ومضى طفطف العمر - مدونة حسام

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

18 سبتمبر 2005

ومضى طفطف العمر

الوقت.. أعتقد أن الآوان قد حان لهذا الحديث، وما أصعبه على نفس أى منا، أن تتحدث عن شئ لا يُمكن الإمساك به، ليس له حدود أو أبعاد يمكنك السيطرة عليها بالشكل الحرفي لمعنى سيطرة، الزمن.. الوقت.. الأيام، كلها مرادفات لكلمة واحدة، عجز الأنسان وسيظل يركض خلف حلم السيطرة عليها مهما تقدمت وتطورت معارفه.. وعلومه.

<><><><>
موسم الأمتحانات.. أمتحانات نصف العام، وياله من موسم، أكواب الشاي والسندوتشات روتين يومي لما يزيد عن الشهر، اللعب ممنوع.. المزاح مرفوض.. (ذاكر ربنا يهديك) جملة واحدة تحولت بقدرة قادر إلى قاموس رهيب يُطل برأسه في هذا التوقيت من كل عام.

لا أجد وصفــًا أكثر ملائمة لوضع المنزل خلال هذه الفترة إلا كونه قد أصبح ثكنة عسكرية، خصوصًا وأمتحانات هذا العام تختلف، أمتحانات الشهادة الإبتدائية، حيث لابد من مجموع متميز يؤهلني للإلتحاق بفصول المتفوقين في المرحلة الإعدادية، تمهيدًا للثانوية العامة وعليكوا خير.

اليوم بالتحديد هو ثاني أيام الإمتحانات، اليوم هو أمتحان الحساب.. الحساب يا جماعة، عارفين يعني إيه، جمع وطرح وقسمة وحاجات تبرجل أجدعها نافوخ، المهم.. بدأ اليوم بشكل طبيعي للغاية.. أستيقظت في السادسة صباحًا للمراجعة، رغم أن الأمتحان في العاشرة والنصف، حاسس أني هنام في اللجنة.

كوب شاي بالحليب وكام سندوتش جبنة، وكتاب الحساب اللطيف المكتظ باللوغاريتمات، والدتي كعادتها في معركة صباحية مع صحون العشاء، والدي مازال نائمًا، حاجة غريبة أذاي أنا صاحي وهو لسه نايم، طب على الأقل يصحى يشجعني.. معلش بكرة الأجازة تيجي وأنام لحد المغرب.

السادسة والربع، أنتهيت من كوب الشاي أبو حليب، ومن سندوتشات الجبنة، ومازال كتاب الحساب قابعــًا في نفس  مكانه، تثائبت.. فركت عيناي، ثم أسندت رأسي إلى المكتب عاقدًا العزم على نيل غفوة صغيرة، و......

ولد يا (سمسم).. أدي اللي أنا عاملة حسابه..؟

مناقشة لطيفة بين أم تعرف مصلحة طفلها، وطفل أجبروه على مراجعة مادة قبل موعد الأمتحان بأربع ساعات كاملة دون الحصول على قسط كاف من النوم.. شئ طبيعي للغاية ويتكرر في كل البيوت المصرية.

التاسعة وخمس دقائق، أصبحت جاهزًا للذهاب إلى موقع لجنة الأمتحان القريبة من منزلي، والتي لن يستغرق السير إليها أكثر من عشر دقائق، ومع ذلك تُصر والدتي على أن أكون هناك قبل الموعد بساعة كاملة، ثيابي مهندمة.. رقم الجلوس في جيب القميص، أقلامي والمسطرة والأستيكة في الجيب الخلفي للبنطلون، هل ينقصني شئ ما..؟؟، همممممم، نعم.. عايز أنام نص ساعة بس يا عالم..!

التاسعة والثلث، أمام لجنة الأمتحان الخاصة بمدرسة (السلام الدولية) الإبتدائية المشتركة، أقف مستندًا إلى واحدة من السيارات القابعة أمام باب المدرسة، إلى جواري (بسبس) و(العشوائي) و(طاحونة) وقد أنهمك أربعتنا في محاولات مستميتة لإفاقة بعضنا البعض..!، لقد إزدادت الرابطة فيما بيننا للدرجة التي أراح كلٌ منا رأسه على كتف الآخر، وغط في نوم عميق، ع الواقف..!

العاشرة والنصف، داخل اللجنة وقد بدأ الإمتحان للتو.. ورقة الأسئلة طويلة جدًا، سؤال إجباري ونصف دستة إختيارية ينبغي تخفيضها إلى أربع.. بالعربي خمس أسئلة كلها جمع وخلافه.. يا مسهل يارب.

بص ف ورقتك منك له، فاضل عشر دقايق ويعدي نص الوقت..

أهلاً.. ياعم ده أنا لسه مخلصتش سؤالين، يا وقت ليه بتجري.. يا وقت لسه بدري..!!

