لم يتم العثور على أي نتائج

    شرارة

    شرارة
    على مر الأجيال تتوارث الشعوب تمائم النحس والتفاؤل على حد سواء، دون اختبار حقيقي أو بحث دقيق خلف الأسباب الحقيقية للتسليم بصدق أو صحة هذه التمائم المختلفة، ومدى تأثيرها الفعلي الملموس على حيواتهم.

    فى الجاهلية كان العرب يؤمنون كثيرا بالتشاؤم وكانوا يطلقون عليه لفظة اخرى هى التطير وهي الكلمة المشتقة من عادة زجر الطير، حيث كانوا يرمون الطير بحجر فإن طار يمينا تفاءلوا وإن طار يسارا تشاءموا واعرضوا عن القيام بما كانوا ينوون فعله.

    فيرُوى أن أحد أمراء خراسان كان يتشاءم بالحول، فمتى رأى أحول ضربه بالسّياط، وحدث أنه رأى أحول فأمر بضربه، فلما فرغ قال له الأحول: أيها الأمير! أصلحك اللّه، لم ضربتني؟ قال: لأني أتشاءم بالحول. قال: فأينا أشدّ شؤماً على صاحبه، أنت رأيتني ولم يصبك إلاّ خير، وأنا رأيتك فضربتني خمسائة سوط، فاستحيا منه ولم يضرب بعده أحداً.

    وفي مصر، يُنعت بالبومة أو غراب البين كل من أقترن وقع خطواته أو مقدمه على مكان ما بوقوع كارثة أو حادث سيء على المقيمن بهذا المكان، ومع تكرار الحوادث وتعددها يتحول هذا الشخص إلى نذير شؤم فعلي يسعى الكل لتجنبه والابتعاد عنه، حتى لو لم يكن له فعليا يد فيما يحدث ويقع من كوارث، لكن صورته ترتبط ذهنيا كمرادف لمعنى السوء القادم الموشك على الحدوث.

    الهزيمة الكارثية التي لم يسبق أن تعرض لها منتخب الفراعنة في تاريخه في أي مسابقة رسمية، وزلزال يوافق في تاريخه وقوته نظيره الذي أصابنا بالرعب قبل 21 عاما كاملة، وتحطم طائرة تدريب عسكرية، وانهيار جسر ترعة الصف وما صاحبه من غرق لـ 100 فدان و80 منزل، وغرق 8 فتايات في عبارة بأسوان، وغرق عدد من مراكب الهجرة غير الشرعية بالبحر المتوسط، كلها وغيرها الكثير تدعو للتأمل والبحث عن نذير الشؤم الذي أستوطن المحروسة محولا أرضها الطيبة إلى مرتع للغربان والبوم.

    شرارة الذي يتحرك يمينا ويسارا فتتبعه الكوارث وتحل معه المصائب، ينبغي أن يجد من يوقفه ويمنع عنا أذاه، حتى ولو بخيال مآتة هزيل يرتدي حُلّة يتساقط القش من جوانبها الممزقة!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال