عندما يغني سوبر ليفه .. خليك في النور يا أمور !! - مدونة حسام

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

23 أغسطس 2012

عندما يغني سوبر ليفه .. خليك في النور يا أمور !!


أحمد أنور جابر المعروف إعلاميا بـ نادر أبو الليف أو سوبر ليفه، حسبما يظهر على البومه الغنائي الثاني "خليك في النور يا أمور" والذي طُرح في الأسواق مؤخرا محققا به ذات النجاح الذي حققه مع ألبومه الأول "كينج كونج"، إن لم يكن قد تخطاه، هو النسخة شديدة التطور والإبهار لفناني المونولج الذين انقرضوا واختفوا عن الساحة الفنية تباعا بداية من افول نجم بحجم اسماعيل ياسين وانتهاء بالإسفاف الذي يقدمه الثلاثي محمود عزب وعادل الفار وفيصل خورشيد، ليقضوا بشكل شبه نهائي على فن أثلج صدور المصريين لأكثر من 25 عاما كاملة.

صحيح أن وضع أبو الليف في قالب المونولوجست ربما لا يتناسب مع شعبيته الجارفة التي حصدها بموهبة حقيقية واختيارات تستحق الأحترام في زمن قياسي، وبإعتبار أن وصف مونولوجست أشبه بسباب خارج في هذا العصر، إلا أن نوع الغناء الذي يقدمه والقضايا التي يطرحها تباعا بشكل يعتمد بالأساس على النقد والسخرية خاصة في البومه الثاني، يجعل من الصعب جدا وصفه بلقب مطرب.

ويقدم أبو الليف في البومه (خليك في النور يا أمور) وجبة دسمة من القضايا في قالب غنائي مميز يسير على نفس النمط الذي بدأ به مشوار الفني في (كينج كونج) معتمدا على ذات الفريق المكون من أيمن بهجت قمر ومحمد يحيى وتوما، معيدا إلى الأذهان ذكريات العمالقة اسماعيل ياسين وأبو السعود الأبياري، مع الفارق بالطبع.

وترجع بدايات فن المونولوج في مصر إلى أواخر الأربعينات من القرن العشرين حين ظهر نوع من الغناء الساخر اتسمت ألحانه بالسرعة والخفة واصبح فقرة أساسية تقدم فى الحفلات العامة والخاصة وفى أفلام السينما وعلى المسرح بفضل مجموعة من النجوم يأتي على رأسهم (اسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وثريا حلمي وأحمد الحداد وعمر الجيزاوي ومعهم منير مراد)، ثم ظهرت فى الستينات مجموعة جديدة كان اشهرها (سيد الملاح ولبلبة)، ليحظي هذا اللون من الغناء بشعبية فائقة حتى صار أشبه بالكاريكاتير وسط القوالب الغنائية التقليدية التى تمسكت بالرومانسية العاطفية والكلمات العائمة في هجاء الحبيب واستعطافه !!.

وشهدت الفترة من آواخر الأربعينيات وحتى بداية السبعينيات، رواجا أسطوريا لفن المونولوج خاصة على المستوى السينمائي، إذ قدم اسماعيل ياسين (اشهر وانجح من قدم فن المونولوج الغنائي) في تلك الفترة ما يزيد على المائة فيلم سواء كبطل مطلق في سلسلة الأفلام التي تحمل اسمه، أو في دور صديق البطل، حتى أنه قدم 18 فيلم في عام واحد 1954، مسجلا رقما من المستحيل تحطيمه في الوقت الحاضر.

مونولوجات سمعه وشكوكو وثريا حلمي ومن بعدهم سيد الملاح ربما تحظى بالشعبية الأكبر والشهرة الأوسع لكن آخرين مثل منير مراد وعمر الجيزاوي الذي اندثرت اعماله واختفت تماما كانت لهم طلة مبهرة لا يمكن إنكارها ولا يزال عدد غير قليل من محبي هذا الفن الراقي يتذكرون (اتفضل شاي) و(معانا الجاوي والبخور) للجيزاوي، وطبعا محدش شاف ويا حضرات المستمعين لمنير مراد، الذي حول تركيزه إلى التلحين لكبار المطربين.

فن المونولوج نفسه الذي يسير أبو الليف بمهارة يحسد عليها على خطى إعادته للحياة من جديد وفي ابهى صورة، اعتمد في تلك الفترة على النقد الهادف الساخر من سلبيات المجتمع وتخطاها إلى محاولة وضع الحلول، تحول مع الثلاثي خورشيد والفار وعزب، إلى تجارة مسفة ومحاولة غير اخلاقية للتهكم على مشاهير الفن والأدب والسياسة بشكل منفر عبر إلقاء النكات والتقليد المستفز، ما ساهم بشكل كبير جدا في انطفاء بريقه.. حتى ظهر أبو الليف صيف 2010 مفجرا قنبلته كينج كونج.

الألبوم الأول الذي كان بمثابة الحدث، وتعامل معه الوسط الفني بمنتهى الحرص والريبة، خاصة مع الأنباء التي انتشرت عن نفاذ أكثر من 10.000 نسخة في أقل من 24 ساعه، وضع فيه أبو الليف وفريقه بصمة مختلفة ومغايرة تماما للون الغناء السائد الذي لا تنحرف موضوعاته عن العيون والرموش والغش والخيانة.. الخ، ليقدموا نهج جديد اعاد للأذهان ذكريات (ما تستعجبش، نبوية "اسماعيل ياسين"، وجرحونى وقفلوا الأجزخانات، ورد عليك "شكوكو"، وعيب اعمل معروف، كنت فين يا علي "ثريا حلمي"، وابريق الشاي "سيد الملاح")، قبل أن يؤكد ذات الفريق على نيته بإصدار الألبوم الثاني الأكثر وضوحا وقوة وإظهارا لفكرة إحياء المونولوج.

فهل يقبل أبو الليف أو سوبر ليفه بوصف مونولوجست ويستمر في تقديم الجديد المميز الذي من الصعب مجاراته فيه؟.. هذا ما ستجيب عنه الأيام والأغنيات القادمة لهذا الفنان الواعد.

Post Top Ad