الغزاة

هل تحب الجرجير؟، ماذا عن الفجل.. لن أسئلك عن الطماطم والخيار، والملوخية، فحسب معلوماتي لا يوجد في هذا العالم من لا يحب أكل الأنواع سالفة الذكر، إلا إن كان يعاني مرضا ما!!.

من شهرين أو اكثر، قرر أحد زملاء العمل استغلال مساحة من الأرض الخالية (الطينية) خلف مبنى الشركة، كانت تُستعمل فيما مضى كمخزن للأشياء القديمة، بخلاف المخلفات التي كان يلقيها بواب العقار الواقع به مبنى الشركة، ما كان يثير استياء الجميع.

جاءت فكرة استغلال تلك المساحة، كأرض زراعية، مثيرة للضحك والخيال في آن واحد، فالبعض سخر من الزميل، وآخرون استفسروا عن طرق تصريف المحصول الذي سيتم زراعته!!.

وبدأ المشروع، جرجير.. فجل.. ملوخية.. نعناع.. واخيرا طماطم.

ايام قليلة وبدأت البشائر، وتم الحصاد الأول لعدد محدود من أعواد الجرجير.

لاذع قليلا، لكنك تشعر بنقاوته، وخلوه من أي أشياء غير طبيعية.

ثم تبعه النعناع، فالفجل.. قبل أن يحدث الغزو!؟

فأثناء تفقد زميلي لمشروعه، فوجيء بعدد من الفطريات الخبيثة، وقد أقتحمت (الجونينة) في محاولة للإستيلاء على أرض المشروع.

والفطر الذي عثرنا عليه، وتم استئصاله بصحبة عدد من اقاربه، ينتمي لعائلة الفطريات الخبيثة التي تنبت (شيطانيا) لتقتل ما يحيط بها من مزروعات، دون أن تؤثر على صلاحية الأرض التي تنبت بها.

الشكوك الآن تتركز حول من المسئول عن هذا الغزو..

هل هي أياد خارجية أرادت افساد مشروع الزميل ومنعه من تصدير الطماطم واحتكار السوق؟.

هل هي فلول الحزب الوطني، أم بلطجية النظام المخلوع؟!!

ربما هي اسرائيل وقد تمكن جواسيس الموساد المنتشرون معرفة تفاصيل المكان، فقررت القضاء مبكرا على منافس قد يتسبب في إفساد السبوبة؟.

أو لعله بواب العقار المشاكس، وقد اتخذ قرارا بإفساد الأرض لتعود ادراجها كمخزن ومقلب لمخلفاته؟

أو هو بالفعل غزو فضائي..

الأيام وحدها قد تجيب عن هذه التساؤلات

أو من الأفضل أن نستشير واحد بيفهم في الزرع، ونريح دماغنا.