البشر.. ورغم كونهم لا يمتلكون العمر الأطول بين مخلوقات المولى عز وجل، هناك نوع من السلاحف البرية يعيش أكثر من مائتي عام، إلا أننا نسعد ونبتهج جدا ونهلل ونحتفل، ونتبادل الهدايا بعد أن تزداد إحدى خانات العمر رقما إضافيا.
لا أنكر أنني كنت حتى وقت قريب أشعر بنفس البهجة والسرور حين أتقدم في العمر عاما بعد عام، وأنتقل ذاك الأنتقال السلس من مرحلة الطفولة للمراهقة.. ثم الرجولة والعمل وتحمل والمسئولية.. إلى أن نجحت بفضل الله ودعوات والدي في تكوين أسرتي الصغيرة.
أقول كنت.. لأنني لم أعد أشعر بذات السعادة حين تأتي ذكرى ميلادي.. أو لنقل أنني لم أعد آبه بهذه المناسبة أصلا.. ولا أدري هل هذه اللامبالاة مجرد شعور مؤقت ناتج عن ضغط عمل أو حياة، أو هو ربما تأثير الأحداث الأخيرة التي مرت ولازالت تمر بها مصرنا الحبيبة، حتى أضحت المناسبات الخاصة لإي فرد شيء مبالغ فيه.
ربما هو مزيج من هذا وذاك.. لكن النتيجة في النهاية أن الأحتفال بعيد ميلادي لم يعد يشغال بالي كالسابق.
شيء وحيد مختلف هذا العام.. هناك أصدقاء تذكروني وخطت أنمالهم كلمات مبهجة فاجئتني وبسطت السرور على نفسي.. ولهم خصيصا كتبت هذه الخاطرة البسيطة أعترافا بأن وجود الأصدقاء يصنع فارق لا خلاف عليه.
فلهم خالص أعتزازي ومحبتي..
دمتم لي.