Hossam Ramadan
يناير 02, 2012
يجتمع نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم وسكان مدينة ليفربول مع كل العاملين أو المهتمين بكرة القدم في إنجلترا في الخامس عشر من أبريل كل عام لإحياء ذكرى كارثة هيلسبورو، أسوأ كارثة يشهدها أحد الاستادات في تاريخ الرياضة البريطانية.
سيعيش يوم 15 أبريل 1989 طويلا في ذاكرة كل جماهير نادي ليفربول لأنه اليوم الذي شهد مقتل 96 رجلا وسيدة وطفلا سحقا بسبب التدافع أمام الأسياج الأمنية باستاد هيلسبورو خلال مباراة الدور قبل النهائي ببطولة كأس إنجلترا بين ليفربول وفريق نوتنجهام فورست.
وملعب هيلسبورو الخاص بنادي شيفلد وينزداي تم إنشاؤه عام 1899 وتم بناء المدرج الغربي للملعب الذي يستقبل جماهير الفريق الزائر، استعدادا لكأس العالم 1966 بانجلترا، بحيث تبقى الجماهير واقفة لان المدرج لم يكن مزودا بمقاعد في ذلك الوقت.
كان الملعب محاطا بشباك من حديد لمنع الجماهير من الدخول لأرض الملعب أو رمي المقذوفات، خاصة أن ظاهرة الشغب كانت متفشية بشكل كبير في الملاعب الأوربية في ذلك الوقت.
إضافة إلى أن المدرج ككل كان مقسما بواسطة شبابيك أخرى لتسهيل مهمة رجال الأمن في التحكم بالكم الهائل من الجماهير، وقد تم تخصيص هذا المدرج الذي يتواجد خلف أحد المرميين لجماهير ليفربول الكبيرة.
دخلت الجماهير كعادتها إلى الملعب متمنين رؤية ما سيقدمه فريقهم من أداء، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بسبب الزيادة الهائلة في الأعداد بالمقارنة مع سعة الملعب وتحديدا المدرج الخالي من المقاعد (مدرج الكارثة الغربي الخاص بجماهير ليفربول).
فمع تجمهر المشجعين خارج الاستاد، فتحت الشرطة البوابات بأحد جوانب الاستاد وثبت لاحقا أن هذا القرار كان كارثي، فمع زيادة عدد المشجعين بدأ التكدس وبدأ التدافع ما تسبب في حالة أختناق للعديد من الأشخاص.
إضطرت شرطة الملعب إلى التدخل في محاولة لإخلاء المدرج وإخراج المتسببين في الزحام، لكن محاولاتها بائت بالفشل الذريع، فإضطرت لكسر الحواجز وخلع الشباك الحديديه المحيطة بالملعب نفسه، لكنها تأخرت في إتخاذ هذا القرار الذي كلف العديد من الأشخاص حياتهم.
وأسفر تكدس الجماهير عن إصابة مئات آخرين وانتهى التحقيق الذي ترأسه اللورد جاستس تايلور إلى قرار إزالة جميع الأسياج الأمنية وتطبيق نظام الجلوس الإجباري بجميع الاستادات.
وعقب وقوع الكارثة مباشرة ألقت بعض وسائل الإعلام اللوم على الجماهير نفسها، لكن تقرير تايلور أكد أن فشل الشرطة في التعامل مع الموقف كان السبب الرئيسي وراء الكارثة حيث أوضح التقرير أن الشرطة لم يكن من المفروض أبدا أن تفتح بوابات الاستاد بعد امتلائه.
فيما أكد كيني دالجليش مدرب ليفربول آنذاك أنه حضر شخصيا أو أناب أي عضو آخر بالجهاز الفني للفريق لحضور جنائز جميع ضحايا الحادث، وهو الأمر الذي أوقع تأثيرا كبيرا على المدرب الاسكتلندي لاحقا حيث اعتزل التدريب عام 1991 (عرف لاحقا أنه كان يعاني من الاكتئاب).
قال داجليش: "لم أستطع أن أنام بعد هذه المباراة المؤلمة، بكيت لما فيه الكفاية عندما شاهدت القتلى ما بين أطفال وشباب وكبار".
هذه المقدمة الطويلة نوعا، هي تمهيد لسؤال مهم جدا (للإسف) لم أرى أو أسمع من يناقشه أو حتى يعرض له في كل برامج التوك شو الرياضية وغير الرياضية التي أسهبت في تحليل مباراة غزل المحلة والأهلى باستاد الغزل، أو ما يُعرف إعلاميا الآن (بموقعة الشبكة)، والتي تم إلغاؤها نتيجة اجتياح جماهير المحلة لأرض الملعب عقب احتساب حكم اللقاء هدف التعادل للأهلى في بداية شوط المباراة الثاني.
والسؤال هو: (ماذا لو قرر الحضور من جماهير الأهلى (الألتراس) الأستجابة لإستفزازت جماهير المحلة الغاضبة، ونزلت لأرض الملعب؟).
