يكتسب النجم الموهوب (أحمد حلمي) مع كل عمل جديد يقدمه المزيد من المعجبين، لما تتميز به أعماله من تنوع وصورة مبهرة، وفكرة هي في الغالب لم يسبق تقديمها، أو قدمت بشكل سطحي خال من المضمون.
(مجدي) الشاب البدين في (أكس لارج) هو القالب الجديد الذي يقدمه حلمي لجمهوره، ويحكي فيه ليس كما وجهت أغلب سهام النقد عن مأساة البدناء وتدني فرصهم في التمتع بحياة شخصية، بل عن مأساة (مدمن) شره.. ليس له من ونيس سوى أطنان وأطنان من الأطعمه والمأكولات، وخال بدين طيب يعتبر الطعام هو صديقه الوحيد، وأصدقاء جردوه من مشاعره الأنسانية وأصبح كل ما يربطهم به هو كونه مستمع جيد لديه القدرة على حل المشكلات التي تواجههم.
أعترف أنني شاهدت الفيلم متحفزا بعد قراءة عدد من المقالات التي تهاجم صانعيه خاصة (أحمد حلمي وأيمن بهجت قمر)، برغم نجاحهما معا من قبل في أسف على الإزعاج، وتتهمهما بالسطو على أفكار غربية والأستهزاء بمأساة عدد لا محدود من المصريين الذين يعانون من السمنة وضخامة الحجم.
لكنني أكتشفت بعد مرور دقائق أن مهنة النقد الفني هذه الأيام (بقت بتلم)، ومن الواضح أن أي ممن تفضل بمهاجمة العمل (إما لم يشاهد مكتفيا بما سمعه من الأهل والأصدقاء.. أو لم يستوعب الفكرة)، وكلا الأمرين كارثة بالنسبة لشخص مهنته هي قلمه الذي يؤثر بما يكتبه على أفكار وأنطباعات الآخرين.
واحد من المقالات التي قرأتها قبل مشاهدة الفيلم، خلص إلى أن حلمي وقمر كلاهما نصاب لا يفكر إلا في السطو على أفكار الآخرين وتطويعها لتناسب البيئة المصرية، بخلاف أن شخصية البدين سبق وأن قدمتها (مي عز الدين) في الفيلم الكوميدي (حبيبي نائما)!!.
كلام الناقد كان مرتبا جدا، ومن السهل أن يقتنع به من لم يشاهد العمل، لكنك وببساطة.. (ومع كامل أحترامي لمي عز الدين) يمكنك استيعاب فكر هذا الناقد عندما يضع فيلم كالمذكور وهو بالمناسبة استنساخ كامل وتام لأصل أجنبي (Shallow Hal) كموضع مقارنة مع عمل أجتهد فيه فريق كامل من ممثلين ومخرج ومؤلف ومكياج وديكور وملابس .. الخ، لتقديم صورة مختلفة عما نشاهده على الساحة، حتى لو كانت الشخصية الرئيسية (بملامحها الجسدية) سبق وأن تم استغلالها في أعمال آخرى.
ولا أخفيكم سرا أنني متيم بأعمال أحمد حلمي منذ بدأ يطور من نفسه ويتخلى عن أدوار السنيد التافه والمضحك صاحب الأفيهات.. وبالرغم من أن بدايته السينمائية مسجلة في 1999 بعبود ع الحدود، إلا أنني أعتبر (زكي شان) 2005 هو التاريخ الفعلي لمولد نجم مجتهد صاحب رؤية وفكر مختلف، يبحث عن الجديد المبتكر.. لا المعتاد السهل.
في أكس لارج.. يقدم لنا حلمي قصة قد تبدو للوهلة الأولى عادية لا تقدم تجديد يستحق لشخصية البدين الشره الذي يعتبر الطعام والمأكولات هي سر الحياة، مطبقا المثل الشعبي الدارج (عايش عشان ياكل.. مش بياكل عشان يعيش).
فمجدي رسام الكاريكاتير الموهوب، يعيش وحيدا بعد وفاة والديه، يعاني من ادمان تناول الطعام بشراهة غير عادية، حتى أنه في بداية الفيلم يتناول الإفطار ثلاث مرات متتالية!!، ولا يقف أمامه محاولا ردعه في هذا الشأن إلا خاله الطيب (إبراهيم نصر) الذي يشاركه ذات المشكلة من ضخامه وشراهة، ويخشى على ابن شقيقته الوحيد من أمراض وتبعات الحياة في جسد ضخم يعاني الأمراض والوحدة.
وبرغم أنه (مجدي) شخصية ودود تحظى بثقة المحيطين به، إلا أنه يعاني في ابسط الأمور التي يمارسها الشخص العادي يوميا، فارتداء الملابس والحذاء هي قمة العذاب، ناهيك عن السخرية التي يسمعها بأذنيه من جاره (سوسته) الذي يناديه دائما بـ (يا تخين)!!.
تمر أحداث الفيلم سريعا لنعرف أجواء الحياة التي يعيشها مجدي مع أصدقاءه وجيرانه وخاله، ثم تبدأ الفكرة الرئيسية للفيلم بظهور حبيبة الطفولة في حياته، التي تؤدي دورها (دنيا سمير غانم)، لتطرح التساؤل الهام.. هل يغير الحب من طبيعة البشر؟
قد يبدو التساؤل هنا طفوليا جدا أو ينتمي لنوع من الفانتازيا التي يصعب القبول بها، تلك التي لا نراها إلا في أفلام الرسوم المتحركة، ويصعب رؤيتها على ارض الواقع، فتجربة الحب غالبا ما تنتهي بالفشل عندما يحاول أحد الطرفين تغيير طباع أساسية في الطرف الثاني، خاصة لو أن هذه الطباع تعتبر نمط حياة.
لن أحرق أحداث العمل المميز بذكر المزيد من التفاصيل، لكنني في الوقت نفسه لن أنسى أن أبدي أعجابي بترابط الأحداث وتسلسلها، مع روعة الصورة وجودة المكياج الذي اقترب من الاتقان لولا عيوب الوجه.
كما أن مشاهد تخلي حلمي عن أدمانه في الجزء الأخير من الفيلم كانت مبهرة جدا، تقنعك بالفعل أنه مدمن يخضع للعلاج.
(مجدي) الشاب البدين في (أكس لارج) هو القالب الجديد الذي يقدمه حلمي لجمهوره، ويحكي فيه ليس كما وجهت أغلب سهام النقد عن مأساة البدناء وتدني فرصهم في التمتع بحياة شخصية، بل عن مأساة (مدمن) شره.. ليس له من ونيس سوى أطنان وأطنان من الأطعمه والمأكولات، وخال بدين طيب يعتبر الطعام هو صديقه الوحيد، وأصدقاء جردوه من مشاعره الأنسانية وأصبح كل ما يربطهم به هو كونه مستمع جيد لديه القدرة على حل المشكلات التي تواجههم.
أعترف أنني شاهدت الفيلم متحفزا بعد قراءة عدد من المقالات التي تهاجم صانعيه خاصة (أحمد حلمي وأيمن بهجت قمر)، برغم نجاحهما معا من قبل في أسف على الإزعاج، وتتهمهما بالسطو على أفكار غربية والأستهزاء بمأساة عدد لا محدود من المصريين الذين يعانون من السمنة وضخامة الحجم.
لكنني أكتشفت بعد مرور دقائق أن مهنة النقد الفني هذه الأيام (بقت بتلم)، ومن الواضح أن أي ممن تفضل بمهاجمة العمل (إما لم يشاهد مكتفيا بما سمعه من الأهل والأصدقاء.. أو لم يستوعب الفكرة)، وكلا الأمرين كارثة بالنسبة لشخص مهنته هي قلمه الذي يؤثر بما يكتبه على أفكار وأنطباعات الآخرين.
واحد من المقالات التي قرأتها قبل مشاهدة الفيلم، خلص إلى أن حلمي وقمر كلاهما نصاب لا يفكر إلا في السطو على أفكار الآخرين وتطويعها لتناسب البيئة المصرية، بخلاف أن شخصية البدين سبق وأن قدمتها (مي عز الدين) في الفيلم الكوميدي (حبيبي نائما)!!.
