هل نقدر نصنف فيلم The Amateur كدعاية أمريكية معتادة لنفوذهم وسيطرتهم على الكوكب وقدرتهم على مراقبة كل حاجة واي حاجة في كل حتة وأي مكان بالشكل الخزعبلي ده.
الإجابة وبكل ثقة آه.
الفيلم فعلاً دعاية مغلّفة بشكل غير مباشرة للقدرة الأمريكية غير المحدودة على فعل كل وأي شيء في أي حد يوقعه حظه الأغبر قصادهم.
فيلم The Amateur واحد من أفلام التجسس/المخابرات اللي بتحب أمريكا تقدم نفسها فيها كـرقيب أخلاقي على العالم، لكن المُلفت أن فيه شوية عناصر مُكررة على مستوى الحكي الدرامي لنفس القصة اللي سبق واتقدمت في عدد كبير من الأفلام المشابهة.
فمثلاً هتلاقي البطل الوحيد اللي اتعرض لحادث افقده شخص عزيز، بطل بيحارب نظام فاسد، حتى لو النظام ده هو أمريكا نفسها متمثل ف أعلى سلطة مخابراتية في العالم زي الـ CIA، ومع مرور مراحل الفيلم المختلفة هيقدر البطل المغوار، إما بقدراته الجسدية الغير مفهومة، أو بذكائه اللامحدود، أو حتى الاتنين مع بعض أنه يصحح المسار ويضرب فساد المنظومة من جواها، وينقذ أمريكا، أو العالم كله، وكأن الحل دايمًا داخلي منهم فيهم، ومينفعش حد ييجي من بره يشاورلهم على حاجة بايظة ومش شغالة ويمد أيده يساعد في حلها.
هتلاقي كمان القدرات التقنية الأمريكية الخارقة في التتبع، المراقبة، وتصفية التهديدات في أي مكان في العالم، وكأنها رسالة عن أن أمريكا هي الأخ الأكبر ووجودها وتحكمها في كل أحوال الكوكب ضروري، وإلا الدنيا هتولع يا صاحبي.
تخيل مثلاً عمارة من غير بواب رذل حشري قاعد بيسأل اللي طالع واللي نازل رايح لمين وكنت فين؟. أكيد لو غاب أو بطل يسأل السكان هينحرفوا، وشقق العمارة هتبقى مرتع للحرامية يسرقوها كل اتنين وخميس!
زود كمان أن مفيش أي وجهات نظر غير أمريكية بالمرة في النوعية دي من الأفلام، يعني الشخصيات التانية سواء كانوا حلفاء أو أعداء، بتكون يا إما "مضحوك عليهم وعلى الله حكايتهم" أو "بيعانوا من متلازمة الشر المُطلق". اللي هما بيبقوا شخصيات مسطحة تماماً مفيش أي عمق بيديهم مبررات أو دوافع حقيقية للي بيعملوه أو بيخططوله. ودي وسيلة بتسهل جداً تبسيط العالم لمعادلة "الأبيض/وأسود" اللي فيها أمريكا، على الأغلب ودايماً، لوحدها في الحتة ناصعة البياض من الكوكب الشرير اللي الدول فيه بتنام وتقوم تفكر وتخطط لتدمير واحتلال بعضها زي بينكي وبرين، وهي اللي بتقوم بدور الحامي اللي لو اختفى أو بطل يقوم بدوره الدنيا هتخرب.
كمان، ودايماً، في عدو متجدد، مرة يبقى روسيا، مرة إيران، مرة جماعة إرهابية غير معروفة. تنويع يعني بحيث يبقى في طول الوقت "آخر" شرير لازم يتهزم ويتضرب فيتبروز سبب التدخل الأمريكي في المطافظة على الشعور المستمر بالخطر وبالتالي شرعية وجود منظومات المخابرات والتجسس اللي الفيلم بيمجدها حتى وهو بينتقدها ظاهريًا.
الفيلم ماشي على تيمة مكررة في النوعية دي من الأعمال الدرامية، اللي هي بطل بيعاني من فقدان شخص، بيخطط للأنتقام عن طريق الاندماج في جهاز مخابرات أو عملية سرية لإنقاذ العالم أو الرد على الإرهاب، أو الأخذ بثأر اللي راح منه، والتيمة دي ظهرت كتير جداً في السينما الأمريكية وخصوصًا بعد أحداث 11 سبتمبر.
أشهر الأفلام دي طبعاً Jack Ryan: Shadow Recruit، سلسلة The Equalizer، سلسلة Jason Bourne، Sicario، وأعتقد في حاجات تانية كمان لو دورنا لأني أكيد مشوفتش كل أفلام هوليوود.
الخلاصة يعني أن هدف الأفلام دي ظاهرياً هو التمجيد في القوة الأمريكية وتوصيل رسالة للعالم أننا شايفينكم ياللي مش عارفينكم وهنجيبكم عادي في الوقت اللي احنا عايزينه. كل ده في إطار من الدب طاخ طراخ اللي الناس بتحب تتفرج عليه وتخرج تقول أوه ياه فيلم أكشن فشيخ فعلاً!
تقييم/ 6.5 ممكن تتفرج عليه مرة واحدة في العمر وتنساه بعدها بيومين 😂