نقاهة وعلاج طبيعي تقترب أيضا من الشهر ونصف.

مع العلم أن غياب الثنائي سيؤثر بشدة على القوة الهجومية للفراعنة خاصة أنهما سجلا معا ثمانية أهداف من أصل 15 سجلهم منتخب مصر في البطولة الماضية "غانا 2008" والتي توج المنتخب بلقبها على حساب الكاميرون، كما أحرزا سبعة أهداف في مشوار مصر في التصفيات.

ومع الحزن الذي خيم على قلوب مشجعي منتخب مصر.. ظهرت بادرة أمل قد تعيد الثنائي المصاب للمنتخب مع مباريات الدور الأول من البطولة.. وخلال أسبوعين فقط لتختصر مدة العلاج إلى الثلث بالضبط.

بادرة الأمل كانت في تصريحات للدكتور حسن إمام رئيس وحدة العلاج بالأكسجين المضغوط التابعة لمستشفى معهد ناصر، والتي أكد فيها أن هذه الوسيلة ليست جديدة على مداوة الإصابات الرياضية وسبق أستعمالها مع نجمي المنتخب الأنجليزي ديفيد بيكهام وواين روني قبل كأس العالم 2002، و2006 على الترتيب.

ماهو الأكسجين؟
قبل أن نخوض في نوعية العلاج بالأكسجين المضغوط.. ينبغي أن نعرف أولا أن الانسان يمكنه الاستغناء عن الشراب والطعام وعن الكثير من حاجاته الضرورية لساعات أو لعدة أيام، لكنه لا يستطيع الاستغناء عن الهواء لأكثر من دقائق.

والهواء هو عبارة عن خليط طبيعي من عدة غازات، خلقه الله سبحانه وتعالى ليلائم حياة كل من على وجه الارض، وهو المكون الذي يشغل الفراغ الجوي ابتداء من سطح الارض وحتى ارتفاع 300 كلم.

وينشأ الضغط الجوي من وزن الغازات المكونة للهواء ويؤثر في جميع الموجودات فوق سطح الارض ويكون تأثيره فيها من جميع الجهات بالتساوي في أي نقطة محددة، لذلك فهو دائماً متعادل على اجسام الكائنات الحية ومنها الانسان، فكلما ارتفعنا الى الأعلى عن مستوى سطح البحر يقل الضغط الجوي.

والواقع ان الأوكسجين هو الغاز الوحيد الداعم واللازم لحياة الانسان والكائنات الأخرى، وهو سر واساس الوجود ولولاه لفنت الحياة، بينما تعمل الغازات الاخرى كعربة نقل أو وسيلة لتخفيف وتلطيف تركيز الأوكسجين وفق الحد الذي أراده الخالق عز وجل.

ويتحول الأوكسجين الى غاز ضار عندما يصل ضغطه الجزئي الى اكثر من (2 ضغط جوي) أي ما يعادل الضغط الذي يتعرض له الانسان على عمق 90 متراً تحت سطح الماء باستخدام الهواء الاعتيادي للتنفس، أو ما يعادل عمق (11 متراً) باستخدام الأوكسجين النقي بنسبة 100% للتنفس، ويعرف التأثير الضار للأوكسجين بتسمم الأوكسجين.

وبعد أبحاث طبية ودراسات مختلفة إنشيء عالميا ما يعرف بطب الأعماق "وهو واحد من أحدث فروع الطب"، يهتم بدراسة التأثيرات الفسيولوجية والمرضية للأعماق (الضغوط المرتفعة) في صحة وسلامة الانسان، ومعالجة الأمراض الناجمة عن نزول الانسان إليها.

ويستند عمل طبيب الاعماق والعلاج بالأوكسجين المضغوط على تقديم الارشادات الطبية للغواصين المحترفين والعاملين في اعماق البحر لاسيما مجال التنقيب عن النفط، ولهواة الغوص والرياضات المائية، بالإضافة إلى فحص الافراد الراغبين بالعمل في مجال الغوص وتقرير صلاحيتهم للعمل من عدمه.

العلاج بالأوكسجين المضغوط
ويتفرع العلاج بالأوكسجين المضغوط عن طب الأعماق ويتداخل معه وهو يعني ببساطة شديدة استعمال الأوكسجين تحت ضغط مرتفع كوسط ومادة علاجية فعالة ومؤثرة على الكثير من الإصابات والأمراض، أو ما يعرف اختصاراً ب(HBOT).

ويستخدم الأوكسجين المضغوط كمادة علاجية فعالة لمعالجة طيف واسع من الأمراض والاضطرابات الصحية، وقد أقرت المنظمة الامريكية للغذاء والدواء (FDA)، والجمعية العالمية لطب الأعماق والأوكسجين المضغوط، المعروفة اختصاراً بـ (UHMS)، وجمعية طب الاعماق لجنوب الباسفيك (SPUMS)، والاكاديمية الامريكية لعلوم الاعماق المعروفة اختصاراً بـ (AAUS)، وجهات علمية وطبية اخرى اعتماد الأوكسجين المضغوط علاجاً فعالاً وأساسياً لأمراض عدة نذكر منها الجروح والاصابات الرضية، التهابات وتآكل الانسجة الرخوة، التهابات العظام، والإصابات الرياضة.
كيفية العلاج بالاكسجين المضغوط
ترتكز طريقة العلاج على إعطاء المريض اكسجين نقي بنسبة 100% ثم يتم زيادة الضغط الجوي في الغرفة المتواجد بها المريض حسب الحالة المرضية، ليصل الى ضعفين او ثلاثة اضعاف الضغط الجوي العادي.

ويتحول الاكسجين من الحالة الغازية الى السائلة، ويبدأ الأنتقال الى الخلايا والانسجة والاعضاء عن طريق سوائل الجسم المختلفة وليس عن طريق كريات الدم الحمراء, حيث يذوب في سوائل الجسم المختلفة ومنها البلازما, والسائل الشوكي والعيني واللعاب والليمف والسائل الدماغي بالاضافة الى السائل الخلوي فيصل الى كل نقاط الجسم بما فيها تلك التي لا يصلها الدم نتيجة الانسدادات الشرايينة.

وحاليا في الولايات المتحدة الامريكية ومعظم دول اوروبا والشرق الاقصى يستخدم الاكسجين المضغوط في علاج الاطفال المصابين بالشلل الدماغي, كما يعتبر واحد من الطرق المبشرة والواعدة لعلاج الاطفال المصابين باعراض التوحد.

أبو تريكة.. وعمرو زكي
وبناء على هذه المعلومات التي طرحت طوال الأيام القليلة الماضية "بشكل مفاجيء" في وسائل إعلامية مختلفة.. تم توجيه دعوة من قبل أطباء وحدة العلاج بالأكسجين في مستشفى معهد ناصر لنجمي المنتخب المصري، لإعادة كليهما إلى حالته الطبيعية تمهيدا للحاق بمنافسات كأس الأمم.

أبو تركية من جانبه أعتذر عن تلبية الدعوة.. بعد تصريحات طبيب المنتخب الوطني د. أحمد ماجد.. التي أكد فيها أن "العلاج بالأكسجين نجح فى بعض الحالات مثل آلام القدم السكرى إلا أن ضرب المثل بإصابة رونى أو بيكهام لابد أن يستند على دراسة تقارير إصابات اللاعبين والإشاعات التى أجريت لهما، وهو نفس الأمر بالنسبة لأبوتريكة، فلا يمكن تحديد أسلوب علاجه بالأكسجين دون مراجعة الأشعة التى تحدد طبيعة الإصابة.. فكل حالة ليست بالضرورة مثل الأخرى"

وأضاف "فى جامعتى القاهرة وعين شمس لم تثبت الدراسات أن العلاج بالأكسجين يحصد تلك النتائج المذهلة التى تختصر ثلاثة أرباع فترة العلاج"

أما عمرو زكي فلايزال موقفه غامض.. بعد التصريحات التي يؤكد فيها وكيل أعماله أنه بصدد السفر لألمانيا لعرض نفسه على أطباء أصابات الملاعب هناك.

المشكلة تكمن هنا في أن أسلوب العلاج المتداول منذ أعوام يظهر لأول مرة إعلاميا على الساحة المصرية، وبالتالي فمن عير المتوقع أن نجد ترحيبا به بإي شكل من الأشكال، فلا تريكة ولا زكي يمتلكان الشجاعة لخوض تجربة علاجية غير واضحة المعالم، ولا الوقت يسمح بالتجارب والدراسات التي تحدث عنها د. ماجد.. والخاسر في النهاية سيكون المشجع المصري الذي يتعلق بآمال واهية ويسقط على أرض صلبة لا ترحم.
Read More

24 ديسمبر 2009

جابولاني.. تطيح بالواوا آبا عن عرش الكرة الأفريقية

ديسمبر 24, 2009
Image result for ‫جابولاني‬‎تخطف كأس الأمم الأفريقية في نسختها السابعة والعشرين، التي تستضيفها أنجولا أعتبارا من 10 يناير 2010 وحتى الحادي والثلاثين من الشهر نفسه، الأنظار ليس فقط بسبب مشاركة أكبر نجوم القارة السمراء المحترفين في أوروبا في فعاليات البطولة، ولا لكونها تقام في أنجولا لأول مرة في تاريخها.. أنما لكونها ستحظى بشرف أستخدام الكرة الجديدة لشركة أديداس العالمية "جابولاني" في فعاليتها لأول مرة، وهي الكرة التي صنعت خصيصا من أجل نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب افريقيا صيف 2010.

وحرصت إديداس على أن تكون ألوان الكرة مفعمة بالروح الإفريقية، فطغت عليها الألوان الأصفر والأحمر والأسود المكون منها علم أنجولا.

وصممت "جابولاني" بشكل مغاير عن الكرات السابقة التي صممتها أديداس، إذ تحتوي الكرة الجديدة على ثمانية أجزاء حرارية ثلاثية الأبعاد دائرية الشكل مصنوعة من مادتي EVA و TPU وملفوفة معاً لتغطى بتناغم القالب الداخلي للكرة فقط (لامتصاص الطاقة الحرارية الناشئة عن ركل أو لعب الكرة)، لمنح التسديدات دقة أكبر، ونقل تأثير الركلات مباشرة إلى قلب الكرة، ما يمنحها أستقامة أكبر في الحركة، وقدرة أكبر على التحليق في الجو لفترة أطول مع إمكانية السيطرة عليها بشكل تام تحت أي ظروف مناخية من خلال المناطق المجوفة في السطح الخارجي لها.

وتحتوي كرة أديداس الجديدة "جابولانى" على أحد عشر لوناً كونها الكرة الحادية عشر التي تشارك بها أديداس في كأس العالم.

والألوان الـ 11 تمثل 11 لاعباً في كل فريق بالإضافة إلى 11 لغة موجودة في جنوب أفريقيا و11 قبيلة، مما يجعل من جنوب أفريقيا أكثر البلاد المتنوعة اثنولوجيةً في قارة أفريقيا.

ويجمع التصميم المليء بالألوان تنوع هذا البلد الهائل في شكل وحدة متناغمة.

ويتكون تصميم الكرة من أربعة عناصر على شكل مثلث موضوعة على خلفية بيضاء مما يضفى على الكرة مظهر الروح الأفريقية المتميزة، بالإضافة إلى أن عناصر التصميم الفردية تجذب الألوان الكثيرة الموجودة في جنوب أفريقيا مثل الوجهة الخارجية لملعب جوهانسبورج.

واستعادت الكرة الجديدة اللون الأبيض المميز بعد استخدام كرة الـ"واوا أبا" الصفراء في المنافسات الأفريقية الرسمية منذ بطولة غانا 2008.

وأشتقت أديداس اسم "جابولاني" من لغة "البانتو إيسيزولو" وهى من اللغات الإحدى عشر في جنوب أفريقيا، يتحدث بها ما يقرب من 25% من سكان جنوب أفريقيا، والترجمة الحرفية لكلمة "جابولاني" تعنى "لنحتفل".

وأكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" أن إطلاقه هذا الأسم تحديدا على الكرة، جاء لتوجيه رسالة إلى العالم أجمع بضرورة الأستمتاع بكرة القدم خاصة في بطولة الأمم الإفريقية.

كانت أديداس أختبرت الكرة الجديدة بالاستعانة بعدد من نجوم اللعبة الذين أشادوا بها، وقال قائد المنتخب الألماني مايكل بالاك في تعليقه عليها "رائعة.. الكرة تنفذ ما أريدها أن تقوم به تماما.. بالنسبة لي، الاتصال بالكرة له كل الأهمية، وهو أمر رائع مع جابولاني".

يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أستخدم "جابولاني" في نسختها الأختبارية في كأس القارات التي أستضافتها جنوب افريقيا عام 2009 وتوجت البرازيل بلقبها.. بينما ستسخدم النسخة الأصلية الرسمية في كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق في انجولا 10 يناير 2010، قبل أن تستخدم في كأس العالم بجنوب افريقيا بستة أشهر كاملة.

