تأهل المنتخبان العربيان مصر والجزائر إلى قبل نهائي كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها أنجولا حتى نهاية يناير الجاري، لتكون المباراة الثالثة بين المنتخبين في أقل من ثلاثة أشهر، بعد مباراتي نهاية التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال جنوب افريقيا، الذي نجح محاربو الصحراء في حجز بطاقته على حساب الفراعنة.
والمشكلة هنا لا تكمن في كون اللقاء هو الثالث بين الفريقين في فترة زمنية وجيزة للغاية، لكن المشكلة هى التصاعد الإعلامي المتوقع بين الجانبين، ما قد ينتهي بكارثة أكبر بمراحل مما حدث في أم درمان بالسودان عقب المباراة الفاصلة التي حسمت بطاقة كأس العالم لصالح الجزائر.
ونجح أبناء حسن شحاته في الفوز على أسود الكاميرون 3/ 1، بعد أن تأخر الفريق بهدف أشلي إيمانا، قبل أن يقلب أحمد حسن "عميد الكرة المصرية الجديد" والبديل الذهبي محمد ناجي "جدو" المباراة رأسا على عقب في الوقت الإضافي، بينما تغلبت الجزائر على منتخب كوت ديفوار المهلهل فنيا 3/ 2، مع الرأفة.. بعد إضاعة أكثر من خمسة أهداف مؤكدة في الوقت الإضافي.
ودون الخوض في مشوار الفريقين خلال البطولة، الذي يشير لتفوق الفراعنة، وهو الفريق الذي يحتفظ بسجله خاليا من الهزائم ويعتبر صاحب أقوى خط هجوم بـ 10 أهداف، وأصلب خط دفاع بإستقبال هدفين فقط في أربع مباريات، فيما منيت الجزائر بهزيمة وسجلت 4 أهداف وأستقبلت 5 أهداف في نفس عدد المباريات، فالمباراة لها حسابات آخرى.. بدأ الجانبان في جرها نحو حرب نفسية شرسة تماثل ما حدث في واقعة الثامن عشر من نوفمبر 2009 بأم درمان.
فقبل المباراة المشهودة التي منحت الجزائر بطاقة التأهل لكأس العالم 2010 خاض البلدين حرب عنيفة إعلاميا دفعت ثمنها الجماهير التي كادت تتعرض لخطر الموت في السودان، على يد قلة جزائرية غير متحضرة وغير واعية لمفهوم الرياضة.. والآن يحدث الشيء نفسه.
فقبل ساعات من خوض لقاء الدور قبل النهائي لأمم أنجولا.. بدأت الصحف الجزائرية كعادتها شحن جماهيرها ضد كل ما هو مصري.. وتتقمص صحيفة الشروق دور البطولة كالعادة بأخبار عن الغش المصري الذي دفع ثمنه الكاميرونيين، متناسين الهدف الصحيح الذي لم يحتسب للأفيال قبل ثوان من نهاية مباراة الفريقين في دور الثمانية، بالإضافة إلى تلميحات عن سيطرة مصرية على المسئولين الأنجوليين في مدينة بنجويلا حيث ستقام المباراة وإبعاد البعثة الجزائرية عن إماكن الإقامة القريبة من ملاعب التدريب، بحكم تواجد الفراعنة في المدينة منذ بداية البطولة.!!
في المقابل تخوض وسائل الإعلام المصرية حربا على ذات الشاكلة.. مع نقل تصريحات غير مسئولة عن كون المباراة لقاء حياة أو موت وأنها الحرب التي ستثبت للعالم من يستحق التأهل لكأس العالم.
فمنذ متى أصبحت كرة القدم ومستطيلها الأخضر مسرحا للحروب والمعارك؟
يا سادة.. قليل من الهدوء نرجوكم.. وكثير من التعقل والتفكير نسألكم.. ولنا في ما فعلته الكاميرون أمام مصر بالأمس القريب عبرة.
منتخب الكاميرون وقبل مباراة الفراعة في دور الثمانية أطلق على لسان لاعبيه ومسئوليه تصريحات نارية عن مباراة الثأر والكرامة ورد الأعتبار، وإعادة الفراعنة لحجمهم الطبيعي.. بعد أن سبق وخسر الفريق مرتين في النسخة السابقة من البطولة في الدور الأول 2/ 4 وفي النهائي 0/ 1.
والنتيجة.. لاعبو الكاميرون خاضوا أحداث المباراة بمنتهي التحفز والغضب.. والعصبية، 21 ركلة ركنية.. وعشرات التسديدات الخطيرة.. دون أن ينجح الفريق في تسجيل أكثر من هدف وحيد.. لأن الشحن المعنوي الزائد أنقلب إلى تشتت ذهني لم يستطع اللاعبون تحمله.. وفي كل فرص التسديد تقريبا كان لاعبو الكاميرون يركلون الكرة بلا تركيز وبمنتهي القوة دون توجيه أو إحكام.
فهل نرغب في جر لاعبينا لمثل هذه الحالة، وهل نضع فوق كاهلم عبء إضافي بخلاف العبء النفسي المعتاد عند مواجهة فرق الشمال الأفريقي، أم ننظر للمباراة بإعتبارها مجرد لقاء في كرة القدم سينتهي بفائز ومهزوم.
ثم مع هذا الشحن المعنوي المبالغ فيه.. ماهي الحال لو لا قدر الله أصيب مرمى الحضري بهدف مباغت كما حدث في مباراتي نيجيريا والكاميرون، هل يمكن أن يعود اللاعبون للمباراة كما حدث في المرتين ونفوز في النهاية؟
الواقع والتاريخ يؤكدان أن الوضع عندها سينقلب رأسا على عقب، تماما كما حدث في مباراة المنتخبين في لقاء التصفيات بالجزائر، بعد أن تسيد المنتخب المصري المباراة وأضاع الفرص تباعا ثم أستقبلت شباكه هدف مباغت لتنقلب الأمور ويسيطر الجزائريون وتنتهي المباراة بهزيمة مخجلة 1/ 3.
الهدوء والتركيز هما السلاح الوحيد القادر على قيادة الفراعة نحو النهائي الثالث على التوالي، أما الثأر والأنتقام وقصص الحياة والموت في مباريات الكرة فلن نجني من وراءها إلا الخسارة والحسرة.. ولنا في الكاميرونيين عبرة.
والمشكلة هنا لا تكمن في كون اللقاء هو الثالث بين الفريقين في فترة زمنية وجيزة للغاية، لكن المشكلة هى التصاعد الإعلامي المتوقع بين الجانبين، ما قد ينتهي بكارثة أكبر بمراحل مما حدث في أم درمان بالسودان عقب المباراة الفاصلة التي حسمت بطاقة كأس العالم لصالح الجزائر.
ونجح أبناء حسن شحاته في الفوز على أسود الكاميرون 3/ 1، بعد أن تأخر الفريق بهدف أشلي إيمانا، قبل أن يقلب أحمد حسن "عميد الكرة المصرية الجديد" والبديل الذهبي محمد ناجي "جدو" المباراة رأسا على عقب في الوقت الإضافي، بينما تغلبت الجزائر على منتخب كوت ديفوار المهلهل فنيا 3/ 2، مع الرأفة.. بعد إضاعة أكثر من خمسة أهداف مؤكدة في الوقت الإضافي.
ودون الخوض في مشوار الفريقين خلال البطولة، الذي يشير لتفوق الفراعنة، وهو الفريق الذي يحتفظ بسجله خاليا من الهزائم ويعتبر صاحب أقوى خط هجوم بـ 10 أهداف، وأصلب خط دفاع بإستقبال هدفين فقط في أربع مباريات، فيما منيت الجزائر بهزيمة وسجلت 4 أهداف وأستقبلت 5 أهداف في نفس عدد المباريات، فالمباراة لها حسابات آخرى.. بدأ الجانبان في جرها نحو حرب نفسية شرسة تماثل ما حدث في واقعة الثامن عشر من نوفمبر 2009 بأم درمان.
فقبل المباراة المشهودة التي منحت الجزائر بطاقة التأهل لكأس العالم 2010 خاض البلدين حرب عنيفة إعلاميا دفعت ثمنها الجماهير التي كادت تتعرض لخطر الموت في السودان، على يد قلة جزائرية غير متحضرة وغير واعية لمفهوم الرياضة.. والآن يحدث الشيء نفسه.
فقبل ساعات من خوض لقاء الدور قبل النهائي لأمم أنجولا.. بدأت الصحف الجزائرية كعادتها شحن جماهيرها ضد كل ما هو مصري.. وتتقمص صحيفة الشروق دور البطولة كالعادة بأخبار عن الغش المصري الذي دفع ثمنه الكاميرونيين، متناسين الهدف الصحيح الذي لم يحتسب للأفيال قبل ثوان من نهاية مباراة الفريقين في دور الثمانية، بالإضافة إلى تلميحات عن سيطرة مصرية على المسئولين الأنجوليين في مدينة بنجويلا حيث ستقام المباراة وإبعاد البعثة الجزائرية عن إماكن الإقامة القريبة من ملاعب التدريب، بحكم تواجد الفراعنة في المدينة منذ بداية البطولة.!!
في المقابل تخوض وسائل الإعلام المصرية حربا على ذات الشاكلة.. مع نقل تصريحات غير مسئولة عن كون المباراة لقاء حياة أو موت وأنها الحرب التي ستثبت للعالم من يستحق التأهل لكأس العالم.
فمنذ متى أصبحت كرة القدم ومستطيلها الأخضر مسرحا للحروب والمعارك؟
يا سادة.. قليل من الهدوء نرجوكم.. وكثير من التعقل والتفكير نسألكم.. ولنا في ما فعلته الكاميرون أمام مصر بالأمس القريب عبرة.
منتخب الكاميرون وقبل مباراة الفراعة في دور الثمانية أطلق على لسان لاعبيه ومسئوليه تصريحات نارية عن مباراة الثأر والكرامة ورد الأعتبار، وإعادة الفراعنة لحجمهم الطبيعي.. بعد أن سبق وخسر الفريق مرتين في النسخة السابقة من البطولة في الدور الأول 2/ 4 وفي النهائي 0/ 1.
والنتيجة.. لاعبو الكاميرون خاضوا أحداث المباراة بمنتهي التحفز والغضب.. والعصبية، 21 ركلة ركنية.. وعشرات التسديدات الخطيرة.. دون أن ينجح الفريق في تسجيل أكثر من هدف وحيد.. لأن الشحن المعنوي الزائد أنقلب إلى تشتت ذهني لم يستطع اللاعبون تحمله.. وفي كل فرص التسديد تقريبا كان لاعبو الكاميرون يركلون الكرة بلا تركيز وبمنتهي القوة دون توجيه أو إحكام.
فهل نرغب في جر لاعبينا لمثل هذه الحالة، وهل نضع فوق كاهلم عبء إضافي بخلاف العبء النفسي المعتاد عند مواجهة فرق الشمال الأفريقي، أم ننظر للمباراة بإعتبارها مجرد لقاء في كرة القدم سينتهي بفائز ومهزوم.
ثم مع هذا الشحن المعنوي المبالغ فيه.. ماهي الحال لو لا قدر الله أصيب مرمى الحضري بهدف مباغت كما حدث في مباراتي نيجيريا والكاميرون، هل يمكن أن يعود اللاعبون للمباراة كما حدث في المرتين ونفوز في النهاية؟
الواقع والتاريخ يؤكدان أن الوضع عندها سينقلب رأسا على عقب، تماما كما حدث في مباراة المنتخبين في لقاء التصفيات بالجزائر، بعد أن تسيد المنتخب المصري المباراة وأضاع الفرص تباعا ثم أستقبلت شباكه هدف مباغت لتنقلب الأمور ويسيطر الجزائريون وتنتهي المباراة بهزيمة مخجلة 1/ 3.
الهدوء والتركيز هما السلاح الوحيد القادر على قيادة الفراعة نحو النهائي الثالث على التوالي، أما الثأر والأنتقام وقصص الحياة والموت في مباريات الكرة فلن نجني من وراءها إلا الخسارة والحسرة.. ولنا في الكاميرونيين عبرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق