منذ أنتهاء مباراة الأهلى مع الوداد المغربي في الجولة قبل الأخيرة لربع نهائي دوري الأبطال الأفريقي (دور المجموعات)، والتي خسر فيها الفريق نقطتين جديدتين بتعادل إيجابي 1/ 1، والبرتغالي مانويل جوزيه وجهازه المعاون لا يشغل بالهم إلا التفكير في الطريقة الأنسب والتشكيل الأمثل لمواجهة الترجي في الجولة الختامية باستاد الفاهرة والتي لم يكن من بديل عن الفوز بها بفارق هدفين (على الأقل) لضمان التأهل للدور قبل النهائي.
في غرفته بالفندق الذي يقيم فيه، وفي ملعب التدريب باستاد التتش، وفي الوقفات القصيرة مع أفراد الجهاز الفني، كان البرتغالي الملقب بالساحر يعلم أن الفوز لن يتحقق في ظل التذتذب الحالي لمستوى الفريق إلا بمغامرة هجومية تكفي عناصرها لمباغتتة الترجي (الذي يجيد خارج ملعبه في البطولة) وتجبره على فتح خطوطه التي من المتوقع أن يُغلقها أعتمادا على أن التعادل سيفيده وربما نجح في إحراز هدف يعقد الأمور ويخرجه من لعبة حسابات المجموعة مع الأهلى والوداد، وهو ما تحقق بالفعل.
تفكير البرتغالي أنصب قبل اللقاء على الدفع بالثلاثي أبو تريكة، وجدو، ومتعب، أولا لإستغلال الحالة الفنية العالية التي وصل لها أمير القلوب مؤخرا لربط وسط الفريق بهجومه، وثانيا لإرباك خط ظهر الترجي بإنطلاقات جدو، ومشاكسات متعب، لكنه (جوزيه) لم يضع في حسبانه أن مشاركة هذا الثلاثي كانت تستلزم وجود أحد لاعبي الوسط القادرين على التمرير السريع و(السليم) في العمق وعلى الأطراف.
جوزيه قرر أن يبدأ المباراة بشكل متحفظ فأشرك ثلاثة مدافعين على رأس حربة وحيد، وفضل الدفع بالثنائي (الدفاعي جدا) محمد شوقي وحسام عاشور في وسط الملعب على المغامرة بإشراك حسام غالي أو شهاب الدين أحمد، وكانت تلك النقطة هي بداية سيناريو خروج الأهلى من البطولة.
فشوقي وعاشور برغم المجهود البدني الكبير الذي يبذلانه في أي مباراة يشاركان بها، إلا أن فعالية كلاهما على مستوى المساندة الهجومية للفريق شبه معدومة، بخلاف أن هذا الثنائي تحديدا لا يسدد على المرمى ولا يمرر للإمام أبدا، وإن فعلا فهي في الغالب تمريرة مقطوعة، أو قصيرة تضع زميل قريب تحت ضغط لا مبرر له.
جوزيه فضل أن يحتفظ بسمة دفاعية خالصة لوسط الفريق، أعتمادا على قدرة أبو تريكة على التحرك والتمرير، وبعد أن بدأت أحداث المباراة فعليا وأدرك خطأ فكرته وأصيب مرماه أيضا بهدف (من تسلل فاضح)، قرر البدأ في المغامرة التي كان ولابد أن يبدأ بها وأشرك وليد سليمان بديلا للمدافع محمد نجيب.
وبرغم جودة التغيير وقدرة سليمان (الذي لم ينسجم بشكل كامل مع باقي عناصر الفريق)، إلا أن هذا التوقيت لم يكن لسليمان.
جوزيه دفع بلاعب رابع إلى جوار أبو تريكة ومتعب وجدو، دون أن يسعى لمحاولة إصلاح العطب الإساسي في وسط الملعب الذي عجز شوقي وعاشور عن ربطه بثلاثي الهجوم، والنتيجة أن هجمات الأهلى كانت تعتمد على التمرير من خط الدفاع مباشرة إلى المهاجمين أعتمادا على التمريرات العالية دون المرور على محطة (كان يجب أن يشغلها المهاري حسام غالي) في منتصف الملعب أو القادر على التسديد شهاب الدين أحمد، فكانت معظم التمريرات من نصيب مدافعي الترجي طوال القامة وحارس مرماهم.
الخطأ الثاني الذي لم يفطن إليه جوزيه هو طريقة أداء الثلاثي الهجومي نفسه، فمتعب يتحرك منفردا وسط أربع مدافعين، وجدو يميل (أكثر من اللازم) إلى الأطراف، فلا يجد أبو تريكة من يمرر له ليصنع الخطورة المطلوبة الكفيلة بإعادة الفريق للمباراة.
في هذا التوقيت، كان على جوزيه سحب متعب والدفع بدومينيك داسيلفا (المشاكس السريع قوي البنية)، لكنه وبمحض إرادته فضل إشراك محمد فضل بدلا من أبو تريكة (بعد أن سجل الأخير هدف التعادل)، مانحا وليد سليمان مهمة صناعة اللعب.
والتغيير كان النقطة الثانية في سيناريو سقوط الأهلى، فسحب أبو تريكة في توقيت كان الأهلى قريب جدا من تسجيل الهدف الثاني، وبدأت فيه ملامح انسجام بينه وبين وليد سليمان في التحرك والتمرير وصناعة الفرص، حرم الأهلى من رئة بدأ يتنفس بها مع بداية شوط المباراة الثاني، في الوقت الذي وضح فيه لكل متابعي المباراة أن التغيير كان يجب أن يتم على حساب متعب أو شوقي (أسوء لاعبي الفريق في الضغط والتمرير).
ومع مرور الوقت، واعتماد الترجي على طريقة التمثيل الشمال افريقي في إضاعة الوقت، قرر جوزيه بمحض إرادته إنهاء مشوار الفريق في البطولة، فدفع بدومينيك بديلا لجدو، مفضلا الأحتفاظ بمتعب (الغائب ذهنيا وبدنيا)، ظنا أن تواجد ثلاث مهاجمين صرحاء كفيل بإحراز الفريق لهدف التأهل، وهو ما كاد يحدث بالفعل في أكثر من فرصة أضاعها فضل ودومينيك بسبب التسرع وسوء التوفيق.
المشكلة في تغييرات جوزيه الثلاثة أنها أنصبت على محاولة يائسة لمعالجة الخط الأمامي للفريق، دون أكتراث لما تعانيه رئة وسط الملعب من تلعثم وتخبط، ولو أن غالي شارك من بداية المباراة أو على الأقل في شوطها الثاني لأختلفت الأمور، لما يتيمع به اللاعب من رؤية مميزة وقدرة كبيرة على ربط خطوط الفريق ببعضها، بخلاف أنه من أكثر لاعبي الأهلى أمتيازا في التمرير السليم المتقن، والأمر نفسه ينطبق على شهاب الذي كان ولابد من الدفع به بديلا لشوقي الذي كان بمثابة عبء على الفريق في الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة.
سيناريو خروج الأهلى من بطولة افريقيا، برغم التحفظ على هدف الترجي الفاضح، وضعه ونفذه البرتغالي مانويل جوزيه بنفسه، وهو المسئول الأول عن مستوى الفريق في هذه المباراة، برغم أمتلاكه للاعبين كان من الممكن أن يغيروا النتيجة أو الأداء المخيب على الأقل.
في غرفته بالفندق الذي يقيم فيه، وفي ملعب التدريب باستاد التتش، وفي الوقفات القصيرة مع أفراد الجهاز الفني، كان البرتغالي الملقب بالساحر يعلم أن الفوز لن يتحقق في ظل التذتذب الحالي لمستوى الفريق إلا بمغامرة هجومية تكفي عناصرها لمباغتتة الترجي (الذي يجيد خارج ملعبه في البطولة) وتجبره على فتح خطوطه التي من المتوقع أن يُغلقها أعتمادا على أن التعادل سيفيده وربما نجح في إحراز هدف يعقد الأمور ويخرجه من لعبة حسابات المجموعة مع الأهلى والوداد، وهو ما تحقق بالفعل.
تفكير البرتغالي أنصب قبل اللقاء على الدفع بالثلاثي أبو تريكة، وجدو، ومتعب، أولا لإستغلال الحالة الفنية العالية التي وصل لها أمير القلوب مؤخرا لربط وسط الفريق بهجومه، وثانيا لإرباك خط ظهر الترجي بإنطلاقات جدو، ومشاكسات متعب، لكنه (جوزيه) لم يضع في حسبانه أن مشاركة هذا الثلاثي كانت تستلزم وجود أحد لاعبي الوسط القادرين على التمرير السريع و(السليم) في العمق وعلى الأطراف.
جوزيه قرر أن يبدأ المباراة بشكل متحفظ فأشرك ثلاثة مدافعين على رأس حربة وحيد، وفضل الدفع بالثنائي (الدفاعي جدا) محمد شوقي وحسام عاشور في وسط الملعب على المغامرة بإشراك حسام غالي أو شهاب الدين أحمد، وكانت تلك النقطة هي بداية سيناريو خروج الأهلى من البطولة.
فشوقي وعاشور برغم المجهود البدني الكبير الذي يبذلانه في أي مباراة يشاركان بها، إلا أن فعالية كلاهما على مستوى المساندة الهجومية للفريق شبه معدومة، بخلاف أن هذا الثنائي تحديدا لا يسدد على المرمى ولا يمرر للإمام أبدا، وإن فعلا فهي في الغالب تمريرة مقطوعة، أو قصيرة تضع زميل قريب تحت ضغط لا مبرر له.
وبرغم جودة التغيير وقدرة سليمان (الذي لم ينسجم بشكل كامل مع باقي عناصر الفريق)، إلا أن هذا التوقيت لم يكن لسليمان.
جوزيه دفع بلاعب رابع إلى جوار أبو تريكة ومتعب وجدو، دون أن يسعى لمحاولة إصلاح العطب الإساسي في وسط الملعب الذي عجز شوقي وعاشور عن ربطه بثلاثي الهجوم، والنتيجة أن هجمات الأهلى كانت تعتمد على التمرير من خط الدفاع مباشرة إلى المهاجمين أعتمادا على التمريرات العالية دون المرور على محطة (كان يجب أن يشغلها المهاري حسام غالي) في منتصف الملعب أو القادر على التسديد شهاب الدين أحمد، فكانت معظم التمريرات من نصيب مدافعي الترجي طوال القامة وحارس مرماهم.
الخطأ الثاني الذي لم يفطن إليه جوزيه هو طريقة أداء الثلاثي الهجومي نفسه، فمتعب يتحرك منفردا وسط أربع مدافعين، وجدو يميل (أكثر من اللازم) إلى الأطراف، فلا يجد أبو تريكة من يمرر له ليصنع الخطورة المطلوبة الكفيلة بإعادة الفريق للمباراة.
في هذا التوقيت، كان على جوزيه سحب متعب والدفع بدومينيك داسيلفا (المشاكس السريع قوي البنية)، لكنه وبمحض إرادته فضل إشراك محمد فضل بدلا من أبو تريكة (بعد أن سجل الأخير هدف التعادل)، مانحا وليد سليمان مهمة صناعة اللعب.
والتغيير كان النقطة الثانية في سيناريو سقوط الأهلى، فسحب أبو تريكة في توقيت كان الأهلى قريب جدا من تسجيل الهدف الثاني، وبدأت فيه ملامح انسجام بينه وبين وليد سليمان في التحرك والتمرير وصناعة الفرص، حرم الأهلى من رئة بدأ يتنفس بها مع بداية شوط المباراة الثاني، في الوقت الذي وضح فيه لكل متابعي المباراة أن التغيير كان يجب أن يتم على حساب متعب أو شوقي (أسوء لاعبي الفريق في الضغط والتمرير).
ومع مرور الوقت، واعتماد الترجي على طريقة التمثيل الشمال افريقي في إضاعة الوقت، قرر جوزيه بمحض إرادته إنهاء مشوار الفريق في البطولة، فدفع بدومينيك بديلا لجدو، مفضلا الأحتفاظ بمتعب (الغائب ذهنيا وبدنيا)، ظنا أن تواجد ثلاث مهاجمين صرحاء كفيل بإحراز الفريق لهدف التأهل، وهو ما كاد يحدث بالفعل في أكثر من فرصة أضاعها فضل ودومينيك بسبب التسرع وسوء التوفيق.
المشكلة في تغييرات جوزيه الثلاثة أنها أنصبت على محاولة يائسة لمعالجة الخط الأمامي للفريق، دون أكتراث لما تعانيه رئة وسط الملعب من تلعثم وتخبط، ولو أن غالي شارك من بداية المباراة أو على الأقل في شوطها الثاني لأختلفت الأمور، لما يتيمع به اللاعب من رؤية مميزة وقدرة كبيرة على ربط خطوط الفريق ببعضها، بخلاف أنه من أكثر لاعبي الأهلى أمتيازا في التمرير السليم المتقن، والأمر نفسه ينطبق على شهاب الذي كان ولابد من الدفع به بديلا لشوقي الذي كان بمثابة عبء على الفريق في الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة.
سيناريو خروج الأهلى من بطولة افريقيا، برغم التحفظ على هدف الترجي الفاضح، وضعه ونفذه البرتغالي مانويل جوزيه بنفسه، وهو المسئول الأول عن مستوى الفريق في هذه المباراة، برغم أمتلاكه للاعبين كان من الممكن أن يغيروا النتيجة أو الأداء المخيب على الأقل.