ليلة آخرى كئيبة ثقيلة على الأنفس، سيقضيها ملايين المحبطين ليس بسبب الخسارة في مباراة لكرة القدم، ولا حتى مع النتيجة الثقيلة "أوي" والعرض المخزي الذي لا يرتقي لفرق المدراس، أنما لأتساع مساحة الضباب وأنتشارها وتوغلها في كل المشاهد السياسية والفنية والرياضية وحتى الدينية.
*******
يقول الشيخ "علي" مخاطبا جمع غفير يُنصت له بإهتمام "دول ناس نتنة ريحتهم وحشة .. أوباش" فيصفق الحضور وتتعالى صيحات التأييد ويمتلأ الأثير بالمديح والثناء على الآيادي التي ترد الجميل وتداوي الجراح.
*******
وفي وكره السري، تتسع أبتسامة الجوكر حتى تكاد أن تزيح أذنيه عن وجهه، ويقفز مهللا كالأطفال الفرحين بحلوى العيد، بينما يدوي في المكان صوت "علي" آخر يشدو بكل قوته "رغم أن الرب واحد لينا رب وليكوا رب .. أحنا شعب وانتوا شعب"، فتعلو البلاهة ملامح هارفي دينت متسائلا في جدية عن مفهوم كلمة شعب التي تتردد طوال الأغنية في ظل أرتفاع قيمة الأنا إلى حد غير مسبوق بين صفوف المواطنين في "جوثام سيتي"!.
لكن باتمان الحزين على تبخر حلم التأهل العالمي لا يسمع ولا يرى ولم تعد لديه الرغبة ولا القدرة على التدخل والإنقاذ كما أعتاد دوما، لقد فقد روحه الباسلة التي لطالما كانت السبب في استمرار الأمل، فقدها ست مرات دون بصيص واحد من الضوء على أن بإمكانه استعادتها في القريب العاجل.
على جوثام سيتي أن تنتظر أربع سنوات جديدة حتى يحين موعد الحلم القادم.. رياضيا على الأقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق