صلاة التراويح.. مشاهد وملاحظات (2)

في التدوينة السابقة ذكرت بعض الملاحظات السلبية التي تحدث من المصلين في صلاة التراويح، والمفترض أنها من أرقى العبادات التي يتقرب بها العبد إلى مولاه عز وجل طمعا في ثواب مضاعف، وبحثا عن مرتبة عليا لا تتوفر إلا للشهداء والصديقين والأنبياء.

واليوم أواصل سرد عدد آخر من الملاحظات التي أعتقد أنها لا تخفى على أحد، وكثير منا يواجهاها، لا في صلاة التراويح فحسب، وأنما يوميا وفي كل صلاة!!.

- تبدأ الصلاة، أي صلاة، بأن يطلب الإمام من المصلين خلفه أن أستقيموا وأستوو، تسوية الصف من تمام الصلاة، والمعروف فقهيا أن تسوية الصف تعتمد على أن يحاذي كل مسلم كتف أخيه وقدميه، دون أن يبالغ في شغل مساحة كبيرة من الصف تعيق جاره عن الوقوف، أو يختزل نفسه في مساحة أقل تسمح بوجود فرجة لدخول الشيطان بين المصلين.

لكن هذا الشرط البسيط لا يكترث له أغلبية المصلين، فتجد من وقف وقد باعد بين قدميه مرغما الواقفين عن يمينه ويساره أن يبتعدا فتنشأ فرجتين في الصف بسببه، أو أن تجد آخر وقد توارى وتقوقع ملصقا قدميه ببعضهما، ما يعيق جاريه عن تسوية الصف على نحو سليم، فتحدث الفرجة أيضا.

- في مرات عدة يصل أحد المصلين متأخرا عن تكبيرة الإحرام، فإذا به يقتحم المسجد محدثا جلبة عالية، مؤديا تكبيرة الإحرام بصوت عال قد يتسبب في بلبلة المحيطين بينه والخلط بين صوته وصوت الإمام.

- بعض المصلين لا يكترث بمن حوله وكأنهم سراب أو عدم، فتجده وقد أغرق نفسه بماء الوضوء، ناثرا شلال من القطرات على من حوله مع كل حركة يؤديها أثناء الصلاة.

- على الرغم من أن السنة النبوية المشرفة ذكرت بوضوح نهي الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يدخل المسجد من أكل بصلا أو ثوما دون أن يغتسل جيدا، ستجد عدد لا محدود من المصلين وقد الكمته الأطعمه ووقف يتثائب أو يتجشأ بصوت مقزز مصدرا رائحة خبيثة، غالبا ما تخرج المحيطين به من أجواء الخشوع.

- وبالحديث عن الروائح، فأداب دخول بيوت الله تحض على النظافة والتطيب، ولا أجد تفسيرا لمن يتسبب في تأفف المحيطين به بسبب رائحة عرقه أو ملابسه الكريهة (لاسيما الجوارب)، فالتحجج بالفقر أو ضيق ذات اليد لا علاقة له بالنظافة وطهارة البدن.

- نعرف جميعا أن الخشوع روح الصلاة، لكننا دائما ما نصادف من لا أجد له وصفا غير (فرقع لوز)، ليحطم أجواء الخشوع تحطيما.

يتلفت حوله، يفرقع أصابعه، يفرك عينيه وأنفه، وأحيانا يصفف شعره أو يعدل من ملابسه، ولو كنت سيء الحظ فقد يخرج منديلا ليبصق أو يعطس، يفعل ما يفعله فيخسر ثواب الصلاة في جماعه، ويحرمك أنت الآخر من نيل الثواب.

اللهم فاهد العاصين وأرحمنا وأرزقنا جنة النعيم
___________
* الصورة المرفقة لرسام الكاريكاتير المصري محمد سامي

إرسال تعليق

0 تعليقات