عملتوا إيه يا عيال..؟
العادي يعني.. أربع أسئلة وحتة
وأنت يا (طاحونة)، وشك مصفر ليه
ملحقتش أحل (ج) في السؤال الخامس، أستاذ (سمير) بتاع الرياضة قابلني ع السلم وقال أن عليها سبع درجات بحالهم

حوار هادئ لطيف بيني وبين أصدقائي (بسبس) اللي مكبر دماغه على طول الخط، و(طاحونة) المنزعج على الدوام، و(العشوائي) اللي مش عارف هو عايز إيه بالضبط، الحقيقة أنها عادة، ما أن ينتهى الأمتحان حتى نهرع إلى مكان خاص حددناه سابقــًا نتشاور ونتناقش فيما فعل كلٌ منا، أحيانــًا تنتهي المناقشة بمصافحة وأحضان لو حالفنا التوفيق، وفي معظم الأحيان تأتي النهاية بالشلاليت والصفعات والمطاردة حتى المنزل، مش عيال..

عملت إيه يا ولد.. جاوبت كويس..؟

الروتين..
الواحد ما صدق خلص من مادة يلاقي أمتحان تاني في البيت، جاوبت كويس.. وريني ورقة الأسئلة، السؤال ده عملت فيه إيه..؟، وريني جاوبت المسئلة دي بأنهي طريقة، أوعى تكون نسيت الخطوة الأخيرة ذي عادتك، آل يعني أنا ناقص، مش كفاية أني جاوبت مرة.. ثم أني ببقى عامل ذي اللي بيكب كل حاجة حافظها على ورقة الأسئلة، إذاي بقى أرجع أحل حاجة مش موجودة ف نافوخي أساسًا..؟!!.

<><><><>
هففففف.. هم وأنزاح، اليوم هو أول أيام إجازة نصف العام، لولا وجود نصف آخر لهذا العام الدراسي لتحولت معظم محتويات مكتبي، من كتب وكراسات وخلافه، إلى صواريخ وطائرات ورقية وربما حالف الحظ بعضها وصارت قراطيس لب وسوداني مُفتخرة.


التخطيط لقضاء إجازة نصف العام يبدأ من آخر أيام الإمتحانات، متى سنلعب الكرة..؟، أي محلات الأيس كريم سنقصد..؟، هل هناك أفلام جديدة تستدعي الذهاب للسينما..؟، تخطيط منظم دقيق، الواقع أن دراستنا لو حظيت بنصف الجهد المبذول لقضاء أوقات المرح، لأصبحنا عباقرة، وبلا منازع.

ولكن تخطيط هذا العام حل عليه إختلاف بسيط، فقد أُضيفت مشاهدة بطولة هامة في كرة القدم يُشارك بها المنتخب الوطني المصري إلى القائمة المفروض تنفيذها خلال أيام الإجازة المحدودة أصلاً.

البطولة بدأت قبل ثلاثة أيام، بالتحديد مع المادة قبل الأخيرة من مواد الإمتحان، واليوم ثاني مباريات الفريق الوطني، مباراة هامة للغاية ستحدد مصير المنتخب في الأدوار المقبلة للبطولة.

مُستضيفــًا أصدقائي (بسبس) و(طاحونة) و(العشوائي)، نجلس في ردهة المنزل لمتابعة أحداث المباراة الهامة، أمامنا ثلاثة أطباق.. ترمس ولب وسوداني، لزوم الإنسجام مع المباراة، تنطلق الصافرة فنتجمد وتشخص أعيننا نحو التلفاز.

تشكيل عجيب وخطة أعجب، ماالذي يفعله مدربنا بالضبط، الدقائق تمضي والمنتخب لا يرتقي مستواه لفصل 5/4 الذي أذل ناصية فريقي وهزمنا في دوري المدارس 1/0 بالعافية..، ورغم التفكك الواضح والأخطاء المتكررة لم تشهد دقائق الشوط الأول تعديلا يُذكر..

مع بداية أحداث الشوط الثاني أستبشرنا خيرًا، خاصة والفريق المنافس يخسر لاعبًا بعد خشونة متعمدة وبطاقة حمراء، ولكن هيهات، نحن بارعون في البكاء على اللبن المسكوب، رغم أننا الأكثر عددًا والأعلى مهارة ولاينقصنا إلا التوجيه السليم، والقيادة المؤهلة، بس هنعمل إيه.. ذي ما ماما بتقول " جت الحزينة تفرح "

أنتهت المباراة بدقائقها التسعون دون أى نجاح من جانبنا، الكثير من إستعراض المهارات واللعب الفردي بعيدًا عن روح الفريق ومصلحة الجماعة المفترضة، نحن من أضاع الوقت لا منافسينا، للإسف.

