***********
أعتدت أن أتسوق لنفسي في الصغر من عدد كبير من المكتبات الموجودة داخل نطاق الحي الذي أقيم به، وخارجه، بحثا عن الجديد والمختلف من الأدوات المدرسية المتنوعة، وطمعا في أقتناء شيء لا يملكه غيري اتباهي به على الأصدقاء لبعض الوقت، ثم احتفظ به في مكان أنسى تفاصيله بعدها، أو أرزق بمن يستولي عليه مني بإرادتي أو رغما عني.
وفي سبيل هذه العادة، الغريبة نوعا، كنت أقضي الساعات الطوال وأنفق الكثير لشراء الأقلام ودفاتر التدوين والرسم (أيام لما كنت بعرف أرسم) وصولا إلى "المساطر"، بحثا عن هذا المختلف الغريب، فيصيبني التوفيق أحيانا ويخطئني في أحيان أكثر.
كنت أحفظ أماكن المكتبات الكبيرة منها والصغيرة التي قد يصبح من ضروب المستحيل أن تعثر داخلها على قلم رصاص (ومش عارف لحد النهاردة أصحابها كانوا فاتحينها ليه)، وتلك التي يوحي مظهرها عكس ما تحتويه من روائع وكنوز يسيل لها لعاب من هم على شاكلتي من محبي الأقتناء.
مكتبة عم أحمد التي يغطي التراب جدرانها وأرففها كانت مقصدي الأول إلا فيما ندر، لعلمي بأنني في الغالب سأعثر على ما أريده هناك.. وربما أكثر، تليها في الأهمية مكتبة الأستاذ التي كانت تعرض بضائع باهظة كنت اكتفي في معظم الوقت بمشاهدتها مرارا وتكرارا من خلف زجاج الفاترينه دون أن أمتلك الشجاعه ولو لمرة واحدة على مجرد التفكير في اتخاذ خطوة إضافية إلى الداخل ولو من باب المعاينة والرخامة.
***********
الطيب قد يكون أحمقا وطيبا في نفس الوقت، أما الشرير فيجب أن يكون ذكيا.
***********
يقول الأديب والناشط السياسي الروسي مكسيم غوركي أو خوركي أن السعادة تبدو دائما صغيرة عندما تمسكها في يديك، لكنك إذا تركتها أدركت فورا كم كانت كبيرة وغالية.
لهذا كنت شديد الحرص على أقتناء تلك الأشياء الصغيرة التي توحي لي ببعض السعادة، أتأملها في شغف العاشق، أخفيها عن الأعين، وأحرص على سلامتها من كل المحن والشرور التي قد تتسبب في هلاكها.
أنا أحب الأقلام حد الجنون، لهذا كنت في وقت من الأوقات قبل عشر سنوات أو يزيد أمتلك كمية هائلة من الأقلام المختلفة الألوان والأحجام والماركات، بين الحبر الجاف، والسائل، والمائي، والفسفوري، والذي يختفي بعد أن تكتب به بضع كلمات ثم يعاود الظهور وكأنه مس الشياطين.
كنت طيبا أحب أشيائي، وشريرا خبيثا أحافظ عليها من كل من تسول له نفسه ويتجرأ على مجرد التفكير في لمسها أو التطلع إليها دون استئذاني.. ثم عادت طبيعتي الطيبة الحمقاء لتتغلب على النصف الشرير الذكي، وضاعت ثروتي كاملة دون أن يتبقى لي منها ولو ذكرى واحدة تؤنس وحدتي في ليالي الشتاء المظلمة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي، ويصبح من العسير استخدام الكمبيوتر.
أنا أفتقد هذه الأيام حقا.. وبشدة!
الرجل الحي هو الذي يبحث دائما عن شيء.
***********أعتدت أن أتسوق لنفسي في الصغر من عدد كبير من المكتبات الموجودة داخل نطاق الحي الذي أقيم به، وخارجه، بحثا عن الجديد والمختلف من الأدوات المدرسية المتنوعة، وطمعا في أقتناء شيء لا يملكه غيري اتباهي به على الأصدقاء لبعض الوقت، ثم احتفظ به في مكان أنسى تفاصيله بعدها، أو أرزق بمن يستولي عليه مني بإرادتي أو رغما عني.
وفي سبيل هذه العادة، الغريبة نوعا، كنت أقضي الساعات الطوال وأنفق الكثير لشراء الأقلام ودفاتر التدوين والرسم (أيام لما كنت بعرف أرسم) وصولا إلى "المساطر"، بحثا عن هذا المختلف الغريب، فيصيبني التوفيق أحيانا ويخطئني في أحيان أكثر.
كنت أحفظ أماكن المكتبات الكبيرة منها والصغيرة التي قد يصبح من ضروب المستحيل أن تعثر داخلها على قلم رصاص (ومش عارف لحد النهاردة أصحابها كانوا فاتحينها ليه)، وتلك التي يوحي مظهرها عكس ما تحتويه من روائع وكنوز يسيل لها لعاب من هم على شاكلتي من محبي الأقتناء.
مكتبة عم أحمد التي يغطي التراب جدرانها وأرففها كانت مقصدي الأول إلا فيما ندر، لعلمي بأنني في الغالب سأعثر على ما أريده هناك.. وربما أكثر، تليها في الأهمية مكتبة الأستاذ التي كانت تعرض بضائع باهظة كنت اكتفي في معظم الوقت بمشاهدتها مرارا وتكرارا من خلف زجاج الفاترينه دون أن أمتلك الشجاعه ولو لمرة واحدة على مجرد التفكير في اتخاذ خطوة إضافية إلى الداخل ولو من باب المعاينة والرخامة.
***********
الطيب قد يكون أحمقا وطيبا في نفس الوقت، أما الشرير فيجب أن يكون ذكيا.
***********
يقول الأديب والناشط السياسي الروسي مكسيم غوركي أو خوركي أن السعادة تبدو دائما صغيرة عندما تمسكها في يديك، لكنك إذا تركتها أدركت فورا كم كانت كبيرة وغالية.
لهذا كنت شديد الحرص على أقتناء تلك الأشياء الصغيرة التي توحي لي ببعض السعادة، أتأملها في شغف العاشق، أخفيها عن الأعين، وأحرص على سلامتها من كل المحن والشرور التي قد تتسبب في هلاكها.
أنا أحب الأقلام حد الجنون، لهذا كنت في وقت من الأوقات قبل عشر سنوات أو يزيد أمتلك كمية هائلة من الأقلام المختلفة الألوان والأحجام والماركات، بين الحبر الجاف، والسائل، والمائي، والفسفوري، والذي يختفي بعد أن تكتب به بضع كلمات ثم يعاود الظهور وكأنه مس الشياطين.
كنت طيبا أحب أشيائي، وشريرا خبيثا أحافظ عليها من كل من تسول له نفسه ويتجرأ على مجرد التفكير في لمسها أو التطلع إليها دون استئذاني.. ثم عادت طبيعتي الطيبة الحمقاء لتتغلب على النصف الشرير الذكي، وضاعت ثروتي كاملة دون أن يتبقى لي منها ولو ذكرى واحدة تؤنس وحدتي في ليالي الشتاء المظلمة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي، ويصبح من العسير استخدام الكمبيوتر.
أنا أفتقد هذه الأيام حقا.. وبشدة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق