Hossam Ramadan
مايو 21, 2011
أتحدث عن د. نبيل العربي بالتأكيد، فمن غيره أستحق لقب وزير خارجية الثورة!!
الأسبوع الماضي شهد واحد من أكبر اللوغاريتمات المصرية في تاريخها الحديث؟، فبعد أسابيع من الدفع بأسم د. مصطفى الفقي (عضو مجلسي الشعب والشورى سابقا، وأحد رجال النظام الساقط "عمل سكرتيرا للرئيس المخلوع مبارك للمعلومات بين عامي 1985، 1992") إلى صدارة الترشيحات لخلافة عمرو موسى على مقعد رئاسة جامعة الدول العربية، إذ يستعد الأخير لخوض أنتخابات الرئاسة المصرية 2011.
فجأة وأثناء جلسة التصويت الحاسم للإختيار بين الفقي وعبد الرحمن العطية (القطري)، تم تعليق الجلسة، وعقد اجتماع مغلق بين ممثلي الدولتين (مصر وقطر) أنتهى بسحب المرشحين، والدفع بأسم د. نبيل العربي ليتم اختياره بالإجماع!!.
وجرت العادة عبر ستة أمناء للجامعة العربية كان آخرهم عمرو موسى، أن يحدث توافق عربي حول المرشح المصري باستثناء الفترة من 79 إلى 90 التي تولى فيها الشاذلي القليبي (التونسي) أمانة جامعة الدول العربية، إلا أن هذه المرة كانت الأولى التي تشهد تنافساً مصرياً قطرياً بين الفقي والعطية دون أن ينسحب أحدهما لصالح الآخر، وفي ظل هذه المنافسة لم يتمكن أحد المرشحين من الحصول على النسبة اللازمة لحسم المنصب وهي ثلثي الدول الأعضاء بالجامعة، أي موافقة 15 دولة بعد تجميد عضوية ليبيا، فقد حصل الفقي على 12 صوت، والعطية على خمسة أصوات.
وقالت مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية أنه كان من المتفق عليه بين الجانبين المصري والقطري هو الدفع بمرشح مصري بديلاً عن الفقي في حالة ما لم يحصل هو أو منافسه القطري على النسبة المشار إليها لحسم المنصب، الأمر الذي حدث بالفعل ومعه دفعت مصر بالدكتور نبيل العربي.
لا أنكر سعادتي بسقوط الفقي، لا سيما وأنه لم يكن ليقدم أي جديد تماما كسلفه الطامع في رئاسة مصر (عمرو موسى)، والذي أكد أنه في حال فوزه بمقعد الرئاسة سيلتزم بسياسة الرئيس المخلوع خارجيا!!.
لكن في الوقت نفسه جاء الخبر ليطرح تساؤلا شديد الأهمية، عن مخزى التمسك المصري بجامعة الدول العربية (هلامية الدور)، والتضحية بأول وزير خارجية يرفع الشأن المصري فوق المصالح الشخصية منذ ثلاث عقود.
" نبيل العربي الذي لم يمض على توليه حقيبة الخارجية أكثر من شهرين (تم تعيينه في 7 مارس 2011، وأسندت إليه مهمة قيادة جامعة الدول العربية في 15 مايو 2011 ) نجح خلال تلك الفترة الوجيزة في:
- حل أزمة المصريين العالقين على الحدود التونسية النازحين هربًا من عمليات القتل التي ترتكبها كتائب القذافي في ليبيا.
- حل أزمة المهندس المصري المحتجز في سوريا بتهمة الجاسوسية والإفراج عنه.
- المساهمة في نجاح المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، بعد شقاق دام أربع سنوات!!.
- البدأ في إجراءات إعادة العلاقات المصرية الإيرانية.
- التمهيد لحل أزمة مياه النيل عبر إجراء اتصالات قوية مع دول الحوض كان لها نتائج إيجابية ملحوظة.
- زيارة الفاتيكان لتهدئة وتلطيف الأجواء التي لم تكن كلها إيجابية خلال الفترة الماضية. "
إضف إلى هذا منهجه شديد القوة والوضوح في التعامل إعلاميا مع العدو الصهيوني، بعد أن اتخذ قرارا (يعتبر أسطوريا) بإعادة افتتاح معبر رفح بشكل دائم من أجل تخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ومد أهالي القطاع بكامل الإحتياجات الإنسانية، ما اعتبرته إسرائيل (على لسان سيلفان شالوم الرجل الثاني في الحكومة الإسرائيلية "تطور مقلق"، مشيرا إلى أن على بلاده الاستعداد لإستيعاب التغييرات الكبيرة في مصر وعلى المستوى الإقليمي!!.
كما هاجم العربي اتفاقية تصدير الغاز الموقعة بين مصر وإسرائيل مشيرا إلى أنها اتفاقية تجارية يختص بها وزير البترول المصري يمكن تعديلها خاصة بند الثمن لتتناسب مع الاسعار العالمية للغاز ، سواء بقوة قاهرة مثل ثورة الخامس والعشرين من يناير أو بدونها.
وأكد العربي في عدة تصريحات أن مصر لها وزن كبير ودور تاريخى مهم وإسهامات فى جميع المجالات الدولية وليس فقط فى العالم العربى ومحيطها الأفريقى. ولا يليق أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التى تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية فى القانون الدولي، مؤكدا أن أسلوب العمل في ظل نظام الرئيس المخلوع كان يتسم بالعشوائية!.
كل تلك النتائج الإيجابية التي جرت على ارض الواقع في الفترة القصيرة جدا التي تولى فيها د. نبيل العربي حقيبة الخارجية، تجعلنا نتسائل بشدة.. هل للأهتمام المصري بمنصب شرفي كرئاسة جامعة الدول العربية له ما يبرره، في ظل الحاجة الماسة لإستمرار العربي وزيرا للخارجية؟
الإجابة عن هذا السؤال.. يملكها د. نبيل بنفسه، فهو بقيادته لـ 22 دولة أعضاء في الجامعه، سيجيب على السؤال الهام، وغيره من الأسئلة عن الدور الحقيقي المفترض أن تقوم به الجامعة في المنطقة إقليميا، وعلى الساحة الدولية أيضا.
فمنذ أنشئت الجامعة في الثاني والعشرين من مارس 1945، وحتى تاريخه.. لم يكن للقمم المتكررة سنويا بالتبادل في عواصم الدول الأعضاء، أي تأثير يذكر على المشاكل التي يعاني منها العرب، فلا أنتهت مشاكل القدس المحتلة، ولا الجولان، وتفاقمت أزمات الجنوب والشمال السوداني، وليبيا تشتعل بحرب أهلية، واليمن وسوريا والبحرين تعاني من إنشقاق داخلي قد يقود إلى كارثة، والجامعة تكتفي بإجتماعات وتنديد وشجب، وقرارات هلامية مصيرها الأدارج.
التحدي الذي ينتظر د. نبيل العربي في هذ المنصب كبير للغاية، فهو مطالب بتفعيل دور لكيان متهالك، أشبه بـ "خيال مآته" وجوده لا يقدم ولا يؤخر.
مطالب بجمع الشمل العربي على كلمة واحدة، لها قوة على أرض الواقع، ولا تكتفي بقرارات واجتماعات قمة تنتهي على لا شيء.
فهل يمكن أن نسمع في القريب عن السوق العربية، والعملة الموحدة، وجيش الدفاع المشترك، وفتح الحدود، ومثلها من الأحلام التي ظلت تراود العرب ليروها تتحقق واحدة تلو الآخرى أوروبيا، بينما نكتفي بالمشاهدة والحسرة.
هل يمكن أن يكون د. نبيل العربي هو (صلاح الدين) القرن الحادي والعشرين، فيجمع العرب خلف لواء واحد وكلمة تهتز لهيبتها دول العالم، وتعمل لها ألف حساب.. ومحليا، هل تتراجع الإيجابيات التي تحققت في عهد وزير خارجية الثورة، أم يسير سلفه "الذي لم يُكشف عن اسمه حتى الآن" على نفس خطاه؟
الأسبوع الماضي شهد واحد من أكبر اللوغاريتمات المصرية في تاريخها الحديث؟، فبعد أسابيع من الدفع بأسم د. مصطفى الفقي (عضو مجلسي الشعب والشورى سابقا، وأحد رجال النظام الساقط "عمل سكرتيرا للرئيس المخلوع مبارك للمعلومات بين عامي 1985، 1992") إلى صدارة الترشيحات لخلافة عمرو موسى على مقعد رئاسة جامعة الدول العربية، إذ يستعد الأخير لخوض أنتخابات الرئاسة المصرية 2011.
فجأة وأثناء جلسة التصويت الحاسم للإختيار بين الفقي وعبد الرحمن العطية (القطري)، تم تعليق الجلسة، وعقد اجتماع مغلق بين ممثلي الدولتين (مصر وقطر) أنتهى بسحب المرشحين، والدفع بأسم د. نبيل العربي ليتم اختياره بالإجماع!!.
وجرت العادة عبر ستة أمناء للجامعة العربية كان آخرهم عمرو موسى، أن يحدث توافق عربي حول المرشح المصري باستثناء الفترة من 79 إلى 90 التي تولى فيها الشاذلي القليبي (التونسي) أمانة جامعة الدول العربية، إلا أن هذه المرة كانت الأولى التي تشهد تنافساً مصرياً قطرياً بين الفقي والعطية دون أن ينسحب أحدهما لصالح الآخر، وفي ظل هذه المنافسة لم يتمكن أحد المرشحين من الحصول على النسبة اللازمة لحسم المنصب وهي ثلثي الدول الأعضاء بالجامعة، أي موافقة 15 دولة بعد تجميد عضوية ليبيا، فقد حصل الفقي على 12 صوت، والعطية على خمسة أصوات.
وقالت مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية أنه كان من المتفق عليه بين الجانبين المصري والقطري هو الدفع بمرشح مصري بديلاً عن الفقي في حالة ما لم يحصل هو أو منافسه القطري على النسبة المشار إليها لحسم المنصب، الأمر الذي حدث بالفعل ومعه دفعت مصر بالدكتور نبيل العربي.
لا أنكر سعادتي بسقوط الفقي، لا سيما وأنه لم يكن ليقدم أي جديد تماما كسلفه الطامع في رئاسة مصر (عمرو موسى)، والذي أكد أنه في حال فوزه بمقعد الرئاسة سيلتزم بسياسة الرئيس المخلوع خارجيا!!.
لكن في الوقت نفسه جاء الخبر ليطرح تساؤلا شديد الأهمية، عن مخزى التمسك المصري بجامعة الدول العربية (هلامية الدور)، والتضحية بأول وزير خارجية يرفع الشأن المصري فوق المصالح الشخصية منذ ثلاث عقود.
" نبيل العربي الذي لم يمض على توليه حقيبة الخارجية أكثر من شهرين (تم تعيينه في 7 مارس 2011، وأسندت إليه مهمة قيادة جامعة الدول العربية في 15 مايو 2011 ) نجح خلال تلك الفترة الوجيزة في:
- حل أزمة المصريين العالقين على الحدود التونسية النازحين هربًا من عمليات القتل التي ترتكبها كتائب القذافي في ليبيا.
- حل أزمة المهندس المصري المحتجز في سوريا بتهمة الجاسوسية والإفراج عنه.
- المساهمة في نجاح المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، بعد شقاق دام أربع سنوات!!.
- البدأ في إجراءات إعادة العلاقات المصرية الإيرانية.
- التمهيد لحل أزمة مياه النيل عبر إجراء اتصالات قوية مع دول الحوض كان لها نتائج إيجابية ملحوظة.
- زيارة الفاتيكان لتهدئة وتلطيف الأجواء التي لم تكن كلها إيجابية خلال الفترة الماضية. "
إضف إلى هذا منهجه شديد القوة والوضوح في التعامل إعلاميا مع العدو الصهيوني، بعد أن اتخذ قرارا (يعتبر أسطوريا) بإعادة افتتاح معبر رفح بشكل دائم من أجل تخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ومد أهالي القطاع بكامل الإحتياجات الإنسانية، ما اعتبرته إسرائيل (على لسان سيلفان شالوم الرجل الثاني في الحكومة الإسرائيلية "تطور مقلق"، مشيرا إلى أن على بلاده الاستعداد لإستيعاب التغييرات الكبيرة في مصر وعلى المستوى الإقليمي!!.
كما هاجم العربي اتفاقية تصدير الغاز الموقعة بين مصر وإسرائيل مشيرا إلى أنها اتفاقية تجارية يختص بها وزير البترول المصري يمكن تعديلها خاصة بند الثمن لتتناسب مع الاسعار العالمية للغاز ، سواء بقوة قاهرة مثل ثورة الخامس والعشرين من يناير أو بدونها.
وأكد العربي في عدة تصريحات أن مصر لها وزن كبير ودور تاريخى مهم وإسهامات فى جميع المجالات الدولية وليس فقط فى العالم العربى ومحيطها الأفريقى. ولا يليق أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التى تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية فى القانون الدولي، مؤكدا أن أسلوب العمل في ظل نظام الرئيس المخلوع كان يتسم بالعشوائية!.
كل تلك النتائج الإيجابية التي جرت على ارض الواقع في الفترة القصيرة جدا التي تولى فيها د. نبيل العربي حقيبة الخارجية، تجعلنا نتسائل بشدة.. هل للأهتمام المصري بمنصب شرفي كرئاسة جامعة الدول العربية له ما يبرره، في ظل الحاجة الماسة لإستمرار العربي وزيرا للخارجية؟
الإجابة عن هذا السؤال.. يملكها د. نبيل بنفسه، فهو بقيادته لـ 22 دولة أعضاء في الجامعه، سيجيب على السؤال الهام، وغيره من الأسئلة عن الدور الحقيقي المفترض أن تقوم به الجامعة في المنطقة إقليميا، وعلى الساحة الدولية أيضا.
فمنذ أنشئت الجامعة في الثاني والعشرين من مارس 1945، وحتى تاريخه.. لم يكن للقمم المتكررة سنويا بالتبادل في عواصم الدول الأعضاء، أي تأثير يذكر على المشاكل التي يعاني منها العرب، فلا أنتهت مشاكل القدس المحتلة، ولا الجولان، وتفاقمت أزمات الجنوب والشمال السوداني، وليبيا تشتعل بحرب أهلية، واليمن وسوريا والبحرين تعاني من إنشقاق داخلي قد يقود إلى كارثة، والجامعة تكتفي بإجتماعات وتنديد وشجب، وقرارات هلامية مصيرها الأدارج.
التحدي الذي ينتظر د. نبيل العربي في هذ المنصب كبير للغاية، فهو مطالب بتفعيل دور لكيان متهالك، أشبه بـ "خيال مآته" وجوده لا يقدم ولا يؤخر.
مطالب بجمع الشمل العربي على كلمة واحدة، لها قوة على أرض الواقع، ولا تكتفي بقرارات واجتماعات قمة تنتهي على لا شيء.
فهل يمكن أن نسمع في القريب عن السوق العربية، والعملة الموحدة، وجيش الدفاع المشترك، وفتح الحدود، ومثلها من الأحلام التي ظلت تراود العرب ليروها تتحقق واحدة تلو الآخرى أوروبيا، بينما نكتفي بالمشاهدة والحسرة.
هل يمكن أن يكون د. نبيل العربي هو (صلاح الدين) القرن الحادي والعشرين، فيجمع العرب خلف لواء واحد وكلمة تهتز لهيبتها دول العالم، وتعمل لها ألف حساب.. ومحليا، هل تتراجع الإيجابيات التي تحققت في عهد وزير خارجية الثورة، أم يسير سلفه "الذي لم يُكشف عن اسمه حتى الآن" على نفس خطاه؟