فاضل ربع الساعة والنور يقطع على أم المنطقة بحالها، من أول الشارع العمومي لحد أصغر حارة وزقاق.
معتليا قمة أعلى الأسطح التي تكسوها أطباق الأستقبال مختلفة الأحجام وأطنان من المخلفات المنزلية والأوساخ، يقف (فات مان) بحرملته وقناعه وزيه الأسود المميز، والمشبك الخشبي الذي تعود وضعه على انفه ليغير ملامحه وليحميه في الوقت نفسه من الروائح الكريهة التي تنبعث من هنا وهناك، خاصة في الحي الشعبي الغريب الذي يقيم فيه حيث تهوى ربات البيوت تربية أنواع مختلفة من الدواجن والطيور وأحيانا الأغنام كنوع من الأكتفاء الذاتي وتوفير مصادر رخيصة للغذاء!.
عليه أن ينتظر ربع ساعة فقط ليبدأ، فبحسب المؤشر الذي يظهر بين الحين والاخر على قنوات الـ CBC لتحذير قاطني المحروسة من قرب إنقطاع التيار الكهربائي بسبب زيادة الأحمال، لم يعد عليه الإنتظار إلا لربع الساعة فقط.
(فات مان) الذي لطالما حارب الشر والظلام والعنف المفرط في (جوثام) سيتي، قبل أن يجبره التقدم في السن وتجرؤ صغار المنحرفين في المدينة على التقاعد ثم الرحيل، فالتحول بعد استقراره في أحد الأحياء الشعبية المصرية إلى شخص بدين تافه نكدي وكنباوي، وجد ضالته أخيرا للإنتقام ممن تسببوا في تحوله من حامل لواء العدالة والشرف إلى كيان ملظلظ يصعُب التعرف على حقيقة ملامحه المختفية خلف أطنان من الغل والحقد والكراهية والمحشي والملوخية بالسمن البلدي.
(فات مان) الوطواط السابق، قرر أن يُحيل حياتنا جحيما في ساعات إنقطاع التيار الكهربي، سرقةٍ ونهبا وقتلا وخطفا وتعذيبا، لكل من سيوقعه حظه العثر بين يديه المبطرختين.
فات مان عاد لينتقم!