مارس 2003 - مدونة حسام

أول مدونة مصرية وعربية تعتمد الألش أسلوب حياة!

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

Hot

Post Top Ad

16 مارس 2003

سنة أولى أب

مارس 16, 2003
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااء

التفت (وائل) إلى باب غرفة عمليات مستشفى الولادة مع انطلاق هذا الهتاف، وخروج إحدى ممرضات المستشفى وهى تبتسم:
• الف مبروك يا بيه، جالك ولد

تهللت اسارير (وائل)، واخذ يقفز كالأطفال، وهو يمني نفسه برؤية صغيره الذى طالما حلم بإن يحمله بين ذراعيه و ....
• الحلاوه يا بيه
• حلاوة إيه هو احنا فـ مطعم
• مطعم؟؟، دمك خفيف يا بيه، أنا قصدي حلاوة المولود

ثم عادت إلى الإبتسام لتكشف عن أسنان صفراء، ارتعدت لها فرائص (وائل) فأسرع بإخراج خمسة جنيهات، القاها في يد الممرضه وهو ...
• واحنا يا بيه، ربنا يخليلك اسم النبي حارسه
• وأنا يا بيه
• وأنا يا بيه، ربنا يقوملك المدام بالف سلامه

كان هجومًا رهيبًا من ممرضي وممرضات المستشفى و...
<><><><><><><>

• تصور يا عمي، ماسبونيش إلا لما خدوا منى كل اللي كان فى جيبى
• معلش يا بني، ما هى برضه مناسبه ما بتجيش على طول
• جرى إيه يا أبو (سوسن)، أنت بتواسيه على سلامة مراته وأبنه

التفت (وائل) إلى حماته الست (حفيظة)، وقد خرجت للتو من غرفة نومه، بعد أن ساعدت زوجته (سوسن) على النوم، ونظرات الغضب التي تشتعل من عينيها، فتراجع أمامها كملاكم قزم يواجه عملاقاً رهيبًا، فى لقاء غير متكافئ
• لا ابدًا يا حماتى، ولا أنا ولا عمى نقصد حاجه مـ اللي فـ بالك
• آه كنت بحسب، وأسمع الأوضه دي ماتهوبش ناحيتها الليله خالص، مراتك محتاجه راحه هى والمولود
• طبعًا طبعًا يا حماتى، بس أنا كنت عايز أشوف النونو
• وهو هيروح فين النونو، ابقى شوفه بكره، يالله احنا يا (عبد الله) خلينا نروح نبات فى بيتنا
• امرك، تصبح على خير يا أبني وبكره حبقى اكلمكوا
• مع السلامه يا عمى
<><><><><><><>

لم يستطع (وائل) أن يكبح مشاعره الفياضه لرؤية وليده، الذى طالما أنتظره حتى أنهت زوجته المصون تعليمها الجامعى، والذى أستمر لثلاثة سنوات بعد زواجهما، حتى أتت اللحظه التي طالما أنتظرها، وعلى أطراف أصابعه أقترب من غرفة نومه، وعيناه تفيضان بالدموع، وقلبه يرقص فرحًا و..........
• على فين، اهو ده اللى كنت عامله حسابه

التفت (وائل) كالمصعوق، ليجد حماته على باب الشقه، وخلفها عمه (عبد الله) يلتقط أنفاسه بصعوبة:
• حماتى.. أنتِ رجعتى تانى، نسيتى حاجه ..؟، وبعدين أنتِ فتحتى الباب إذاى ..؟؟
• بالمفتاح يا عين حماتك، مفتاح مراتك كان معايا، والحمد لله أنى رجعت فى الوقت المناسب
• أنا مش فاهم حاجه، هو فى إيه يا عمى ..؟
• سيبك من عمك وخلى كلامك معايا، أنا مش نبهت عليك متجيش ناحية (سوسن) لحد الصبح
• يا حماتى اللى بتتكلمى عليها دى مراتى، واللى مش عايزانى أقربله ده أبنى، أبنى اللى بقالى تلات سنين بحلم باللحظه اللى هشيله فيها والعب معاه

• هدى أخلاقك يابنى مش كده، الحكايه مش مستهاله ، حماتك بس قصدها أنك تسيب مراتك تستريح لحد الصبح هى والنونو
• يا عمى أنا ادرى بمصلحتهم من إى حد
• إيه إيه، طب إيه رأيك أنى هبيت ف حضن بنتى وأبنها، وأبقى ورينى مصلحتهم دى شكلها إيه ..؟

ومرقت الست (حفيظة) كصاروخ توما هوك إلى غرفة النوم وأغلقت الباب خلفها:
• معلش يا أبنى أستحمل، وبعدين أبنك هيبقى طول الوقت معاك، ومحدش هيقدر يخده منك
• معلش يا عمى، الصبر جميل
<><><><><><><>

• (وائل) ............... (وائل)
• ايوه يا (سوسن) فى حاجه ..؟
• تعالى كلم ماما ع التليفون، وسيب (شهاب) دلوقت
• خير ..!!
• آلو مساء الخير يا حماتى، إيه.. ليه يا حماتى طب، الله الله وكل ده ليه، لكن وبعدين يا حماتى دى حاجه تخصنى، ومفيش حد يعرف ظروفى أحسن منى، مع السلامه
• إيه يا (وائل) فى إيه ..؟
• الست أمك بتملينى لسته عشان سبوع (شهاب)، أقولها مقدرش أجيب الحاجات دى، تقولى ولما أنت مش قد السبوع كنت متسربع ع الخلفه ليه ..؟!!
• وبعدين يا (وائل)، معلش اهو يوم ويعدى متدقش على كلام ماما دى قلبها طيب
• طيب اوى، عمومًا أنا مش حجيب غير اللى أقدر عليه
وأندفع مغادرًا المنزل والغضب يرسم لوحه غير ساره على ملامحه
<><><><><><><>

وقف (وائل) على باب شقته مودعًا المغادرين بعد إنتهاء سبوع وليده
• مع السلامه
• متشكر .. الف سلامه
وبعد انصراف الجميع بادرته زوجته:
• هاه الناس كلها مشيت يا (وائل) ..؟
• ايوه .. إلا الست والدتك.. أسمعى أنا داخل جوه قبل ما نمسك ف بعض

وقبل أن يتجه إلى غرفة نومه
• على فين يا جوز بنتى .. ؟
• داخل أغير هدومى يا حماتى عايزه حاجه ..؟
• حاجات يا روح حماتك حاجات
• خير يا حماتى ...!!!!

تراجعت الست (حفيظة) فى مجلسها وأسندت ظهرها إلى الكرسى وهى ترمق (وائل) بنظرات غير مريحه:
• بقى أسمع، إذا كنت سكت عـ السبوع اللى الأُرديحي ده، فعشان خاطر بنتى وخاطر عمك (عبد الله)، إنما يكون فى علمك

اندفعت الدماء إلى رأس (وائل) مقاطعًا حماته:
• علمى، جرى إيه يا حماتى، عايزانى أعمل سبوع جديد وله إيه ..؟؟

تدخل زوج الست (حفيظة) فى الحوار محاولاً تهدئة الأمور:
• جرى إيه يا جماعه، استهدى بالله يا (وائل) يا أبنى، حماتك قصدها تنبهك لشوية حاجات مش أكتر
• حاجات إيه يا عمى، أنا عايز أفهم ..؟

هبت الست (حفيظة) من جلستها ، والشرر يتطاير من عينيها:
• أنت بتزعق ما تيجى تخدنى قلمين ..!!

تدخلت (سوسن) فى الحوار لأول مره:
• وبعدين يا ماما وأنت يا (وائل)، كده هتصحوا الولد، أنا ما صدقت أنه نام، من فضلكوا وطوا صوتكم شويه

تنحنحت الست (حفيظة) وكأنها تنوى إلقاء خطبة عصماء:
• يا بنتى أنا قصدى مصلحتك، أنتِ محتاجه غذا، وأبنك عايز شويه لوازم، لعب وبمبرز ومتابعه عند دكتور و....

قاطعها (وائل) فى غضب :
• إيه ده، حد قالك إنى قاعد على بنك يا حماتى، أنا مجرد موظف مرتبى كله يدوب ع الحاجات الضروريه، مش بامبرز ولعب، هو الواد لسه يعرف لعب وله غيره، ثم إيه البامبرز ده ..؟!!!، وبعدين هي (سوسن) قالتلك أنى ماباكلهاش ...!!!

انتفضت (سوسن) وأستدارت تواجه والدتها وزوجها:
• اخص عليك يا (وائل)، كده برضه يا ماما عاجبك كده ..؟؟

هب الحاج (عبدالله) من مكانه منزعجًا:
• يا وليه حرام عليكى هتخربى ع العيال

انتفضت الست (حفيظة):
• الله هو أنا قصدى شر، أنا بقول الصالح يا سى (عبد الله)
• طب يالله قدامى تصبح على خير يا أبنى، الف مبروك يا (سوسن) يا بنتى ويتربى فـ عزكوا إن شاء الله

• مع السلامه يا عمى ابقى طمنى عليك بإستمرار

• كده برضه يا (وائل) اهون عليك ..؟!!!
التفت (وائل) إلى زوجته بعد أن أغلق الباب ورسم ابتسامه على شفتيه وهو يمد إليها يديه:
• أنا أسف يا حبيبتى سامحينى، بس الست أمك نرفزتنى
• يا سلام تقوم تطلع غلك فيا ....!!
• وأنا أقدر برضه أدى رأسك وأيدك و ......

وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء

• ايوه يا حبيبى ماما جايه
• اهلاً أحنا هنبتدى نعاكس بعض يا سي (شهاب)، ماشي
<><><><><><><>

• أستاذ (وائل)
التفت (وائل) خلفه على صوت جاره الأسطى (سيد) السباك، الواقف كالغوريلا على باب شقته، والتى لم يكن (وائل) قد تجاوزها ببضع درجات، فرسم على شفتيه ابتسامه:
• اهلاً يا أسطى (سيد)، أزيك عامل إيه ..؟

• لا اهلاً ولا سهلاً، ولا أزيك ولاعامل إيه، أسمع هي كلمه من دلوقت وقبل ما الأمور تستفحل، لم أبنك وأقصره عن طريق بنتى، وإلا عليا النعمه لكون مكوعه ورسمه حرف T

ارتد (وائل) كالمصعوق حتى كاد يسقط على ظهره وهو يجيب فى بلاهه:
• أبنى، (شهاب)، أنا مش فاهم، ده لسه ما كملش كام شهر، هو حصل إيه بالضبط .؟؟

قاطعه (سيد) فى غلظه:
• امبارح بنتى طلعت تستلف من عندكوا حله لمؤاخذه، نزلت وشها متغير، ولما سئلتها قالتلى أن أبنك عاكسها ومسك إيديها، وأنا بحذرك لو أكررت العمليه دى تانى مش هيحصل كويس

ثم تراجع للخلف وأغلق الباب في عنف، بينما تسمر (وائل) فى مكانه ونظرة البلاهه ترتسم على ملامحه:
• يا أبن الايه يا (شهاب) من دلوقت، امُال لما تكبر شويه هتعمل إيه ..؟؟!!!!!!!!!
<><><><><><><>

• الحقني يا (وائل)
هب (وائل) من نومه مذعورًا على صوت زوجته (سوسن)، فأسرع إلى ردهة المنزل مصدر الصوت:
• إيه مالك بتصرخى ليه ..؟؟
• مش لقياه، كان نايم هنا، رحت أعمل عصير رجعت ملقتهوش

نظر (وائل) إلى زوجته مندهشًا، وحك رأسه فى تكاسل الذى لم يُفارقه النُعاس بعد:
• هو مين ده ..؟؟
• مين إيه ..؟ (شهاب) يا (وائل)، أبنك أتخطف

ارتعدت فرائص (وائل) وأمسك بذراعى زوجته وهو يرتعش:
• أبنى ومين اللى خطفه ..؟؟، هو باب الشقه كان مفتوح ..؟؟!!

• لاء، لكن أنا مش لقياه يبقى راح فين
اطل الغضب واضحًا من عينى (وائل) وهو يجرى كالمجنون فى كل مكان بالشقه
• ده إهمال يا هانم، إزاى تسيبي طفل صغير لوحده إزاى

أسرعت (سوسن) إليه وأخذ الأثنان يفتشان كل أرجاء المنزل إلى أن وصلا غرفة النوم، فجلسا والدموع تغطى وجهيهما:
• يعنى إيه، الولد أتخطف وله العفاريت أكلته ..؟؟!!

