البقاء للأقوى

في صباح احد الأيام، استيقظ الأستاذ (فؤاد) مدرس الكيمياء باحد مدارس حي الجيزة، في ساعة مبكرة كعادتة لإعداد طعام الأفطار قبل الذهاب لعملة، خاصًة وزوجتة (سهام) طبيبة أمراض الأطفال لم تعد من عملها منذ مساء أمس.

أتخذ (فؤاد) طريقة إلى المطبخ وهو يتسائل عما سيقوم بإعداده، وقبل أن يبلغ الثلاجة تسمر في مكانة وأحولت عيناه من فرط الذهول والهلع، فما يراه أمامة لا يمكن أن يكون حقيقة ابدًا

فعلى قطعة الرخام المعلقة في الحائط، والمكتظة ببعض أصناف الطعام من فضلات العشاء، كان يقف فأر

فأر شاهق البياض بشكل غير طبيعى لدرجة أن (فؤاد) لم يكن ليراه، لولا ذيلة الثعبانى المتراقص، بسبب حجمة الصغير للغايه الذي لم يكن ليتجاوز الخمس سنتيمترات طولا، والعجيب أن الفأر قد توقف عن تناول الطعام وتسمر هو الآخر يبادل (فؤاد) النظرات وكأنه يتحداه

لدقائق ظل كلاهما يتطلع إلى الآخر في فضول وذهول، ثم تحرك (فؤاد) وعيناه تشتعل بالغضب والحقد و......
وتحرك الفأر أو أنطلق، فلم يكد (فؤاد) يتحرك من مكانة حتى خيل إليه أن الفأر قد طار من الرخامة إلى الحوض فأرضيه المطبخ ثم أختفى .!!

لم يجد تفسيرًا لأختفائه الغامض، وظل طوال ساعه كاملة يبحث عن هذا الفأر القزم دون جدوى، فأستسلم وأسرع بالذهاب إلى عمله، وإن ظل طوال اليوم شارد الذهن يفكر كيف تجرأ هذا اللعين على إقتحام منزله والعبث بطعامه ........ كيف ؟

<><><><><>
•    مالك يا (فؤش)، أيه سرحان ف أيه من الصبح
التفت (فؤاد) إلى زميله الأستاذ (كامل) مدرس الاحياء :
•    لا، ولا حاجه يعنى هيكون أيه
•    الله، لا فى حاجه ... أتكلم، فضفض مالك يا راجل .. أحنا مش أصحاب وله أيه
•    مش عارف أقولك أيه بصراحه مكسوف
•    موضوع عائلى يعنى، لو فى أحـراج بلاش تتكلم .!!
•    ولا عائلى ولا حاجه، بصراحه أنا لقيت فأر النهارده الصبح فى المطبخ
•    نعم .....

ثم أنفجر (كامل) فى ضحك هستيري، لم يوقفه إلا نظرات الأستغراب والإندهاش من الطلبة والمدرسين، فتنحنح فى حرج وأمسك (فؤاد) من يده وسار إلى جواره فى فناء المدرسه وهو يكمل حديثه :
•    بقى اللى مخليك كده حته فأر، ده أنا قلت أن عندك مصيبه
•    وهو فى مصيبه أكتر من أنك تصحى الصبح تلاقى فأر بيأكل أكلك

أبتسم (كامل) ثم أستغرق فى الصمت للحظات :
•    شوف يا سيدي، إذا كان الموضوع قالقك قوى كده، أشترى مصيدة وأنت تستريح م الفأر ده خالص وللأبد

ظلت كلمات (كامل) تتردد فى ذهن (فؤاد) طوال طريق عودته إلى منزله وهو يقبض على مصيدة فئران أشتراها من إحدى المحال المتخصصة فى بيع هذه الأشياء، وقد أتبع كل تعليمات البائع حتى يضمن الأمساك بهذا اللعين فى أقرب وقت، فوضع المصيدة فى نفس المكان الذي وجد فيه الفأر وتعمد وضع بعض بواقي الطعام إلى جوارها، وإن وضع أكثرها رائحة داخل المصيدة بعد أن قام بإعدادها كما أشار البائع بالضبط

ثم نسى الموضوع باقي اليوم، وأنشغل فى الدروس الخصوصية ومشاكل الحياة اليوميه التي لا تنتهي، وفى المساء وما أن أقترب من باب الشقه، حتى أنفجرت صرخه أنثويه هائلة، فأندفع إلى داخل المنزل وأسرع إلى مصدر الصرخة، حيث كانت زوجته (سهام) تقف وسط غرفة النوم وقد أحمر وجهها تمامًا وما أن رآته حتى أرتمت على صدره وأجهشت بالبكاء، وبعد أن هدئت سألها فى خفوت وكأنه يخشى أن تعاود البكاء من جديد :
•    مالك، وليه صرخت كده، فى حد زعلك فى المستشفى
هزت (سهام)  رأسها نفيًا قبل أن تجيب :
•    أنا لسه راجعه وفتحت الدولاب لقيته قاعد ع الرف وبيبصلى
كاد (فؤاد) ينفجر كبركان مدمر قبل أن تكمل زوجته والبكاء مازال يتخلل حديثها :
•    فأر صغير أبيض وأول ما شافنى برقلى وبعدين نط ع الأرض ومش عارفه راح فين

لم يكد (فؤاد) يستمع إلى السبب حتى جن جنونه، وآزاح رأس زوجته عن صدره، وأسرع إلى المطبخ الذي كان فى حاله يرثى لها من الفوضى، ثم توقف نظره عند المصيدة بالتحديد، كل شئ حولها تم إلتهامه وما بداخلها أيضًا ودون أن تغلق، هل يمكن أن يكون قد أخطأ فى إعدادها فنجح هذا اللعين فى التسلل داخلها والتهام الطعام ثم العبث فى آرجاء المنزل؟.

لثوان عقدت الدهشه كيان (فؤاد) قبل أن يغلبه فضوله ويدفع بإصبعه السبابه نحو المصيدة، فما كاد يعبر الباب، حتى انطلق الرتاج وأغلق، فأطلق صرخه هائله قبل أن ينتزعها وقد أحمر وجهه، وأحتبست فى إصبعه الدماء
•    طيب ... يانا يا أنت، والله ما أنا سايبك

<><><><><>
•    صباح الخير يا أستاذ (فؤاد)، الله أيه ده مال صباعك، أنته متعور
ألتفت (فؤاد) إلى زميله (كامل) وهو يشير بإصبعه المصاب :
•    شورتك يا سيدي، المصيدة قفلت على صباعى بدل ما تقفل على أبن الأبلسه
تعالت ضحكات (كامل) لبعض الوقت، قبل أن يمسك بيد (فؤاد) ويسير إلى جواره فى فناء المدرسه – كالعاده – وهو يحدثه فى أهتمام بالغ :
•    شوف يا سيدي، مادام المصيدة ما نفعتش، أنا عندى طريقه تانيه، هى صحيح هتاخد وقت، لكن نتايجها مضمونه
أنتبهت كل حواس (فؤاد) وهو يستمع إلى حديث (كامل)، فأرتسمت على شفتيه أبتسامه أخذت تتسع ........وتتسع .........وتتسع

<><><><><>
لم يصبر (فؤاد) حتى ينهى الدروس الخصوصية فقام بإلغائها، وأسرع بالعوده إلى المنزل، فوجد زوجته (سهام) وقد تركت ورقه تشير إلى أنها ستضطر لإجراء عمليه قد تؤخرها أو تدفعها للمبيت فى المستشفى :
•    كويس قوى آهو كده الواحد يعرف يتصرف معاك

أستغرق بعض الوقت قبل أن يُنهى تنفيذ الخطه التي أشار بها زميله (كامل)، ثم أطفىء أنوار المنزل، وأرتدى ملابسه وخرج لمقابلة (كامل) على المقهى القريب 
•    هاه عملت أيه يا فؤش

أبتسم (فؤاد) وهو يجلس على المقعد المقابل لـ (كامل) :
•    تمام ذى ما قولتلي بالضبط، حطيت طبق مليان آكل وعليه سم الفئران اللى أشتريته الصبح، وسديت تحت عقب باب المطبخ عشان ما يخرجش، وقفلت الباب، إياك تصيب المرة دى

تهللت أسارير (كامل) وهو يجيب :
•    أطمن، المرة دى أكيد حتلاقيه

بادله (فؤاد) ضحكاته وأستغرقهما الحديث بعد ذلك حتى نسيا الموضوع تمامًا، وانشغلا فى موضوعات شتى قبل أن ينصرفا سويًا ويتخذ كلاً منهما طريقه إلى منزله

وعلى باب منزل (فؤاد) تذكر وهو يضع المفتاح موضوع الفأر، فتأهبت كل ذره فى كيانه وتسلل إلى الداخل فى هدوء، وهو يتمنى أن يكون ذلك اللعين قد وصل إلى الطعام المسموم وقضى نحبه، وفى هدوء تقدم نحو باب المطبخ، ثم تسمر فى مكانه فأمامه مباشرًة كانت زوجتة (سهام) ملقاه على الأرض وبجوارها نفس الطبق الذي أعده خصيصًا من أجل الفأر

<><><><><>
تهللت أسارير (فؤاد) وهو يرى زوجته (سهام) وقد بدأت تسترد وعيها من الغيبوبه التي لازمتها ليومين، بعد أن تناولت جزءً من الطعام المسموم الذي أعده للقضاء على الفأر:
•    حمد لله على السلامه يا (سهام)، أنا مش عارف أقولك أيه، دول كانوا فاكرين أنى عايز اقتلك

قاطعه وكيل النيابه الذي حضر بمجرد معرفته بعوده (سهام) إلى وعيها :
•    أستاذ (فؤاد) من فضلك ما تتكلمش إلا لما أطلب منك، والأ حضطر أخرجك بره
ثم التفت إلى (سهام) الراقدة على سريرها :
•    قوليلى يا مدام، فى أى خلافات بينك وبين جوزك ممكن تدفعه لمحاولة قتلك

أندفع (فؤاد) يجيب وقد بدأت الدموع تتقافز خارج مقلتيه :
•    خلافات أيه، ده احنا عرسان ماكملناش سنه
بدأ صبر وكيل النيابه ينفذ وهو يلتفت إلى (فؤاد) :
•    وبعدين بقى، أسمع لو أتكلمت مرة تانيه أنا حخليك تبات ف القسم، وكفايه أنى سايبك لحد دلوقت
ثم التفت إلى (سهام) :
•    هاه يا مدام، جاوبى من فضلك وماتخافيش، أتكلمى

تنحنحت (سهام) فى خفوت وهى تجاهد لتحريك لسانها والتحدث :
•    زى ما (فؤاد) قال لحضرتك، احنا لسه عرسان ومفيش بينا أى خلافات
•    تفسرى بإيه الطبق اللى لقينا فيه السم جمبك فى المطبخ
تنهدت (سهام)  مرة أخرى :
•    دى حكايه تانيه والموضوع كله سوء فهم مش أكتر

عقد وكيل النيابه ساعديه أمام صدره وأرتسمت على وجهه نظرة عدم رضا :
•    حكايه أيه، أفتكر لازم تتكلمى والأ حعتبر ده تستر عليه
•    لألأ الحكايه أن من يومين ............

وبدأت تحكى لوكيل النيابه موضوع الفأر، ومحاولات (فؤاد) للقضاء عليه، وهو يستمع غير مصدق ولا مستوعب لهذه الحكايه العجيبه وإن أستسلم فى النهايه لتأكيد (سهام) على أن (فؤاد) لا يمكن أن يحاول قتلها وأنما نتج الأمر عن سهو غير مقصود من جانبه، إذ كان لابد أن يخبرها بالسم الذي وضعه للفأر فى الطعام، بالأضافه إلى شهادة الجيران، وزميله الأستاذ (كامل)

<><><><><>
•    آلف حمد الله على سلامتك وسلامة المدام يا (فؤش) يا أخويا
أبتسم (فؤاد) لزميله (كامل) الذي هرع لأستقباله بعد الأفراج عنه من سراى النيابه :
•    الحمد لله على كل شئ يا (كامل) تعرف أن ف لحظه كان كل شئ هيروح منى، مراتى، حياتى ومستقبلى

ثم أكتسب صوته نبره غضب واضحه :
•    وكل ده بسبب حته فأر لا راح ولا جه
أمسك (كامل) بيديه وهما يعبران الشارع فى أتجاه منزل (فؤاد) :
•    أسمع بقى أنا عندى حتة فكرة المرة دى

قاطعه (فؤاد) فى حسم :
•    لا، أبعد عنى أفكارك دى، أنا اللى وضبت خطه ماتخرش الميه، ويا أنا يا الفأر ده

<><><><><>
أستغرق (فؤاد) أكثر من سبع ساعات فى إعداد وتنفيذ خطته الجديده، مستغلا بقاء زوجته  ليومين آخرين بالمستشفى تحت الملاحظه، لحين استقرار حالتها تماما، فقام بتثبيت أجزاء معدنيه فى كافه قطع الأثاث الموجوده بمنزله ثم أوصل كل هذا بمصدر للتيار عن طريق بعض الأسلاك الكهربيه، وأرتدى خوذه مثبت بإعلاها مصباح وأطفأ أنوار المنزل، وجلس فوق منضدة الطعام ينتظر ويراقب وهو يحمل فى يده مسدس ماء!!

لم يدم أنتظاره طويلاً فعلى الضوء الخافت الصادر من مصباح الخوذه رآى شيئًا صغيرًا يتحرك بإتجاه الصاله قادمًا من المطبخ، لحظات ودخل ذلك الشئ إلى دائره الضوء، أنه هو اللعين الصغير ما أن رآه (فؤاد) واضحا حتى أنتبهت كل حواسه والفأر يتقدم فى حذر على الرغم من ضوء المصباح المسلط عليه، ثم ما لبث أن تخلى عن حذره وبدأ يبتعد عن الحائط الذى كان يتحرك  بمحاذاته :
•    أيوه، أيوه كده تعالالى يا حبيبي

كان الفأر يقترب بالفعل من أول عقبه، أو أول قطعه معدنيه مكهربه ثبتها (فؤاد) فى حافه قطعه الأثاث المجاوره لباب المطبخ، وعندما كاد يصطدم بها غير أتجاهه فجأه، وعدل مساره إلى منتصف الصاله مباشره وبإتجاه الصالون حيث وضع (فؤاد) معظم القطع المكهربه :
•    وماله، كده أحسن برضه هناك بقى يا حلو تلف يمين تلف شمال حتكهرب حتكهرب

أتجه الفأر فى خطوات واثقه الهبت أعصاب (فؤاد) خاصًة مع تخطيه لقطعه تلو الأخرى وكأنه يعرف ما ينتظره إذا ما أقترب من هذه القطع، وفجأه وعندما كاد ولأول مره يرتطم بقطعه نسى (فؤاد) تثبيتها جيدًا فسقطت على الأرض، أرتج المكان بمواء قطه لا أحد يعرف من أين آتى، فتسمر الفأر فى مكانه وهو يلتفت يمينًا ويسارًا وكأنه يتحقق مما سمعه أو يبحث عن مصدره، بينما هب (فؤاد) واقفًا فى عصبيه شديده وقد بدا واضحًا أنه لن يجازف أبدًا بفوز الفأر هذه المره 

وبمنتهى الغضب أمسك مسدس المياه وبدأ فى إغراق الفأر، املاً فى أن يرتطم بأحدى القطع المكهربه وهو مبتل فيتم المراد، لكن الفأر كان أسرع وأذكى إذ لم تصبه إلا رشه واحده أنطلق بعدها كالصاروخ محاولاً العوده من حيث أتى ولم يكن (فؤاد) ليسمح له فقفز عن المنضده يعترض طريقه وهو يمطره بوابل من قذائف المياه المركزه، التى أصابت بعض القطع المكهربه فأصدرت شرارات صغيره مالبثت أن التقطت إحداها طرف خيط من خيوط سجاد الصاله وأشتعلت آلسنه اللهب بسرعه البرق، و(فؤاد) يصرخ كالمجنون وهو يعدو خلف الفأر الذى أختفى وكأن لم يكن

<><><><><>
•    معقول يا راجل حد يعمل كده، ده شقتك كلها كانت هاتروح ف أبو نكله
رفع (فؤاد) رأسه بصعوبه وهو يتحدث إلى زميله (كامل) على المقهى :
•    وحياه أبوك أنا مش ناقص، والحمد لله أنى لحقت النار قبل ما تطول العفش كله وإن كان على السجاده آهى خدت الشر وراحت

أبتسم (كامل) فى ثقه وهو يرتشف من كوب الشاى الموضوع أمامه :
•    أنما قلى يا عبقرى، هتعمل أيه بعد ما أختراع الكهرباء ده ما جبش همه

وضع (فؤاد) يده على جبهته وهو يفكر فى عمق قبل أن يتراجع فى بطء وهو يبتسم:
•    المره دى بقى مفيش فشل ابدًا ........... !!!!!!!!
ولم يستوعب (كامل) ما نطق به (فؤاد)
لــم يستوعبه ابدًا

<><><><><>
•    أتفضلى يا حبيبتى آلف حمدالله على السلامه
أستندت (سهام) زوجه (فؤاد) على كتفه وهى تعبر باب الشقه بعد أن خرجت لتوها من المستشفى :
•    ياه آما البيت وحشنى بشكل يا (فؤاد)

ضمها (فؤاد) إلى صدره فى حنان وهو يساعدها على الجلوس :
•    بيتك منور بيكى يا عمرى وعلى فكره أنا محضرلك مفاجأه

أعتدلت (سهام) فى جلستها وهى تنظر إلى زوجها فى تساؤل بينما أكمل هو وأبتسامه تعلو شفتيه :
•    حاجه بقى إنما إيه مفعولها سحر 3 أيام دلوقت وصاحبك مش باين .......... !!!!
•    أنا مش فاهمه حاجه ومين صاحبى ده

تراجع (فؤاد) وأسند ظهره إلى الأريكه :
•    ببس تعالى يا نونو سلم على ماما
كادت (سهام) تهب من مجلسها معترضه غير مستوعبه لكلمات زوجها لولا أن فوجئت بقط مبرقش سمين ظهر من خلف إحدى قطع الأثاث وأتجه إلى حيث (فؤاد) مباشرًة وجلس على الفور إلى جوار ساقيه فى هدوء دون أن يصدر عنه صوت
•    أيه ده، قطه، هنا ف البيت، أنته مش عارف أنى مـ...........

قاطعها (فؤاد) فى هدوء وهو يجذب القط المستسلم إليه ويضعه على ساقيه ويداعبه فى موده :
•    القطه اللى مش عاجباكى دى السبب ف نهايه المشكله اللى كانت هتضيعنا، ولا نسيتى الفأر واللى عمله

أنتبهت (سهام) لهذه الحقيقه للمره الأولى، فمع دخولها المستشفى وقضائها كل هذا الوقت بعيدًا عن المنزل كان من الطبيعى أن تنسى الفأر وما يتعلق به من كوارث :
•    أنت قصدك أن القطه دى منعت الفأر من دخول البيت من ساعه ما جبتها

أبتسم (فؤاد) فى ثقه :
•    ومش بعيد تكون أتغدت وله أتعشت بيه

<><><><><>
أنخرط (فؤاد) وزوجته (سهام) وصديقه (كامل) وزوجته فى ضحك متواصل أثناء تناول الغداء الذى أقامه (فؤاد) بمناسبه القضاء على الفأر تمامًا
•    يا سلام يا فؤش آهو كده الأكل وله بلاش

لكزته زوجته بمرفقها فى حرج فأبتسم (فؤاد) وهو يعلق :
•    بالهنا والشفا يا حبيبى، آمال حتعمل أيه لما تشوف الحلو
•    حلو، هو لسه فى حلو
•    آمال، فطير بالعسل والسكر من أحسن محل فطير ف البلد

همت (سهام) بالذهاب لإحضار الفطير ولكن (فؤاد) أمسك يدها :
•    لا، محدش هيجيبه غيرى

ثم أنسحب إلى المطبخ وعاد وهو يحمل طبق سكر كبير وضعه على طاوله الطعام قبل أن يعود أدراجه إلى المطبخ لإحضار الفطير

وفجأه أنطلقت صرخته الغاضبه فأسرع الجميع إلى المطبخ حيث وقف (فؤاد) والغضب والذهول يعصفان بكيانه وهو ينقل بصره بين القط الذى يجلس مستكينًا فى ركن المطبخ و طبق الفطير الذى تأكلت أطراف إحدى شطائره على نحو لا تخطئه عين

•    الفأر مش ممكن، طب آزاى، آمال (ببس) بيعمل أيه هنا

وعلى مائده السفره بدا وكأن طبق السكر يهتز ثم ما لبث أن برز رأس صغير وذيل ثعبانى متراقص وأبتسامه صغيرة عابثة لفأر صغير شاهق البياض لا يتجاوز طوله الخمس سنتيمترات.

تمت بحمد الله

إرسال تعليق

0 تعليقات