برغم أعتزازي وسعادتي بأول تجربة أنتخابية أخوضها منذ وعت عيناي هذا العالم، كون كل التجارب التي كان من الممكن خوضها سابقا أستحوذت عليها قوى الشر (والفساد) المتمثلة في الحزب الوطني المنحل، ورئيسه المخلوع (المسجون حاليا) حسني مبارك.
فأنا أعتبرها وبمنتهى الأمانة تجربة مهببة.. ولا أعني هنا نية أو عملية الأنتخاب نفسها، وأنما أقصد التنظيم السيء واللامبالاة في التعامل بين منظمي اللجان والمواطنين.
في السابق كنت وغيري الكثيرين نتجاهل العملية الأنتخابية التي تجري بشكل موسمي كل أربع سنوات، كإجراء شكلي لتغيير بعض الوجوه التي لم تعد صالحة لتنفيذ مخططات الحزب وآمين سياساته، وتنتهي بأن يعتلي أكبر الأعضاء سنا منصة المجلس، وهو بالمصادفة البحتة نفس الشخص منذ ما يزيد على العشرين عاما، ثم هاتك يا "الموافق يرفع إيده"!!.
عملية التصويت نفسها لم تكن تمر على خير، أو هكذا كان يُصور لنا، إما بترويج شائعات عن أشتباكات بالأيدي والأسلحة أو بالتأكيد على فوز مضمون لا يحتاج فيه الحزب المصون أصوات العامة غير المسيسين أمثالنا!!.
سنوات ونحن نعاني القهر والظلم في ممارسة ابسط الحقوق التي تكفلها المجتمعات المتحضرة لمواطنيها، قبل أن يمنحنا ميدان التحرير الحرية أخيرا.. بدماء شهداؤه ومصابيه.
اليوم.. وبرغم حالة القلق، لا سيما بعد المعركة الدامية التي دارت رحاها أمس الأول في الحي الذي لازالت بطاقتي الشخصية تحمل عنوانه بين سائقي الميكروباص (كما أكدت عدة مصادر إعلامية)، خضت أول تجربة انتخابية في حياتي.. وكانت هذه ملاحظتي:
- فكرة توزيع اللجان وربط عملية الأنتخاب ببطاقة الرقم القومي ومحل الإقامة المدون بها، كان إجراء مميز، لكن تنقصه الدقة في التنفيذ، فليس من المنطقي أبدا أن أتواجد أنا وغيري من المنتخبين أمام لجان الأقتراع من السابعة صباحا، ثم يحضر القضاة في العاشرة والنصف بدلا من الثامنة، وبعدهم بنصف ساعة أو يزيد أوراق الأنتخاب (التي من المفترض أن تكون جاهزة وموجودة في مقار اللجان قبل الثامنة صباحا).. بصراحة ده أسمه استهبال ولامبالاة.
- عملية تنظيم الدخول للجان كانت بالغة السوء، حتى أنني أنقذت ذراعي والنظارة بمعجزة من تحطم وشيك، ولا أجد وصف مناسب لما حدث في لجنتي ولجان آخرى شاهدتها في طريق العودة إلا (هرجلة وقلة قيمة).
- لم يكن للقوى السياسية أي وجود (دعائي) يذكر خارج اللجان التي شاهدتها (حتى وقت إنصرافي)، بإستثناء تواجد مكثف وقوي جدا لحزب النور (السلفي)، حيث أنتشر رجاله خارج مقار اللجان لمساعدة المنتخبين على معرفة أرقام اللجان الفرعية وطريقة التصويت في الفردي والقائمة، كما أحسنوا معاملة كبار السن، دون أي محاولة (مرصودة) في تلك التصرفات للإيحاء بالتوصيت لصالح للحزب، وهو ما نال أستحسان عدد كبير من المتواجدين.
- الشعب المصري يثبت يوما بعد يوم أنه صار واعيا حاضر الذهن، لا يمكن استغفاله، فكل الأوراق تم التي توزيعها كدعاية للمرشحين، أُلقيت على الأرض دون أن يطالعها أحد.
- نسبة لا تقل عن 60% ممن تواجدوا جواري في طابور الأقتراع لم يدفعهم للمشاركة إلا الخوف من غرامة الـ 500 جنيه، وبرغم أستيائي من أنحصار التفكير لدى هذا العدد الهائل في غرامة مالية، بدلا من أعتباره واجب وطني ودين يُقضى لكل شهيد ومصاب بذل دماؤه في سبيل أن أمارس أنا وغيري حق مسلوب، إلا أن مجرد رؤية الأعداد الهائلة (المتزايدة) من المشاركين تمنح بريق أمل لا سيما وأنها التجربة الديموقراطية الأولى التي يمارسها المصريين للأختيار بحرية وصدق دون خوف أو تزوير، ولابد من سلبيات يمكن تلافيها وتجاوزها مستقبلا.
- برغم التحفظ على العسكر والداخلية.. كان تعامل قوات التأمين الخاصة باللجان والمكونة من رجال الجيش والشرطة سلس ومتحضر جدا، ما يثبت (من وجهة نظري) أن المشكلة التي نعاني منها حاليا هى التعامل مع الرأس التي توجه وتصدر التعليمات.
- ورقة أنتخاب الفردي معضلة، ومشكلة كبيرة جدا، بسبب الحجم وصغر الخط، وأختلاف أرقام المرشحين عما تم الإعلان عنه في حملات الدعاية، وهو لغز يحتاج تفسير.. لماذا أختلفت هذه الأرقام وما سبب تغييرها؟
- الحبر الفسفوري المرة دي أزرق وخفيف جدا، تقريبا كده صيني ومضروب كمان، لأن حبر الأستفتاء بتاع التعديلات الدستورية كان فسفوري أصلي مطلعش إلا ثاني يوم، الحبر ده بقى طلع بعد ساعة تقريبا وبمية المخلل بتاع الفطار!!.
- خطرت ببالي فكرة أنه لو جرت إعادة على الدائرة التابع لها، هل سأخوض هذه التجربة مرة جديدة، برغم البهدلة والمرمطة اللي شوفتهم النهاردة؟
أيوة حشارك طبعا.. لأن طعم الحرية حلو جدا.. وصعب التنازل عنه!
فأنا أعتبرها وبمنتهى الأمانة تجربة مهببة.. ولا أعني هنا نية أو عملية الأنتخاب نفسها، وأنما أقصد التنظيم السيء واللامبالاة في التعامل بين منظمي اللجان والمواطنين.
في السابق كنت وغيري الكثيرين نتجاهل العملية الأنتخابية التي تجري بشكل موسمي كل أربع سنوات، كإجراء شكلي لتغيير بعض الوجوه التي لم تعد صالحة لتنفيذ مخططات الحزب وآمين سياساته، وتنتهي بأن يعتلي أكبر الأعضاء سنا منصة المجلس، وهو بالمصادفة البحتة نفس الشخص منذ ما يزيد على العشرين عاما، ثم هاتك يا "الموافق يرفع إيده"!!.
عملية التصويت نفسها لم تكن تمر على خير، أو هكذا كان يُصور لنا، إما بترويج شائعات عن أشتباكات بالأيدي والأسلحة أو بالتأكيد على فوز مضمون لا يحتاج فيه الحزب المصون أصوات العامة غير المسيسين أمثالنا!!.
سنوات ونحن نعاني القهر والظلم في ممارسة ابسط الحقوق التي تكفلها المجتمعات المتحضرة لمواطنيها، قبل أن يمنحنا ميدان التحرير الحرية أخيرا.. بدماء شهداؤه ومصابيه.
اليوم.. وبرغم حالة القلق، لا سيما بعد المعركة الدامية التي دارت رحاها أمس الأول في الحي الذي لازالت بطاقتي الشخصية تحمل عنوانه بين سائقي الميكروباص (كما أكدت عدة مصادر إعلامية)، خضت أول تجربة انتخابية في حياتي.. وكانت هذه ملاحظتي:
- فكرة توزيع اللجان وربط عملية الأنتخاب ببطاقة الرقم القومي ومحل الإقامة المدون بها، كان إجراء مميز، لكن تنقصه الدقة في التنفيذ، فليس من المنطقي أبدا أن أتواجد أنا وغيري من المنتخبين أمام لجان الأقتراع من السابعة صباحا، ثم يحضر القضاة في العاشرة والنصف بدلا من الثامنة، وبعدهم بنصف ساعة أو يزيد أوراق الأنتخاب (التي من المفترض أن تكون جاهزة وموجودة في مقار اللجان قبل الثامنة صباحا).. بصراحة ده أسمه استهبال ولامبالاة.
- عملية تنظيم الدخول للجان كانت بالغة السوء، حتى أنني أنقذت ذراعي والنظارة بمعجزة من تحطم وشيك، ولا أجد وصف مناسب لما حدث في لجنتي ولجان آخرى شاهدتها في طريق العودة إلا (هرجلة وقلة قيمة).
- لم يكن للقوى السياسية أي وجود (دعائي) يذكر خارج اللجان التي شاهدتها (حتى وقت إنصرافي)، بإستثناء تواجد مكثف وقوي جدا لحزب النور (السلفي)، حيث أنتشر رجاله خارج مقار اللجان لمساعدة المنتخبين على معرفة أرقام اللجان الفرعية وطريقة التصويت في الفردي والقائمة، كما أحسنوا معاملة كبار السن، دون أي محاولة (مرصودة) في تلك التصرفات للإيحاء بالتوصيت لصالح للحزب، وهو ما نال أستحسان عدد كبير من المتواجدين.
- الشعب المصري يثبت يوما بعد يوم أنه صار واعيا حاضر الذهن، لا يمكن استغفاله، فكل الأوراق تم التي توزيعها كدعاية للمرشحين، أُلقيت على الأرض دون أن يطالعها أحد.
- نسبة لا تقل عن 60% ممن تواجدوا جواري في طابور الأقتراع لم يدفعهم للمشاركة إلا الخوف من غرامة الـ 500 جنيه، وبرغم أستيائي من أنحصار التفكير لدى هذا العدد الهائل في غرامة مالية، بدلا من أعتباره واجب وطني ودين يُقضى لكل شهيد ومصاب بذل دماؤه في سبيل أن أمارس أنا وغيري حق مسلوب، إلا أن مجرد رؤية الأعداد الهائلة (المتزايدة) من المشاركين تمنح بريق أمل لا سيما وأنها التجربة الديموقراطية الأولى التي يمارسها المصريين للأختيار بحرية وصدق دون خوف أو تزوير، ولابد من سلبيات يمكن تلافيها وتجاوزها مستقبلا.
- برغم التحفظ على العسكر والداخلية.. كان تعامل قوات التأمين الخاصة باللجان والمكونة من رجال الجيش والشرطة سلس ومتحضر جدا، ما يثبت (من وجهة نظري) أن المشكلة التي نعاني منها حاليا هى التعامل مع الرأس التي توجه وتصدر التعليمات.
- ورقة أنتخاب الفردي معضلة، ومشكلة كبيرة جدا، بسبب الحجم وصغر الخط، وأختلاف أرقام المرشحين عما تم الإعلان عنه في حملات الدعاية، وهو لغز يحتاج تفسير.. لماذا أختلفت هذه الأرقام وما سبب تغييرها؟
- الحبر الفسفوري المرة دي أزرق وخفيف جدا، تقريبا كده صيني ومضروب كمان، لأن حبر الأستفتاء بتاع التعديلات الدستورية كان فسفوري أصلي مطلعش إلا ثاني يوم، الحبر ده بقى طلع بعد ساعة تقريبا وبمية المخلل بتاع الفطار!!.
- خطرت ببالي فكرة أنه لو جرت إعادة على الدائرة التابع لها، هل سأخوض هذه التجربة مرة جديدة، برغم البهدلة والمرمطة اللي شوفتهم النهاردة؟
أيوة حشارك طبعا.. لأن طعم الحرية حلو جدا.. وصعب التنازل عنه!