قبل أن يجيب (وائل) فوجئا بصوت مألوف يأتى من مكان قريب، فأرتميا أرضا ينظران أسفل الفراش، وإذا بالمحروس (شهاب) وقد أستلقى على ظهره فى تلذذ، ممسكاً شخليله، وما أن لمح والديه حتى أبتسم مشيرًا لهما بلعبته، فأسرعت (سوسن) تجذبه فى رفق، بينما جلس (وائل) على ركبتيه ناظرًا إليه فى غيظ:
• هو احنا لسه شفنا حاجه، بكره تكبر وندور عليك فى الشارع ونلاقيك على قهوه وله تحت عمود نور مش تحت السرير
<><><><><><><>

التفت (وائل) إلى صغيره (شهاب) الذى تبدو عليه السعاده الكبيره، وهو يلهو بعلبة ثقاب وعقد حاجبيه لبعض الوقت قبل أن يتحدث مع زوجته (سوسن):
• مش خطر أن الولد يلعب بالكبريت ف السن دى ..؟؟

ضحكت (سوسن) فى لا مبالاة ..؟؟
• أنت بقى عاوز تتوه وما تتكلمش ف موضوع عيد ميلاد (شهاب) مش كده ..؟؟

علت شفتى (وائل) إبتسامه ماكرة وهو يجيب:
• تفتكرى لو كنت عايز اتوه زى ما أنتِ فاكره، إيه اللى يمنع أنى أرفض أساسًا ..؟؟ كل الحكايه أنى مش مبسوط من لعب الولد بالكبريت

انهمك (وائل) و(سوسن) فى مناقشه حاميه حول اللعب التى يمكن أن تُنمى مواهب الصغير وتلك التى تضر به وبنموه، وفى هذه الأثناء أنسحب (شهاب) إلى شرفة المنزل فى هدوء ليواصل اللعب بعيدًا عن صراخ والديه

• حاولى تفهمى يا حبيبتى، أنا كل قصدى أن الـ...........، إيه ده أنا شامم ريحة شياط

هبت (سوسن) من جلستها وأندفعت إلى حيث تركت صغيرها وخلفها (وائل) يصرخ:
• شوفتى يا هانم ادى اللى أنا كنت عامل حسابه

وصلا فى هذه اللحظه إلى شرفة المنزل حيث جلس طفلهما يشعل أعواد الثقاب ويلقيها فى تتابع من فتحات السور وهو يضحك فى براءه، فأسرع (وائل) يختطف العلبه والثقاب من بين يديه، بينما أحتضنته (سوسن) والصغير ينظر لهما فى دهشه، ما لبثت أن تحولت إلى غضب أنقلب فى لحظات إلى بكاء طفولى متقطع، لإنتزاعهما لعبته الجديده من بين يديه، وفى نفس اللحظه دق جرس الباب ، فاتجه إليه (وائل) ليجد جاره الأسطى (سيد) السباك وشياطين الغضب تتقافز من عينيه:
• اهلاً أسطى (سيد) أتفضل
• لا اهلاً ولا سهلاً، ولا أتفضل ولا أتشرف، بقى شوف كونك ساكن فوق منى ده ما يدكش الحق ابدًا تحدف عليا نار يا سى الأستاذ

قاطعه (وائل) محاولاً تهدئته:
• يا أسطى (سيد) الحكايه فيها سوء تفاهم أصل (شهاب) كان بيلعب بالكبريت وبعدين .....

انتفخت عروق الأسطى (سيد) بشده صارخًا:
• قولتلى، لهى الحكايه مـ المحروس أبنك ..!!، يعنى هوه بيعمل عقله بعقلى، أكمنى منعت البت مـ اللعب معاه، يقوم عايز يخلص منى عشان الجو يصفاله، مش كده ..!!!!

كاد (وائل) ينفجر ضاحكاً لولا أن تماسك فى اللحظه الأخيره:
• كلام إيه اللى بتقوله ده يا أسطى (سيد)، دى حاجة ما تدخلش العقل، (شهاب) النهارده يتم سنه، يعنى مش ممكن يـ.......

قاطعه الأسطى (سيد) مجددًا وهو يتحرك مبتعدًا:
• ده اخر تحذير وبعد كده ما حدش يلومنى

أغلق (وائل) الباب وأتجه إلى حيث يرقد صغيره في ردهة المنزل بعد أن كف عن البكاء:
• ولسه.. بكره تدخلنى القسم بعاميلك دى، أنما قلى ماما فين وسايبانى لوحدى مع الأسطى كوع ..!!!!

