بمناسبة الزلزال اللي ضرب مصر امبارح الصبح، والحمد لله أنه عدى على خير. تعالوا نتكلم عن واحد من الأفلام الجديدة اللي بتطرح فكرة تعرض الأرض لكارثة طبيعية أو كيفية مواجهة الكوارث بشكل عامل.
فيلم Don't look up، واللي ملقتش صورة معبرة أكتر من الصورة المرفقة عشان توضح فكرته صراحة وهتعرفوا ليه في السطور الجاية. 😁
في البداية. الفيلم يتحط ضمن قائمة طويلة جدا من الأفلام اللي عالجت قصة الكوارث الطبيعية وازاي الانسان بيواجه المصاعب الناتجة عنها. على سبيل المثال لا الحصر القائمة دي بتضم
Earthquake (1974), twister (1996), Volcano (1997), Dante's Peak (1997), Armageddon (1998), Deep Impact (1998), The Perfect Storm (2000), Space Cowboys (2000), Mission to Mars (2000), The Core (2003), The Day After Tomorrow (2004), Solar Attack (2006), Poseidon (2006), 2012 (2009), Meteor Apocalypse (2010), End of the World (2013), Exploding Sun (2013), Hours (2013), Pompeii (2014), San Andreas (2015), The Wave (2015), The Finest hours (2016), Geostorm (2017), Crawl (2019), Greenland (2020)
في عناوين منها مشوفتهاش بصراحة ومعرفش عنها حاجة بس لقيتها ضمن بحث سريع عملته عن النوعية دي من الأفلام اللي بتقدم فكرة انقاذ الأرض أو تعرضها لخطر الفناء نتيجة كارثة طبيعية.
يمكن من ضمن العناوين دي في فيلمين بس اللي أعرفهم وشفتهم وهما الأقرب لفيلمنا اللي بنتكلم عنه
Armageddon (1998) وSpace Cowboys (2000) ومعاهم Deep Impact (1998) اللي ناوي اشوفه ان شاء الله.
فكرة أن في مذنب/كويكب/جسم فضائي في مسار تصادمي مع الأرض ومفيش حل غير أن يتم ارسال بعثة لمحاولة تدميره أو تغيير مساره قبل ما تحصل الكارثة. يمكن شفنا كمان معالجة كوميدية للفكرة دي في مسلسل الكبير. 😂
طب إيه بقى المختلف اللي بيقدمه Don't look up المرة دي؟
الحقيقة الفيلم كان ماشي بنفس الوتيرة المعتادة للأفلام السابق ذكرها، أو يعني بدأ كده، علماء بيكتشفوا الجسم المجهول ده وحساباتهم بتحدد بدقة أنه متجه رأسا للأرض وهيفشلق الكوكب ويبقى سبب في فناء الجنس البشري وانقراضه زي ما سبق وحصل مع الديناصورات. جميل؟ لاء مش جميل.
عشان بذكاء شديد، الفيلم بيقدم الفكرة من منظور مختلف تماماً عن اللي اتعودنا عليه، من تجميع الفريق المناسب للتعامل مع الكارثة وتدريبهم لحد ما يتم تدمير الخطر والناس في ناسا تعيط وتحضن بعض والفرحة تعم الأجواء. 😇
وعشان ببساطة احنا بقينا في عصر مختلف عن التسعينات وبداية الألفية. عصر مبقاش للعلم فيه صوت مسموع وكلمة موثوقة يُعتد بيها بالشكل الكافي، والسيطرة الكاملة بقت للميديا وبرامج التوك شو والتريندات والهاشتاجات ومن وراهم طبعا رجال الأعمال اللي بقوا، صراحةً أو في الخفاء، بيتحكموا في مصائر الشعوب ويديروا الحكومات والدول حسب أهوائهم الشخصية ومصالحهم.
فكل الهلع اللي بيحصل للعلماء مع اكتشاف الجسم المتجه للأرض ده وتأكدهم من المسار التصادمي وتوقيته، ثم محاولاتهم المستميتة لاقناع المسئولين والمواطنين على حد سواء بجدية وخطورة الموضوع بينقلب 180 درجة لكوميديا سوداء وأنت شايف عبث تام في التعامل مع خطر بيهدد حياة البشر كلهم.
عبث وصل حد الجنون بتفجير البعثة الروسية، الهندية، والصينية المشتركة اللي كان المفترض هتقوم بتدمير الجسم الفضائي ده لأن امريكا اقتنعت برؤية واحد من رجال الاعمال المتوغلين في المطبخ السياسي لدرجة أنه بيمشي كلامه على رئيسة امريكا بأن ممكن بدل ما ندمرالجسم الفضائي ده خالص، نفرقعه بس ونحوله فتافيت وحتت صغيرة ملهاش ضرر ونستفيد بالعناصر المعدنية النادرة الموجودة في تكوينه واللي هي بمثابة ثروة عايمة في الفضاء ملهاش صاحب، فمينفعش ترموا النعمة ويلا بينا نبقى اصحابها ونتنغنغ.
طبعا الجنون والهبل ده كان سبقه صراع درامي من خلال وسائل الاعلام نفسها مرئية ومقرؤة بين جبهة العلماء (اللي ملهمش في ليلة الميديا دي أساسا) من ناحية، وبين المسئولين من ناحية تانية لتأكيد/تكذيب القصة من أساسها، واللي منها جه اسم الفيلم. جبهة بتصرخ للصالح العام وبتقول بصوا فوق متكدبوش عينيكوا هنموت كلنا، والجبهة التانية السياسية بتقول بلاش هبل وتضخيم للأمور وأوعوا تبصوا فوق هتتعبوا ومفيش حاجة تبصوا عليها من الأصل.
الفيلم حقيقة بيقدم معالجة مرعبة من وجهة نظري للواقع اللي احنا فيه فعلا، الميديا المسيطرة على كل حاجة في حياتنا دلوقت بتغيب العقول وتوجهها حسب رغبة اللي بيتحكموا فيها، فتلاقي الأخبار التافهة والسطحية عن حياة المشاهير ومين طلق ومين اتجوز ومين مصاحب ومين بيعيط هي اللي متصدرة ومغرقة الدنيا، في حين أن اخبار تانية قد تكون اكثر اهمية، ولا بيتجاب سيرتها ولا حد يعرف عنها حاجة.
ساعات وساعات من الحشو والهراء الفارغ في برامج التوك شو والصحف والبرامج الحوارية بيتم دعمها على الأنترنت بالهاشتاجز والتريندات لتسويق افكار/اخبار متخلفة، ولما يظهر شيء مهم أي كان هو ايه، بيدوب ويختفي في الزحمة ومحدش بيتابعه ولا يهتم بيه.
فيلم Don't look up قدم بامتياز نسخة لما قد يصل إليه كوكبنا العزيز في حال قرر واحد من الاجسام الهائمة في الفضاء أنه يغير مساره ويحود يشرب شاي عندنا، وده مش مستبعد خالص بالمناسبة.
اخر حاجة. الإيفيه بتاع جنيفر لورانس والسناكس كان عالمي في توقيتاته. حاجة كده شبه ضفة غفران الغريب لو حد بيتابع البلاتفورم. 😉
بالنسبة للأداء التمثيلي فكان هايل الحقيقة، خاصة الثنائي ليوناردو ديكابريو، وجنيفر لورانس، ومعاهم طبعا ميريل ستريب، وجونا هيل، وكيت بلانشيت والجدع الغتت مارك رايلانس.
ينصح جدا جدا بالمشاهدة. تقييمي 10/7.5
0 تعليقات