لا أطيق الغبار أو الأتربة، أعشق النظافة والنظام، ولا يمكنك أن ترى غرض أي كان حجمه في غير موضعه.. لن تعثر على بقايا طعام في الأرض، ولن تجد المطبخ ملوث برائحة الطهي، حتى النعال والأحذية التي أرتديتها ستجدها هناك مرتبة ومنمقة وكأنني أبتعتها لتوي، وبرغم كل هذا وجدته بالمصادفة البحتة يتحرك هابطا من سقف المكتبة إلى أرضية الغرفة!!.
يمكنك ببساطة أن تتخيل حالة الهستريا التي أصابتني فور رؤيته، لا سيما وأنا أعاني من فوبيا النظافة والنظام، وبرغم كل ما فعلت وافعل يوميا، أقتحم هذا المخلوق الصغير عالمي رغما عني.
long leg spider، أو ما يعرف بالعنكبوت المنزلي، هو مخلوق صغير الحجم له ثمانية أرجل وثماني عيون، وليست له أجنحة أو أعضاء للمضغ، يبدأ طوله من ٢ ملم وحتى ١٠ ملم، ومن الممكن أن يصل طول ساقه إلى ٥٠ ملم!!.
وبرغم أن المتعارف عليه أن العنكبوت كانت مخلوقات غير محبوبة تسبب الأذى لاسيما الأنواع السامة كالأرملة السوداء، فان عدد غير قليل من الدوريات العلمية ذهبت أن لولا هذه المخلوقات الصغيرة لما كان للإنسان مستقر على الأرض ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في اصطياد الحشرات والفتك بها، ولولاها لتكاثرت الحشرات وأتت على الأخضر واليابس!.
لم أتوقف طويلا أمام سيل المعلومات (المتراكمة من قراءاتي) المنهمر من خلايا عقلي، وأنا أهرع لجلب زجاجة المبيد الحشري للفتك بهذا الدخيل غير المرغوب فيه.
نزعت الغطاء، وضغطت بكل ما أوتيت من قوة، لينطلق الرزاز السام في الموضع الذي كان يشغله صاحبنا منذ لحظات، وأصبح خاليا الآن.
لوهلة تصورت أنني قد ظفرت به، واقتربت (واضعا منديلي على انفي) أدقق النظر وابحث عن الجثة المتحجرة، حين شعرت بوخزات سريعه على وجه قدمي.
أجفلت وتراجعت قفزا، في الوقت الذي كان صاحبنا يطير (حرفيا) ليختفي أسفل الأريكة!!.
لقد تلوثت سمعتي، كيف أرفع عيناي في وجه جيراني، لعلهم يتهامسون الآن في شماته "أخييييييييييه ده عنده عنكبيت في بيته".
العرق ينساب قطرات على جبيني، أخلع نظارتي الطبية، ومن جديد أحكم قبضتي على زجاجة المبيد الحشري، ثم أدفع الأريكة.. وتنطلق الدفقات الغزيرة بلا توقف...
><><><><><
في العدد الأسبوعي لجريدة قومية كبيرة، نُشر في قسم الحوادث، أن الشرطة عثرت على جثة أستاذ جامعي متعفنة في منزله، وأشار تقرير الطبيب الشرعي أن الضحية توفي أثر استنشاق مادة سامة من المرجح أنها مبيد حشري!!.
كان جيران الضحية قد أبلغوا الشرطة، بعد أن اشتموا رائحة نتنة تنبعث من داخل شقته، بأحد أحياء القاهرة الراقية، كما أكد حارس العقار أنه لم يرى الضحية يغادر منزله منذ ما يزيد على الأسبوع، فتم إستئذان النيابة، التي أمرت بدورها اقتحام الشقة، ليُعثر على الجثة.
يمكنك ببساطة أن تتخيل حالة الهستريا التي أصابتني فور رؤيته، لا سيما وأنا أعاني من فوبيا النظافة والنظام، وبرغم كل ما فعلت وافعل يوميا، أقتحم هذا المخلوق الصغير عالمي رغما عني.
long leg spider، أو ما يعرف بالعنكبوت المنزلي، هو مخلوق صغير الحجم له ثمانية أرجل وثماني عيون، وليست له أجنحة أو أعضاء للمضغ، يبدأ طوله من ٢ ملم وحتى ١٠ ملم، ومن الممكن أن يصل طول ساقه إلى ٥٠ ملم!!.
وبرغم أن المتعارف عليه أن العنكبوت كانت مخلوقات غير محبوبة تسبب الأذى لاسيما الأنواع السامة كالأرملة السوداء، فان عدد غير قليل من الدوريات العلمية ذهبت أن لولا هذه المخلوقات الصغيرة لما كان للإنسان مستقر على الأرض ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في اصطياد الحشرات والفتك بها، ولولاها لتكاثرت الحشرات وأتت على الأخضر واليابس!.
لم أتوقف طويلا أمام سيل المعلومات (المتراكمة من قراءاتي) المنهمر من خلايا عقلي، وأنا أهرع لجلب زجاجة المبيد الحشري للفتك بهذا الدخيل غير المرغوب فيه.
نزعت الغطاء، وضغطت بكل ما أوتيت من قوة، لينطلق الرزاز السام في الموضع الذي كان يشغله صاحبنا منذ لحظات، وأصبح خاليا الآن.
لوهلة تصورت أنني قد ظفرت به، واقتربت (واضعا منديلي على انفي) أدقق النظر وابحث عن الجثة المتحجرة، حين شعرت بوخزات سريعه على وجه قدمي.
أجفلت وتراجعت قفزا، في الوقت الذي كان صاحبنا يطير (حرفيا) ليختفي أسفل الأريكة!!.
لقد تلوثت سمعتي، كيف أرفع عيناي في وجه جيراني، لعلهم يتهامسون الآن في شماته "أخييييييييييه ده عنده عنكبيت في بيته".
العرق ينساب قطرات على جبيني، أخلع نظارتي الطبية، ومن جديد أحكم قبضتي على زجاجة المبيد الحشري، ثم أدفع الأريكة.. وتنطلق الدفقات الغزيرة بلا توقف...
><><><><><
في العدد الأسبوعي لجريدة قومية كبيرة، نُشر في قسم الحوادث، أن الشرطة عثرت على جثة أستاذ جامعي متعفنة في منزله، وأشار تقرير الطبيب الشرعي أن الضحية توفي أثر استنشاق مادة سامة من المرجح أنها مبيد حشري!!.
كان جيران الضحية قد أبلغوا الشرطة، بعد أن اشتموا رائحة نتنة تنبعث من داخل شقته، بأحد أحياء القاهرة الراقية، كما أكد حارس العقار أنه لم يرى الضحية يغادر منزله منذ ما يزيد على الأسبوع، فتم إستئذان النيابة، التي أمرت بدورها اقتحام الشقة، ليُعثر على الجثة.
تمت بحمد الله