فتى أحلامي

ندى
أسم رومانسي أليس كذلك؟

ولكننى أبداً لم أكن، وطوال دراستى الجامعيه كنت عكس كل زميلاتى، بل وعكس كل الفتيات فى الجامعه، لم أنجذب أو أشعر بإى ميل تجاه أى شاب

لا تتسرعوا فلست معقده بل كانت لى صداقات عديده ولكننى أبداً لم أقتنع بضرورة وجود العواطف داخل النطاق الجامعى أو حتى خارجه، ولا حتي أبناء الجيران والأقارب، فمن وجهة نظرى كان الإرتباط العاطفى شئ لاضروره له

وقد أزعجت نظريتى هذه والدتى بشده، خاصة مع إنهائى لدراستى دون أن أظفر بعريس مناسب كما يقولون.

ولإننى أتمتع بجمال هادئ فلم يكن من الصعب العثور على وظيفه مناسبه بإحد كبرى شركات السياحه رغم إننى لم أحاول الإعتماد على مظهرى، وإنما على عقلى ومؤهلاتى

ونظراً لتمتعى بقوة الشخصيه صرت موضع إعجاب رؤسائى وثقتهم، وتقدمت بسرعه كبيره فى وظائف الشركه حتى أحتللت منصباً قيادياً فى فتره زمنيه قصيره وسط عاصفه من المعجبين والراغبين فى الزواج منى دونما جدوى

•    يا بنيتى، العمر يمر وأنا أخشى أن يبلغ بى الأجل قبل أن آراك فى يوم زفافك
•    يا أماه .. لست متعجله .. وكما يقولون كل شئ بإوان 

هكذا كان النقاش الدائم بينى وبين والدتى أينما أجتمعنا سوياً

والحقيقه أننى ومثل كل فتاه فى هذا العالم، أحلم بفارس لا أعرف من صفاته غير أن قلبى سيرقص طرباً فور رؤيته

ومع النجاح الذى صادف أبى فى تجارته أنتقلنا إلى منزل جديد أكثر إتساعاً ورقياً بإحد أحياء القاهره المميزه
ولدهشتى أصابنى شعور غامض فور دخولى إلى منزلنا الجديد، شعور لا يمكن وصفه إلا بأنه إحساس لطيف بث فى نفسى وروحى سعاده لم أدرى كنهها فى ذلك الوقت

وقد جاءت شقتنا فى مواجهة شقة شاب (محسن) يقيم مع والديه، ورغم أناقته الواضحه وملامحه الوسيمه إلا أنه كان يثير حنقى بشده، خاصة تلك النظاره السوداء التى طالما ألتصقت بوجهه أينما رآيته وبدت وكأنما ولد بها

شئ آخر أثار غيظى بشإنه، فلقد أعتدت من زمن أن أسمع كلمات الأطراء والأعجاب بملبسى وجمالى وما إلى ذلك،   ورغم أننا جيران ودائماً ما أجده جالساً بصحبة والديه فى شرفة المنزل إلا أنه لم يبد أى إهتمام بى، وكأنه لا يكترث لجمالى، حتى أننى كدت فى أحد المرات أن أقذفه بآنيه زهور حتى يلقى على تحية الصباح!!

ووسط هذه المشاعر التى شغلتنى دون أن أتبين سبباً لها،  فوجئت بزيارة والديه لطلب يدى
•    يسعدنا ويشرفنا أن نطلبك زوجه لأبننا
•    ولكننى لم أعرفه حتى الأن و ......ولماذا لم يأت معكما ؟

ما أن ألقيت سؤالى حتى فوجئت بالصمت ينتشر كنقبله مسيله للدموع، ظهر أثرها أكثر وضوحاً على صوت أبيه
•    من حقك أن تعلمى يا بنيتى، أبنى كان مهندساً ناجحاً فى عمله وكان يستعد لمناقشة الدكتوراه فى نظريات البناء الحديث و...............

توقف عن الحديث لبعض الوقت قبل أن يجمع شتات نفسه ويكمل وقد تهدج صوته أكثر وأكثر
•    وأصيب فى حادث فقد على أثره القدره على الإبصار

عند هذه اللحظه إنفجرت أنهار الدموع من عينى والدة (محسن) فأسرعت والدتى إليها تهدئ من روعها و......
•    ولهذا جئتما لشراء خادمه لأبنكما أليس كذلك .......؟

لست أدرى كيف خرجت هذه الكلمات اللاذعه منى، وعلى الرغم من هذا فقد أعتذر والده وتوقفت دموع والدته وأنصرفا فى هدوء دون أن يحاولا مناقشتى فيما أقترفه لسانى
•    كيف يمكن أن تقدم شابه متعلمه مثلك على إهانه ضيوفها بهذه الوقاحه
•    أبى انا لم ..........
•    أصمتى ... يبدو أننى لم أحسن تربيتك ... لقد صرت مغروره ومفتونه بجمالك إلى حد لا يطاق
•    هذا غير صحيح، ولكن الموقف أثارنى ولم أستطع التحكم فيما أنطق
•    بالطبع ... ولن تستطيعى بعد الأن
هكذا أنتهى عتاب والدى، ليعلن غضبه وعدم رغبته فى محادثتى إلى أن يقرر هو الوقت المناسب

كل هذا لم يؤثر في بقدر ما أثر أختفاء (محسن) عن عيناى بعد ما حدث فلم أعد آراه كما أعتدت

ودون أن أدرى تعاظم داخلى شعور بالذنب خاصة بعد علمى بنجاح والدتى ووالدى فى محو سوء تصرفى من علاقتهما بوالديه

ودون أن أشعر أتجهت فى أحد الأيام وطرقت باب شقة (محسن) وقلبى يرقص فرحاً وخوفاً من رد فعله المتوقع، وما أن طرقت باب المنزل حتى جاءنى صوته هادئاً عذباً أصابتنى نبراته الحانيه برعشه غامضه زلزلتنى وأفقدتنى توازنى، وكأنك تستمع إلى موسيقى ماهر وألحان أكثر روعه
•    من بالباب .؟
•    أنا (ندى) جارتك، أود  التحدث إليك لحظات، لو لم تمانع .؟
•    لحظه من فضلك 

مضت لحظات بدت كالدهر بالنسبه لى حتى أنفتح الباب وبرز والده باسماً مرحباً ومن خلفه لمحت (محسن) ووالدته تساعده على الجلوس وهى ترحب بى أيضاً، رغم فداحة خطئ فى حقهم
•    مرحباً بك يا بنيتى
•    أشكرك يا عماه، فى الحقيقه لست أدرى كيف أعتذر عما .........
•    لا داعى يا أنسه

كان هو (محسن)
 أول مره أستمع إليه وجهاً لوجه، بدا قوياً حازماً، ورقيقاً للغايه
•    أنت لم ترتكبى ما يستحق الإعتذار
•    ولكننى مقتنعه بإننـ......

قاطعنى للمره الثانيه بنفس الهدوء والرقه
•    لو أننى فى مكانك، لفعلت مثلما فعلت، صدقينى أنا لم أعتد مجاملة أحد

مع أخر حروف كلماته إلتفت إلى، ولأول مره أنتبه إلى عدم إرتدائه للنظاره، يالعيناه، عينان شديدتا السواد، بثتا فى نفسى سعاده غامره وكأننى أمتلكت العالم وما فيه
•    هل يعنى هذا أنك لم تعد غاضباً منى .؟
•    ولماذا أفعل ؟.. بل بالعكس أعتبرينى صديقاً لك من هذه اللحظه
•    صديق فقط ... كنت أتطلع إلى ..........

لم أستطع إكمال ما أرغب بشده فى نطقه والتعبير عنه وإن لمحت تأثيره فى ملامح أبويه وسعادتهما البالغه و....
•    ولكننى لا أستطيع .......... الأن على الأقل

لم أشعر كيف مر الوقت وكيف عدت إلى شقتنا ولماذا تورمت عيناى لهذه الدرجه المخيفه، كل ما أستقر فى نفسى أننى خسرت فتى أحلامى

في هذه اللحظات على الأقل

تمت

إرسال تعليق

0 تعليقات