- وده إيه ده حضرتك؟
كنت أتطلع بشغف حقيقي يمتزج بنسبة عالية من الرعب إلى ما يبدو أنه قطعة قماشية مهترئة تتدلى من يد الهيكل العظمي الذي افترش الأرض حرفيا مستندا إلى جدار تساقط طلاؤه، تُحيط به عشرات الأكواب الفارغة وكم لا بأس به من أعقاب السجائر التي أستهلكها طوال الساعات الثلاث الفائتة التي كان يقُص عليّ وعلى إنجي فيها حكاية كنز العائلة المدفون وخريطة الكنز المرسومه على قميص جده الراحل!
- اسمع مني يا أخو، أنت وجيجي محبتكم عندي أغلى من أيوتها كنز، وكفاية أنكم مش مقصرين معايا في الشاي والسجاير من وقت ما أتقابلنا
كانت إنجي في عالم آخر، لم أسمع صوتها تقريبا منذ رأينا صاحبنا للمرة الأولى، بينما الفضول يلسعني لسعا لمعرفة ماهية الكنز الذي نحن على وشك أن نظفر به وحدنا لتتغير حياتنا ربما للأبد.
- أنا مش هنحكيلك أكثر من اللي قولناه، الخريطة دي، فيها مكان الكنز بالمضبوط، وكل اللي عليك أنك توصله وتطلعه، هدية مني ليك أنت والسنيورة مراتك، بس الله يكرمك يعني، وأنتم ماشيين متنسونيش في شوية شاي، وابقى تعالوا زوروني متقطعوش بيا!
لمعت عينا إنجي كمصباح جديد مع سماعها للفظ "ماشيين"، فهبت من مكمنها في أحد الأركان وتشبثت بذراعي كطفل سمع صوت أمه وقد عادت لإصطحابه بعد أنتهاء أول أيامه في KG1.
لم أناقش الهيكل العظمي في أي تفاصيل جديدة، وحمدت الله على خروجنا سالمين زوجتي وانا من مملكته الخاصة، حتى أنني وطوال أسبوعين تاليين لم أجرؤ على فض تلك القماشة ومطالعة ما بها، قبل أن يدفعني فضولي مجددا لفحصها بينما إنجي تغط في نوم عميق في أحدى الليالي الباردة.
ثلاثة أشهر تقريبا، وأنا أحاول الربط بين الموقع المرسوم وخرائط جوجل لتحديد مكان الكنز، حتى نجحت أخيرا بعد مراجعة عدد لابأس به من كتب التاريخ عن مصر الفرعونية، وصراع الملك أحمس مع الهكسوس والقراصنة!
نعم، بالضبط تخمينكم في محله، جد صديقي الهيكل العظمي كان من الهكسوس، وقد رسم الطريق إلى كنزه الخاص على قميص قماشي كان يرتديه في آخر معاركه مع أحمس وسلمه إلى ولده الذي بدوره سلمه إلى ولده وهكذا حتى وصل إلى يد صديقي العظمية.
ما علينا.. التفاصيل الكثيرة التي أستغرقت ثلاثة أو أربعة أشهر آخرى أنتهت بأن عثرت على الكنز اللطيف في مكان ما بأحد جبال الأقصر، وبعد فتح الصندوق كان أن وجدت جمجمة جد جد صديقي الهيكل العظمي، مع أوراق نبات ما أعتقد أنه شاي.. أو تبغ!
تمت
________________________
إنجي 1
إنجي 2