احــلـم مـعـايا ... ببكره جاى، ولو ماجـاش ... احنا نجيبه بنفسنا
نبدأ نحاول فى الطريق، كتر الخطاوى تدلنا على حلمنا
مهما نقع نقدر نقوم، نشق نتحدى الغيوم، نلاقى ليلنا ألف يوم
بس احنا نحلم
فجأة أصدر الهاتف صوت تيت تيت مقترنا برسالة تحذيرية قفزت على شاشته لتعلن أن البطارية قد أنتهت، وأنني قد وقعت في الفخ!.
تأففت.. وجذبت سماعات الأذن معيدا أياها لجيب البنطلون، في نفس الوقت الذي أبتسم فيه سائق الميكروباص في جشع لتبرز أسنانه الصفراء، وهو ينحني ليضغط أزرار الكاسيت!!.
الزحام والحر الخانق، والسائق الذي يوجه السباب لطوب الأرض، مع أنتهاء شحن بطارية هاتفي، وأضطراري الإستماع للغط متوقع سينطلق حالا من كاسيت الميكروباص الذي أستقله في طريق العودة إلى منزلي، دفعني لإبتلاع ريقي والتطلع بشغف لأصابع السائق الجالس إلى يساري وهو يتابع إعداد الكاسيت بوضع شريحة ذاكرة، من الجائز جدا أنها ستحمل دمارا شاملا لأذناي وباقي الركاب.
بغتة أنطلق الصوت العذب الهاديء، صوت المطرب الموهوب حمزة نمرة، فأفلتت مني أبتسامة أعقبتها بنظرة تساؤل للسائق، الذي كان بدوره غير مستوعب، أو مصعوق لو شئنا الدقة.
يبدو أن القدر قد ابتسم اخيرا، فالرجل (السائق) لم يكن خبيرا في التعامل مع هذا النوع من انواع الكاسيت، ومن المرجح أن من أعطاه كارت الميموري، لم يخبره بكيفية "تقليب التراكات".
اخذ العرق يتصبب عن جبينه، وهو يحاول عبثا إطفاء ثم إعادة تشغيل الكاسيت ظنا منه أن الأغنية ستتغير، وفي كل مرة ينبعث الصوت المحبب الهاديء لتتسع أبتسامتي أكثر.
ومع إحساسي بنفاذ صبره تراخت أعصابي تماما، وكدت أغمض عيناي وأنا أحمد الله على هذه المصادفة العطرة بأن أكمل الأستماع لنفس الأغنية التي توقف هاتفي عن ترديدها بعد فراغ البطارية، ولكن على ما يبدو أن القدر كان يرفض، وبإصرار.
"ممكن تطلعلي نمرة (زوطة)"!!!
كانت هذه من السائق، فاعتدلت مقربا أذني أكثر، بينما يكرر طلبه واضعا هاتفه المحمول بين أصابعي.
لا مفر.. لقد قرر الإستعانة بصديق، يارب تليفونه يطلع مقفول ولا خارج نطاق التغطية
"أيوة يابن الـ.....، هة مفيش غير مـ..... أ..... الأغتية اللي مش فاهم منها ولا كلمة دي، في ياض باقي الأغاني"
كان بإمكاني بمنتهى البساطة أن أشير إلى الأزرار المتناثرة على جانبي الكاسيت، على الأقل لأغلق ماسورة الشتائم التي أنفجرت بجواري، لكنني تعففت أن أساعد من هو على هذه الشاكلة، ومن ناحية آخرى لكوني متأكد أن هذا الكارت الذي يجلبه شخص أسمه (زوطة) يحمل حتما كما من الكوارث، ووجود أغنية حمزة نمرة هي مصادفة، أو خطأ غير مقصود.
"أيوة شايف الزرار الصغير ع اليمين، وفي واحد شبهه اليمة التانية.. هما دول.. طيب يابن الـ..."
ابتلعت ريقي وأنا المح ابتسامة النصر على شفتي السائق، وهو ينحني مجددا لإعادة تشغيل الكاسيت، ضاغطا على الأزرار التي منحه سرها صديقه المجهول (زوطة).
ومجددا أمتلأ الأثير بصوت نمرة، ليضغط السائق على الأزرار فينبعث صوت انغام وهي تشدو (يناير)، ثم رامي جمال وعزيز الشافعي (بلادي)، فمحمد منير (إزاي).!!
كدت (أكركر) ضاحكا، وقد توقفت أصابعه عن الضغط، وتخيلت ما سيحدث للمسكين (زوطة) حين يلتقيان.
"أما أنا بن........... صحيح"
التفت مرغما حين لمحت السائق يعبث في محتويات صندوق صغير موضوع أمامه ليخرج كارت جديد يشبه مثيله الموجود بالكاسيت، بينما يتابع متحدثا بصوت يملؤه الفخر:
"الظاهر أني لخبطت الكارت بتاعي مع بتاع الواد (سمارة)"
لكزني بمرفقه موجها باقي الحديث إلى شخصي:
"حاكم ده عيل ثورجي أنما يعجبك، ومذاجه بقى يسمع الأغاني الغريبة دي!!"
كان ليا بلبل ياناس واقف هنا علطول
يغنى على شباكى وصوته مش معقول
كان هو الدوا لأوجاعى وكان مفرحنى
طب ليه سابنى من غير داعى لبعاده يجرحنى
بقيت من كتر خوفى عليه ماشى وانا وانا وانا مسطووووووووووول
احمد الله أن المسافة المتبقية لم تتجاوز الربع ساعة، واعتذر عن سرد باقي كلمات الأغنية لما تحمله من إيحاءات قد تسبب الأذى، خاصة لمحبي العصافير.
ملحوظة:
كنت قد استمعت إلى هذه الأغنية مرة من قبل بعد أن أرسلها إلي صديق عزيز، وإليه أوجه الكلمات التالية:
"الأغنية كوم.. وتفاعل السواق ورقصه بالعربية بكل اللي فيها من بني آدمين لمدة ربع ساعة كوم تاني خالص، خصوصا لو القدر خلاك تقعد جمب السواق!!"
نبدأ نحاول فى الطريق، كتر الخطاوى تدلنا على حلمنا
مهما نقع نقدر نقوم، نشق نتحدى الغيوم، نلاقى ليلنا ألف يوم
بس احنا نحلم
فجأة أصدر الهاتف صوت تيت تيت مقترنا برسالة تحذيرية قفزت على شاشته لتعلن أن البطارية قد أنتهت، وأنني قد وقعت في الفخ!.
تأففت.. وجذبت سماعات الأذن معيدا أياها لجيب البنطلون، في نفس الوقت الذي أبتسم فيه سائق الميكروباص في جشع لتبرز أسنانه الصفراء، وهو ينحني ليضغط أزرار الكاسيت!!.
الزحام والحر الخانق، والسائق الذي يوجه السباب لطوب الأرض، مع أنتهاء شحن بطارية هاتفي، وأضطراري الإستماع للغط متوقع سينطلق حالا من كاسيت الميكروباص الذي أستقله في طريق العودة إلى منزلي، دفعني لإبتلاع ريقي والتطلع بشغف لأصابع السائق الجالس إلى يساري وهو يتابع إعداد الكاسيت بوضع شريحة ذاكرة، من الجائز جدا أنها ستحمل دمارا شاملا لأذناي وباقي الركاب.
بغتة أنطلق الصوت العذب الهاديء، صوت المطرب الموهوب حمزة نمرة، فأفلتت مني أبتسامة أعقبتها بنظرة تساؤل للسائق، الذي كان بدوره غير مستوعب، أو مصعوق لو شئنا الدقة.
يبدو أن القدر قد ابتسم اخيرا، فالرجل (السائق) لم يكن خبيرا في التعامل مع هذا النوع من انواع الكاسيت، ومن المرجح أن من أعطاه كارت الميموري، لم يخبره بكيفية "تقليب التراكات".
اخذ العرق يتصبب عن جبينه، وهو يحاول عبثا إطفاء ثم إعادة تشغيل الكاسيت ظنا منه أن الأغنية ستتغير، وفي كل مرة ينبعث الصوت المحبب الهاديء لتتسع أبتسامتي أكثر.
ومع إحساسي بنفاذ صبره تراخت أعصابي تماما، وكدت أغمض عيناي وأنا أحمد الله على هذه المصادفة العطرة بأن أكمل الأستماع لنفس الأغنية التي توقف هاتفي عن ترديدها بعد فراغ البطارية، ولكن على ما يبدو أن القدر كان يرفض، وبإصرار.
"ممكن تطلعلي نمرة (زوطة)"!!!
كانت هذه من السائق، فاعتدلت مقربا أذني أكثر، بينما يكرر طلبه واضعا هاتفه المحمول بين أصابعي.
لا مفر.. لقد قرر الإستعانة بصديق، يارب تليفونه يطلع مقفول ولا خارج نطاق التغطية
"أيوة يابن الـ.....، هة مفيش غير مـ..... أ..... الأغتية اللي مش فاهم منها ولا كلمة دي، في ياض باقي الأغاني"
كان بإمكاني بمنتهى البساطة أن أشير إلى الأزرار المتناثرة على جانبي الكاسيت، على الأقل لأغلق ماسورة الشتائم التي أنفجرت بجواري، لكنني تعففت أن أساعد من هو على هذه الشاكلة، ومن ناحية آخرى لكوني متأكد أن هذا الكارت الذي يجلبه شخص أسمه (زوطة) يحمل حتما كما من الكوارث، ووجود أغنية حمزة نمرة هي مصادفة، أو خطأ غير مقصود.
"أيوة شايف الزرار الصغير ع اليمين، وفي واحد شبهه اليمة التانية.. هما دول.. طيب يابن الـ..."
ابتلعت ريقي وأنا المح ابتسامة النصر على شفتي السائق، وهو ينحني مجددا لإعادة تشغيل الكاسيت، ضاغطا على الأزرار التي منحه سرها صديقه المجهول (زوطة).
ومجددا أمتلأ الأثير بصوت نمرة، ليضغط السائق على الأزرار فينبعث صوت انغام وهي تشدو (يناير)، ثم رامي جمال وعزيز الشافعي (بلادي)، فمحمد منير (إزاي).!!
كدت (أكركر) ضاحكا، وقد توقفت أصابعه عن الضغط، وتخيلت ما سيحدث للمسكين (زوطة) حين يلتقيان.
"أما أنا بن........... صحيح"
التفت مرغما حين لمحت السائق يعبث في محتويات صندوق صغير موضوع أمامه ليخرج كارت جديد يشبه مثيله الموجود بالكاسيت، بينما يتابع متحدثا بصوت يملؤه الفخر:
"الظاهر أني لخبطت الكارت بتاعي مع بتاع الواد (سمارة)"
لكزني بمرفقه موجها باقي الحديث إلى شخصي:
"حاكم ده عيل ثورجي أنما يعجبك، ومذاجه بقى يسمع الأغاني الغريبة دي!!"
كان ليا بلبل ياناس واقف هنا علطول
يغنى على شباكى وصوته مش معقول
كان هو الدوا لأوجاعى وكان مفرحنى
طب ليه سابنى من غير داعى لبعاده يجرحنى
بقيت من كتر خوفى عليه ماشى وانا وانا وانا مسطووووووووووول
احمد الله أن المسافة المتبقية لم تتجاوز الربع ساعة، واعتذر عن سرد باقي كلمات الأغنية لما تحمله من إيحاءات قد تسبب الأذى، خاصة لمحبي العصافير.
ملحوظة:
كنت قد استمعت إلى هذه الأغنية مرة من قبل بعد أن أرسلها إلي صديق عزيز، وإليه أوجه الكلمات التالية:
"الأغنية كوم.. وتفاعل السواق ورقصه بالعربية بكل اللي فيها من بني آدمين لمدة ربع ساعة كوم تاني خالص، خصوصا لو القدر خلاك تقعد جمب السواق!!"