جدير بالذكر أن شركة أديداس الألمانية العالمية للمستلزمات الرياضية بدأ تصنيع الكرات الرسمية لمسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من عام 1970 وحتى الآن.
Read More

22 يونيو 2009

منتخب الساجدين لايستحق هذه المعاملة

يونيو 22, 2009
بصورة دراماتيكية ساخنة تحولت الهزيمة الثقيلة والمفاجئة التي تلقاها المنتخب المصري مساء الأحد أمام نظيره الأميركي بثلاثية نظيفة في ختام مباريات الجولة الأولى لكلا الفريقين بالمجموعة الثانية في بطولة كأس القارات المقامة حاليًا في جنوب إفريقيا إلى قضية رأي عام ليس بسبب سوء الأداء والعرض الباهت الذي قدمه الفريق مضيعا فرصة تاريخية بالصعود للمربع الذهبي، إنما لردود الأفعال المتباينة التي نشبت عقب الهجوم الذي شنه الإعلامي عمرو أديب على أفراد الفريق وجهازهم الفني أستنادا إلى تقارير صحافية من جنوب افريقيا تناقلتها وسائل إعلام تدعي اصطحاب مجموعة من لاعبي المنتخب لفتيات ليل إلى غرفهم عقب الفوز التاريخي على إيطاليا مساء الخميس الماضي، بغرض تبرير واقعة السرقة التي أبلغت عنها البعثة المصرية.

Image result for ‫مصر وايطاليا 2009 منتخب الساجدين‬‎

وتحولت خسارة المباراة إلى قضية أخلاقية غير مسبوقة على الساحة الكروية في مصر، بعد أن دفع أديب ببرنامجه على إحدى الفضائيات إلى ما يشبه ساحة عراك بينه وبين لاعبي المنتخب ومدربهم حسن شحاته، الذين أجروا مداخلات هاتفية للتعبير عن غضبهم واستيائهم من ترويجه لإدعاءات صحف جنوب افريقيا دون تحري الدقة.

وبدأت الشرارة بمكالمة من مهاجم الفريق محمد زيدان، الذي لم يشارك في المباراة بسبب الإصابة، كادت تتحول لمشاجرة، حيث ظل يدافع اللاعب باستماتة عن الفريق وعن زملائه معربًا عن استيائه من ترويج أديب لأكاذيب الصحف دون دليل موثق، في الوقت الذي أكد فيه الأخير أنه تحصل على هذه الأخبار من تقارير المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، وأنه لم يصنعها بنفسه.

ثم أشتعلت الأمور بمداخلة جديدة من كابتن الفريق أحمد حسن، الذي وضح على صوته الغضب الشديد والضيق مؤكدًا أن البعثة تعرضت للسرقة وحررت محضر بالواقعة، معربا عن صدمته من أن يتم تصديق قيام لاعبي المنتخب الذي أشتهر بـ "منتخب الساجدين" بمثل هذه الأمور.

قبل أن يتدخل الخلوق محمد أبو تريكة معبرا هو الآخر عن استيائه ومؤكدا أن لاعبي هذا الجيل لاعبون محترمون وبعيدون كل البعد عن مثل هذه الادعاءات، ثم أنفجرت الأمور بتعليق المدير الفني للمنتخب الكابتن حسن شحاته والذي تحدث بنبرة إنفعالية ووجه لوما شديدا لأديب ثم انهى المكالمة بسب الأخير.

لكن الأزمة الحقيقية لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت لتصل إلى الشارع المصري الغاضب في الأساس من نتيجة المباراة، حيث طالبت الجماهير العاشقة لكرة القدم بضرورة بحث الواقعة وإجراء تحقيق يتم الكشف فيه عن هوية هؤلاء اللاعبين وفضح أمرهم، فيما أكد أحد أعضاء مجلس الشعب المصري أنه سيتقدم بطلب عاجل للخارجية المصرية من أجل مطالبة السفارة المصرية بجوهانسبيرغ بإعداد تقرير حول الواقعة وادعاءات الصحف الجنوب إفريقية، لإجراء حساب شعبي للمقصرين، في حالة ثبوت ذلك.

في الوقت الذي دافع فيه الإعلامي عماد الدين أديب "الشقيق الأكبر لعمرو أديب"، عن المنتخب المصري مؤكدا أن تلك الأخبار مجرد ادعاءات وافتراءات "علينا أن نحسن الظن في لاعبينا. وعلى السفارة المصرية في جنوب إفريقيا أن تقوم برفع دعوي قضائية ضد الصحيفتين أو إجراء تحقيق في الواقعة على أن يُؤتَى بنتائج هذا التحقيق النهائية لتنقل إلى الخارجية المصرية بغرض إظهار الحقيقة. أما بخصوص أداء المنتخب فهو أمر فني يتحدث فيه خبراء اللعب بعيدًا عن هذه المزاعم"

وفي أستطلاعات سريعة على بعض المواقع الأخبارية على شبكة الأنترنت أكدت معظم الجماهير المصرية على ضرورة إجراء تحقيق رسمي في أسباب إخفاق المنتخب أمام الولايات المتحدة، على أن تتخذ السفارة المصرية موقفا جريئاً بشأن تلك الإدعاءات لإظهار الحقيقة أمام العالم لأن سمعة لاعبي مصر باتت في مهب الريح ولابد من العمل على استعادة كرامة وكبرياء تلك المجموعة المحترمة من اللاعبين.

فيما أشار آخرون إلى عدم جدوي كل هذا الهجوم الذي يتم شنه على المنتخب في هذا التوقيت الحرج، الذي يتحضر فيه لمواصلة مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، مؤكدين أن الاتجاه السائد قبل السفر إلى جنوب افريقيا كان تجهيز الفريق للاحتكاك بالمنتخبات الكبرى التي سيلعب ضدها في البطولة مثل إيطاليا والبرازيل، فما الداعي لكل هذا التحامل والتجني على الفريق، فالأهم الآن هو التأهل لكأس العالم وليس الخروج من بطولة لم يكن للمنتخب المصري فيها ناقة ولاجمل، على حد تعبير البعض.

وعلى ذات المنوال أنطلقت على الـ "FaceBook" أشهر المواقع الأجتماعية على شبكة الأنترنت، عدة حملات تطالب بمقاطعة ومحاسبة عمرو أديب، لما ساقه من اتهامات غير موثقة ضد لاعبي منتخب مصر.

ولم تتوقف سخونة الأمور عند هذا الحد بل أمتدت بإعلان محمد أبو تريكة نجم الفريق الاعتزال الدولي في حال عدم تدخل اتحاد الكرة لرد شرف اللاعبين، فيما أعلن أحمد حسن كابتن المنتخب أتفاق اللاعبين والجهاز الفني على التقدم بشكوى للنائب العام ضد أديب وبرنامجه الفضائي، مهددا في الوقت ذاته بأنه وزملائه سيمتنعون عن النزول للتدريبات أو خوض المباريات إن لم ترد لهم كرامتهم، كما أشارت تقارير صحفية أن شحاته طالب بإعفائه من مهام عمله كمدير فني للمنتخب، قبل أن يقنعه زاهر بتأحيل مناقشة الموضوع حتى العودة للقاهرة.

كانت مظاهرات غاضبة قد أنطلقت في شوارع وميادين القاهرة عقب انتهاء اللقاء بخسارة المنتخب المصري، للتعبير عن السخط والغضب من تراجع مستوى الفريق والأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني سواء في تشكيلة الفريق أو القراءة الفنية للمباراة.

ففي الوقت الذي حرمت فيه الإصابة أثنين من أفضل لاعبي الفريق في مباراتي البرازيل وإيطاليا من خوض اللقاء وهما محمد زيدان وسيد معوض، أخطأ الجهاز الفني في تغيير مكان أحمد فتحي من ظهير أيمن لمساك والإبقاء على أحمد سعيد أوكا الذي تألق في هذه المركز على مقاعد البدلاء، إلى جوار محمد حمص الذي كان نجم مباراة إيطاليا الأول بمجهوده الوفير وتمريراته المتقنة، وهو ما كان له أثره الواضح على خطي الوسط والدفاع.

لكن في النهاية تبقى الرياضة فائز ومهزوم، وخسارة مباراة لاتعني أبدا نهاية العالم، فمنتخب إيطاليا حامل لقب كأس العالم 2006 تعرض لهزيمتين في البطولة وودع الدور الأول أيضا، والخسارة لاتعني أبدا أن نذبح أنفسنا ونتهم لاعبين عُرف عنهم السلوك الحسن بما لايقبله العقل أو المنطق، وبدون أدلة مؤكدة، وأعتمادا على تقرير صحفي لدولة تشتهر بأنها الأعلى في حوادث العنف والسرقات على مستوى العالم.
Read More

10 مارس 2009

قانون بوسمان.. وخريطة الكرة الأوروبية

مارس 10, 2009
قانون بوسمان هو حكم قضائي صدر في الخامس عشر من ديسمبر 1995، بعد أن تقدم لاعب مغمور في صفوف نادي (ليخيا) البلجيكي يدعى (جان مارك بوسمان) بشكوى ضد ناديه البلجيكي مدعيا انه يعامله معاملة الرقيق ويحاول الاستفاده منه ماديا بعدما انتهى عقده معه وانتقل الى فريق (دونكركه) بالدرجه الثانيه الفرنسيه.

Image result for arsenal and bosman law

قال بوسمان في دعواه ان النادي البلجيكي يحاول عرقله عملية الانتقال، والحصول على مقابل مادي لا يستحقه.

وكل بوسمان محامي بارع غاية في الذكاء للترافع امام محكمه العدل الاوروبيه في لكسمبورغ، حيث نجح في اثبات مخالفة قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الخاصه بانتقال اللاعبين لقوانين الاتحاد الاوروبي التي تنص على الانتقال الحر وغير المشروط للعمال والموظفين وارباب المهن، وانتزع المحامي الموهوب حكما قضائيا يعتبر اللاعبين مثل العمال لهم حق الانتقال الحر.

بمعنى اخر انتزع حكما ونصا قانونيا يؤكد احقية اللاعب الأنتقال واللعب في اي بلد من بلاد الاتحاد الاوروبي دون ان يعتبر اجنبيا يجب عليه دفع المقابل عند انتقاله لناد اخر.

هذا القانون ادى الى تغيرات كثيره في تشكيلات الفرق الاوروبيه التي اصبح بعضها مثل الامم المتحده يضم جنسيات عديده في صفوفه، وادي القانون الى غلاء رهيب في اسعار اللاعبين خاصة في المسابقات القويه مثل الدوري الاسباني والايطالي والانجليزي.

واشتعلت حرب اخرى تخص اللاعبين القادمين من امريكا الجنوبيه وافريقيا ومحاولتهم المستميته للحصول على جنسيه اوروبيه واللعب في دول الاتحاد الاوروبي دون ان يحتسب كأجنبي.

في المقابل ادى القانون الى وجود اقليه من اللاعبين الوطنيين ضمن النوادي الاوروبيه، مما صعب مهمة صعود البراعم، وفقدت فرق الرديف اهميتها، وبدأت بعض المنتخبات الأوروبية العريقة تعاني بشدة بسبب اعتماد الأندية الكبيرة على لاعبين من غير جنسية البلد.

وبالنظر إلى المسابقات الأوروبية نجد أن الانديه الاسبانيه نجحت في الحفاظ بعض الشيء على التوازن بين اللاعب الوطني والاجنبي ومازال اللاعب الوطني هو المسيطر، أما في انجلترا فالصوره معكوسه بشكل مخيف ففرق كبيره مثل مانشستر يونايتد والارسنال وليفربول قليلة الثقه في لاعبها الوطني، والأمر نفسه في ايطاليا خاصة في فرق مثل اليوفي والميلان والأنتر.

ولعل الوجه القبيح الذي لا مفر منه لهذا القانون هو تحويله لأحتراف الرياضة إلى احتراف مادي هدفه البحت عن المال بشتى الوسائل والطرق.. وأصبح من يملكه فقط هو القادر على تحقيق البطولات والإنجازات.

فالقانون فتح الباب على مصراعيه أمام لاعبي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتنقل دون أي قيود، فسيطرت الأندية الكبيرة على أشهر نجوم اللعبة واحتكرت البطولات والانتصارات، فيما بدأت الأندية ذات الإمكانات المادية المحدودة رحلة اللاعودة نحو الهاوية.

ولعل محاولات الاتحاد الأوروبي ورئيسه الحالى "ميشيل بلاتيني" الساعية للسيطرة على سلبيات القانون التي أثرت في تواجد اللاعبين المحليين مع أندية بلادهم، وأثرت بالتبعية على مستويات المنتخبات، بإجبار الأندية على الاهتمام بناشئيها، بعد أن قرر أن تضم قائمة أي ناد يشارك في البطولات الأوروبية ما لا يقل عن ثمانية لاعبين ممن ترعرعوا ضمن صفوف النادي أو أندية أخرى بالدولة نفسها لمدة لا تقل عن ثلاثة أعوام خلال المرحلة السنية بين 15 و21 عاما.

وهو القرار الذي بدأ فعليا العمل به من موسم 2006-2007 حيث أصبحت الأندية المشاركة في دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأوروبي تضم ما لا يقل عن أربعة من هؤلاء اللاعبين في قوائمها ثم أرتفع العدد إلى ستة موسم 2007-2008 ووصل الى ثمانية موسم 2008- 2009.

وبرغم جدية القرار وفائدته الكبيرة إلا أنه يواجه نسبة قصور لا شك فيها، أولها أن القرار لا ينطبق على المسابقات المحلية رغم إن الاتحاد الأوروبي يشجع دوله الأعضاء على تبنى القرار محليا، وثانيها أن عدد اللاعبين في القائمة والذي وصل إلي 30 لاعب قد يتيح للنادي الاعتماد علي شراء لاعبين والإبقاء علي النسبة المطلوبة دون الحاجة إلي تطويرها للاستعانة بها مستقبلا، إلا لو تم استحداث شرط مشاركة هذه الفئة في عدد معين من المباريات أو بنسبة معينة في مباريات الفريق في مختلف المسابقات.

ويعد القرار بمثابة محاولة مبدئية من الاتحاد الأوروبي لإيجاد طريقة للتصدي لقرار عام 1995 يلغي القيود على عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق.

حادثة الأرسنال:
Image result for arsenal non british playerولعل أشهر الوقائع التي أثير بسببها مناقشة قانون بوسمان كانت بعد مباراة لفريق الارسنال مع كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي، حيث خاض الارسنال المباراة دون مشاركة أي لاعب بريطاني في صفوفه في سابقة هي الأولي في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.

كما كانت المرة الأولى في تاريخ النادي اللندني وتحديدا منذ 119 عاما التي لم تتضمن قائمته الأساسية أو الاحتياطية أي لاعب بريطاني.

سجل مدرب الارسنال الفرنسي ارسين فينجر 16 لاعبا، منهم 6 فرنسيين و3 إسبان وهولنديان ولاعب من كل من الكاميرون وساحل العاج وألمانيا والبرازيل وسويسرا.

وقد أثارت هذه المباراة ضجة غير مسبوقة في الأوساط الرياضية الأوروبية والبريطانية على وجه الخصوص، وهوجم المدير الفني للأرسنال بشدة بعد المباراة بسبب استبعاده للاعبين الأنجليز من تشكيلة الفريق التي خاضت المباراة.

وكانت هذه الظاهرة قد طغت علي معظم الدول الأوروبية المتقدمة كرويا مثل ايطاليا وإسبانيا وفرنسا وانجلترا وألمانيا، حيث أوضحت بعض الإحصاءات لمباريات الدوري الألماني أن أكثر من 60% من اللاعبين كانوا من الأجانب.

كان نادي انرجي كوتباس الألماني قد سبق الارسنال في تجربته بعدما شارك أحد عشر أجنبيا في تشكيلته الأساسية يوم السادس من أبريل 2001، ضمن واحدة من محطات الدوري الألماني.

والقوانين الحالية لمعظم البلدان الأوروبية تسمح للأندية بالتعاقد مع 3 لاعبين فقط من خارج الاتحاد الأوروبي (يتم التركيز على امريكا الجنوبية وافريقيا في معظم التعاقدات)، إلا أن التعديلات الجديدة ستحد من هذا الأمر وستجعل التعاقدات من خارج القارة في أضيق الحدود ومع النجوم فقط.

كريستيانو رونالدو:
Image result for c ronaldo man u
ويظهر رد فعل آخر للقانون المثير للجدل في منح اللاعبين الحرية في الأنتقال عقب انتهاء مدة عقده، دون أن يحصل ناديه على مقابل مادي، وتأتي قضية البرتغالي كريستيانو رونالدو كمثال واضح، حيث اتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جوزيف بلاتر مسئولي مانشستر يونايتيد بانهم "يستعبدون" لاعبيهم مطالبا بانتقال الدولي البرتغالي الى ريال مدريد الاسباني.

اعتبر بلاتر انه على (مدرب مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغوسون) السماح برحيل جناحه البرتغالي الى حيث يرغب حتى ولو بقي 4 سنوات من مدة عقده.

قال بلاتر بنبرة غاضبة: "كرة القدم أصبحت عبودية عصرية، انا دائما مع حماية اللاعب اذا اراد الرحيل".

واضاف: "اذا بقي رونالدو حيث لا يشعر بالراحة فهذا امر سيء له ولناديه.. يجب ان نجد حلولا كي نحمي اللاعبين الذين يرغبون بترك انديتهم".

وتابع: "العبودية موجودة في انتقالات وشراء اللاعبين.. ردة الفعل على قانون بوسمان كانت اللجوء الى العقود طويلة الامد للمحافظة على اللاعبين.. اما اذا ارادوا الرحيل فعليهم دفع مدة عقودهم المتبقية".

من جانبه أكد الاتحاد الاوروبي على لسان ويليام غايار مدير الاتصالات والمستشار الخاص لرئيس الاتحاد الفرنسي ميشال بلاتيني انه غير متأثر بتصريح بلاتر العاطفي: "من المفيد تذكير الناس ان العبيد في جميع انظمة العبودية لم يتقاضوا يوما بدلا ماديا مقابل عملهم".

معتبرا أن قانون بوسمان الذي سمح للاعبين الأنتقال فور انتهاء مدة التعاقد، اعطى اللاعبين حقوقا اضافية ساهمت بارتفاع الأسعار بشكل جنوني غير مسبوق، ولا يمكن السيطرة عليه.

واضاف: "يبدو ان اللاعبين والاندية تبدأ بمفاوضات الرحيل قبل ان يصبح اللاعب حرا... هذه احدى نتائج قانون بوسمان ولا يمكننا فعل اي شيء حيال ذلك".

مامعناه أن قانون بوسمان الذي هلل له المؤيدين، والذي يطالب البعض بتطبيقه عربيا، كان وبال على الكرة الأوروبية.. ولا يعلم أحد متى تنتهى فصوله، ومن يعثر على الترياق الشافي منه.
Read More

24 يوليو 2006

عملية الجَمر

يوليو 24, 2006
ربما للمرة الأولى نشاهد عن قرب حقول كفر الدعابسة، المنافس الأول لجهاز مخابرات كفر ناعسة ورجله المغوار (هريدي).

حقول عادية المظهر بأعواد الزرع الخضراء وأطفال تلهو، وحيوانات ومياه الترعة الكبيرة التي تقطع حقول الكفر أفقيا، لا شئ غير طبيعي بالمرة بإستثناء ذلك الحقل البعيد..!!
Read More

21 ديسمبر 2005

أحنا ليه ساكتين..؟!!!

ديسمبر 21, 2005 0
هذه المرة سنتحدث عن مدى معرفة كل منا بنفسه وبقدراته.. فأحيانا لا يعلم المرء مقدار قوته الفعلية إلا بالتجربة، صحيح أنه وقتها يشبه إلى حد كبير زجاجة البيبس التي تم أنتزاع غطاءها بعد رجها فأنفجرت كالقنبلة وتساقطت معظم محتوياتها دون أستفادة حقيقية، لكنه يتعلم.. يُدرك.. والتجربة أساس العلم.

<><><><>
آخر أيام الإجازة الصيفية.. حيث شعور عارم طاغ أن الإجازة بدأت وتنتهى اليوم.

كل شىء مرغوب، لعب.. مزاح.. صخب الأطفال في هذا اليوم تمامًا كشخص وضعت أمامه قطعة كبيرة من حلوى الجاتوه، هو يعلم أنها لن تكون آخر قطعة في العالم.. ورغم هذا تراه ينقض كمدمرة حربية، فقط تحت شعار عصفور في اليد.

ولكنني أختلف عنهم.. أجلس أمام شاشة التلفاز وقد بدأت عدوى مشاهدة نشرة الأخبار تسري في دمائي.. بدأ الأمر بمتابعة أخبار الطقس، ومع الوقت أمتد نشاطي لمتابعة أخبار الرياضة ثم المال والأقتصاد، خاصة وقد نويت أن أصبح تاجر عملة في المستقبل..!!

الآن أنتظر وكأنني على موعد مع برنامج الأطفال الشهير (نص ساعة مع العيال)، أنتظر نشرة أخبار السادسة مساء.. أنتظر وللمرة الأولى أرى النشرة من بدايتها، الموسيقى المميزة والأسماء الصاعدة من أسفل الشاشة، ثم مُذيعا النشرة المتأنقين، مشاهد متتابعة تمثل العناوين الرئيسية لنشرة الأخبار.. مفاوضات، تصريحات، حرائق، فيضانات، رياضة، مال وأعمال، أحوال الطقس، وذلك المشهد.

ربما لم أستطع التحقق جيدًا من تفاصيله لكن ما قيل تعليقا على أحداثه كان كفيلا بأن يظل معلقا لا أرى سواه.

مشهد لطفل صغير وقد رُفع جسده الصغير على أعناق الرجال وسط جنازة مهيبة، جنازة تحمل شهداء واحدة من مذابح المحتل الصهيوني في أرضنا المحتلة.. فلسطين.

لم أكن أدرك وأنا بعد في العاشرة من عمري ما سر تلك القشعريرة التي أرتج لها جسدي حال رؤيتي لهذا المشهد الرهيب، وكأى طفل يحترم نفسه.. أتجهت من فوري إلى حيث والدتي، وقد أنهمكت تماما في معركة رغاوي ضارية مع صحون المطبخ.

أستئذنت بأدب جم بعد أن طرقت باب المطبخ، فألتفتت لي غير مستوعبة هذا السلوك الجديد على شخصي المتواضع:
• خير.. أيه الأدب اللي نزل عليك مرة واحدة ده ..!!
• كنت عايز أسئلك على حاجة يا ماما

بنفاذ صبر.. وقد بدأت معركة الرغاوي تسعى نحو النهاية:
• مش ممكن الحاجة دي تستنى لحد ماخلص اللي في أيدي
• طيب.. بس ماتتأخريش، عشان عايز أخرج العب حبة مع العيال أصحابي

عدت حيث مازالت نشرة الأخبار تدوى عناوينها كقذف المدافع في أذني.. حاولت أن أتابع كما بدأت ولكنني لم أستطع، من العسير للغاية أن تطلب الأنتظار من طفل لمعرفة شىء ما، إن الفضول هو نقطة الضعف الرهيبة التي يُستغل بها أى طفل في هذا العالم.

وهكذا مر الوقت ومشاهد النشرة تتابع أمام عيني دون أى تفاعل من جانبي.. حتى إنخفاض أسهم شركة المحمول التي نويت أستثمار مصروفي بها لم يهز بي شعرة، إلى أن دوى الصوت المحبب في أذني:
• ولد يا (سمسم).. أنت فين..؟

قافزا كالقرد.. مُتخطيا أثاث الردهة إلى حيث تقف والدتي الغالية أمام المطبخ تجفف يديها بعد أنتهاء المعركة:
• أنا هنا يا ماما.. خلصتِ الصحون...؟؟!
• أيوه يا سيدي.. عايز إيه بقى، عشان مش فاضية وعايزة أحضر العشا قبل بابا ما يرجع م الشغل

أتصنع الأهمية.. عاقدًا يدي أمام صدري كجنود الصاعقة:
• أصل أنا شفت في النشرة حاجة مش فاهمها.. ممكن تقوليلي معناها..؟
• حاجة إيه...!!!!!!!!!!!
تُمسك كفي الصغير.. تجذبني خلفها إلى حيث مازالت أصوات مذيعي النشرة تملئ فراغ الردهة، بينما أحاول ترتيب أفكاري لتوجيه السؤال الصحيح ومن أقرب نقطة ممكنة توفيرًا لوقت والدتي الثمين.. ووقتي الأثمن:
• إيه بقى اللي أنت مش فاهمه.. ؟
• من شوية شفت في النشرة طفل صغير الناس شايلينه وعمالين يعيطوا ويصرخوا بحاجات مفهمتش منها ولا كلمة، وبعدين عمو المذيع قال كمان حاجة غريبة خالص.. (هذه واحدة من المذابح المتكررة للعدو الصهيوني الغاشم على أبناءنا.. أطفال الأقصى المحتل)، يعني إيه بقى مذبحة..؟، ومين هوه العدو الصهيوني ده.. ؟، والأطفال دول بيتكلموا عربي ذينا مش كده.. يبقوا أخواتنا صح، أبلة العلوم قالت كده السنة اللي فاتت، أى حد يتكلم عربي يبقى أخويا صح يا ماما صح..؟، طب لو صح أحنا ليه سيبنهم يموتوا من غير ما ندافع عنهم هاه ليه.. ليه ياماما..؟

لا ردود.. لم تسطتع والدتي أن تجيب على كم الأسئلة المنهمر، فقط كانت تبتسم وكأنها لا تصدق أن طفلها الصغير قادر على إستيعاب مثل هذه الأمور، أو إدراك المعنى الحقيقي لكلمات تختنق بها صدور الكبار وتتراكم فوقها هموم الحياة فتمنع عنها كل المخارج.

• إيه رأيك نستنى بابا على العشا، وهوه يفهمك اللي أنته عايزه

خدعة.. أعلم أنها خدعة وأقسم على ذلك، محاولة مكشوفة للتهرب من أسئلتي، ولكنني لا أملك الأعتراض، للإسف..!

• طب أنا هلعب مع أصحابي شوية، ماشي

لم أنتظر الرد وهرعت إلى باب المنزل.. حيث ينتظرني أعضاء الفريق..

(بسبس) منصة المراقبة المتحركة، و(طاحونة) رجل العمليات الخاصة، و(العشوائي) المسئول عن إذاعة البيانات العسكرية.. بدون ميكرفون.!

أنهمكنا في اللعب لبعض الوقت، والغريب أنني نسيت تماما موضوع المناقشة مع والدتي، فعدت للمنزل نحو العاشرة تناولت عشائي بصحبة والدى ووالدتي، دون أن يحاول أى منهما فتح موضوع النقاش، وكأنهم ماصدقوا أني نسيت.. بركة ياجامع..!

• " تصبحوا على خير بقى.. "
• " وأنت من أهله، أطفي النور ونام على طول، بلاش قراية المجلة أياها، فاهم.. "

مثل كل الأمهات.. نصائح وتحذيرات، ولكن كيف أنام دون توديع صديقتي الأقرب، (الساحرة المبتسمة) ليس هذا أسمها بالطبع، في الحقيقة هو عنوان قصة ملونة لطفلة في مثل عمري تقريبا، تعثر على كتاب سحري في أحد الأركان المهملة من منزلها فتتصفحه و.....، وفي النهاية تُصبح ساحرة.. ساحرة طيبة تبتسم على الدوام وتسعى بكل قوتها لتحقيق أمنيات الأطفال في هذا العالم.. كل الأطفال.

القيت نظرة عابرة على القصة، قرأتها عشرات المرات ولا أمل منها أبدا، ولكنني مُتعب مشوش الذهن ما أن تمددت على سريري حتى أسترخى جسدي و غبت عن هذا العالم.

<><><><>
أول أيام الدراسة.. بملابس نظيفة لن تبقى مع نهاية اليوم، وجسد لم يتعود الأستيقاظ المُبكر بعد، تدفعني والدتي دفعا نحو باب المنزل حيث ينتظر (بسبس) و(طاحونة) و(العشوائي) والنوم لم يفارقهم أيضا، تمهيدا للسير إلى مدرستنا القريبة

• " بشويش يا ولاد، بلاش لعب بعد الضهر، فاهمين.. "

نستند على أكتاف بعضنا البعض، نترنح في الطريق، وكالعادة نصل وطابور الصباح يوشك على النهاية.. الواحد كان مستريح، مش عارف ليه مايخلوش السنة كلها إجازة.

الحصة الأولى.. دراسات، أستاذ جديد بملامح هادئة.. طويل القامة، خط على السبورة بضع كلمات، عنوان الدرس على الأرجح، ثم التفت عاقدا ساعديه أمام صدره وأبتسامة ودود تعلو شفتيه:
• " أنا مدرس الدراسات لهذا العام، أسمي (حسام).. (حسام الدين).. سنتكلم اليوم عن الـ..."

(حسام الدين).!، فجأة أحتل ذهني مشهد كنت أظنه حُلما، حيث أقف على قمة عالية تكسوها الثلوج وأمامي في الهواء على مِكنسة لامعة تجلس (سلوى) الساحرة المبتسمة.

القمة عالية والثلوج ملساء وقدماي تعجز عن حملي، يختل توازني.. أترنح، أكاد أهوي
• " تماسك.. لاتسقط في فخ صنعه عقلك.."
• " ولكنني عاجز أشعر بالخوف والحيرة "
• " أعلم.. أنه الخوف من المجهول من أشياء لا تدري كنهها، ولكن أطمئن غدا يأتي من يقطع الشك باليقين.. "

حوار غريب لم أفهم منه شيئا، ولم أكن لإربط بينه وبين معلمي الجديد لولا تلك الكلمة (يقطع الشك باليقين)..، فكما أذكر أخبرتني معلمة اللغة العربية بمعانى بعض الأسماء.. (حسام) هو السيف.. السيف القاطع.!!

• " يعني إيه صهيونية يا أستاذ..؟ "

لم أرد إضاعة الوقت فبادرت بالسؤال على الفور، ليسود الصمت وتستدير كل الوجوه نحوي، فيتقدم مني الأستاذ (حسام الدين) مُبتسما.. هادئا، وينحني لتواجهني عيناه العميقتان:
• " وماالذي تُريد معرفته عن الصهيونية بالضبط..؟ "

وكأنني كنت أنتظر سؤاله، أعتدلت في مجلسي وأنطلق لساني يسرد تفاصيل يوم أمس، نشرة الأخبار وموقف والداي، وحتى الحُلم لم أنسى وصفه بكل دقة..
• " لا بأس أبدا.. يُسعدني إجابة كل ما يشغل بالك، لكن ليس الآن.. تعال إلى حجرة المعلمين وقت الفسحة أو في نهاية اليوم.. وكل من يريد الإستماع فليأت معك "

وأنتهى اليوم.. لاأعرف كيف ولا متى.. فقط وجدتني بصحبة رفاقي نطرق باب حجرة المُعلمين ننتظر الأذن بالدخول..
• " أهلا بالأبطال.. لماذا لم تأتوا أثناء الفسحة "

يتقدم (بسبس) بإعتباره أطولنا:
• " أصل يعني حضرتك، قولنا نستنى آخر اليوم عشان نسمع براحتنا ومايبقاش ورانا حصص "

يبتسم أستاذنا الهادئ، يدعونا للدخول.. فنجلس ورهبة المكان تُقيد السنتنا تماما، يسترخي في مجلسه ويبدأ الحديث:
• " أنا مُعجب بكم للغاية، إنها المرة الأولى التي أقابل بها أطفال بمثل سنكم يبحثون عن كهذه أجوبة "
• " يعني هتفهمنا يا أستاذ (حسام) "
• " طبعا، ولكن ماذا تريدون بالضبط..؟ "

تبدو الجدية على ملامح (طاحونة) يبتلع ريقه:
• " كل حاجة.. عايزين نعرف، ونفهم "

يلتفت الأستاذ (حسام) نحوي:
• " وماذا عنك، أليس لديك ماتقول، أم أنك تبحث عن أسئلة جديدة "
• " بصراحة.. أنا عايز أعرف في الأول، وبعدين أكيد هسأل تاني "

بشوش هو أستاذنا (حسام الدين)، مع كل كلمة أو أعتراض تجد الإبتسامة تعلو شفتيه ثم تنتقل إليك دون أن تشعر، عدوى لطيفة ليتني أمتلك مثلها:
• " لابأس.. أنتم متحمسون.. ولكن من أين نبدأ، هناك الكثير من الأمور التي يَصعُب على عقولكم إستيعابها "

نُجيب في لحظة واحدة ودون أى إتفاق مُسبق:
• " أحنا مُستعدين نسمع أى حاجة.. المهم نفهم "

يتنهد وتزداد أبتسامته أتساعا، ويبدأ في سرد الأهوال.. أحداث لم أكن أتصور حدوثها فإذا بها تاريخ، تاريخ قذر لحفنة شريرة من البشر.. أعتقدت ومازالت أنها صاحبة الحق في مساحة هائلة من الأراضي العربية، من المحيط إلى الخليج كما يزعمون، تزييف للحقائق وخداع لكل الإعراف والقوانين الدولية..

جرائم بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معانى، لأول مرة أدركت ماهية المذبحة ومعنى أغتيال ومفهوم الشهيد، لأول مرة تسري إرتعاشة الخوف في قلبي الصغير.. أنتفض ويغمر جبهتي العرق البارد و...
• " أأنت على مايرام، تبدو مُتعبا "
• " أنا كويس، بس مش مصدق اللي بسمعه يا أستاذ، طيب هوه كل الكبار عارفين اللي حضرتك بتحكيه ده "
• " نعم.. كل الكبار في كل العالم على دراية بخطط اليهود القذرة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتصفية الشعب المسكين الأعزل من السلاح، لقد أصبحت القوة اليهودية في الغرب تحكم العالم دون عرش رسمي، وتحولت مع الضعف والتخاذل من جانبنا إلى آلة حصد.. آلة قاتلة لاتعرف الرحمة "

ومر الوقت.. كيف..؟، لاأعلم، فقط وجدنا الأستاذ يُلقي نظرة على ساعة يده وقد أشارت عقاربها إلى الثانية والنصف عصرا، مرت ساعة ونصف الساعة على إنتهاء اليوم الدراسي.. لابد وأن والدة كل منا تحفر الأرض بحثا عنه الآن
• " أعتقد أنكم تأخرتم، هلموا سأصحبكم بسيارتي "

لاداعي لإن أصف كم التوبيخ الذي تعرضت له عند عودتي إلى المنزل، والذي لابد وأن عانى المثل منه (بسبس) و (طاحونة) و(العشوائي)، يكفي أن تعلموا أن شيئا بسيطا خطر ببالي مع التعنيف والتوبيخ الذي تعرضت له من والدتي نتيجة تأخري في العودة.

لو أن هذه مشاعر أم تأخر طفلها لبضع دقائق ثم عاد إليها سالما، فما هو الحال مع أم خرج طفلها صباحا ولم يعد ولن يعود..؟، كيف هى مشاعر الأمهات هناك..؟، في فلسطين.

<><><><>
الثانية من بعد ظهر أحد أيام الجمع، القاهرة.. حيث الصخب والصراخ شئ روتيني لا يلفت الأنظار.

واحدة من المساكن ذات الإرتفاعات الشاهقة والمُطلة على أحد أكبر ميادين العاصمة.

شرفة بالطابق الخامس عشر من نفس البناية.. حيث يقف أربع صغار لم يتجاوز أكبرهم العاشرة من عمره.. يقفون على الإفريز الخارجي للشرفة..!

أسفل البناية مشهد لا يحدث إلا في أفلام السينما، عربات شرطة وإسعاف ومطافئ.. كاميرات تلفزيونية، ومئات المواطنين يتملكهم الفضول لمعرفة ما الذي يحدث بالضبط..

مجموعة من رجال الشرطة في المصعد الخاص بالبناية:
• " هى الحكاية ناقصة، هنلاقيها منين وله منين "
• " على رأيك يا باشا، العملية كانت عايزة عيال كمان "

بالإسفل حيث جموع المواطنين، تقترب كاميرات التلفزيون فيبدأ التهافت لمجرد الظهور:
• " تفتكر الأطفال دول عايزين إيه يا مواطن..؟ "
• " بصراحة يا باشا ومن واقع خبرتي التربوية، أصل أنا مدرس ثانوي آه والله، أعتقد أن الـ..."
• " وسع شوية من فضلك، بص ياباشا أنا أقولك، العيال دي لازم عاملين حاجة وخايفين آه، مهو الزمن ده زمن عجايب.. أعوذ بالله "

الوضع بالإعلى لا يختلف كثيرا، مجموعة الضباط وصلت الطابق المنشود، وهاهم وجها لوجه مع الأطفال الأربعة:
• " أسمع يا بابا منك له، أحنا مش فاضيين، يأما تقولوا عايزين إيه ياتخلصونا وترموا نفسيكوا "
• " بالهداوة ياباشا مش كده، بص ياحبيبي منك له، أحنا مسئولين كبار ورانا مصالح ومهمات ومش ناقصين لعب العيال ده، ممكن أعرف إيه الحكاية بالضبط "

يتنهد أحد الأطفال ورغما عنه تقفز الدموع غزيرة على وجنتيه، وبدأ يروي.. الغريب أن ما دفعهم إلى هذا التصرف ليس مشكلة شخصية ولا حتى عائلية، بل ويال العجب مشكلة دولية.. الأطفال الأربعة أرادوا التحدث إلى كبار العالم.. كل كبار العالم.

هناك مشكلة تجثم على صدورهم الصغيرة ظنوا بتصرفهم هذا أنهم سيجدون لها حلا.

ولساعة كاملة راح الصغار يشرحون للضباط مايعانيه أطفل الأرض المحتلة من قهر وقمع وتعذيب وحشي غير آدمي على الإطلاق، سردوا بدموعهم قضية مازال المجتمع الدولي عاجز عن مواجهتها بالشكل الأمثل.

• " بالذمة ده كلام، يعني أنتوا فاكرين أن اللي بتعملوه ده ممكن يخلي اليهود يسيبوا فلسطين "
• " لا ياعمو.. أحنا عايزين الكبار يسمعونا.. يحسوا بينا، يعرفوا أن أحنا شايفين أخوتنا بيموتوا ومش قادرين نساعدهم.. عايزين الكبار يتحركوا ويبطلوا يهتفوا "

ولم يكن هناك من رد.. من الصعب أن تجد ردا على سؤال طفل يُدرك ويتألم، بينما أنت لاتبالي..!