كلام الناقد كان مرتبا جدا، ومن السهل أن يقتنع به من لم يشاهد العمل، لكنك وببساطة.. (ومع كامل أحترامي لمي عز الدين) يمكنك استيعاب فكر هذا الناقد عندما يضع فيلم كالمذكور وهو بالمناسبة استنساخ كامل وتام لأصل أجنبي (Shallow Hal) كموضع مقارنة مع عمل أجتهد فيه فريق كامل من ممثلين ومخرج ومؤلف ومكياج وديكور وملابس .. الخ، لتقديم صورة مختلفة عما نشاهده على الساحة، حتى لو كانت الشخصية الرئيسية (بملامحها الجسدية) سبق وأن تم استغلالها في أعمال آخرى.
ولا أخفيكم سرا أنني متيم بأعمال أحمد حلمي منذ بدأ يطور من نفسه ويتخلى عن أدوار السنيد التافه والمضحك صاحب الأفيهات.. وبالرغم من أن بدايته السينمائية مسجلة في 1999 بعبود ع الحدود، إلا أنني أعتبر (زكي شان) 2005 هو التاريخ الفعلي لمولد نجم مجتهد صاحب رؤية وفكر مختلف، يبحث عن الجديد المبتكر.. لا المعتاد السهل.
في أكس لارج.. يقدم لنا حلمي قصة قد تبدو للوهلة الأولى عادية لا تقدم تجديد يستحق لشخصية البدين الشره الذي يعتبر الطعام والمأكولات هي سر الحياة، مطبقا المثل الشعبي الدارج (عايش عشان ياكل.. مش بياكل عشان يعيش).
فمجدي رسام الكاريكاتير الموهوب، يعيش وحيدا بعد وفاة والديه، يعاني من ادمان تناول الطعام بشراهة غير عادية، حتى أنه في بداية الفيلم يتناول الإفطار ثلاث مرات متتالية!!، ولا يقف أمامه محاولا ردعه في هذا الشأن إلا خاله الطيب (إبراهيم نصر) الذي يشاركه ذات المشكلة من ضخامه وشراهة، ويخشى على ابن شقيقته الوحيد من أمراض وتبعات الحياة في جسد ضخم يعاني الأمراض والوحدة.
وبرغم أنه (مجدي) شخصية ودود تحظى بثقة المحيطين به، إلا أنه يعاني في ابسط الأمور التي يمارسها الشخص العادي يوميا، فارتداء الملابس والحذاء هي قمة العذاب، ناهيك عن السخرية التي يسمعها بأذنيه من جاره (سوسته) الذي يناديه دائما بـ (يا تخين)!!.
تمر أحداث الفيلم سريعا لنعرف أجواء الحياة التي يعيشها مجدي مع أصدقاءه وجيرانه وخاله، ثم تبدأ الفكرة الرئيسية للفيلم بظهور حبيبة الطفولة في حياته، التي تؤدي دورها (دنيا سمير غانم)، لتطرح التساؤل الهام.. هل يغير الحب من طبيعة البشر؟
قد يبدو التساؤل هنا طفوليا جدا أو ينتمي لنوع من الفانتازيا التي يصعب القبول بها، تلك التي لا نراها إلا في أفلام الرسوم المتحركة، ويصعب رؤيتها على ارض الواقع، فتجربة الحب غالبا ما تنتهي بالفشل عندما يحاول أحد الطرفين تغيير طباع أساسية في الطرف الثاني، خاصة لو أن هذه الطباع تعتبر نمط حياة.
لن أحرق أحداث العمل المميز بذكر المزيد من التفاصيل، لكنني في الوقت نفسه لن أنسى أن أبدي أعجابي بترابط الأحداث وتسلسلها، مع روعة الصورة وجودة المكياج الذي اقترب من الاتقان لولا عيوب الوجه.
كما أن مشاهد تخلي حلمي عن أدمانه في الجزء الأخير من الفيلم كانت مبهرة جدا، تقنعك بالفعل أنه مدمن يخضع للعلاج.