بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي أسُتقبلت به شخصية "اللمبي" التي أبتدعها الممثل الموهوب محمد سعد في فيلم الناظر عام 2000، وبرغم عدد المشاهد المحدود الذي ظهرت به الشخصية في أحداث العمل، قام سعد بإعادة استغلال هذا النجاح في فيلم كامل يحمل أسم "اللمبي" صيف 2002.
ومع نجاح الفيلم جماهيريا وماديا، عاد سعد لتقديم ذات الشخصية بمعالجة جديدة تحمل أسم اللي بالي بالك صيف 2003، قبل أن يستجيب لتحذيرات النقاد والجماهير الواعية بالبحث عن فكرة مختلفة يقدمها ويبتعد بها عن أسم اللمبي الذي بات قالبا ممسوخا لا يُجدي معه التجديد.
لكن إعجاب سعد بالشخصية، ورغبته في تكرار النجاح المادي الذي حققته، دفعه للسقوط للمرة الرابعة في فخ التكرار بتقديم ذات الشخصية بمعالجة تناسب العصر صيف 2010، تسببت في أفول نجمه وتصنيفه ضمن المواهب التي لا تحسن الأختيار وترفض الإنصات للنصائح.
فخ التكرار الذي سقط فيه سعد، هو ذاته الذي تعامل معه المخرج والممثل المبدع أحمد مكي بمنتهى الذكاء.
ففي صيف 2008 قدم مكي فيلمه الأول أتش دبور أستغلالا لنجاح شخصية هيثم دبور التي ظهرت للمرة الأولى ضمن أحدث السيت الكوم "الرمضاني" تامر وشوقية عام 2006، ثم كضيف شرف في فيلم مرجان أحمد مرجان، وكواحدة من الشخصيات السبع التي قدمها في فيلمه الثاني طير أنت.
وبمقارنة بسيطة، فمكي لم يقدم دبور بشكل كامل إلا في فيلمه الأول، وظهور الشخصية في عدد آخر من الأعمال كضيف شرف، لا يعتبر تكرار بالمعنى اللفظي المقصود، بقدر ما هو أستغلال مدروس لشخصية ناجحة جماهيريا، بدليل أنه رفض تقديم جزء ثان من أتش دبور، بل وأعتذر عن الأستمرار في تامر وشوقية، بعد أن أستشعر عدم جدوى الشخصية، وحشرها ضمن أحداث العمل لضمان أستمرار حصوله على المتابعة الجماهيرية.
لكن مكي لم يرفض أن يٌعيد أستغلال شخصية آخرى من شخصياته المتعددة (حزلئوم) في فيلمه الرابع سيما علي بابا الذي يُعرض حاليا، بعد النجاح الذي أستقبلت به في فيلمه الثالث لاتراجع ولا أستسلام (القبضة الدامية).
وبرغم تكرار أستخدام الشخصية الواحدة في أكثر من عمل، إلا أن مكي نجا من السقوط في فخ التكرار الذي سقط فيه سعد، كون الأول يستخدم قالب الشخصية في مواقف مختلفة في كل مرة وعلى نحو مدروس بعناية بعيد عن امتهان ذكاء المشاهد واستنفاذ صبره، بينما يصر سعد على نقل الشخصية بكل ما يُحيط بها.. فتفاجيء أنك أمام ذات القصة والحبكة (مع بعض التحوير) لنصل إلى ذات النهاية التي تحمل على الدوام خطبة عصماء عن أحوال المعدمين ومحدودي الدخل مقارنة بالطغاة الجبابرة من الأغنياء!!
في فيلمه الجديد سيما علي بابا، الذي يُعد تجربة جديدة على السينما المصرية، يقدم مكي قصتين منفصلتين، الأولى بطلها (حزلئوم) وتحمل عنوان حرب الكواكب وفيها ينتقل الشاب المصري محدود الذكاء (حزلئوم) إلى مركبة فضائية يسعى روادها للسيطرة على الكون بإشاعة الفوضى وبيع السلاح!!.
أما القصة الثانية (الديك في العشة) فهي نوعية جديدة تماما على عين المشاهد المصري، إذ يقدم فيها حدوتة تصلح للكبار والصغار عن مجموعة من الحيوانات التي تواجه طغيان فريق من الضباع.
تحمل كلا القصتين العديد من الإسقاطات السياسية المباشرة وغير المباشرة، سواء بالحوار بين الأبطال، أو حتى من خلال السرد العادي، وهي نقطة تحسب للفيلم، وعليه أيضا.
إذ أن فكرة الحوار السياسي بين عدد من الحيوانات عن الحقوق الضائعة، والتعاضد من أجل الحرية، والترتيب لثورة هي أمور وجدها البعض غير منطقية وصعبة التصديق، وبرغم هذا تبقى التجربة في المجمل جيدة إلى حد بعيد جدا.. وتستحق المشاهدة.
ملحوظة أخيرة:
بشيء قليل من الخيال يمكنك المقارنة بين أحداث القصتين، وما يجري على أرض مصر هذه الأيام!!
ومع نجاح الفيلم جماهيريا وماديا، عاد سعد لتقديم ذات الشخصية بمعالجة جديدة تحمل أسم اللي بالي بالك صيف 2003، قبل أن يستجيب لتحذيرات النقاد والجماهير الواعية بالبحث عن فكرة مختلفة يقدمها ويبتعد بها عن أسم اللمبي الذي بات قالبا ممسوخا لا يُجدي معه التجديد.
لكن إعجاب سعد بالشخصية، ورغبته في تكرار النجاح المادي الذي حققته، دفعه للسقوط للمرة الرابعة في فخ التكرار بتقديم ذات الشخصية بمعالجة تناسب العصر صيف 2010، تسببت في أفول نجمه وتصنيفه ضمن المواهب التي لا تحسن الأختيار وترفض الإنصات للنصائح.
فخ التكرار الذي سقط فيه سعد، هو ذاته الذي تعامل معه المخرج والممثل المبدع أحمد مكي بمنتهى الذكاء.
ففي صيف 2008 قدم مكي فيلمه الأول أتش دبور أستغلالا لنجاح شخصية هيثم دبور التي ظهرت للمرة الأولى ضمن أحدث السيت الكوم "الرمضاني" تامر وشوقية عام 2006، ثم كضيف شرف في فيلم مرجان أحمد مرجان، وكواحدة من الشخصيات السبع التي قدمها في فيلمه الثاني طير أنت.
وبمقارنة بسيطة، فمكي لم يقدم دبور بشكل كامل إلا في فيلمه الأول، وظهور الشخصية في عدد آخر من الأعمال كضيف شرف، لا يعتبر تكرار بالمعنى اللفظي المقصود، بقدر ما هو أستغلال مدروس لشخصية ناجحة جماهيريا، بدليل أنه رفض تقديم جزء ثان من أتش دبور، بل وأعتذر عن الأستمرار في تامر وشوقية، بعد أن أستشعر عدم جدوى الشخصية، وحشرها ضمن أحداث العمل لضمان أستمرار حصوله على المتابعة الجماهيرية.
لكن مكي لم يرفض أن يٌعيد أستغلال شخصية آخرى من شخصياته المتعددة (حزلئوم) في فيلمه الرابع سيما علي بابا الذي يُعرض حاليا، بعد النجاح الذي أستقبلت به في فيلمه الثالث لاتراجع ولا أستسلام (القبضة الدامية).
وبرغم تكرار أستخدام الشخصية الواحدة في أكثر من عمل، إلا أن مكي نجا من السقوط في فخ التكرار الذي سقط فيه سعد، كون الأول يستخدم قالب الشخصية في مواقف مختلفة في كل مرة وعلى نحو مدروس بعناية بعيد عن امتهان ذكاء المشاهد واستنفاذ صبره، بينما يصر سعد على نقل الشخصية بكل ما يُحيط بها.. فتفاجيء أنك أمام ذات القصة والحبكة (مع بعض التحوير) لنصل إلى ذات النهاية التي تحمل على الدوام خطبة عصماء عن أحوال المعدمين ومحدودي الدخل مقارنة بالطغاة الجبابرة من الأغنياء!!
في فيلمه الجديد سيما علي بابا، الذي يُعد تجربة جديدة على السينما المصرية، يقدم مكي قصتين منفصلتين، الأولى بطلها (حزلئوم) وتحمل عنوان حرب الكواكب وفيها ينتقل الشاب المصري محدود الذكاء (حزلئوم) إلى مركبة فضائية يسعى روادها للسيطرة على الكون بإشاعة الفوضى وبيع السلاح!!.
أما القصة الثانية (الديك في العشة) فهي نوعية جديدة تماما على عين المشاهد المصري، إذ يقدم فيها حدوتة تصلح للكبار والصغار عن مجموعة من الحيوانات التي تواجه طغيان فريق من الضباع.
تحمل كلا القصتين العديد من الإسقاطات السياسية المباشرة وغير المباشرة، سواء بالحوار بين الأبطال، أو حتى من خلال السرد العادي، وهي نقطة تحسب للفيلم، وعليه أيضا.
إذ أن فكرة الحوار السياسي بين عدد من الحيوانات عن الحقوق الضائعة، والتعاضد من أجل الحرية، والترتيب لثورة هي أمور وجدها البعض غير منطقية وصعبة التصديق، وبرغم هذا تبقى التجربة في المجمل جيدة إلى حد بعيد جدا.. وتستحق المشاهدة.
ملحوظة أخيرة:
بشيء قليل من الخيال يمكنك المقارنة بين أحداث القصتين، وما يجري على أرض مصر هذه الأيام!!