الخاسر والرابح في صراع الحضري مع طواحين الهواء..!!


في تواصل منقطع النظير لمسلسلات حارس افريقيا الأول في السنوات الست الأخيرة (عصام الحضري) مع الأندية التي يمثلها..

أكد حارس مرمى نادي الزمالك ومنتخب مصر الأول لكرة القدم، انه لن يدخل أبواب القلعة البيضاء مجددا بعد إعلان مسئولي النادي تعديه بالقول على مدربه عماد المندوه خلال تدريب منفرد كان يؤديه اللاعب ظهر الثلاثاء.


وقال الحضري في تصريحات لبرنامج (أبيض وأسود) على مودرن سبورت "فوجئت بتصريحات مسئولي الزمالك أنني تعديت بالقول على المندوه، وهو ما لم يحدث".

"أديت مراني المنفرد دون مشاكل، وطلبت ان أحضر عرضا للنادي من أجل الموافقة على رحيلي، وكان من الممكن ان أقدم شكوى بسبب قرار تدريبي منفرداً لكني لم أفعل، ولدي مستحقات متأخرة لم أطالب بها".

وأعتبر الحضري ان الواقعة مدبرة، رافضا الرد على سؤال من الناقد فتحي سند مقدم البرنامج عما اذا كان يتوقع ان يكون عبد الواحد السيد حارس الفريق الأساسي طرفا في الموضوع.

على الجانب الآخر قرر المستشار جلال إبراهيم رئيس مجلس إدارة النادي المعين تحويل الحضري للتحقيق بعد الواقعة.

"اللاعب دخل في مشادة مع المندوه، وقام ابراهيم حسن برفع مذكرة بهذا الخصوص".

وأكد رئيس نادي الزمالك انه يرفض الخروج عن النص في فريق الكرة، واعدا بالتصدي لهذه التجاوزات حتى لا تؤثر على مسيرة الفريق في مسابقة الدوري.

والواقعة.. أو المشكلة هي الثانية لحارس مصر الأول بالإحصاءات والأرقام والبطولات التي حصل عليها (سواء مع منتخب مصر أو الأندية التي مثلها) مع الزمالك في أقل من نصف موسم.

وبدأ تعاقد الحضري مع الفريق الأبيض أعتبارا من الموسم الحالي 2010/2011، لكن المشاكل تفجرت سريعا بعد أن طالب بالمشاركة أساسيا.. وتأكيده على أن مراعاة نفسية عبد الواحد السيد حالت دون أن يبدأ مباراة حرس الحدود في الأسبوع الأول للمسابقة.

وقال الحضري بعد المباراة "عند إعلان التشكيل الأساسى وكنت أنا من سيبدأ المباراة شعر الكابتن حسام حسن أن عبد الواحد السيد أخذ الأمر بحساسية شديدة، ما دعاه الى الحديث معى ليبدأها عبد الواحد وتفهمت الموقف".

هذه التصريحات دفعت عبد الواحد للرد مطالبا زميله في الفريق ومنتخب مصر أن يكون أكثر أتزانا، ومؤكدا أن حديثه عن أسلوب اختيار الحارس الأساسي للزمالك عار من الصحة وغير مقبول.

وبعد أن هدأت هذه الزوبعة وبدأ الجهاز الفني للزمالك يشرك كلا اللاعبين بالتناوب، قفزت على السطح مشكلة جديدة بإيقاف الحضري أربعة أشهر بعد أعتماد لجنة أنضباط الفيفا لقرار إيقافه على خلفية مشكلته الأشهر مع ناديه السابق (الأهلى).

وهي المشكلة التي وضع الحضري نفسه فيها بلا مقدمات عقب أنتهاء أمم افريقيا 2008 بغانا، ورحيله عن أكبر اندية افريقيا بدون موافقة مجلس الإدارة، ما دعى أنصار النادي وجبهته الإعلامية لإطلاق مسمى (الهارب) عليه.

وبعد عام واحد قضاه الحضري في سيون السويسري حفل ببعض المشاكل مع مدربه ورئيس النادي، عاد اللاعب ليمثل الإسماعيلي ويبدأ سلسلة جديدة من المشاكل والخلافات (المادية) عن مستحقاته المتأخرة وأحقيته في بعض العقود الإعلانية التي أبرمها.

ثم أنتقل الحضري، أو لنقل أن (الإسماعيلي تخلص منه) إلى الزمالك مطلع هذا الموسم، وليواصل الحضري بنجاح منقطع النظير محاربته لطواحين الهواء.. بوصفه الفارس الذي لا يشق له غبار.

ولمن لا يعرف.. فإن مصطلح (محاربة طواحين الهواء) يرمز به إلى شخص غير كفء.. يصر على أنه الأميز دون منازع.

وظهر المصطلح مواكبا لرواية صدرت في مجلدين (1605و 1614م) وتعتبر من روائع الأدب العالمي للمؤلف الإسباني (ميغيل دي سرفانتس سافيدرا) عنوانها (دون كيخوت دي لامانتشا) أو Don Quijote، وهو ما تم تحريفه للعربية بما يعرف بالدون كيشوت.

ودون كيخوت أو كيشوت هو رجل نحيف طويل ناهز الخمسين من عمره متوسط الحال، كان يعيش في إحدى قرى اسبانيا بإقليم لامانشا الإسباني في القرن السادس عشر.

لم يتزوج ومن كثرة قراءاته في كتب الفروسية فقد عقله وأنقطع عن الحياة الواقعية ليبلغ به الهوس حدا جعله يفكر في أن يعيد دور الفرسان الجوالين بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الأرض ويخرجون لنشر العدل ونصرة الضعفاء.

وهكذا يستخروج دون من ركن خفى بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه أصلح من امره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا هزيلا ونصب نفسه فارسا متجولا لمحاربة الظلم في كافة بقاع الأرض.

والشخصية من أكثر النماذج الإنسانية إثارة للجدل في الأدب العالمي لما تتمتع به من مغامرة حالمة يتبعها قرارات لاعقلانية.

وهو الحال نفسه الذي يؤديه الحضري في واقعنا الرياضي بلا منازع.

فلا خلاف ولا جدال على قدرات أحسن حارس مرمى في مصر وافريقيا.. لكن المهارة وحدها لا تكفي، خاصة والحضري يتقدم من (نقرة لضحضيرة) كما يقول المثل الشعبي.

عندما يهبك المولى عز وجل موهبة وتنجح في تنميتها وصقلها، لدرجة أن تصبح أنجح منافسيك لهو أمر يستحق أن تحافظ عليه بحياتك.. لا ان تهدره وتضيعه في مناوشات جنابية لا طائل من وراءها.

صحيح أن مشكلة الحضري مع الأهلى لم تؤثر جديا على مستواه في أمم أنجولا 2010 مع منتخب مصر، لكنه وبشهادة الخبراء لم يكن نفس الحارس العملاق الذي أصاب العاجي دروجبا بالذهول وهو يتصدى لكراته واحدة تلو الآخرى في أمم غانا 2008.

وهو بالتأكيد أضعف بمراحل خلال المباريات التي خاضها مع الزمالك ومنتخب مصر في تصفيات أمم 2012.

الحضري بيديه يهيل التراب على كل ما بناه خلال مشواره، ويصر على مناطحة طواحين الهواء، مع أن مكانه الطبيعي بين القائمين والعارضة.!!

إرسال تعليق

0 تعليقات