أي كارثة كانت تنتظر المصريين على مختلف أنتمائتهم الرياضية والسياسية على حد سواء، لو أن جموع غاضبة تنتمي لناديين مختلفين تلاحمت على الأرض مدفوعة بغل أعمى وكبت وتهييج غير مسئول ورغبة في تلقين الآخر درس العمر!!
وهو ماتجلي اليوم في تصريح غريب غير مسئول صدر عن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلى قال فيه بالنص (تجلت تضحيات أولتراس أهلاوي في السكوت على إسالة دمائهم بملعب المحلة حرصا على مصلحة الوطن، كان الأولتراس قادرون على النزول للملعب، ولكنهم ضربوا مثلا في الالتزام وظبط النفس ليثبتوا للجميع أنهم عقلاء يحبون مصر ويضعون مصلحتها فوق مصلحتهم)
فماذا لو لم يغلب الأولتراس مصلحة الوطن، وأندفعوا لأرض الملعب دفاعا عن تلك الدماء التي سالت، وذكرها عبد الحفيظ في تصريحه الغريب؟، الذي قد يعتبره بعض ضعاف النفوس دعوة صريحة لعدم السكوت والدفاع عن سمعة النادي ودماء جماهيره في المستقبل.
ومن المسئول عن نزول العشرات من مشجعي الغزل إلى ارض الملعب، وأين كان افراد الأمن المركزي الذين نراهم في كل مباراة يحيطون بالسياج الحديدية الفاصلة بين الملعب والمدرجات.
صحيح أن القوات المشتركة من الجيش والشرطة نجحت بعد ما يزيد عن النصف ساعة في إخلاء أرض الملعب، لكن من سمح لهؤلاء بالأصل في تخطي السياج الحديدي، ومن سيعاقب الجهاز الفني للمحلة ولاعبيه الذين أثاروا المشكلة وكادوا أن يتسببوا في كارثة بسبب قرار تحكيمي يحتمل الخطأ والصواب في منافسة رياضية، وليس على زعامة العالم أو في حرب على الشرف!.
الإجابة ببساطة: لا أحد، لأن أي من الخبراء الكرام والمحللين العباقرة ومسئولي الأندية لم يتطرق أو يخطر بباله مناقشة هذه النقطة، على اعتبار أن (لو) تفتح عمل الشيطان، و(عفا الله عما سلف)، و(الحمد لله محدش مات)!!
ستمر الحادثة مرور الكرام وتدخل طي النسيان حتى يتكرر الأمر في ملعب جديد، أو على ذات الملعب، ولا أحد يدري وقتها إن كان المستقبل سيحمل ذات المشاهد الهمجية فحسب، أم أن إضافات بلون الدم وربما رائحة الموت ستعزز الوضع!!.
سيعيش يوم 15 أبريل 1989 طويلا في ذاكرة كل جماهير نادي ليفربول لأنه اليوم الذي شهد مقتل 96 رجلا وسيدة وطفلا سحقا بسبب التدافع أمام الأسياج الأمنية باستاد هيلسبورو خلال مباراة الدور قبل النهائي ببطولة كأس إنجلترا بين ليفربول وفريق نوتنجهام فورست.
وملعب هيلسبورو الخاص بنادي شيفلد وينزداي تم إنشاؤه عام 1899 وتم بناء المدرج الغربي للملعب الذي يستقبل جماهير الفريق الزائر، استعدادا لكأس العالم 1966 بانجلترا، بحيث تبقى الجماهير واقفة لان المدرج لم يكن مزودا بمقاعد في ذلك الوقت.
كان الملعب محاطا بشباك من حديد لمنع الجماهير من الدخول لأرض الملعب أو رمي المقذوفات، خاصة أن ظاهرة الشغب كانت متفشية بشكل كبير في الملاعب الأوربية في ذلك الوقت.
إضافة إلى أن المدرج ككل كان مقسما بواسطة شبابيك أخرى لتسهيل مهمة رجال الأمن في التحكم بالكم الهائل من الجماهير، وقد تم تخصيص هذا المدرج الذي يتواجد خلف أحد المرميين لجماهير ليفربول الكبيرة.
دخلت الجماهير كعادتها إلى الملعب متمنين رؤية ما سيقدمه فريقهم من أداء، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بسبب الزيادة الهائلة في الأعداد بالمقارنة مع سعة الملعب وتحديدا المدرج الخالي من المقاعد (مدرج الكارثة الغربي الخاص بجماهير ليفربول).
فمع تجمهر المشجعين خارج الاستاد، فتحت الشرطة البوابات بأحد جوانب الاستاد وثبت لاحقا أن هذا القرار كان كارثي، فمع زيادة عدد المشجعين بدأ التكدس وبدأ التدافع ما تسبب في حالة أختناق للعديد من الأشخاص.
إضطرت شرطة الملعب إلى التدخل في محاولة لإخلاء المدرج وإخراج المتسببين في الزحام، لكن محاولاتها بائت بالفشل الذريع، فإضطرت لكسر الحواجز وخلع الشباك الحديديه المحيطة بالملعب نفسه، لكنها تأخرت في إتخاذ هذا القرار الذي كلف العديد من الأشخاص حياتهم.
وأسفر تكدس الجماهير عن إصابة مئات آخرين وانتهى التحقيق الذي ترأسه اللورد جاستس تايلور إلى قرار إزالة جميع الأسياج الأمنية وتطبيق نظام الجلوس الإجباري بجميع الاستادات.
وعقب وقوع الكارثة مباشرة ألقت بعض وسائل الإعلام اللوم على الجماهير نفسها، لكن تقرير تايلور أكد أن فشل الشرطة في التعامل مع الموقف كان السبب الرئيسي وراء الكارثة حيث أوضح التقرير أن الشرطة لم يكن من المفروض أبدا أن تفتح بوابات الاستاد بعد امتلائه.
فيما أكد كيني دالجليش مدرب ليفربول آنذاك أنه حضر شخصيا أو أناب أي عضو آخر بالجهاز الفني للفريق لحضور جنائز جميع ضحايا الحادث، وهو الأمر الذي أوقع تأثيرا كبيرا على المدرب الاسكتلندي لاحقا حيث اعتزل التدريب عام 1991 (عرف لاحقا أنه كان يعاني من الاكتئاب).
قال داجليش: "لم أستطع أن أنام بعد هذه المباراة المؤلمة، بكيت لما فيه الكفاية عندما شاهدت القتلى ما بين أطفال وشباب وكبار".
هذه المقدمة الطويلة نوعا، هي تمهيد لسؤال مهم جدا (للإسف) لم أرى أو أسمع من يناقشه أو حتى يعرض له في كل برامج التوك شو الرياضية وغير الرياضية التي أسهبت في تحليل مباراة غزل المحلة والأهلى باستاد الغزل، أو ما يُعرف إعلاميا الآن (بموقعة الشبكة)، والتي تم إلغاؤها نتيجة اجتياح جماهير المحلة لأرض الملعب عقب احتساب حكم اللقاء هدف التعادل للأهلى في بداية شوط المباراة الثاني.
والسؤال هو: (ماذا لو قرر الحضور من جماهير الأهلى (الألتراس) الأستجابة لإستفزازت جماهير المحلة الغاضبة، ونزلت لأرض الملعب؟).
أي كارثة كانت تنتظر المصريين على مختلف أنتمائتهم الرياضية والسياسية على حد سواء، لو أن جموع غاضبة تنتمي لناديين مختلفين تلاحمت على الأرض مدفوعة بغل أعمى وكبت وتهييج غير مسئول ورغبة في تلقين الآخر درس العمر!!
وهو ماتجلي اليوم في تصريح غريب غير مسئول صدر عن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلى قال فيه بالنص (تجلت تضحيات أولتراس أهلاوي في السكوت على إسالة دمائهم بملعب المحلة حرصا على مصلحة الوطن، كان الأولتراس قادرون على النزول للملعب، ولكنهم ضربوا مثلا في الالتزام وظبط النفس ليثبتوا للجميع أنهم عقلاء يحبون مصر ويضعون مصلحتها فوق مصلحتهم)
فماذا لو لم يغلب الأولتراس مصلحة الوطن، وأندفعوا لأرض الملعب دفاعا عن تلك الدماء التي سالت، وذكرها عبد الحفيظ في تصريحه الغريب؟، الذي قد يعتبره بعض ضعاف النفوس دعوة صريحة لعدم السكوت والدفاع عن سمعة النادي ودماء جماهيره في المستقبل.
ومن المسئول عن نزول العشرات من مشجعي الغزل إلى ارض الملعب، وأين كان افراد الأمن المركزي الذين نراهم في كل مباراة يحيطون بالسياج الحديدية الفاصلة بين الملعب والمدرجات.
صحيح أن القوات المشتركة من الجيش والشرطة نجحت بعد ما يزيد عن النصف ساعة في إخلاء أرض الملعب، لكن من سمح لهؤلاء بالأصل في تخطي السياج الحديدي، ومن سيعاقب الجهاز الفني للمحلة ولاعبيه الذين أثاروا المشكلة وكادوا أن يتسببوا في كارثة بسبب قرار تحكيمي يحتمل الخطأ والصواب في منافسة رياضية، وليس على زعامة العالم أو في حرب على الشرف!.
الإجابة ببساطة: لا أحد، لأن أي من الخبراء الكرام والمحللين العباقرة ومسئولي الأندية لم يتطرق أو يخطر بباله مناقشة هذه النقطة، على اعتبار أن (لو) تفتح عمل الشيطان، و(عفا الله عما سلف)، و(الحمد لله محدش مات)!!
ستمر الحادثة مرور الكرام وتدخل طي النسيان حتى يتكرر الأمر في ملعب جديد، أو على ذات الملعب، ولا أحد يدري وقتها إن كان المستقبل سيحمل ذات المشاهد الهمجية فحسب، أم أن إضافات بلون الدم وربما رائحة الموت ستعزز الوضع!!.