جاءه صوت (سوسن) ضعيفًا واهنًا فى نفس اللحظه:
• أنا هنا يا (وائل)

أندفع (وائل) إلى غرفة النوم، حيث جلست (سوسن) على طرف الفراش ممسكة بمعدتها فى الم، فهتف بها منزعجًا:
• مالك، عندك مغص وله إيه ..؟؟

ابتسمت فى إرهاق واطلقت ضحكه صافيه، وهى تسند رأسها على كتفه
• لا يا حبيبي مش مغص، انا حجيب لإبنك أخ

• اااااااااااااااااااااااااااااااخ

تمت بحمد الله

Read More

2 مارس 2003

الأحلام لا تأتي فُرادى

مارس 02, 2003 0
•    (فايز)، (فايز)، إصحى بقى، إيه ده، كل ده نوم..؟؟

تململ (فايز) فى فراشه وفتح عينيه وتثائب فى كسل:
•    صباح الفل يا أحلى زوجة فى الدنيا، يا سلام  بالذمه فى صباح أحلى من كده..؟؟
•    بطل بكش وقوم الساعه بقت 11، إيه ما شبعتش نوم وله ناوى تقضى الأجازه كلها نوم..؟؟!!

امسك (فايز) يد زوجته (ناديه) متنهدًا:
•    حد يبقى معاه القمر ده وينام برضه..؟؟، طبعا حقوم حالاً يا عمرى كله

تورد وجه (ناديه) من عبارات الغزل التي يُطلقها زوجها حينما يكون رائق المزاج:
•    طب يالا أنا نفسي أسبوع الأجازة ده، يبقى أحلى أسبوع فى عمرنا كله
•    أنت تآمر يا جميل وأنا شُبيكي لبُيكي

ضحكت (ناديه) واتجهت لتحضير الأفطار، بينما ينتهي (فايز) من الأغتسال، فتثائب فى قوة، ثم أغمض عينيه ليفيق على صوت زوجته وهى تستحثه على مغادرة الفراش، لحظات وجمعتهما سفرة هادئة مليئة بالمرح والغرام، وبينما يتمازحان ويخططان لقضاء هذا الأسبوع، فجأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه
ترن.. تن تن.. ترن.. تن تن.. ترررررررررن

اتجه (فايز) بخطوات سريعه نحو الباب وهو يُضمر سوءًا للقادم:
•    أيوه يا حما......
•    هاه ما تقول سكت ليه ووشك جاب ميت لون..؟؟
•    حماتى، اهلاً اهلاً، أيه الزيارة السعيدة دي.....!!
•    مش باين هفضل واقفه كده على الباب.....!!

ابتعد (فايز) عن طريق حماته وهو يبتلع ريقه، بينما توقفت (ناديه) مشدوهه وسط الصالة وهى تتمتم:
•    ماما اهلاً خطوة عزيزة

تقافزت شياطين الغضب من عيني الست (رسمية) وهى تنظر إلى أبنتها وزوج أبنتها:
•    جرى إيه، أقوم أمشي، محدش فيكو سلم عليا بنفس ليه، وأنا اللي كنت فاكرة أنكم حتشيلونى من ع الأرض

دفع (فايز) الباب بمنتهى العنف، راسمًا ابتسامة صفراء على شفتيه وهو يجز على أسنانه:
•    وده كلام، ده انتي نورتي يا حماتي، اتفضلي معانا بسم الله، أصل أحنا لسه بنفطر
•    آه قولتولي، ما أنا برضه قلت كده، تعرفوا يا ولاد أنا جاية النهارده بالذات ليه.؟؟

اجاب الأثنان فى نفس واحد:
•    ليه..؟؟!!!!!!!!!
•    النهارده عيد جوازكم وقلت مش معقول تحتفلوا لوحدكم، عشان كده قلت لنفسى يا بت روحى فرفشى معاهم، واهو بالمره اقضي معاكم يومين

هتف (فايز) فى ذهول:
•    إيه يومين......... هنا
•    ومالك اتخضيت ليه، بلاش يومين خليهم أسبوع، وله أسبوع قليل كمان..؟؟

انهار (فايز) على اقرب مقعد، لاعنًا اليوم الذى أخذ فيه الأجازه، بينما شحب وجه زوجته وكاد يحاكي وجوه الموتى، وهى تتراجع لتسقط على ظهرها كالحجر.

<><><><>
•    (ناديه)..(ناديه) فوقى يا بنتي جراليك ايه
•    آآآآآآآه، أنا فين، أنتوا طافيين النور ليه..؟؟

(فايز) يُقبل يد زوجته وعيناه تسبحان فى نهر من الدموع:
•    حمد لله على سلامتك يا عمرى، كده برضه تخضينى عليكى
•    خلاص خلاص يا أستاذ (فايز)، المدام فاقت وان شاء الله حتبقى كويسه، وزى ما قلتلك ده شويه ضعف

انتبهت (ناديه) للمتحدث والتفتت إلى زوجها:
•    مين ده يا (فايز)..؟؟
•    ده الدكتور يا حبيبتى، أصل بقالك أكثر من 10 ساعات مغمى عليكى

هبت (ناديه) من رقدتها مذعوره:
•    إيه 10 ساعات، أنا بقالي 10 ساعات مغمى عليا، ليه..؟؟!!!!!!!!!
•    أنا عارفه يا بنتي،  لازم البعيد مش سأل فيكي ف أكل ولا شرب

تنحنح (الطبيب) فى حرج،  بينما تقافزت شياطين الغضب من عينى (فايز) ثم التفت للطبيب:
•    لمؤاخذه يا دكتور، أخرناك وتعبناك معانا
•    ولا تعب ولا حاجه، ده شغلى يا أستاذ (فايز) حمد لله على سلامة المدام

عاد (فايز) بعد أن أنصرف (الطبيب)، والقى بنظره ناريه على حماته، فقفزت من الفراش وهى تصرخ:
•    إيه بتبصلى كده ليه، أوعى تغلط ولا تفتح بقك، آه مراتك أهيه أنا رايحه أنام كتكوا الهم
•    معلش يا (فايز) حقك عليا دى برضه ف مقام والدتك
•    والدتى، اليوم باظ يا ست هانم، أول يوم ف الأجازه ضاع اونطه، وبسبب أمك، تقدري تقوليلي هنعمل أيه باقى الأسبوع..؟؟؟؟، قوليلى ردى عليااااااااااااااااااا

<><><><>
السادسة صباحًا
تسلل (فايز) على أطراف أصابعه، متجهًا إلى باب الشقه، داعيًا فى سره الا تستيقظ حماته وتفطن إلى الخطه التى وضعها سرًا مع زوجته (ناديه)، لقضاء اليوم خارج المنزل دون أن تشعر (عشان ما تشبطش)، وأقترب فى هدوء من مزلاج الباب و(ناديه) تمسك بيده و....

•    على فين يا ولاد بدرى كده..؟؟، إيه إياكش رايحين تجيبوا الفطار...!!!!!!!!!!

(فايز) في إحباط:
•    اهلاً حماتى، إيه اللى مصحيكى بدرى كده..؟؟
•    وهو أنا نمت اصلاً، بصراحه مكان السرير مش مريحنى خالص، وكويس أنك صاحى بدرى، تعالى بقى أعدل معايا العفش
•    أمرك يا حماتى، طلابتك أوامر!!

<><><><>
•    آآآه يا ظهرى آآآه، الرحمه ياعالم
•    خلاص بقى يا (فايز)، أنت حتلم علينا الجيران كده
•    جيران، ده أنا حشتكيكوا ف جمعية الرفق بالحيوان، يا عالم يا ظلمه، أمك تخلينى أغير مكان عفش الشقه كله لوحدى أمبارح، حد يقول كده هديتوا حيلى حرام عليكوا

ثم وقف يقلد طريقة حماته فى إلقاء الأوامر:
•    لالايا (فايز) شيل الدولاب ده وحطه هنا، وله أقولك حطه هناك، عشان ما يبقاش فى وش الباب
ا
طلت نظرة غضب من عينيه وهو يكمل:
•    وهي مالها..؟؟، تغير عفش بتنا ليه..؟؟، هى ناويه تقعد هنا على طول...؟؟
•    معلش معلش، عمومًا أنا شفتها من شويه بتلبس، الظاهر أنها مروحه

تك....تك، طرقات على باب الغرفة

•    أدخلى يا حماتي، اهلاً إيه مكان السقف مش عاجبك، تحبى أغيره

تضحك وهى تهز كتفيها:
•    يووه جتك إيه يا (فايز) ضحكتنى، لكن الله أنتوا لسه مالبستوش..؟؟
•    نلبس ليه، أحنا هنروح فين..؟؟

بإستنكار وغضب تجيب:
•    أخص عليكوا وأنا اللى قلت أنتوا هتفكروني، النهارده سنوية المرحوم عمك يا (فايز)، وأنا بقى متعوده أروح القرافه وأقضى اليوم كله هناك و........
•    اليوم كله............

<><><><>
طاااااااااخ
•    (فايز) مش كده، هتكسر عفش الشقه
•    سبيني أطلع غلبى ف حاجه، حرام، تلات أيام من الأجازه طاروا ف الهوا، أعمل إيه أتجنن، وله أقولك أخنقها، أيوه أخنقها

•    تخنق مين يا واد، ماله جوزك يا (ناديه)...؟؟

يلتفت (فايز) إلى حماته، التى وقفت مستنده إلى باب غرفة النوم، ثم يقفز كالأرنب وهو يمد يديه نحو رقبتها صارخًا في هستيريا:
•    هخنقك وأستريح، هخنقك

وبصعوبة بالغة تم تخليص حماته من بين يديه بمساعدة بعض الجيران الأشداء، وإن أصرت الست (رسميه) على تقديم بلاغ في قسم الشرطة.

<><><><>
أمام أحد أقسام الشرطة تقف (ناديه) متوترة، وهى تنظر بين الحين والآخر نحو الباب، ثم تندفع فجأه نحو شخص رث الثياب، قذر الهيئة والمظهر، يخرج مُستندًا إلى عصا، لا أحد يعلم من أين أتى بها
•    (فايز) حمد الله على السلامه

وتندفع قطرات الدموع الساخنه من عينيها لتغرق قميص (فايز) الذى علت وجهه نظره ذهول واستغراب:
•    كده برضه، أمك تبيتنى ف القسم، أبات جمب الحرميه والنشالين والعصبجيه، أنا يا (ناديه) يتعمل فيا كده

يرتفع صوت بكاء (ناديه):
•    معلش يا (فايز) حقك عليا، ده لولا الجيران ما كانتش رضيت تتنازل عن المحضر عشان يخرجوك
•    كمان يعنى كانت عايزانى أخش السجن وله إيه.......!!!!!!!!
•    (فايز) أرجوك أحنا ف الشارع، يلا نروح وهناك نتفاهم

يصمت (فايز) مرغمًا، ويتجهان إلى بيتهما القريب من قسم الشرطة، وعندما اقتربا من باب الشقة: 
•    إيه ده أنا سامع صوت هيصه جامده جوه الشقه، أنتِ سايبه التليفزيون وله الراديو قبل ما تنزلى

وهى تفتح الباب:
•    ابدًا مفيش غير ماما، وأكيـ...

تفتح الباب فى تلك اللحظه فتهب عاصفه من خمسة أطفال يتعلقون بـ (فايز) و (ناديه):
•    خالتو، ازيك يا عمو (فايز)

بينما يظهر وجه الست (رسميه) من خلف الحائط المجاور لباب الشقة وهى تضحك فى شماته:
•    أصل أختك أتصلت وقالت إنها رايحه مشوار مهم مع جوزها، وما كانتش عارفه تسيب الأولاد فين، مش برضه لازم نساعدها

يمسك (فايز) برأسه ويتساقط العرق غزيرًا على جبهته وتحول عيناه.

<><><><>
•    (فايز)،  أصحى بقى، خلاص أختى جت أخدت أولادها

هب (فايز) من فراشه وتلفت حوله غير مصدق، ثم نظر فى إسى إلى الشقه، وما حل بها من طوفان الأولاد:
•    بقى دى عمله تعملها فينا الست أمك، حد يقول كده يا عالم هى جيا تخرب بتنا وله إيه...؟؟
•    يا (فايز) مهو أصل أنا بصراحه مش عارفه أقولك إيه، أنا حاسه أنى ف حلم
•    حلم، قولى كابوس، أمك كابوس مش حلم

•    هى مين دى اللى كابوس يا سى (فايز) يا متربى يا متعلم يا أبن الحسب والنسب

ينتفض (فايز) مذعورًا على صوت حماته، ويقفز خارج الفراش وهو يحاول الأبتسام:
•    ابدًا يا حماتى ده أنا بقول لـ (ناديه) على حلم وحش حلمت بيه إمبارح
•    لاء، خير إن شاء الله
•    مفيش يا حماتى كتر خيرك، أصلى خلاص نسيته
•    آه بحسب

ثم تلتفت إلى إبنتها:
•    أنا خارجه، وعلى ما أرجع تكونى وضبتى الشقه مع المحروس جوزك وخدى بالك منه، وابقي غطيه كويس عشان ما يحلمش بكاوبيس تانى

 وما أن أغلقت باب الشقه خلفها حتى انهار (فايز) على الأرض، وبدأ ينتحب بصوت مسموع:
•    حرام، ليه يارب، عملت إيه ف دنيتى بس، حرااااااااااام

يتعاون الأثنان فى تنظيف الشقه و(فايز) لا يكف عن الصراخ على ضياع الأجازه و......

كاااااااااااااك  كاااااااااااااك صو صو صو صو
•    إيه ده إيه الأصوات دى

بذهول يجيب (فايز): 
•    دى جايه من باب الشقه يا ترى إيه

تسرع (ناديه) بفتح الباب بينما يتسمر (فايز) مكانه بينما حماته وبواب العماره ومعهما أزواج من البط والفراخ والوز والكتاكيت يتأهبان لدخول منزله:
•    إيه مالكو حد يشيل عنى، وله هو لاحمد ولا شكرانيه، أنا قلت تربوهم بدل شرا الجاهز والمجمد اللى أنتوا عايشين عليهم

•    نربيهم فين يا ماما
•    ف البلكونه وله الحمام يا روح ماما
•    كفااااااااااااااايه...................

<><><><>
•    (فايز)، (فايز) اصحى بقى إيه أنت لسه حتنام تانى...؟؟؟

هب (فايز) من فراشه مع دفع زوجته (ناديه) له، فتراجعت وهى تشهق فى ذعر:
•    إيه، مالك..؟؟

تلفت (فايز) حوله فى توتر ثم سئل زوجته فى خفوت:
•    إيه النظام، الفجله وقعت وله لسه المانجه ماسخه..؟؟؟؟

نظرت (ناديه) إليه فى ذهول وهى تردد:
•    فجله، ووقعت، ومانجه إيه اللى ماسخه، فى إيه يا (فايز) اوعى تكون بتعمل كده عشان تلغى خروجه السينما..!!!!!!!!!!

ثم اعطته ظهرها وهى تكمل فى غضب:
•    ما أنا عرفاك لما ميكونش ليك مزاج من حاجه، بس يكون ف علمك لو مارحناش السينما النهارده، أنا مش هخرج معاك باقى أيام الأجازه، واحدة بواحدة
•    إيه باقى الأيام، أيام إيه..؟؟

ثم تلفت حوله والحيره تطل من عينيه:
•    هوه النهارده إيه بالظبط..؟؟
•    لا يا شيخ، أنت هتعمل فيها فاقد الذاكرة، النهارده أول أيام أجازتك وعيد جوازنا، وله نسيت ده كمان

ثم أمسكت بورقة موضوعة على الكومدينو وقربتها من وجهه:
•    والورقة دى كمان نستها، مش ده برنامج الأجازه اللى قعدت تكتب فيه طول الليل..؟؟

نقل (فايز) بصره بين زوجته والورقة التي تمسكها، فى بلاهه غير مصدق لما يسمعه، ثم انفجر في الضحك وأخذ يتمرغ على الفراش وهو يصرخ:
•    كل ده كان حلم، معقول كل ده حلم، يا خرابى
•    (فايز) إيه الحكايه، حلم إيه..؟؟

اعتدل (فايز) وهو ما يزال يضحك
•    هقولك كل حاجه بس واحنا بنفطر احسن حاسس انى ميت م الجوع

بعد لحظات جمعتهما سفره هادئه تنتشر فى اجوائها ضحكات (فايز) التى لم تنته بعد
•    وبعدين مش هتقولى إيه حكاية الحلم ده..؟؟
•    هقول، بس أوعدينى لو قلت حاجه تزعلك متزعليش، ماشى..؟؟
•    ماشى يا سيدى قول بقى وخلصنـ.........

تررررررررررن  تررررررررررررررن
•    استنى لما اشوف مين ع الباب..؟؟

هب (فايز) فجأه وهو يسترجع حلمه
•    لاء بلاش، بلاش تفتحى

ولكن تحذيره جاء بعد فوات الأوان
•    مين، ماما اهلاً اهلاً، خطوة عزيزة
•    أزيك يا (فايز) يا بنى عامل إيه...؟؟
•    حماتى اهلاً اهلاً

وسقط مجددًا

بلا حراك

تمت بحمد الله
Read More

Post Top Ad