في ظل حالة غير مسبوقة من التخبط والبلبلة السياسية التي تتشعب آثارها على مختلف المستويات الحياتية للمواطن المصري بالسلب والإيجاب، لا يشغل بال المسئولين عن النشاط الرياضي في المحروسة إلا عودة الدوري بإي شكل كان، دون تفكير في تبعات قرار العودة، أو دراسة ما قد ينتج عنه القرار من مشكلات نحن في غنى عنها في الوقت الحالي، أو حتى التأكد من إمكانية تنفيذ القرار نفسه.
دوري كرة القدم الذي توقف بعد فاجعة استاد بورسعيد مطلع فبراير الماضي، هو الهم الأول والأوحد لعدد مختلف ومتنوع من مسئولي الرياضة في مصر، بداية من وزارة الشباب والرياضة ومرورا باتحاد اللعبة الرسمي، وحتى الصحافة الرياضية وقاطنو استديوهات التحليل المكيفة.
هؤلاء لا هم لهم إلا إعادة النشاط بعد توقف كامل يقترب من العام، تخللته محاولة يائسة لجس النبض بإقامة مباراة السوبر المحلي، وعدد من المباريات الأفريقية للأهلى أقيمت كلها دون حضور جماهيري بإستثناء ذهاب الدوري النهائي الذي تم نفيه إلى استاد برج العرب البعيد عن وسط العاصمة.
قرار عودة الدوري الذي تم إعلانه بعد التأكيد على إقامة البطولة دون حضور جماهيري على ملاعب القوات المسلحة ثم إلغاؤه بعد تراجع الأخيرة عن أستضافة المباريات فتأجيل أول ثلاث مراحل منه قبل أن يبدأ أصلا، يكشف كيف يسبح أصحاب السلطة في عالم بعيد عن الواقع والحقائق المجردة، وكأنهم يتعاملون بمنطق الأفلام الكوميدية دون دراسة أو إعداد.
فعلى طريقة حزلقوم في فيلم "لا تراجع ولا استسلام"، يمكنك أن تتخيل الحوار التالي بين مواطن عادي ومسئول رياضي في شأن الطريقة التي سيتم بها تأمين المباريات لضمان عدم تكرار حادثة بورسعيد:
المواطن: هتقدروا تأمنوا الدوري لما يرجع؟
المسئول: مش متأكد!
المواطن: يعني إيه مش متأكد؟ ماهو يا آه يا لاء
المسئول: لما نجرب هنعرف إذا كنا هنقدر نأمنه ولا لاء!!
ففي ظل عدم تجهيز الملاعب المصرية بالأدوات الأمنية التي طالبت بها النيابة العامة بعد الحادث، ودون الوصول لحل نهائي مع روابط الأولتراس التي ترفض عودة الدوري أصلا دون القصاص لدماء الشهداء، ومع التحفظ الدائم من جانب وزارة الداخلية على عودة المسابقة في ظل تردي الحالة الأمنية بشكل عام.. كيف سيتم تأمين البطولة وتفادي تكرار مذبحة جديدة إذا قررت روابط الأولتراس اقتحام الملاعب لمنع إقامة المباريات كما سبق وهددت؟
في الوقت نفسه وعلى مستوى البيزنس والإعلانات التجارية، يحاول أصحاب الأستديوهات المكيفة بكل الطرق الممكنة والمتاحة في ايديهم التأكيد على أن عودة الدوري هي السبيل الوحيد لإنقاذ مصر مما هي فيه وإنهاء حالة التخبط والفرقة التي أصابت فصائل المجتمع المختلفة.
فعلى طريقة جابر الشرقاوي في فيلم "فول الصين العظيم" يجلس مقدمي البرامج الرياضية/السياسية يوميا ومنذ فبراير الماضي بالساعات في محاولات متكررة لا تنتهي لإقناع المشاهد بأن "الدوري حلو" ولازم يرجع عشان في ناس غلابه بيوتهم هتتخرب ومش هيلاقوا اللقمة، وعشان هيبة الدولة اللي مش لازم تستسلم لشوية عيال يمشوا كلامهم عليها، دون تركيز فعلي على لغة حوار حقيقي مع أصحاب المشكلة من روابط الأولتراس وعائلات الشهداء.
فإذا كان قرار عودة الدوري بالأهمية التي يروج لها إعلاميا في ظل الأوضاع السياسية الراهنة، لماذا لايتم دراسته بشكل أكثر جدية يحول دون تكرار مذبحة بورسعيد، وحتى لا نرى أو نسمع مسئولي الرياضة المصرية يصرخون بعد كارثة جديدة على طريقة محمد سعد "اللمبي فِشل يا بني آدمين".
دوري كرة القدم الذي توقف بعد فاجعة استاد بورسعيد مطلع فبراير الماضي، هو الهم الأول والأوحد لعدد مختلف ومتنوع من مسئولي الرياضة في مصر، بداية من وزارة الشباب والرياضة ومرورا باتحاد اللعبة الرسمي، وحتى الصحافة الرياضية وقاطنو استديوهات التحليل المكيفة.
هؤلاء لا هم لهم إلا إعادة النشاط بعد توقف كامل يقترب من العام، تخللته محاولة يائسة لجس النبض بإقامة مباراة السوبر المحلي، وعدد من المباريات الأفريقية للأهلى أقيمت كلها دون حضور جماهيري بإستثناء ذهاب الدوري النهائي الذي تم نفيه إلى استاد برج العرب البعيد عن وسط العاصمة.
قرار عودة الدوري الذي تم إعلانه بعد التأكيد على إقامة البطولة دون حضور جماهيري على ملاعب القوات المسلحة ثم إلغاؤه بعد تراجع الأخيرة عن أستضافة المباريات فتأجيل أول ثلاث مراحل منه قبل أن يبدأ أصلا، يكشف كيف يسبح أصحاب السلطة في عالم بعيد عن الواقع والحقائق المجردة، وكأنهم يتعاملون بمنطق الأفلام الكوميدية دون دراسة أو إعداد.
فعلى طريقة حزلقوم في فيلم "لا تراجع ولا استسلام"، يمكنك أن تتخيل الحوار التالي بين مواطن عادي ومسئول رياضي في شأن الطريقة التي سيتم بها تأمين المباريات لضمان عدم تكرار حادثة بورسعيد:
المواطن: هتقدروا تأمنوا الدوري لما يرجع؟
المسئول: مش متأكد!
المواطن: يعني إيه مش متأكد؟ ماهو يا آه يا لاء
المسئول: لما نجرب هنعرف إذا كنا هنقدر نأمنه ولا لاء!!
ففي ظل عدم تجهيز الملاعب المصرية بالأدوات الأمنية التي طالبت بها النيابة العامة بعد الحادث، ودون الوصول لحل نهائي مع روابط الأولتراس التي ترفض عودة الدوري أصلا دون القصاص لدماء الشهداء، ومع التحفظ الدائم من جانب وزارة الداخلية على عودة المسابقة في ظل تردي الحالة الأمنية بشكل عام.. كيف سيتم تأمين البطولة وتفادي تكرار مذبحة جديدة إذا قررت روابط الأولتراس اقتحام الملاعب لمنع إقامة المباريات كما سبق وهددت؟
في الوقت نفسه وعلى مستوى البيزنس والإعلانات التجارية، يحاول أصحاب الأستديوهات المكيفة بكل الطرق الممكنة والمتاحة في ايديهم التأكيد على أن عودة الدوري هي السبيل الوحيد لإنقاذ مصر مما هي فيه وإنهاء حالة التخبط والفرقة التي أصابت فصائل المجتمع المختلفة.
فعلى طريقة جابر الشرقاوي في فيلم "فول الصين العظيم" يجلس مقدمي البرامج الرياضية/السياسية يوميا ومنذ فبراير الماضي بالساعات في محاولات متكررة لا تنتهي لإقناع المشاهد بأن "الدوري حلو" ولازم يرجع عشان في ناس غلابه بيوتهم هتتخرب ومش هيلاقوا اللقمة، وعشان هيبة الدولة اللي مش لازم تستسلم لشوية عيال يمشوا كلامهم عليها، دون تركيز فعلي على لغة حوار حقيقي مع أصحاب المشكلة من روابط الأولتراس وعائلات الشهداء.
فإذا كان قرار عودة الدوري بالأهمية التي يروج لها إعلاميا في ظل الأوضاع السياسية الراهنة، لماذا لايتم دراسته بشكل أكثر جدية يحول دون تكرار مذبحة بورسعيد، وحتى لا نرى أو نسمع مسئولي الرياضة المصرية يصرخون بعد كارثة جديدة على طريقة محمد سعد "اللمبي فِشل يا بني آدمين".