وبالأسفل.. بدأ رجال الشرطة في إعداد وسادة هوائية كبيرة الحجم، كإجراء وقائي لحماية الأطفال لو فشلت الجهود في إنقاذهم بإعلى..، في نفس الوقت الذي بلغت أنباء مطالب الأطفال لرجال التلفزيون وأشتعل الموقف أكثر:

• " أعزائي مُتابعي قناة (..) الإخبارية، نحن ننفرد.. الأطفال الراغبون في إلقاء أنفسهم من أعلى (الكاميرا تتحرك لتعرض مشهد الأطفال ثم تعود للمذيع المتأنق) يطالبون بجلاء المحتل عن الأراضي الفلسطينية "

تنطلق صيحات الدهشة من الأفواه، ومعها عشرات الآراء.. بين مؤيد ومستهجن، وغير مصدق:
• " مكنش حد غُلب "
• " وهى يعني إسرائيل هتسمع كلام العيال..؟ "
• " والله جدعان.. هما دول أمل المستقبل بصحيح "
• " أنما فين أهاليهم دول.. مش شايفين حد بيعيط يعني..؟ "

نعود إلى الموقف المُلتهب بالإعلى، وقد بدأ التعب يرسم خطوطا واضحة على ملامح الأطفال:
• " أسمع يا حبيبي منك له، باين عليكوا كبار وفاهمين.. عشان كده هنتكلم معاكو بصراحة "
• " بعد إذنك ياباشا، شوفوا ياولاد، مفيش في أيدينا حاجة نعملها، ومتهيألي كفاية أوي أن التلفزيون صوركوا.. وبكرة كمان تنزل الحكاية في الجرايد، وتبقوا برضه وصلتوا صوتكوا وله إيه..؟ "
• " أيوه ربنا يهديكوا.. مدوا أيديكوا بقى.."
• " هو ياعمو التلفزيون بيصور.. يعني مش شايف من هنـ........................

كان أكثر الأطفال تماسكا، يتحدث مديرا عيناه إلى أسفل، ومع الإستدارة المباغتة فقد توازنه وبدأ رحلة السقوط جاذبا رفاقه وقد تشابكت إيديهم من البداية.

ومع هول مشهد السقوط أنطلقت الصرخات وهتافات رجال الشرطة والإطفاء وعلا صوت المنبه بشكل سخيف ليقطع الـ............، مهلا.. هل قلت صوت المنبه..!

أنتفضت واقفا لأجد أنني مازلت بغرفتي.. على سريري.. والمنبه الصغير يرقص معلنا وقت الإستيقاظ والذهاب إلى المدرسة.

كل مامررت به ورأيته لم يكن سوى حلم، حلم أراد به عقلي أن يدُلني على شئ بالغ الأهمية، أنني لازالت طفلا رغم كل شئ.

طفل يحيا وسط عالم كبير تعود الصمت والنسيان

طفل صغير لا يمكنه تغيير الكون مهما بذل من جهد.

تمت بحمد الله
Read More

18 سبتمبر 2005

ومضى طفطف العمر

سبتمبر 18, 2005 0
الوقت.. أعتقد أن الآوان قد حان لهذا الحديث، وما أصعبه على نفس أى منا، أن تتحدث عن شئ لا يُمكن الإمساك به، ليس له حدود أو أبعاد يمكنك السيطرة عليها بالشكل الحرفي لمعنى سيطرة، الزمن.. الوقت.. الأيام، كلها مرادفات لكلمة واحدة، عجز الأنسان وسيظل يركض خلف حلم السيطرة عليها مهما تقدمت وتطورت معارفه.. وعلومه.

<><><><>
موسم الأمتحانات.. أمتحانات نصف العام، وياله من موسم، أكواب الشاي والسندوتشات روتين يومي لما يزيد عن الشهر، اللعب ممنوع.. المزاح مرفوض.. (ذاكر ربنا يهديك) جملة واحدة تحولت بقدرة قادر إلى قاموس رهيب يُطل برأسه في هذا التوقيت من كل عام.

لا أجد وصفــًا أكثر ملائمة لوضع المنزل خلال هذه الفترة إلا كونه قد أصبح ثكنة عسكرية، خصوصًا وأمتحانات هذا العام تختلف، أمتحانات الشهادة الإبتدائية، حيث لابد من مجموع متميز يؤهلني للإلتحاق بفصول المتفوقين في المرحلة الإعدادية، تمهيدًا للثانوية العامة وعليكوا خير.

اليوم بالتحديد هو ثاني أيام الإمتحانات، اليوم هو أمتحان الحساب.. الحساب يا جماعة، عارفين يعني إيه، جمع وطرح وقسمة وحاجات تبرجل أجدعها نافوخ، المهم.. بدأ اليوم بشكل طبيعي للغاية.. أستيقظت في السادسة صباحًا للمراجعة، رغم أن الأمتحان في العاشرة والنصف، حاسس أني هنام في اللجنة.

كوب شاي بالحليب وكام سندوتش جبنة، وكتاب الحساب اللطيف المكتظ باللوغاريتمات، والدتي كعادتها في معركة صباحية مع صحون العشاء، والدي مازال نائمًا، حاجة غريبة أذاي أنا صاحي وهو لسه نايم، طب على الأقل يصحى يشجعني.. معلش بكرة الأجازة تيجي وأنام لحد المغرب.

السادسة والربع، أنتهيت من كوب الشاي أبو حليب، ومن سندوتشات الجبنة، ومازال كتاب الحساب قابعــًا في نفس  مكانه، تثائبت.. فركت عيناي، ثم أسندت رأسي إلى المكتب عاقدًا العزم على نيل غفوة صغيرة، و......

ولد يا (سمسم).. أدي اللي أنا عاملة حسابه..؟

مناقشة لطيفة بين أم تعرف مصلحة طفلها، وطفل أجبروه على مراجعة مادة قبل موعد الأمتحان بأربع ساعات كاملة دون الحصول على قسط كاف من النوم.. شئ طبيعي للغاية ويتكرر في كل البيوت المصرية.

التاسعة وخمس دقائق، أصبحت جاهزًا للذهاب إلى موقع لجنة الأمتحان القريبة من منزلي، والتي لن يستغرق السير إليها أكثر من عشر دقائق، ومع ذلك تُصر والدتي على أن أكون هناك قبل الموعد بساعة كاملة، ثيابي مهندمة.. رقم الجلوس في جيب القميص، أقلامي والمسطرة والأستيكة في الجيب الخلفي للبنطلون، هل ينقصني شئ ما..؟؟، همممممم، نعم.. عايز أنام نص ساعة بس يا عالم..!

التاسعة والثلث، أمام لجنة الأمتحان الخاصة بمدرسة (السلام الدولية) الإبتدائية المشتركة، أقف مستندًا إلى واحدة من السيارات القابعة أمام باب المدرسة، إلى جواري (بسبس) و(العشوائي) و(طاحونة) وقد أنهمك أربعتنا في محاولات مستميتة لإفاقة بعضنا البعض..!، لقد إزدادت الرابطة فيما بيننا للدرجة التي أراح كلٌ منا رأسه على كتف الآخر، وغط في نوم عميق، ع الواقف..!

العاشرة والنصف، داخل اللجنة وقد بدأ الإمتحان للتو.. ورقة الأسئلة طويلة جدًا، سؤال إجباري ونصف دستة إختيارية ينبغي تخفيضها إلى أربع.. بالعربي خمس أسئلة كلها جمع وخلافه.. يا مسهل يارب.

بص ف ورقتك منك له، فاضل عشر دقايق ويعدي نص الوقت..

أهلاً.. ياعم ده أنا لسه مخلصتش سؤالين، يا وقت ليه بتجري.. يا وقت لسه بدري..!!

عملتوا إيه يا عيال..؟
العادي يعني.. أربع أسئلة وحتة
وأنت يا (طاحونة)، وشك مصفر ليه
ملحقتش أحل (ج) في السؤال الخامس، أستاذ (سمير) بتاع الرياضة قابلني ع السلم وقال أن عليها سبع درجات بحالهم

حوار هادئ لطيف بيني وبين أصدقائي (بسبس) اللي مكبر دماغه على طول الخط، و(طاحونة) المنزعج على الدوام، و(العشوائي) اللي مش عارف هو عايز إيه بالضبط، الحقيقة أنها عادة، ما أن ينتهى الأمتحان حتى نهرع إلى مكان خاص حددناه سابقــًا نتشاور ونتناقش فيما فعل كلٌ منا، أحيانــًا تنتهي المناقشة بمصافحة وأحضان لو حالفنا التوفيق، وفي معظم الأحيان تأتي النهاية بالشلاليت والصفعات والمطاردة حتى المنزل، مش عيال..

عملت إيه يا ولد.. جاوبت كويس..؟

الروتين..
الواحد ما صدق خلص من مادة يلاقي أمتحان تاني في البيت، جاوبت كويس.. وريني ورقة الأسئلة، السؤال ده عملت فيه إيه..؟، وريني جاوبت المسئلة دي بأنهي طريقة، أوعى تكون نسيت الخطوة الأخيرة ذي عادتك، آل يعني أنا ناقص، مش كفاية أني جاوبت مرة.. ثم أني ببقى عامل ذي اللي بيكب كل حاجة حافظها على ورقة الأسئلة، إذاي بقى أرجع أحل حاجة مش موجودة ف نافوخي أساسًا..؟!!.

<><><><>
هففففف.. هم وأنزاح، اليوم هو أول أيام إجازة نصف العام، لولا وجود نصف آخر لهذا العام الدراسي لتحولت معظم محتويات مكتبي، من كتب وكراسات وخلافه، إلى صواريخ وطائرات ورقية وربما حالف الحظ بعضها وصارت قراطيس لب وسوداني مُفتخرة.


التخطيط لقضاء إجازة نصف العام يبدأ من آخر أيام الإمتحانات، متى سنلعب الكرة..؟، أي محلات الأيس كريم سنقصد..؟، هل هناك أفلام جديدة تستدعي الذهاب للسينما..؟، تخطيط منظم دقيق، الواقع أن دراستنا لو حظيت بنصف الجهد المبذول لقضاء أوقات المرح، لأصبحنا عباقرة، وبلا منازع.

ولكن تخطيط هذا العام حل عليه إختلاف بسيط، فقد أُضيفت مشاهدة بطولة هامة في كرة القدم يُشارك بها المنتخب الوطني المصري إلى القائمة المفروض تنفيذها خلال أيام الإجازة المحدودة أصلاً.

البطولة بدأت قبل ثلاثة أيام، بالتحديد مع المادة قبل الأخيرة من مواد الإمتحان، واليوم ثاني مباريات الفريق الوطني، مباراة هامة للغاية ستحدد مصير المنتخب في الأدوار المقبلة للبطولة.

مُستضيفــًا أصدقائي (بسبس) و(طاحونة) و(العشوائي)، نجلس في ردهة المنزل لمتابعة أحداث المباراة الهامة، أمامنا ثلاثة أطباق.. ترمس ولب وسوداني، لزوم الإنسجام مع المباراة، تنطلق الصافرة فنتجمد وتشخص أعيننا نحو التلفاز.

تشكيل عجيب وخطة أعجب، ماالذي يفعله مدربنا بالضبط، الدقائق تمضي والمنتخب لا يرتقي مستواه لفصل 5/4 الذي أذل ناصية فريقي وهزمنا في دوري المدارس 1/0 بالعافية..، ورغم التفكك الواضح والأخطاء المتكررة لم تشهد دقائق الشوط الأول تعديلا يُذكر..

مع بداية أحداث الشوط الثاني أستبشرنا خيرًا، خاصة والفريق المنافس يخسر لاعبًا بعد خشونة متعمدة وبطاقة حمراء، ولكن هيهات، نحن بارعون في البكاء على اللبن المسكوب، رغم أننا الأكثر عددًا والأعلى مهارة ولاينقصنا إلا التوجيه السليم، والقيادة المؤهلة، بس هنعمل إيه.. ذي ما ماما بتقول " جت الحزينة تفرح "

أنتهت المباراة بدقائقها التسعون دون أى نجاح من جانبنا، الكثير من إستعراض المهارات واللعب الفردي بعيدًا عن روح الفريق ومصلحة الجماعة المفترضة، نحن من أضاع الوقت لا منافسينا، للإسف.

خسارة.. بالنتيجة دي يبقى المنتخب خرج..
ياعم (بسبس) وهى يعني جديدة، نفس الفصل في كل بطولة
على رأيك يا(سمسم)، الدنيا كلها بتمشي لقدام وأحنا بنرجع عكس الزمن.. فعلا خسارة

ماعلينا، بطولة تفوت ولاحد يموت، وغدا يوم آخر.. صحيح سيصبح الشغل الشاغل لكل وسائل الإعلام هو أزمة المنتخب وضرورة البحث عن مدرب ساحر يقود سفينة النجاة للكرة المصرية كلها، ولكنها مسألة وقت.. أيام.. أسابيع ثم تبرز على السطح مشكلة جديدة، أزمة خاصة.. أى شئ يُنسينا هموم الهزيمة ويحول تفكيرنا تمامًا، ألم أقل لكم، نحن خبراء إضاعة للوقت، في غير صالحنا.

وكما بدأت الإجازة تُشير عقارب الساعة إلى قرب إنتهائها، بضع ساعات فقط ونبدأ من جديد دوامة المذاكرة والنوم المبكر وقوانين تحريم اللعب، في غرفتي حيث أنتهيت للتو  من قراءة قصتي المفضلة (الساحرة المبتسمة) _ تلك التي أهداني إياها جدي في زيارتي له العام الماضي_ ربما للمرة المائة.

مستندًا إلى حاجز النافذة أرقب غروب الشمس وقد غبت عن كل ما يُحيط بي، نسمات الهواء الرطب تبعث خدرًا عجيبًا في أطرافي فأغمض عيناي مستمتعــًا لإجدها أمامي.. على مِكنستها اللامعة وبإبتسامة عريضة تقترب ملوحة بيديها في مرح طفولي:

أهلاً.. أذيك يا (حُسّ)
كويس الحمد الله، أو يمكن بيتهيألي أن كويس..!!
بيتهيألك..!!، مش فاهمة، أنتَ مالك بالضبط..؟
مش عارف، حاسس إن الأيام متكهربة معايا
آه.. قصدك الوقت.. وإيه الجديد، تأكد أنك مش هتلاقي بني آدم واحد عارف يسيطر على الوقت.. البشر كل البشر بيحاولوا من لحظة ما عرفوا قيمة الزمن وتأثيره على حياتهم، بيحاولوا يسيطروا على أوقاتهم.. بس من غير فايدة، صحيح في اللي بيقدر وبينجح، بس في النهاية نجاح محدود، قوام قوام بتدغدغه طبيعة البشر المتمردة على كل  حاجة نمطية أو تقليدية.. فهمت..؟
هاه..!!، متهيألي، أنتِ بتجيبي الكلام ده منين..؟

تبتسم وتلوح بيديها مودعة:
خمن..، مش أنا ساحرة..؟

نعم، كم أتمنى لو أصبحت ساحرًا مثل صديقتي (سولي) الساحرة المبتسمة، ربما تمكنت وقتها من السيطرة على الوقت، أقول ربما.

<><><><>
عيد ميلاد جدو.. هذا يعني سهرة حتى الصباح وقصص رائعة تنتهي مع آذان الفجر، ولما لا.. اليوم الخميس وغدًا الجمعة إجازة، لامانع من السهر لبعض الوقت.


كم سيبلغ جدو من العمر..؟!!، هذا لايعنيني المهم أن أُجيد الإعداد لحفل صغير، فبعد مجهود مضني نجحت في إقناع والدتي بإقامة حفل صغير للإحتفال بهذه المناسبة:

مش عارفة بس حفلة إيه دي، هو جدك برضه بتاع زينة وبلالين..؟

مش حكاية زينة وبلالين، الموضوع كبير كبير.. أنا عارف أن جدو ما يهموش المظاهر دي، وكمان مش هيعرف يأكل تورتة عشان سنانه، بس ده ما يمنعش أننا نحتفل بعيد ميلاده، نحسسه إن أحنا مش ناسيين، صدقوني ساعات الكبار اللي ذي جدو بيبقوا محتاجين يشوفوا قد إيه هما غاليين عندنا، مش بالكلام.. بالفعل.

التاسعة والنصف مساء الخميس، عيد ميلاد جدو يقترب من نهايته، وكما توقعت، المفأجاة والإعداد البسيط أدخل سرورًا واضحــًا على ملامح جدو العزيز، لم يتوقف عن المداعبة والمرح طوال الحفل، كان يبدو أصغر بعشر سنوات من عمره الحقيقي على الأقل، وكأنه يحتفل بعيد ميلاده لأول مرة في حياته.

لا يوجد غرباء، جدو عريس الحفل بالطبع، هناك أبي وأمي.. وأصدقائي (بسبس) و(طاحونة) و(العشوائي)، خالو (منير) أعتذر في اللحظة الأخيرة لظروف عمله، ما الجديد أذن..؟

قولي يا جدو.. أنت عندك كام سنة..؟؟
يتوقف صخب الحفل، وتلتفت كل العيون في فضول واضح، بينما ترتسم إبتسامة عريضة على ملامح جدو:
لو حسبنا عمري ذي ما كل الناس بتعمل، يبقى 71 سنة

أفرك عيناي، في محاولة للفهم:
يعني إيه يا جدو..؟، هو في طريقة تانية عشان الواحد يعرف عنده كام سنة..؟
تزداد أبتسامته أتساعــًا:
طبعــًا في.. طريقة الحساب العادية مش أكثر من عملية طرح لتاريخ الميلاد من تاريخ السنة اللي أحنا فيها، لكن مش هى دي الطريقة الصح عشان تعرف أنت عندك كام سنة، كل واحد فينا من لحظة ما وعي لتصرفاته وأبتدى يعرف الصح من الغلط، لازم يبتدي يعد ويشوف، يا ترى هو أستغل كل السنين دي في حاجات مفيدة وله لاء..؟
أنا مش فاهم يا جدو.. يعني إيه..؟
يعني عمر الواحد لازم يتحسب بالحاجات المفيدة اللي فيه، مش نعمل ذي بتوع الطماطم نحط الحلو على الوش والأسم أن القفص مليان..، الناصح بس هو اللي يحسب عمره بأحسن ما فيه
ياااااااه، على كده أنا هرجع بيبي تاني..
تعلو الضحكات، وتقترب والدتي تضغط على أذني اليسرى:
ليه بقى يا سي (سمسم)..؟
ياماما مش حضرتك على طول تقوليلي أن كل اللي بعمله غلط، وأن عمري ماهعمل حاجة صح أبدًا..!!

من جديد تعلو الضحكات، ويستمر الحفل حتى تعلن عقارب الساعة تمام العاشرة والثلث، فينسحب جدو بعد مصافحة الحضور، قاصدًا غرفتي حيث تعود النوم كلما أتى لزيارتنا، ولأنني أرغب في إستغلال كل ثانية يقضيها معي، فقد أسرعت بالإنسحاب أنا الآخر متعللاً بالرغبة في النوم.

وعلى حافة السرير المواجهة للنافذة، ودون إضاءة الغرفة، وجدت جدو يجلس مستندًا بقبضتيه على عصاه وقد سالت قطرات من الدموع على وجنتيه:

مالك يا جدو، أنت تعبان..؟
يلتفت وقد أنتبه لوجودي، يمسح وجهه ويمد يديه يجذبني لإجلس بجواره:
لا ياحبيبي.. أنا بس أفتكرت حاجة، والظاهر أني سرحت وما حستش بنفسي..
أقترب أكثر، دافنــًا رأسي في صدره الدافئ:
حاجة إيه..؟؟، أنت مش كنت عمال تضحك معانا تحت..؟

أحس أبتسامته دون أن أراها، نبضات قلبه كما طبول الحلم، ويده الحانية تمسح رأسي:
مش عارف  إن كنت هتفهم اللي هقوله وله لاء، أنا صحيح عجوز  بس ده مش معناه أني مولود كده، في يوم من الأيام كنت قدك، كان عندي أحلام وحاجات كتير كان نفسي أحققها، والنهاردة من غير ماتقصدوا فكرتوني بكل اللي راح مني، أفتكرت.. وحسيت بالندم على عمري اللي ضاع من غير ما أوصل لنص اللي كنت بحلم بيه، فهمت حاجة..!؟؟
مش عارف ياجدو، بس هو أنت زعلان ليه.. الأيام جاية كتير، وممكن تعمل اللي أنت عاوزه..

تفلت منه ضحكة، أعلم أنه يتمزق، من العسير أن تُدرك ما يعانيه لو تكن مكانه، الإحساس بدنو الأجل، الإحساس بهروب الزمن من بين أصابعك، الإحساس بإنك ولدت أمس ولم تأخذ من هذا العالم كل ما تُريد، أشياء أجزم أنني لن أُدرك تأثيرها الآن.

النصيحة اللي عايزها تملي ما تغيبش عن بالك، أوعى تضيع لحظة من وقتك في حاجة مش مفيدة، حاول وحاول عشان ماتجيش عليك لحظة ذي اللي أنا فيها دي، سامعني.. ولد يا (سمسم)..!!!؟

الواقع أنني كنت أود أستمرار المناقشة لأكبر وقت ممكن، ولكن حضن جدو الدافئ والإرهاق الذي أعانيه، إضافة إلى رغبتي في تنفيذ نصيحته، كل هذه الأمور دفعتني وبكل جوارحي إلى التركيز في هدف واحد لابد من تنفيذه في هذه اللحظات، النوم.

تمت بحمد الله
Read More

16 ديسمبر 2004

ومن تظنه هناك..؟!!!!!

ديسمبر 16, 2004 0
ربما من الغريب، ومع كل التطور العلمي الذي وصل إليه الإنسان، عبر تاريخ البشرية الحافل.. إستمرار إيمانه بإشياء وأحداث لا تستند إلى إي مقومات أو أسانيد علمية مقبولة.. كحرصه مثلاً على عدم المخاطرة برؤية قط أسود صباحاً، أو ربطه بين أي حدث غامض غير مفهوم بالقوى الخارقة والعفاريت والأشباح...!!

الإنسان ومهما تطورت علومه، في قلبه وعقله نقاط بالغة الإعتام، لن تُضيئها ألاف العلوم والمعارف.. أبدًا.

<><><><><><>
أنطلقت أشجار الطريق الزراعي، بكل ما أوتيت من قوة، تركض كالوحوش على جانبي العربة التي تُقلني مع والَداي إلى منزل جدي الريفي بمدينة الفيوم.

والفيوم، لمن لا يعرف، هي واحدة من محافظات مصرنا الغالية، بعض العامة يُطلق عليها (أول خط الصعيد).. بإعتبار أن محافظات الوجه القبلي تبدأ بها فعلياً، والمحافظة يقع في نطاقها واحد من أجمل المناطق السياحية على وجه الأرض، "وادي الريان" وهو بحق بشلالاته من أجمل المشاهد التي يمكن أن تقع عليها عيناك، بالإضافة إلى وجود "بحيرة قارون" بما تمثله من أسرار وغموض وجمالاً يخلب الألباب.

اليوم هو الخميس، رابع أيام إجازة نصف العام، أخيراً وافق أبي على تلبية الدعوة التي وصلته من جدي لوالدتي بقضاء بعض الوقت في منزل جدي الريفي، سبعة أيام كاملة سأقضيها وسط المزارع والحقول الخضراء، سألعب والهو واشاهد البلهارسيا وجها لوجه لأول مرة في حياتي، بعد أن سئمت من مطالعتها في كُتب الأحياء والعلوم.

• مامي..
• نعم يا (سمسم)..؟
• لسه فاضل كتير ونوصل لبيت جدو
• هاهاهاه، مستعجل أوي، ما أنت لسه مكلمه أمبارح في التليفون
• لاء، أنا مستعجل على اللعب، هو يعني جدو هيطير..!!

طوال الطريق وأنا أفكر في كم اللعب والمغامرات الجديدة التي سأخوضها هناك، في أرض جديدة تطُــأها قدمي للمرة الأولى، صحيح أنني وللمرة الأولى من مدة ليست بالقصيرة أبتعد عن أصدقائي وأفراد فريقي (بسبس)، (طاحونة)، (العشوائي).. صحيح أنني لن أواجه البعبيع لسبعة أيام كاملة.. ولكن حُمى التجديد والبحث عن المختلف لا تُقاوم.

• حضر نفسك يا سيدي، كلها ربع ساعة ونوصل
• بصحيح يا مامي
• أسمع يا (سمسم)
• نعم يا بابا
• عايزك تبقى ولد مؤدب، متعملش مشاكل، ومتضايقش جدك ذي عوايدك، أنت عارف أني مش هقدر أقعد معاكم أكثر من يومين عشان شغلي، هاه هتبقى راجل..؟؟
• عوكيه يا بابا، راجل ومش هعمل مشاكل، كُن مطمئنًا.

كان الأستقبال حافلاً، فطير مشلتت.. عسل نحل.. جبنة قديمة، وخلافه من الأصناف الريفية التي يسيل لها اللعاب، ورغم أن الوقت بعد تناول الطعام لم يكن قد تجاوز الرابعة عصرًا، إلا أنني شعرت بالتعب والإرهاق الشديد، ربما من رحلة السيارة، أو من دسامة الطعام، أو ربما من الأثنين معًا.. المهم أنني قد تعلقت بأصابع جدي أكاد لا أرى ما أمامي هامسًا أني أرغب في النوم حالاً، ثم أنطفئت الأنوار أمامي.

(بسبس) مُستندًا إلى حافة الفراش: يا عيل، كده تلهط الفطير لوحدك.. أخص عليك، يا معفن
(العشوائي) صارخــًا في أذني مُحيلاً طبلتها إلى رق بلدي: أوعى تنساني في شوية عسل نحل، بس رش عليه شوية جزر
(طاحونة) مقتربًا في بطء، يُحيط الظلام ملامحه فيبدو مرعبًا كغزاة الشمال: آه يا عيل، وعملي فيها زعيم

حتى في الأحلام لم يفارقني أفراد الفريق، خمس ساعات أو أكثر قضيتها نائما، كما أشارت أرقام ساعاتي الفسفورية إلى تمام التاسعة والنصف ليلاً، والآن حان وقت اللهو، فركت عيناي ونهضت والظلام الدامس يُحيط بي.. الظاهر النور قاطع..!!

بدأت أتحسس طريقي في غرفة ومكان لم أعتد التجول به من قبل، مستخدما يداي وقدماي وضوء الساعة الواهن، كانت غرفة صغيرة، بإثاث بسيط يبدو القدم واضحًا على جنباته، هناك نافذة إلى أقصى اليمين، لكن للأسف لا يوجد قمر اليوم والظلام أشد سوادًا بالخارج.

هناك أيضــًا دولاب ملابس كبير للغاية يحوي نقوشــًا غير مفهومة، تجلس أعلاه طفلة صغيرة بضفائر ذهبية تحدق في بعيناها الواسعتين فيُخيل للناظر أنهما _عيناها_ تُضيئان، هذا بالإضافة إلى الـ...، مهلاً طفلة... فوق الدولاب..

• مااااااااااااااااااااامي

وأظلمت الأنوار مُجددًا.

<><><><><><>
كانت تجربتي الأولى مع فقدان الوعي، إحساس لا يوصف، وكأنك في اللامكان.. ضوء أبيض يُغشي العيون وأصوات لا تكاد تتبين مصادرها.. موسيقية لبعض الوقت وصرخات في معظم الأحيان، ثم يظهر ذلك الملاك بملابسه البيضاء وعصاته ذات النجمة الذهبية مقتربا تملأ أبتسامة ودود وجهه بالكامل.

• أنتِ مين..؟
• مش مهم دلوقت، أنت ليه خايف ومرعوب، أنا مش هأذيك.
• أنتِ.. أنتِ اللي كنتِ فوق الدولاب، صح
• برضه مش مهم دلوقت.. أهلاً بيك
• لاء لاء، إبعدي أيدك، لاء لاء، لاااااااااااااااااااااااااااء

عطسي، ثم أنتفضت لأجد والدتي وقد أحاطتني بذراعيها والدموع تغرق وجهها، بينما يقف بابا وجدو عند حافة الفراش يُمسك كلاً منهما بشمعة كبيرة أزالت بعضــًا من ظلام الغرفة.

• الحمد لله أهو فاق
• كده برضه يا (سمسسم)، كده تخض مامي عليك
• عطسي، أنا فين..؟

لم أستطع إخبارهم عما رأيت، لا عن الدولاب ولا الحلم، سيقولون طفل مذعور يخترع كي لايبقى وحده في الظلام

• جدو.. هوه النور قاطع ليه
• هاهاه، أنت خايف وله إيه، عموما متقلقش، كلها لبكرة الصبح وحجيب اللي يصلحه
• لاء أنا مش خايف وله حاجة، بس بسئل
• هاهاه، ما أنا عارف، أطمئن أنا مش هسيبك وهتنام معايا النهاردة يا سيدي
• معنديش مانع، أهوه برضه أخد بالي منك

أشارت أرقام ساعاتي الفسفورية إلى تمام الحادية عشرة، حينما أصطحبني جدي العزيز إلى غرفته بالطابق الأرضي من منزله ذي الثلاث طوابق، هي أكبر غرف المنزل تقريبا، إذ تحوي غير أثاث غرف النوم المعتاد على مكتبة لم أشاهد ضخامتها في حياتي، ألاف الكتب بلغات مختلفة، لم يجل بخاطري أن يمتلكها جدي أبدًا.

حمل جدي شمعدان ضخم يحوي عشر شمعات كبيرة فأستحال الظلام إلى ضوء نهار، وإن كان اللهيب المتراقص قد أضفى أجواء غير محببة إلى نفسي.

جلست على حافة الفراش الكبير، مُديرًا عيناي في أنحاء الغرفة، أعتقد أنها غرفتين تم ضمهما إذ ينخفض مستوى أرضية المكتبة ببضع درجات عن باقي أرضية الغرفة، هناك شباكين أحدهما كبير يُطل على حديقة المنزل، والثاني صغير يُطل على ردهة المنزل من الداخل.

الغريب وما أثار أنتباهي بشدة هو أختلاف النقوش الموجودة في كل أثاث الغرفة عن ذلك الموجود على دولاب الملابس صغير الحجم نسبيا بالمقارنة إلى باقي قطع الأثاث.

• جدو، ممكن أسئل عن حاجة..؟
• أتفضل، خير
• ليه الدولاب بتاع الهدوم ده شكله ذي ما يكون بتاع حد تاني؟
• هاهاه، حد تاني إذاي يعني..!!
• قصدي يعني، أن شكله مش ذي باقي الحاجات هنا..؟
• آه، ده صحيح، أصل الدولاب الأصلي كبير شوية ومكنش له مكان هنا
• طب، هوه فين..؟
• أسئلتك كتير يا ولد، عموماً.. هوه فوق في الأوضة اللي أغمي عليك فيها.

هنا، أحسست بلسعة عجيبة تسري في أوصالي، بينما وضع جدي الشمعدان الضخم على منضدة كبيرة أمام المكتبة، وأقترب جالسًا بقربي.

• جدو..
• وبعدين، مش هننام وله إيه النهاردة..؟
• معلش، هوه في حد غيرنا في الأوضة دلوقت

التفت جدي يتطلع إلى عيناي الشاخصتان في فضول مُديرًا عيناه في أنحاء الغرفة، ثم أدار وجهه مجددًا إلى متسائلاً:

• أنت شايف إيه..؟
• أحم.. أنا شايف بنت صغيرة، تقريبًا قدي في العمر، شعرها أصفر وعينيها بتنور
• بتنور..!!، هاهاهاهاهاهاهاها

أستلقى جدي على ظهره من شدة الضحك، كيف لا يراها..؟، جالسة فوق أعلى رفوف المكتبة، تتأملني وتبتسم

• الظاهر أنك تعبان فعلاً يا ولد، يالله يالله نام والصبح نبقى نشوف حكاية البنت اللي عينيها بتنور دي

لم أستطع، جدي ما أن أسند رأسه إلى الوسادة حتى غط في النوم وتصاعد صوت الـ (خ خ خ خ خ خ خ خ خ خ)، بينما لم أتمكن حتى من التظاهر بالنوم، وكيف أفعل والفراش يواجه المكتبة، حيث تجلس تلكِ المبتسمة، وكأن ما يعنيها في هذا العالم هو بث الرعب في نفسي.

ظللنا لبعض الوقت نتأمل بعضنا البعض صامتين، ثم سرعان ما غلبني فضول الأطفال وأرتج عقلي بشلال من الأسئلة، من هي..؟، وكيف صعدت إلى هذا المكان العالي، ألا تخشى السقوط..؟، ثم والأهم، لماذا لا يراها جدي.. لماذا..؟

فكرت أن أترك مكاني على الفراش إلى حيث المكتبة، ربما أجد جوابـــًا على أي من أسئلتي، فما كدت أعتدل في جلستي، حتى قفزت الفتاة ذات الشعر الأصفر، وكأنها طائرة ورقية، مُحلقة في سماء الغرفة.. قبل أن تتوقف في الهواء عِند حافة السرير، وقد إزدادت إبتسامتها أتساعًا:

• هاي.. تحب نلعب سوى

أعذروني، فمهما تظاهرت بالحكمة وقوة الشخصية_ بإعتباري زعيم لشلة من المعـ.. من العباقرة_ فلم يكن بإمكاني الصمود مع هذا التطور اللطيف، لذا فبكل شجاعة وبلا تردد أستدرت إلى حيث رأس جدي، وأنحنيت واضعًا فمي في أقرب موضع من أذنه صارخــــًًا:

• الشمعة أنطفت يا مااااااااااااااااااااااااامي

وعادت الأضواء لتُظلم حولي من جديد

<><><><><><>
في الصباح، تناولنا طعام الإفطار دون أي ملمح عما حدث مساءًا.. الواقع أنني لم أحاول الأستفسار هذه المرة، ليس خوفــًا من أن يُفهم موقفي بشكل خاطيء ويتم أتهامي بالجبن أو الفزع الطفولي، أنما كوني أفتقر إلى ما أسئل عنه أساســًا.

صعب جدًا أن تسئل عن شيء لا تدري كنهه، لهذا ألتزمت الصمت، وتظاهرت بالهدوء.. وكأن شيئًا لم يكُن.

• أنا هخرج ألعب بقى يا ماما
• متروحش بعيد يا ولد، خليك قريب جمب البيت
• ليه.. أنا عايز أشوف البحيرة

يبتسم جدي، وقد أنتهى من تناول طعامه، ويجذبني من كتفي ليُجلسني على قدميه مُحيطــًا وسطي بذراعه:

• وبعدين يا سي (سمسم)، معقول برضه تروح البحيرة لوحدك كده، مش أتفقنا هنروح مع بعض بكرة
• هممممممم..، طيب مفيش مانع.. بس المهم أنك متنساش، أنا عايز أعمل حاجات كتير قوي في الكام يوم دول

يتبادل ثلاثتهم _جدي وأبي وأمي_ الضحك والأبتسام، بينما أسرع مغادرًا المنزل إلى حيث الحديقة الواسعة.

لبعض الوقت رحت أركض يمينًا ويسارًا في أنحاء الحديقة الواسعة، أتعلق بأفرع الأشجار، أتحسس الأزهار المتفتحة بأوراقها شديدة النعومة، ألهث خلف بعض الفراخ والأوز.. أمسك (كتكوت) صغير شعر بالرعب ما أنا وضعته أمام وجهي.

ثم لا شيء، صعب جدًا أن تلهو وحدك وقد تعودت حياة الجماعة، جلست على جذع ضخم لا أدري ماذا أفعل، آه لو أن أفراد الفريق هنا الآن.. لما وقف أمامنا شيء، لأستحال الوقت إلى لهو ما بعده لهو.. ولكن أين هم الآن..؟، ألأف الكيلومترات تفصلني عنهم، خسارة.

• وليه خسارة..؟، أنت بس أأمر وأنا أجيبهملك هنا طيارة.

أجفلت متطلعــًا إلى الناحية الأخرى من الحديقة، حيث أقتربت تلك الفتاة ذات الأعين المُضيئة، تسبح في الهواء وهي تبتسم كالعادة، فهببت مُلتصقــًا بالجذع الضخم، بينما توقفت هي على بعد سنتيمترات من مكاني، دون أن تبرح مكانها في الهواء.

• ما رديتش يعني، تحب أجيبهملك حالاً..؟
• همــ.. هما مين دول.؟، أنـ..أنتِ عايزة إيه بالضبط.
• أنت خايف ليه؟، أنا عايزة ألعب معاك، تحب أجيب أصحابك عشان نلعب كلنا سوى

كدت أصرخ مجددًا، طالبًا عون الكبار، ثم توقفت في اللحظة الأخيرة، وقد ألمني للغاية أن يتغلب علي الخوف للمرة الثالثة، فتماسكت.. وعدت أجلس مستنشقــًا أكبر كم من هواء المزارع النقي، ومحدقــًا بتلك المبتسمة مستفسرًا.

• أنتِ عفريتة..؟!!!!!!!!
• هاهاهاه، لاء طبعًا، هو في عفاريت بتطلع في النور..؟، العفاريت بتستخبا في الضلمة عشان تخض الناس
• آمال أنتِ إيه..؟
• أنا (سولي)، الساحرة المبتسمة

أبتلعت ريقي متظاهرًا بالامبالاة، وكأنني أقابل ساحر أو ساحرة كل يوم، بينما أبتسمت هي في خبث تتطلع بعيناها الواسعتين في ملامحي:

• هاه، أجيبهم وله معدتش عايز تلعب..؟
• لاء عايز، بس لما العيال يجيوا أقولهم تبقى إيه..؟
• هممممم، بسيطة.. قولهم دي صاحبتي الساحرة
• هع هع، ساحرة.. ياماما العيال دي بيخافوا من الصراصير.. أقوم أقولهم دي ساحرة!!
• لاء فالح.. آمال هيعرفوا إذاي جم هنا لو مقلتش أني ساحرة..؟

منطق معقول، أفراد الفريق لن يستوعبوا مسألة السحر تلك، وستندلع الأسئلة كلفح الحمم، ويضيع الوقت كالمعتاد في محاولات الشرح والتفسير، المشكلة الحقيقية التي تواجه أي عبقري أو زعيم عند تعرضه لموقف يحتاج رد فعل سريع، هي التأثر بالمناخ المُحيط، فلو أنك بمكان يسمح بصفاء الذهن وحسن ترتيب الأفكار لما أستغرق الوصول إلى حل أعتى المشكلات سوى بضع لحظات، بينما يختلف الحال تماما في أمكنة من الصعب للغاية أن تجد موضعًا بها لتسند رأسك، فما بالك بالتفكير..!!

• أنتَ لسه هتفكر، أنا هبقى أتصرف بعدين

وبينما تواصل (سولي) سباحتها في الهواء بمنتهى اللامبالاة، ظهر أفراد الفريق حولي بغتة وقد كست ملامحهم علامات الحيرة والخوف، خاصة مع مشهد السباحة الهوائي المتفرد.

(بسبس) وهو يتوارى خلفي معتصرًا كفي بين فكيه: واد يا (حُسّ).. كراماتك يا عم الشباب، أحنا فين وتبقى مين بسلامتها
(العشوائي) وقد أنخفضت نبرات صوته بقدرة قادر 360 درجة كاملة: والنبي يا زعيم، أوعى تكون دي الله أما أحفظنا..؟
(طاحونة) وقد تعلق بغصن قريب، متظاهرًا بكونه الأكثر شجاعة: ما ترد يا بني آدم.. مش شايف العيال دمهم هرب

كان من الصعب للغاية أن تصل مبرراتي لأفراد الفريق وسط الصراخ والعويل الصادر عن أفواههم، الأسواء أن (سولي) قد أعجبها ما تراه فأتسعت أبتسامتها أكثر وتعالت ضحكاتها تملأ أجواء الحديقة..

• ولد يا (سمسم)، إيه الصوت ده..؟، أنت في حد معاك..؟!!!
• لا أبدًا يا مامي، أنا لوحدي أهوه

جذبت أفراد الفريق بعيدًا في أقصى ركن بالحديقة، وأشرت إلى (سولي) فسبحت في الهواء تتبعنا.

• جري إيه يا عيل منك له، ده جزاتي أني عايزكم تلعبوا معايا

تنحنح ثلاثتهم في حرج، بينما أعينهم لا تفارق حركات (سولي) العشوائية في الهواء.

(بسبس) يقترب من مكاني، فأضع كفاي في جيب السروال: عداك العيب يا (حُسّ)، بس مش تقولنا تبقى مين طنط، وإذاي جينا هنا..؟
(سولي) مكشرة عن أسنانها، تطوح العصاة ذات النجمة: طنط..!!!، طنط ده إيه، أنا أسمي (سولي) منك له
(طاحونة) وقد ألتصق بـ (العشوائي) كما لو أنهما توءم سيامي: هو حضرتكِ تبقي عفريتة..؟
(سولي): مش بالضبط..
(العشوائي): طب أنتِ تقربي لـ الله أما أحفظنا الله أما أحفظنا، اللي بيقولوا عليه شمهورش
(سولي) ههههههههههههههههه، برضه مش بالضبط، ثم مفيش حاجة أسمها شمهورش

الثلاثة في صوت واحد: آمال أنتِ مين..؟ وأحنا جينا هنا إذاي..؟

وبدأ اللعب دون أن نحصل على أي جواب منها، ثم أنتهى بغتة وكأننا بدأنا للتو، للأسف الشديد فأوقات المرح والسعادة دائمًا وأبدًا قليلة وقصيرة، قبل أن تشعر روحك بلذتها وجمالها تتبخر وكأنها لم تكن، بينما يُخرج لك الدهر لسانه، يسخر منك ومن تفاهتك في التعلق بأمور لن تُضيف إلى سجل حياتك شيئًا يُذكر.

أقتربت الساعة من السادسة مساءً، حينما أختفى أفراد الفريق من أمامي وكأنما لم يأتوا أساسًا، فألتفت إلى (سولي)، وقد جلست فوق جذع قريب، عيناي تغالبان دموعهما..

• خسارة، الوقت مر بسرعة
• معلش، المهم تكون أنبسطت
• أنبسطت بس، دي أول مرة أحس فيها بحلاوة اللعب مع العيال المعـ.. قصدي العباقرة دول
• هههههههه، فعلاً دمهم خفيف خالص، بس أبقى قول لأسمه إيه ده يوطي صوته شوية
• هههه (العشوائي)، كان غيرك أشطر، لكن المهم.. أنتِ متأكدة أنهم مش هيفتكروا حاجة م اللي حصل
• طبعًا، أنتَ لسه بتشك في (سولي)..!!!

لم أكن بطبعي من المتشككين، أنما أحببت التأكد، فـ (سولي) أخبرتني أنها ستُعيد أفراد الفريق كما أحضرتهم، ماحية من عقولهم تلك اللحظات التي قضيناها معــًا، حرصًا على سرية وجودها من ناحية، وخوفــًا من فساد عقول أفراد الفريق من ناحية أخرى..!!

• ولد يا (سمسم)
• أيوة يا جدو
• كفاية لعب بقى وتعالى هنا
• حاضر، أنا جي أهوه

ألتفت مبتسمًا لأودع صديقتي (سولي)، ولكنها لم تكن هناك، أختفت.. تبخرت وكأن لم تكن

<><><><><><>
في الأيام الثلاث التالية، طال بحثي عنها دون جدوى، حتى صرت مقتنعًا بأن عقلي قد أفتعل كل ما مررت به، هذا مؤكد.. وإلا فأين أختفت، ولماذا لم تعد تظهر.. لماذا..؟

• إيه، مالك يا ولد..؟، بقالك كام يوم سرحان وله اللي ضايع منه حاجة
• أسمع ياجدو
• هاه
• أنا هقولك على حاجة، بس أوعى تقول لحد، أحسن أزعل منك وأبطل أديلك العسلية اللي ماما بتديهالي
• ههههههه، ماشي يا سيدي.. قول

لبضع دقائق، قصصت على جدي كل ما يتعلق بـها، بـ (سولي)، منذ اللحظة التي رأيتها أعلى الدولاب في غرفة النوم العلوية، وحتى أختفت بعد أن أنتهى اللعب مع أفراد الفريق في الحديقة منذ ثلاثة أيام.

• هممممممم، أنت بتقول إن أسمها (الساحرة المبتسمة)..؟
• أيوة، هي قالت كده

علت وجه جدي أبتسامة غامضة، تحمل من الخبث وعدم التصديق كمًا هائلاً، ثم نهض متجهًا إلى سُلم ضخم لم أنتبه لوجوده إلا حين جذبه جدي واضعًا إياه في مواجة المكتبة، بالتحديد في النقطة التي كانت تجلس بأعلى رفوفها (سولي) يوم أن رأيتها لثاني مرة..

• إيه يا جدو، أنت هتدور جمب الكتب..؟
• لاء.. أنا هدور عليها وسط الكتب

لم أفهم مغزى العبارة إلا حينما هبط جدي بعد دقائق، حاملاً بين يديه كُتيب متوسط الحجم تعلوه الأتربة..

• مش برضه هي دي..؟

حدقت في غلاف الكتاب غير مستوعب، فأستدار جدي إلى ركن آخر مُزيحًا أتربة الدهر عن الغلاف، ثم مُعيدًا أياه _الغلاف_ أمام وجهي مكررًا نفس العبارة:

• مش برضه هي دي..؟

مجددًا حدقت في الكتاب بأوراقه التي صارت أقرب إلى السواد منها إلى اللون الأصفر علامة على القدم، بينما الغلاف ملون، تتوسطه صورة لفتاة صغيرة تسبح وسط السحب، وحولها مجموعة من الطيور حمائم وعصافير.. ويمام، صورتها هي، صورة (سولي)..!!

• أنا مش فاهم، أنا أول مرة أشوف الكتاب ده هنا

أقترب جدي جالسًا بقربي على حافة الفراش، واضعًا الكتاب على الكومود المجاور للسرير حيث نجلس في غرفته:

• مش مهم تكون شفته هنا
• لاء يا جدو، أنتَ كده قصدك إني بألف حدوتة من أسم الكتاب

هز جدي رأسه في عدم أقتناع، ثم جذب الكتاب مرة آخرى، مقلبًا صفحاته بسرعة، ليتوقف عند صفحة بعينها وضعها أمامي مُشيرًا إلى رسم ضخم يحتل ثُلثي الصفحة، رسم لتلك الصغيرة (سولي) وهي تلعب مع بعض الأطفال في حديقة منزل ضخم، كان عدد الأطفال أربعة، كان أحدهم طويل القامة عن باقي رفاقه، كان يلعبون لعبة لا يمكن أن تُخطئها العين أو تسهوا عنها الذاكرة.. لعبة قضيت ورفاقي نصف وقتنا ذلك اليوم في ممارستها..!!

• إيه رأيك..؟
• أنا.. أنا مش فاهم، صدقني يا جدو دي أول مرة بشوف فيها الكتاب ده

لأول مرة في حياتي أشعر بكل هذه المهانة، كيف ساقني القدر إلى هذا الموقف السخيف..؟، كيف أصبح (حُسّ) الزعيم متهم بتأليف القصص وأختلاق الحكايات الوهمية لجذب الأنتباه..؟، كيف..؟

كان تبرير جدي: أنني شعرت بالوحدة كوني أبتعد عن رفاق الطفولة لفترة كبيرة، فأخترع عقلي تلك القصص كمحاولة للهروب من الواقع والسباحة في عالم خيالي مسل، ريثما أعود إلى رفاقي، بل لقد أكد جدي أنه لم يغفل عني ذاك اليوم _الذي أزعم حسب رأيه أنني لعبت ورفاقي به_ بل أنه كان دائم المتابعة لي من نوافذ البيت، وأنني قضيت كل الوقت أركض خلف الأوز والطيور الأليفة التي تملأ حديقة المنزل.!!!!

• مش ممكن، مش ممكن أبدًا يا جدو
• بسيطة، إيه رأيك نتصل بإي حد من أصحابك ونسأله..؟
• أيوة، نتصل بـ..، لكن نتصل إذاي، دي قالتلي أنها هتنسيهم كل حاجة
• تاني، أسمع.. أنا بحبك عشان أنت ولد مُطيع وذكي، تقدر تقولي أنت عايز إيه من حكاية ذي دي..؟
• مش عايز والله، أنا عايزك تصدقني بس
• يووووووووه، نام.. نام والصبح هنشوف حل للموضوع ده

أنام، بهذه السهولة.. مستحيل، أنطفئت أضواء المنزل بالكامل، أوشك الفجر على الحلول ولم يُغمض لي جفن، أين ذهبت..؟، لماذا أختفت على هذا النحو..؟، لماذا تركتني وحدي في هذا الموقف.. لماذا..؟

زيييييييييء، تك تك تك تك تك تك
أنقطع حبل أفكاري بتلك الأصوات الخافتة، فألتفت نحو مصدره حيث باب الغرفة والمزلاج..، أقتربت على أطراف أصابعي، بجسد مرتعش وذهن مكدود من كثرة التفكير، مادًا يميني إلى حيث هو المزلاج.. وفجأة

• هاي.. أتأخرت عليك..؟

<><><><><><>
في طريق عودتنا إلى القاهرة، أسترخى جسدي تمامًا في المقعد الخلفي لسيارة جدي الذي أصر على أن يُعيدنا بنفسه، خاصة ووالدي لم يستطع الحضور لمشاغله..

مكثت في مكاني متظاهرًا بالنوم، وذكري الأيام السبعة تركض أمامي في مشاهد متتابعة، كلها لن تُمحى من ذاكرتي بسهولة، كلها بلا أستثناء.. خاصة تلك المشاهد المتعلقة بها، بـ (سولي) الساحرة المبتسمة.

لازالت كلماتها، يوم أن رأيتها للمرة الأخيرة، ترن في أذني، كانت حزينة لإفشائي سر وجودها أمام جدي، كادت تختفي من حياتي للأبد، عشان طلعت عيل، ثم تراجعت لإحساسها ببراءة تصرفي.

إنها تحيا منذ الأزل في عقول الأطفال ممن يماثلونها عمرًا، تلهو وتمرح وتلعب معهم، تقضي أسعد الأوقات بصحبتهم، ثم تختفي مخلفة أفضل الذكريات وأقربها في قلوب وعقول كل من صادفها، وتعرف إليها.

المؤسف أنني لن أتمكن من رؤيتها إلا في الأحلام، لن أراها على أرض الواقع إلا لو زرت جدي ومنزله.

الطريف في الأمر، كان موقف جدي ووالدتي، لقد تصورا أن مكروهًا قد أصابني، بل كادا يستسلمان لنصيحة واحدة من فلاحات القرية بإقامة زار من أجلي..!!!!!!!!!!

طريف جدًا ما يُفكر به الكبار، أن تفكيرهم حال مصادفته لأمور صعبة التفسير يقفز قفزًا نحو أقرب الحلول وأيسرها، العفاريت، ذلك التفسير الذي تتوقف معه، عادة، كل محاولات التفكير والبحث المنطقي والسليم وتبدأ مرحلة أخرى من سوء التصرف والأفعال غير المقبولة، دينيًا وخُلقيًا.. للأسف.

تمت بحمد الله
Read More

Post Top Ad