ولوُد الوزة! (1) .. صافي! - مدونة حسام

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

22 يناير 2014

ولوُد الوزة! (1) .. صافي!

ولوُد الوزة! (1) .. صافي!
- مقدمة -
الحكمة أو المثل الشعبي بيقول أن الطيبين والخيرين هما بس اللي بيموتوا، وبيفضل لنا ولوُد الوزة عشان ينكدوا علينا وعلى اللي خلفونا ويخلوا أيامنا سووووووووودة!

الحكاية الأولى - صافي!

اختفى قرص الشمس تماما خلف تلك السحب الداكنة السميكة التي غطت سماء القاهرة في الأيام الثلاثة الماضية، وتوقف انهمار الأمطار الغزيرة بعد ساعات طوال تحولت معها شوارع العاصمة إلى برك من الوحل والمياة والأوساخ، التي ساهمت بدورها مع الأكوام المتراكمة من القمامة ومخلفات البناء في تحول الشلل النصفي الذي تعاني منه حركة المرور إلى موت أكلينكي كامل.

ومن غرفته المطلة على أحد قصور الرئاسة التقط مدير المخابرات العامة نفسا عميقا، ثم أطلقه في تنهيدة حارة، وهو يراجع آخر التقارير السرية الواردة عن الأستعدادات الحكومية والشعبية للأحتفال بالذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير، قبل أن يغمغم وقد توردت وجنتاه:
- إيه ده .. هما ناويين يجيبوا صافي فعلاً!

أوما مساعده برأسه إيجابًا، وهو يضيف:
- حررتك ده غير الليثي وشعبولا!

تبادل الأثنان نظرة طويلة ذات مغزى، ثم التقط المدير هاتفه الجلاكسي نوت 3 بيد مرتعشه، وناوله لمساعده وقد أحتدت نظرات عينيه متمتمًا:
- اتصلنا بـ (ن-1)

ثم أردف بسرعة:
- ولا أقولك .. ابعتله بلييز كول مي، عشان هو لتات وأنا لسه شاحن كارت بعشرة!
***********

ارتجفت (منى توفيق) للمرة السبعين، وهي تستمع إلى (موشى حاييم دزرائيلي)، وحاولت للمرة العُشرمية التخلص من قيودها في يأس، فهز الأخير رأسه في شماته وتابع حديثه مع (أدهم) شبه فاقد الوعي والمقيد بإحكام في المقعد الخلفي للسيارة التي يقودها على طريق طنطا الزراعي:
- أنت أكيد عارف الصراصير بتعمل إيه يا (أبو الأداهيم)، شايفني وسامعني وده آخرك، بلاش فرهدة بقى عشان فرش العربية لسه جديد، وعموما أحنا قربنا نوصل.

صدرت عن (أدهم) همهمه متوترة مع حبات العرق التي أغرقت جبينه، فاتسعت ابتسامة (موشى) المتشفية، وهو يشير إلى الأراضي الزراعية التي غزتها المباني على طول الطريق:
- كلها نصاية وحتقف تصقف وتتمرمغ على سرسعة (الليثي) يا حبي، مش هسمحلك تبوظ الحفلة ولا تمنع (صافي) تهز في احتفالات الثورة المجيدة.

تحركت (منى)، في محاولة لإرباك (موشى) ودفعه لإيقاف السيارة، لكنه وبسرعة انتزع صاعق كهربائي من التابلوه وطقطق بشرارته فتراجعت خائفة:
- اهبطي بقى يا بت!

قالها ثم انفجر في ضحك هستيري وقد اتسعت عيناه في جنون، بينما (منى) المرتعبة من طقطقات الصاعق الكهربائي الذي يلوح به في وجهها، تنظر بحسرة إلى حبيبها ورفيق عمرها (أدهم) الملقى بلا حول ولا قوة، تحاول أن تتخيل كيف سيبدوان في حفل شعبي راقص، وكيف ستمحو من عقلها هذه الساعات الشريرة مستقبلاً
كيف
وبإي طريقة؟!
***********

الدنيا خلاص بقت غابة.. غابة، مليانة وحوش على ديابة.. ديابة
كل يوم.. أنام أقوم .. ع الهموم، يوووووووووووووووووووووووووووم
هو أنا مكتوب على يا دنيا أبكي على اللي راح، ولا موعود بجرحي
ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه
***********

لم يكن من السهل على (منى) أن ترى رفيق عمرها وحبيبها الوحيد (أدهم) في هذه المحنة المخلة، فبينما يكاد (الليثي) ينتهي من وصلته التي بدأها منذ ثلاث ساعات تقريبًا، وتستعد اللولبية (صافيناز) الصاعدة بسرعة مكوك فضائي لأعتلاء المسرح الخشبي العملاق لتشارك (شعبولا) رقصا بغناء، وإذ تتصاعد أصوات المحتفلين في صخب ثوري هستيري ترحيبًا بها، يرقد (أدهم) في حالة من اللاوعي أمامها مقيدًا، فيما يوشك غريمه اللدود وعدوه الأول (موشي دزرائيلي) على الأنتهاء من مخططه الشيطاني لإحراج رجل المخابرات الفذ والقضاء على سجل بطولاته وإنجازاته بنهاية مخجلة تُسطر في سجلات مباحث الآداب بدلا من الصفحات الناصعة لتاريخ الأبطال.

أفكار مختلفة متعددة طفت وأحتلت وعي (منى) وهي تنقل بصرها بين رفيقها فاقد الوعي، وغريمه المختفي خلف أقمشة الصوان الزاهية إنتظارا للحظة صعود (صافيناز)، دون أن ينجح عقلها مع كم الأرهاق الذي تشعر به من العثور على مخرج لهذه الورطة الكحلي.

ثم ظهر ذلك الشبح مفتول العضلات فجأة من اللامكان في محيط رؤيتها مبتسمًا وسط الجموع المحتفلة، قبل أن ينقض بغتة على (دزرائيلي) ويفقده الوعي في حركة سريعة خاطفة، قبل أن يُلقيه في الفجوة المظلمة أسفل المسرح:
- أدهم!.. أومال مين المدهول اللي مرمي قدامي ده

أجابها رجل المستحيل وهو ينحني ليحل وثاقها في حنان:
- ده (ن-2).. قلتله خليك كانن بس الطفاسة خلته يتنكر في شكلي عشان كومباية حلبسة.

رفعت (منى) حاجبيها في دهشة، وهي تستند على ذراعي (أدهم) فيما ينحني الأخير على خليفته (حسام حمدي) المخدر الأطراف ليحقنه بعقار يزيل أثار الصراصير التي دفعها (دزرائيلي) في عروقه، قبل أن يحمل كليهما في نفس الوقت نحو سيارته الهامر السوداء، ليضعهما داخلها هاما بالعودة حيث الصوات الأحتفالي:
- أنت رايح فين يا (هوما)

ترقرت عينا (أدهم) بالدموع وهو يغلق أبوب السيارة في إحكام:
- معلش يا (مُنمُن).. لازم أرجع الصوان عشان أحلق ع المدام وهي بتهز، الا ولود الحرام ينهبوا النقطة!

قالها ثم اختفى من أمامها في لمح البصر، تاركا إياها تعاني القلق والشوق والشغف والحيرة والغيرة، من تواجده مع الراقصة اللولبية التي لم تكن إلا غريمتها اللدود وسارقة فرحة عمرها (سونيا جراهام)!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad