ولود الوزة (5) .. أسطورة أرض الكنابل! - مدونة حسام

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

2 فبراير 2015

ولود الوزة (5) .. أسطورة أرض الكنابل!

أسطورة أرض الكنابل
مقدمة:
في أرض الكنابل تصير أصوات الانفجارات نشاطا يوميا معتادا لا يثير الاهتمام، في أرض الكنابل لا توجد سوى لعبة واحدة هي محاولة البقاء حيا، ورياضة واحدة هي التخفي، وأمنية واحدة هي ألا يوقعك حظك السيء في مكان به كونبله!
________________

تمهيد
اعتاد العجوز (رفعت اسماعيل) أن يقدم لكم ملخصًا سريعا عن أحداث القصص التي ترتبط ببعضها .. وغالبا ما يكتبه تحت عنوان (فلننعش ذاكرتنا).

حسنا أنا لا أحب طريقته، وأفضل أن ندخل في صلب الموضوع مباشرة، أنا (سالم شحاته) وهذه زوجتي (سلمى شحاته)، ونحن -كما ولابد أنكم تعلمون- نسختان كاملتا التشابه، من عالمين متشابهين في مجرتين مختلفتين.

(سلمى) تمتلك جهاز (ناقل الجزئيات) الذي ينقلها باستمرار وسط أبعاد آخرى، وهو السبب الرئيسي في كوننا زوجين نرتحل بين الكواكب والأبعاد في محاولة مستمرة للعثور على كوكب أحدنا أو مكان يصلح لأن تستمر أقامتنا فيه بعض الوقت دون أن تلاحقنا الكوارث!.

أعتقد أن هذا يكفي .. لنبدأ السرد الآن.
________________

تم التجسد في ميدان واسع مظلم تفوح منه رائحة البارود المميزة لما بعد معارك حربية طويلة الآمد، كان الطقس باردا .. باردا إلى حد أن أفكاري تجمدت ولم تكن الثياب التي علينا مناسبة لهذا الصقيع .. التقطت أذناي صوت مذياع قريب ونحن نمر جوار مقهى شعبي نصف مفتوح يتحدث عن أن موجة طقس باردة ستضرب البلاد لنحو عشرة أيام مقبلة .. ما هذا النحس؟!

وبرغم الظلام كنا قادرين على ان يرى بعضنا البعض وادركت اننا نبدأ المغامرة في هذا العالم الجديد في أسوأ حال من البهدلة، سلمى فقدت حذائها، بينما أبدو كمهرجي السيرك بملابسي الممزقة، لابد أن مظهرنا الغريب سيجذب الأعين إن عاجلاً أو أجلا، لكن ما لفت أنتباهي حقا، هو أنه وبرغم الظلام الدامس الذي يبدو وكأنه وحش أسطوري يجثم على المكان، ثمة حركة غير طبيعية وصيحات تحذيرية لم أتبين كنهها بالضبط، وكأن معركة على وشك النشوب أو أنتهت للتو وهناك من يُحصي الضحايا ويجمع المصابين!

تحركنا بدافع الفضول باتجاه الأصوات المتعالية، حيث بدأت أضواء خافتة تبدد الظلام الدامس رويدا رويدا، لنفاجيء أنا و(سلمى) بما اعتقد أنه كردون أمني يتحلق حوله مدنيين يصيحون في حماس غير مفهوم وكأني أشاهد واحدة من مباريات كرة القدم لدورات الساحات الشعبية، ما الذي يحدث هنا بالضبط؟

اقتربنا أكثر .. وأكثر، ويا ليتنا ما فعلنا
الآن نرى ما أعتقدت في باديء الأمر ومع الظلام وبعد المسافه أنه كائن فضائي، ثم استوعبت بقليل من التركيز والإنصات أنه رجل أمني متخصص يقوم بتفكيك (كونبله) حسبما أكد لي أحد المارة المتحلقين حول هذا المشهد الميلودرامي الرهيب!

قال في حماسة تتخللها تفتفه متقطعه على وجهي "النهارده فككوا (كونبله) في محطة الرمل، وواحدة تانية في مترو المرج، وإسماعيل جاري بيقول أنهم لقوا واحدة كمان على الكورنيش، وسمعت أن في واحدة عند دائري المعادي، ده غير اللي لقوها الصبح في محطة مصر على سكة القاهرة إسكندرية واللي كانت امبارح في شبرا الخيمة، و..".

قاطعته متسائلا "كل دي (كنابل)، ليه طيب؟"

ابتسم في دهاء وهو يقترب أكثر ويواصل التفتفه "ليه إيه يا برنس، الباشا مش من هنا ولا إيه، دول ولاد الكلب الإرهابيين عاوزين يخربوا البلد ويموتونا .. الله يحرقهم"

كنت أنوي سؤاله عن الكيفية التي يتم بها اكتشاف أماكن كل هذه "الكنابل" قبل أن تنفجر، وعن طبيعة التفكير الإستراتيجي التي ينتهجها إرهابي معاد لنظام يقوم بوضع (كونبله) مساءً في نفس المكان الذي يشهد مظاهرات ضد نفس النظام صباحا بحسب ما سمعت من أحاديث المارة حولي، لكن صوت انفجار محدود عرفت أنه يعني نجاح (الرجل الفضائي) في إبطال مفعول (الكونبله) صاحبه صيحات احتفال حنجورية من الجموع المحتشدة حال بيني وبينه، في نفس الوقت الذي شعرت فيه بيد (سلمى) تجذبني بعيدا إلى عمق الميدان حيث الظلام الدامس، بينما لمحت (ناقل الجزئيات) يضوي في يدها الآخرى.

لتكونن هذه أسرع رحلاتنا على الإطلاق .. الحق أنني لن احتمل المكوث لدقيقة إضافية في بلد المجانين هذا .. لن احتمل!
___________________

أحداث وتفاصيل هذه المقالة/ التدوينة/ القصة القصيرة، مقتبسة مع بعض التعديلات الطفيفة من رائعة د. أحمد خالد توفيق "أسطورة أرض المغول".. العدد رقم 33 من سلسلة ما وراء الطبيعه.

الغلاف القديم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad