• (فايز)، (فايز)، إصحى بقى، إيه ده، كل ده نوم..؟؟
تململ (فايز) فى فراشه وفتح عينيه وتثائب فى كسل:
• صباح الفل يا أحلى زوجة فى الدنيا، يا سلام بالذمه فى صباح أحلى من كده..؟؟
• بطل بكش وقوم الساعه بقت 11، إيه ما شبعتش نوم وله ناوى تقضى الأجازه كلها نوم..؟؟!!
امسك (فايز) يد زوجته (ناديه) متنهدًا:
• حد يبقى معاه القمر ده وينام برضه..؟؟، طبعا حقوم حالاً يا عمرى كله
تورد وجه (ناديه) من عبارات الغزل التي يُطلقها زوجها حينما يكون رائق المزاج:
• طب يالا أنا نفسي أسبوع الأجازة ده، يبقى أحلى أسبوع فى عمرنا كله
• أنت تآمر يا جميل وأنا شُبيكي لبُيكي
ضحكت (ناديه) واتجهت لتحضير الأفطار، بينما ينتهي (فايز) من الأغتسال، فتثائب فى قوة، ثم أغمض عينيه ليفيق على صوت زوجته وهى تستحثه على مغادرة الفراش، لحظات وجمعتهما سفرة هادئة مليئة بالمرح والغرام، وبينما يتمازحان ويخططان لقضاء هذا الأسبوع، فجأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه
ترن.. تن تن.. ترن.. تن تن.. ترررررررررن
اتجه (فايز) بخطوات سريعه نحو الباب وهو يُضمر سوءًا للقادم:
• أيوه يا حما......
• هاه ما تقول سكت ليه ووشك جاب ميت لون..؟؟
• حماتى، اهلاً اهلاً، أيه الزيارة السعيدة دي.....!!
• مش باين هفضل واقفه كده على الباب.....!!
ابتعد (فايز) عن طريق حماته وهو يبتلع ريقه، بينما توقفت (ناديه) مشدوهه وسط الصالة وهى تتمتم:
• ماما اهلاً خطوة عزيزة
تقافزت شياطين الغضب من عيني الست (رسمية) وهى تنظر إلى أبنتها وزوج أبنتها:
• جرى إيه، أقوم أمشي، محدش فيكو سلم عليا بنفس ليه، وأنا اللي كنت فاكرة أنكم حتشيلونى من ع الأرض
دفع (فايز) الباب بمنتهى العنف، راسمًا ابتسامة صفراء على شفتيه وهو يجز على أسنانه:
• وده كلام، ده انتي نورتي يا حماتي، اتفضلي معانا بسم الله، أصل أحنا لسه بنفطر
• آه قولتولي، ما أنا برضه قلت كده، تعرفوا يا ولاد أنا جاية النهارده بالذات ليه.؟؟
اجاب الأثنان فى نفس واحد:
• ليه..؟؟!!!!!!!!!
• النهارده عيد جوازكم وقلت مش معقول تحتفلوا لوحدكم، عشان كده قلت لنفسى يا بت روحى فرفشى معاهم، واهو بالمره اقضي معاكم يومين
هتف (فايز) فى ذهول:
• إيه يومين......... هنا
• ومالك اتخضيت ليه، بلاش يومين خليهم أسبوع، وله أسبوع قليل كمان..؟؟
انهار (فايز) على اقرب مقعد، لاعنًا اليوم الذى أخذ فيه الأجازه، بينما شحب وجه زوجته وكاد يحاكي وجوه الموتى، وهى تتراجع لتسقط على ظهرها كالحجر.
<><><><>
• (ناديه)..(ناديه) فوقى يا بنتي جراليك ايه
• آآآآآآآه، أنا فين، أنتوا طافيين النور ليه..؟؟
(فايز) يُقبل يد زوجته وعيناه تسبحان فى نهر من الدموع:
• حمد لله على سلامتك يا عمرى، كده برضه تخضينى عليكى
• خلاص خلاص يا أستاذ (فايز)، المدام فاقت وان شاء الله حتبقى كويسه، وزى ما قلتلك ده شويه ضعف
انتبهت (ناديه) للمتحدث والتفتت إلى زوجها:
• مين ده يا (فايز)..؟؟
• ده الدكتور يا حبيبتى، أصل بقالك أكثر من 10 ساعات مغمى عليكى
هبت (ناديه) من رقدتها مذعوره:
• إيه 10 ساعات، أنا بقالي 10 ساعات مغمى عليا، ليه..؟؟!!!!!!!!!
• أنا عارفه يا بنتي، لازم البعيد مش سأل فيكي ف أكل ولا شرب
تنحنح (الطبيب) فى حرج، بينما تقافزت شياطين الغضب من عينى (فايز) ثم التفت للطبيب:
• لمؤاخذه يا دكتور، أخرناك وتعبناك معانا
• ولا تعب ولا حاجه، ده شغلى يا أستاذ (فايز) حمد لله على سلامة المدام
عاد (فايز) بعد أن أنصرف (الطبيب)، والقى بنظره ناريه على حماته، فقفزت من الفراش وهى تصرخ:
• إيه بتبصلى كده ليه، أوعى تغلط ولا تفتح بقك، آه مراتك أهيه أنا رايحه أنام كتكوا الهم
• معلش يا (فايز) حقك عليا دى برضه ف مقام والدتك
• والدتى، اليوم باظ يا ست هانم، أول يوم ف الأجازه ضاع اونطه، وبسبب أمك، تقدري تقوليلي هنعمل أيه باقى الأسبوع..؟؟؟؟، قوليلى ردى عليااااااااااااااااااا
<><><><>
السادسة صباحًا
تسلل (فايز) على أطراف أصابعه، متجهًا إلى باب الشقه، داعيًا فى سره الا تستيقظ حماته وتفطن إلى الخطه التى وضعها سرًا مع زوجته (ناديه)، لقضاء اليوم خارج المنزل دون أن تشعر (عشان ما تشبطش)، وأقترب فى هدوء من مزلاج الباب و(ناديه) تمسك بيده و....
• على فين يا ولاد بدرى كده..؟؟، إيه إياكش رايحين تجيبوا الفطار...!!!!!!!!!!
(فايز) في إحباط:
• اهلاً حماتى، إيه اللى مصحيكى بدرى كده..؟؟
• وهو أنا نمت اصلاً، بصراحه مكان السرير مش مريحنى خالص، وكويس أنك صاحى بدرى، تعالى بقى أعدل معايا العفش
• أمرك يا حماتى، طلابتك أوامر!!
<><><><>
• آآآه يا ظهرى آآآه، الرحمه ياعالم
• خلاص بقى يا (فايز)، أنت حتلم علينا الجيران كده
• جيران، ده أنا حشتكيكوا ف جمعية الرفق بالحيوان، يا عالم يا ظلمه، أمك تخلينى أغير مكان عفش الشقه كله لوحدى أمبارح، حد يقول كده هديتوا حيلى حرام عليكوا
ثم وقف يقلد طريقة حماته فى إلقاء الأوامر:
• لالايا (فايز) شيل الدولاب ده وحطه هنا، وله أقولك حطه هناك، عشان ما يبقاش فى وش الباب
ا
طلت نظرة غضب من عينيه وهو يكمل:
• وهي مالها..؟؟، تغير عفش بتنا ليه..؟؟، هى ناويه تقعد هنا على طول...؟؟
• معلش معلش، عمومًا أنا شفتها من شويه بتلبس، الظاهر أنها مروحه
تك....تك، طرقات على باب الغرفة
• أدخلى يا حماتي، اهلاً إيه مكان السقف مش عاجبك، تحبى أغيره
تضحك وهى تهز كتفيها:
• يووه جتك إيه يا (فايز) ضحكتنى، لكن الله أنتوا لسه مالبستوش..؟؟
• نلبس ليه، أحنا هنروح فين..؟؟
بإستنكار وغضب تجيب:
• أخص عليكوا وأنا اللى قلت أنتوا هتفكروني، النهارده سنوية المرحوم عمك يا (فايز)، وأنا بقى متعوده أروح القرافه وأقضى اليوم كله هناك و........
• اليوم كله............
<><><><>
طاااااااااخ
• (فايز) مش كده، هتكسر عفش الشقه
• سبيني أطلع غلبى ف حاجه، حرام، تلات أيام من الأجازه طاروا ف الهوا، أعمل إيه أتجنن، وله أقولك أخنقها، أيوه أخنقها
• تخنق مين يا واد، ماله جوزك يا (ناديه)...؟؟
يلتفت (فايز) إلى حماته، التى وقفت مستنده إلى باب غرفة النوم، ثم يقفز كالأرنب وهو يمد يديه نحو رقبتها صارخًا في هستيريا:
• هخنقك وأستريح، هخنقك
وبصعوبة بالغة تم تخليص حماته من بين يديه بمساعدة بعض الجيران الأشداء، وإن أصرت الست (رسميه) على تقديم بلاغ في قسم الشرطة.
<><><><>
أمام أحد أقسام الشرطة تقف (ناديه) متوترة، وهى تنظر بين الحين والآخر نحو الباب، ثم تندفع فجأه نحو شخص رث الثياب، قذر الهيئة والمظهر، يخرج مُستندًا إلى عصا، لا أحد يعلم من أين أتى بها
• (فايز) حمد الله على السلامه
وتندفع قطرات الدموع الساخنه من عينيها لتغرق قميص (فايز) الذى علت وجهه نظره ذهول واستغراب:
• كده برضه، أمك تبيتنى ف القسم، أبات جمب الحرميه والنشالين والعصبجيه، أنا يا (ناديه) يتعمل فيا كده
يرتفع صوت بكاء (ناديه):
• معلش يا (فايز) حقك عليا، ده لولا الجيران ما كانتش رضيت تتنازل عن المحضر عشان يخرجوك
• كمان يعنى كانت عايزانى أخش السجن وله إيه.......!!!!!!!!
• (فايز) أرجوك أحنا ف الشارع، يلا نروح وهناك نتفاهم
يصمت (فايز) مرغمًا، ويتجهان إلى بيتهما القريب من قسم الشرطة، وعندما اقتربا من باب الشقة:
• إيه ده أنا سامع صوت هيصه جامده جوه الشقه، أنتِ سايبه التليفزيون وله الراديو قبل ما تنزلى
وهى تفتح الباب:
• ابدًا مفيش غير ماما، وأكيـ...
تفتح الباب فى تلك اللحظه فتهب عاصفه من خمسة أطفال يتعلقون بـ (فايز) و (ناديه):
• خالتو، ازيك يا عمو (فايز)
بينما يظهر وجه الست (رسميه) من خلف الحائط المجاور لباب الشقة وهى تضحك فى شماته:
• أصل أختك أتصلت وقالت إنها رايحه مشوار مهم مع جوزها، وما كانتش عارفه تسيب الأولاد فين، مش برضه لازم نساعدها
يمسك (فايز) برأسه ويتساقط العرق غزيرًا على جبهته وتحول عيناه.
<><><><>
• (فايز)، أصحى بقى، خلاص أختى جت أخدت أولادها
هب (فايز) من فراشه وتلفت حوله غير مصدق، ثم نظر فى إسى إلى الشقه، وما حل بها من طوفان الأولاد:
• بقى دى عمله تعملها فينا الست أمك، حد يقول كده يا عالم هى جيا تخرب بتنا وله إيه...؟؟
• يا (فايز) مهو أصل أنا بصراحه مش عارفه أقولك إيه، أنا حاسه أنى ف حلم
• حلم، قولى كابوس، أمك كابوس مش حلم
• هى مين دى اللى كابوس يا سى (فايز) يا متربى يا متعلم يا أبن الحسب والنسب
ينتفض (فايز) مذعورًا على صوت حماته، ويقفز خارج الفراش وهو يحاول الأبتسام:
• ابدًا يا حماتى ده أنا بقول لـ (ناديه) على حلم وحش حلمت بيه إمبارح
• لاء، خير إن شاء الله
• مفيش يا حماتى كتر خيرك، أصلى خلاص نسيته
• آه بحسب
ثم تلتفت إلى إبنتها:
• أنا خارجه، وعلى ما أرجع تكونى وضبتى الشقه مع المحروس جوزك وخدى بالك منه، وابقي غطيه كويس عشان ما يحلمش بكاوبيس تانى
وما أن أغلقت باب الشقه خلفها حتى انهار (فايز) على الأرض، وبدأ ينتحب بصوت مسموع:
• حرام، ليه يارب، عملت إيه ف دنيتى بس، حرااااااااااام
يتعاون الأثنان فى تنظيف الشقه و(فايز) لا يكف عن الصراخ على ضياع الأجازه و......
كاااااااااااااك كاااااااااااااك صو صو صو صو
• إيه ده إيه الأصوات دى
بذهول يجيب (فايز):
• دى جايه من باب الشقه يا ترى إيه
تسرع (ناديه) بفتح الباب بينما يتسمر (فايز) مكانه بينما حماته وبواب العماره ومعهما أزواج من البط والفراخ والوز والكتاكيت يتأهبان لدخول منزله:
• إيه مالكو حد يشيل عنى، وله هو لاحمد ولا شكرانيه، أنا قلت تربوهم بدل شرا الجاهز والمجمد اللى أنتوا عايشين عليهم
• نربيهم فين يا ماما
• ف البلكونه وله الحمام يا روح ماما
• كفااااااااااااااايه...................
<><><><>
• (فايز)، (فايز) اصحى بقى إيه أنت لسه حتنام تانى...؟؟؟
هب (فايز) من فراشه مع دفع زوجته (ناديه) له، فتراجعت وهى تشهق فى ذعر:
• إيه، مالك..؟؟
تلفت (فايز) حوله فى توتر ثم سئل زوجته فى خفوت:
• إيه النظام، الفجله وقعت وله لسه المانجه ماسخه..؟؟؟؟
نظرت (ناديه) إليه فى ذهول وهى تردد:
• فجله، ووقعت، ومانجه إيه اللى ماسخه، فى إيه يا (فايز) اوعى تكون بتعمل كده عشان تلغى خروجه السينما..!!!!!!!!!!
ثم اعطته ظهرها وهى تكمل فى غضب:
• ما أنا عرفاك لما ميكونش ليك مزاج من حاجه، بس يكون ف علمك لو مارحناش السينما النهارده، أنا مش هخرج معاك باقى أيام الأجازه، واحدة بواحدة
• إيه باقى الأيام، أيام إيه..؟؟
ثم تلفت حوله والحيره تطل من عينيه:
• هوه النهارده إيه بالظبط..؟؟
• لا يا شيخ، أنت هتعمل فيها فاقد الذاكرة، النهارده أول أيام أجازتك وعيد جوازنا، وله نسيت ده كمان
ثم أمسكت بورقة موضوعة على الكومدينو وقربتها من وجهه:
• والورقة دى كمان نستها، مش ده برنامج الأجازه اللى قعدت تكتب فيه طول الليل..؟؟
نقل (فايز) بصره بين زوجته والورقة التي تمسكها، فى بلاهه غير مصدق لما يسمعه، ثم انفجر في الضحك وأخذ يتمرغ على الفراش وهو يصرخ:
• كل ده كان حلم، معقول كل ده حلم، يا خرابى
• (فايز) إيه الحكايه، حلم إيه..؟؟
اعتدل (فايز) وهو ما يزال يضحك
• هقولك كل حاجه بس واحنا بنفطر احسن حاسس انى ميت م الجوع
بعد لحظات جمعتهما سفره هادئه تنتشر فى اجوائها ضحكات (فايز) التى لم تنته بعد
• وبعدين مش هتقولى إيه حكاية الحلم ده..؟؟
• هقول، بس أوعدينى لو قلت حاجه تزعلك متزعليش، ماشى..؟؟
• ماشى يا سيدى قول بقى وخلصنـ.........
تررررررررررن تررررررررررررررن
• استنى لما اشوف مين ع الباب..؟؟
هب (فايز) فجأه وهو يسترجع حلمه
• لاء بلاش، بلاش تفتحى
ولكن تحذيره جاء بعد فوات الأوان
• مين، ماما اهلاً اهلاً، خطوة عزيزة
• أزيك يا (فايز) يا بنى عامل إيه...؟؟
• حماتى اهلاً اهلاً
وسقط مجددًا
بلا حراك
تمت بحمد الله