خسارة.. بالنتيجة دي يبقى المنتخب خرج..
ياعم (بسبس) وهى يعني جديدة، نفس الفصل في كل بطولة
على رأيك يا(سمسم)، الدنيا كلها بتمشي لقدام وأحنا بنرجع عكس الزمن.. فعلا خسارة

ماعلينا، بطولة تفوت ولاحد يموت، وغدا يوم آخر.. صحيح سيصبح الشغل الشاغل لكل وسائل الإعلام هو أزمة المنتخب وضرورة البحث عن مدرب ساحر يقود سفينة النجاة للكرة المصرية كلها، ولكنها مسألة وقت.. أيام.. أسابيع ثم تبرز على السطح مشكلة جديدة، أزمة خاصة.. أى شئ يُنسينا هموم الهزيمة ويحول تفكيرنا تمامًا، ألم أقل لكم، نحن خبراء إضاعة للوقت، في غير صالحنا.

وكما بدأت الإجازة تُشير عقارب الساعة إلى قرب إنتهائها، بضع ساعات فقط ونبدأ من جديد دوامة المذاكرة والنوم المبكر وقوانين تحريم اللعب، في غرفتي حيث أنتهيت للتو  من قراءة قصتي المفضلة (الساحرة المبتسمة) _ تلك التي أهداني إياها جدي في زيارتي له العام الماضي_ ربما للمرة المائة.

مستندًا إلى حاجز النافذة أرقب غروب الشمس وقد غبت عن كل ما يُحيط بي، نسمات الهواء الرطب تبعث خدرًا عجيبًا في أطرافي فأغمض عيناي مستمتعــًا لإجدها أمامي.. على مِكنستها اللامعة وبإبتسامة عريضة تقترب ملوحة بيديها في مرح طفولي:

أهلاً.. أذيك يا (حُسّ)
كويس الحمد الله، أو يمكن بيتهيألي أن كويس..!!
بيتهيألك..!!، مش فاهمة، أنتَ مالك بالضبط..؟
مش عارف، حاسس إن الأيام متكهربة معايا
آه.. قصدك الوقت.. وإيه الجديد، تأكد أنك مش هتلاقي بني آدم واحد عارف يسيطر على الوقت.. البشر كل البشر بيحاولوا من لحظة ما عرفوا قيمة الزمن وتأثيره على حياتهم، بيحاولوا يسيطروا على أوقاتهم.. بس من غير فايدة، صحيح في اللي بيقدر وبينجح، بس في النهاية نجاح محدود، قوام قوام بتدغدغه طبيعة البشر المتمردة على كل  حاجة نمطية أو تقليدية.. فهمت..؟
هاه..!!، متهيألي، أنتِ بتجيبي الكلام ده منين..؟

تبتسم وتلوح بيديها مودعة:
خمن..، مش أنا ساحرة..؟

نعم، كم أتمنى لو أصبحت ساحرًا مثل صديقتي (سولي) الساحرة المبتسمة، ربما تمكنت وقتها من السيطرة على الوقت، أقول ربما.

<><><><>
عيد ميلاد جدو.. هذا يعني سهرة حتى الصباح وقصص رائعة تنتهي مع آذان الفجر، ولما لا.. اليوم الخميس وغدًا الجمعة إجازة، لامانع من السهر لبعض الوقت.


كم سيبلغ جدو من العمر..؟!!، هذا لايعنيني المهم أن أُجيد الإعداد لحفل صغير، فبعد مجهود مضني نجحت في إقناع والدتي بإقامة حفل صغير للإحتفال بهذه المناسبة:

مش عارفة بس حفلة إيه دي، هو جدك برضه بتاع زينة وبلالين..؟

مش حكاية زينة وبلالين، الموضوع كبير كبير.. أنا عارف أن جدو ما يهموش المظاهر دي، وكمان مش هيعرف يأكل تورتة عشان سنانه، بس ده ما يمنعش أننا نحتفل بعيد ميلاده، نحسسه إن أحنا مش ناسيين، صدقوني ساعات الكبار اللي ذي جدو بيبقوا محتاجين يشوفوا قد إيه هما غاليين عندنا، مش بالكلام.. بالفعل.

التاسعة والنصف مساء الخميس، عيد ميلاد جدو يقترب من نهايته، وكما توقعت، المفأجاة والإعداد البسيط أدخل سرورًا واضحــًا على ملامح جدو العزيز، لم يتوقف عن المداعبة والمرح طوال الحفل، كان يبدو أصغر بعشر سنوات من عمره الحقيقي على الأقل، وكأنه يحتفل بعيد ميلاده لأول مرة في حياته.

لا يوجد غرباء، جدو عريس الحفل بالطبع، هناك أبي وأمي.. وأصدقائي (بسبس) و(طاحونة) و(العشوائي)، خالو (منير) أعتذر في اللحظة الأخيرة لظروف عمله، ما الجديد أذن..؟

قولي يا جدو.. أنت عندك كام سنة..؟؟
يتوقف صخب الحفل، وتلتفت كل العيون في فضول واضح، بينما ترتسم إبتسامة عريضة على ملامح جدو:
لو حسبنا عمري ذي ما كل الناس بتعمل، يبقى 71 سنة

أفرك عيناي، في محاولة للفهم:
يعني إيه يا جدو..؟، هو في طريقة تانية عشان الواحد يعرف عنده كام سنة..؟
تزداد أبتسامته أتساعــًا:
طبعــًا في.. طريقة الحساب العادية مش أكثر من عملية طرح لتاريخ الميلاد من تاريخ السنة اللي أحنا فيها، لكن مش هى دي الطريقة الصح عشان تعرف أنت عندك كام سنة، كل واحد فينا من لحظة ما وعي لتصرفاته وأبتدى يعرف الصح من الغلط، لازم يبتدي يعد ويشوف، يا ترى هو أستغل كل السنين دي في حاجات مفيدة وله لاء..؟
أنا مش فاهم يا جدو.. يعني إيه..؟
يعني عمر الواحد لازم يتحسب بالحاجات المفيدة اللي فيه، مش نعمل ذي بتوع الطماطم نحط الحلو على الوش والأسم أن القفص مليان..، الناصح بس هو اللي يحسب عمره بأحسن ما فيه
ياااااااه، على كده أنا هرجع بيبي تاني..
تعلو الضحكات، وتقترب والدتي تضغط على أذني اليسرى:
ليه بقى يا سي (سمسم)..؟
ياماما مش حضرتك على طول تقوليلي أن كل اللي بعمله غلط، وأن عمري ماهعمل حاجة صح أبدًا..!!

من جديد تعلو الضحكات، ويستمر الحفل حتى تعلن عقارب الساعة تمام العاشرة والثلث، فينسحب جدو بعد مصافحة الحضور، قاصدًا غرفتي حيث تعود النوم كلما أتى لزيارتنا، ولأنني أرغب في إستغلال كل ثانية يقضيها معي، فقد أسرعت بالإنسحاب أنا الآخر متعللاً بالرغبة في النوم.

وعلى حافة السرير المواجهة للنافذة، ودون إضاءة الغرفة، وجدت جدو يجلس مستندًا بقبضتيه على عصاه وقد سالت قطرات من الدموع على وجنتيه:

مالك يا جدو، أنت تعبان..؟
يلتفت وقد أنتبه لوجودي، يمسح وجهه ويمد يديه يجذبني لإجلس بجواره:
لا ياحبيبي.. أنا بس أفتكرت حاجة، والظاهر أني سرحت وما حستش بنفسي..
أقترب أكثر، دافنــًا رأسي في صدره الدافئ:
حاجة إيه..؟؟، أنت مش كنت عمال تضحك معانا تحت..؟

أحس أبتسامته دون أن أراها، نبضات قلبه كما طبول الحلم، ويده الحانية تمسح رأسي:
مش عارف  إن كنت هتفهم اللي هقوله وله لاء، أنا صحيح عجوز  بس ده مش معناه أني مولود كده، في يوم من الأيام كنت قدك، كان عندي أحلام وحاجات كتير كان نفسي أحققها، والنهاردة من غير ماتقصدوا فكرتوني بكل اللي راح مني، أفتكرت.. وحسيت بالندم على عمري اللي ضاع من غير ما أوصل لنص اللي كنت بحلم بيه، فهمت حاجة..!؟؟
مش عارف ياجدو، بس هو أنت زعلان ليه.. الأيام جاية كتير، وممكن تعمل اللي أنت عاوزه..

تفلت منه ضحكة، أعلم أنه يتمزق، من العسير أن تُدرك ما يعانيه لو تكن مكانه، الإحساس بدنو الأجل، الإحساس بهروب الزمن من بين أصابعك، الإحساس بإنك ولدت أمس ولم تأخذ من هذا العالم كل ما تُريد، أشياء أجزم أنني لن أُدرك تأثيرها الآن.

النصيحة اللي عايزها تملي ما تغيبش عن بالك، أوعى تضيع لحظة من وقتك في حاجة مش مفيدة، حاول وحاول عشان ماتجيش عليك لحظة ذي اللي أنا فيها دي، سامعني.. ولد يا (سمسم)..!!!؟

الواقع أنني كنت أود أستمرار المناقشة لأكبر وقت ممكن، ولكن حضن جدو الدافئ والإرهاق الذي أعانيه، إضافة إلى رغبتي في تنفيذ نصيحته، كل هذه الأمور دفعتني وبكل جوارحي إلى التركيز في هدف واحد لابد من تنفيذه في هذه اللحظات، النوم.

تمت بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad