أكتسبت قدرة متصاعدة الوتيرة على الكتابة بسرعات خرافية نتيجة أعتيادي على الولوج إلى العديد من غرف الدردشة على الأنترنت، لكن هذه هي المرة الأولى التي تصرخ فيها لوحة المفاتيح معترضة تحت ضربات أصابعي المتتالية "بطل هري ونخع على البنات بقى وقوم ذاكرلك حاجة تنفعك .. عندك امتحان بكرة يا موكوس"!
اشعر باختناق شديد وبألم حارق في عيناي، بينما أواصل في صبر إطلاق الدفقات المتتابعه من ذلك السائل الغازي نفاذ الرائحة أملا في القضاء عليهم جميعا في أسرع وقت ممكن، بينما، ولدهشتي الشديدة، يواصلون السباحة في الهواء بنعومة شديدة وهم يرددون بلا انقطاع "زززززززززززززززززز"
تعرفت إليها في الصف الخامس الإبتدائي، وتبادلنا رسائل الحب في الصف الأول الإعدادي، ثم لقيت حتفها غرقا بطريق الخطأ في ترعة القرية قبيل امتحانات الثانوية العامة بأيام، ويبدو أنني سألحق بها إن لم أوفق في النتيجة النهائية وأحقق حلم والدي في أن أغدو طبيبا "ولا يا سالم.. هي (ج) في السؤال الثاني حلها إيه"؟
أخبرني باسل جاري وصديقي منذ سنوات أن هناك مفاجأة غير متوقعه ستبهرني الليلة، هكذا قصدت منزله متوجسا بعد الثانية عشرة مساء كما أخبرني، لآراه في أسوء حالة ممكنة ممزق الثياب محتقن الوجه وعرق غزير ينساب كأنه شلال من كل مواضع جسده بينما تدوي في الخلفية أغنية لحسين الجسمي لما اتبين من كلماتها إلا "ابن أخوك البورسعيدي والشباب الإسكندراني"!
فيما يخلد الجميع للنوم، ابقى متيقظا وحدي في ظلمات الليل الحالكة، على الضوء الضعيف الصادر من هاتفي النقال، أجلس منعزلا في غرفتي التي يغلفها الصمت.. كاندي كراش اللعينة ترفض عبوري إلى المستوي 59 لليوم الخامس على التوالي.. سحقا!
ماهو المكان الأنسب لإخفاء جثة بهذا الحجم، كيف يمكن نقلها أصلا حيث لفظت أنفاسها الأخيرة إلى حيث يمكن التخلص منها ومن أثارها التي ستجلب الوبال على المنزل بأكمله وبكل قاطنيه "صرصار بن جزمة وهو عايش .. وبيلم نمل لما يموت"!
يرفع عينان غاضبتان بلون الدم إلى صبي القهوة اللحوح، ثم يُخرج مطواة لامعة فيغرسها في قلب الفتى المسكين، ويعاود الجلوس بعد أن مسح الدماء العالقة على النصل بلسانه، فيما تُرفع جثة الفتى إلى غرفة جانبية حيث يتم عصرها وتقديم الدماء ضمن مشروب الكوكتيل الشهير للمكان "واحد كوكتيل تاني يابني، وقول للي بيصب الكوباية ما يزودش عصير بطيخ بدل ما أخليه يحصل الزبون اللي لسه شايلينه ده"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق